ذكرى43 لصوريا والحقوق المصانة!!



في يوم 16\09 من كل عام تمر علينا ، ذكرى مؤلمة وحزينة على الشعب العراقي عامة والكلداني والكردي خاصة ، تلك القرية المسالمة الأمينة بفلاحيها وكسبتها وبساطتها ، بفقرها وأيمانها الروحي المختلط ، بمسيحييها ومسلميها وتعائشهم السلمي ، أريقت دماء الطفولة والشبيبة والشيخوخة ، بلا مبرر يذكر مناقضاّ للقانون والدستور العراقي المؤقت ، بحماقة وعنجهية منافية للواجب العسكري ، بدلاّ من حماية هؤلاء الناس في المنطقة ، فعلوا العكس وبالضد من متطلبات الواجب العسكري وتطلعات الأنسان ، كانت ردة فعل من الملازم عبد الكريم الجحيشي ، هي الأنتقام من هؤلاء المسالمين المجردين من السلاح ، هذا الملازم المجرم بحق الانسانية ، فعل فعلته بخسية وثأر طائش من سكان القرية ، بتعمد وبوعي كاملين ، حيث تبين بان الثوار الكردستانيين في عام 1964 ، قتلوا من أقاربه وعشيرته ما يقارب 36 من اللهيب (الجحيش) ، في قاعدة لقوات الفرسان من المتطوعين الجحيش ، هدفهم محاربة الثورة الكردستانية لدعم ومساندة الحكومة العراقية في حربها الداخلية ، لأنهم جندوا أنفسهم مرتزقة من أجل الغزو والرواتب المغرية ، بالضد من تطلعات الشعب الكردستاني ، بحقه في الحياة والحرية وبناء الديمقراطية ومستقبلهم وصولاّ للحكم الذاتي المنشود ، لكن الثوار أطلقوا عليهم الجحوش ، وكانت دماء الطرفين مباحة بينهما ، هجوم الثوار والعمليات البطولية كانت محقة ، كونها تقع في أراضي كردستان من جهة ، ومقاتلي السلطة (الجحوش) كانوا قوات مرتزقة ، يدعمون السلطات العراقية مقابل الفلوس والتأر والغزو والانتقام ، من دون وعي يذكر متلازماّ للجهل المحدق ، فزرعوا الروح العنصرية والتسلط القومي والمذهبي والانتقامي ، بعيدا عن روح العصر والأنسانية وتطورها المطلوب ، وعليه أقدم الجحيشي بفعله الثأري ، بقتل المسالمين في صوريا الكلدانية المسالمة ، والتي كانت المحصلة النهائية للحدث 38 شهيداّ غالبيتهم من كلداني القومية ، وعدد كبير من الجرحى آلامهم لا زالت قائمة للأحياء منهم ، وهنا تطرق الأستاذ بطرس آدم في مقالته المنشورة في مواقع عديدة ، كونه ضابط أداري سابق في نفس لواء الضابط الجحيشي ، اليكم المقتطف منها أدناه:


وهنا تدخلت عشيرة المدان كريم الجحيشي( عشيرة اللهيب ) لدى اعلى المراجع مذكرينهم بتضحيات عشيرتهم عندما أعطوا أكثر من ستة وثلاثين شهيدا من الفرسان الذين كانوا في قاعدة ديربون عام 1964 عندما أحتل الأكراد القاعدة وقتلوا ستة وثلاثين من الفرسان


وحسب الراوي أن الملازم عبد الكريم الجحيشي حكم بالاعدام ، من قبل الفرقة الرابعة لكن تدخل العشيرة لدى السلطة البعثية البكرصدام ، حالت دون تنفيذ الحكم الصادر بحق المدان ، ليبقى طليقاّ حراّ رغم جريمته المدانة عالمياّ ، من خلال القانون العسكري العراقي ، وعليه السلطة البعثية العبثية ، تتحمل الوزر الأكبر في حماية القتلة واالمجرمين ، لأسباب عنصرية عروبية شوفينية معروفة للداني والقاصي ، بالأضافة الى الضربة الصاعقة للقانون العراقي ، والذي كان دائما مخترقاّ ، ويتعامل معه بأزدواجية ومزاجية ، وهكذا سارت الأمور من سيء الى الأسوء ، وتطورت سوءاّ في أصدار القرارات والقوانين من قبل ما يسمى بمجلس قيادة الثورة ، وحسب المزاج الشخصي لدكتاتورية الحالكم الأستبدادي. اليكم مقتطف آخر من مقالة الاستاذ الشماس بطرس آدم أدناه يؤكد صحة القول أعلاه:


على أثر الجريمة تم تشكيل مجلس تحقيقي بالكارثة في مقر فرقة المشاة الرابعة التي كان اللواء والفوج من ضمن قطعاتها , وقرر المجلس التحقيقي تطبيق المادة القانونية الملائمة بالأعدام رميا بالرصاص على المجرم عبد الكريم الجحيشي ورفع الى المراجع القانونية للتأييد وأيداعه الى رئاسة الجمهورية للموافقة على التنفيذ


وللأسف السلطة البعثية العربية العنصرية ، لم يروق لها تنفيذ القانون العادل بحق المجرم ، كما فعلت لاحقاّ في جميع ممارساتها المدانة خلال اربعة عقود لقيادة البلد ، وبالضد من روح الوطنية والأنسانية لتطلعات الشعب العراقي عموماّ والأقليات القومية خصوصاّ


عليه ننحني أجلالاّ وأحتراماّ لشهداء صوريا ، ولكل شهداء العراق من جميع مكوناته القومية والاثنية والدينية ، روحيين وعلمانيين ، فقراء كسبة وفلاحين مسالمين ، نساءأّ ورجالاّ ، أطفالاّ وشيوخاّ ، ومنهم مختار صوريا خمو وابنته الخالدة ليلى البطلة ، فالف والف رحمة في ذكراهم الخالدة الثالثة والاربعين ، داعين ومطالبين ومذكرين ، السلطتين المركز والاقليم ، أنصاف هؤلاء المضحين معنويا ، والناجين من المذبحة مادياّ ومعنوياّ ، وتعويضهم عن خسائرهم ومعاناتهم وضرورة أنصافهم ، خاصة والضحايا دفنوا جميعاّ ، في مقبرتين جماعيتين بنفس القرية ، حيث تم معالجة انتشال الضحايا منهما ، وترتيب مقابر أنفرادية لكل ضحية على حدة ، وبما يليق بالأنسان كل واحد في قبره ما بعد وفاته أو أستشهاده ، وتلك حالة أيجابية تثمن عليها حكومة أقليم كردستان ، واليوم وكل الأيام نطالب لرد الأعتبار للضحايا العزل ولذويهم والناجين منهم ، أسوة بأقرانهم شهداء كردستان ومنهم حلبجة وبرزان ، وعليه نكرر مطالبة شعبنا بأنصاف هؤلاء المساكين المضحين ، شهداء الثورة ، شهداء كردستان ، وشهداء العراق والأنسانية ، فلولا هؤلاء المضحين ، لم تحصل كردستان على ما آلت اليه الآن ، لذا يتطلب من حكومة كردستان والعراق ، الأسراع الفوري لأستكمال قضيتهم التي تتراوح ، في مكانها منذ عقود متعددة من السنوات المدمرة للانسان الكردستاني.


والى الامام من أجل الحق والعدالة للشعب العراقي عامة ، ومأساة ومعاناة وصوريا خاصة.
المجد والخلود لشهداء العراق
المجد والخلود لشهداء الكلدان
المجد والخلود لشهداء صوريا المناضلة


ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
15\09\12

You may also like...