دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات في الحد من هجرة أبناء شعبنا

                                      

أن موضوع الهجرة موضوع طويل جدا وله أسبابه ودواعيه الكثيرة والتي يطول شرحها والدخول في تفاصيلها , خاصة هجرة أبناء شعبنا أي المسيحيين بصورة عامة وبالذات بعد الأحتلال الأمريكي للعراق وسقوط النظام السابق عام 2003 وما جرى بعد ذلك من أختلال في الأمن وأنتشار الطائفية ونشاط المليشيات وقوى الأرهاب وماكان لذلك من تأثير مباشر في أزدياد أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء الى دول الجوار ومنظمات الأمم المتحدة بعد أن طالها القتل والتهديد والخطف ضمن سياسة محاربة الأقليات وأسلمة العراق بشكل كامل ..

 

لقد تناول الكثير من كتابنا ومثقفينا موضوع الهجرة وماله من تأثير على وجودنا وهويتنا في وطننا الأم ( العراق ) خاصة أننا الأصل والأساس في هذا البلد العريق ذو التاريخ الطويل والممتد لسبعة آلاف عام تقريبا .

 

وفي مقالي هذا سوف لن أدخل في تفاصيل الهجرة وأسبابها .. أذ أن لكل منا ظروفه الخاصة وقناعاته الشخصية ورأيه ومايهمه ويهم مستقبل عائلته , غير أنني سأنوّه الى نقطة مهمة جدا ً وهي مرحلة مابعد الهجرة والوصول الى بلدان الله الواسعة خاصة أميركا وكندا وأستراليا , التي هي دول اللجوء بالدرجة الأساس وفيها جالية كبيرة من أبناء شعبنا ومنهم من هاجر منذ السبعينيات والثمانينيات وعاشوا وتأقلموا مع الحياة هناك .. سواء من حيث اللغة أو العادات والتقاليد وكثير من الأمور الحياتية الأخرى .. ولاننسى أنهم هاجروا في وقت يختلف عما نحن فيه الآن .. من حيث أعداد المهاجرين في هذه الدول والغلاء العالمي والأزمات المالية وحيث أن ظروف الحياة أختلفت على مستوى العالم ككل , ولحسن الحظ أن لنا في هذه البلدان الكثير من منظمات المجتمع المدني والجمعيات وبأدارات وهيئات عامة وعضوية الكثير من أبناء شعبنا ولها من التأثير في الحياة والمجتمع ككل الشيء الكثير ولها من العلاقات والأرتباطات العامة سواء في بلدان المهجر أو في أرض الوطن الكثير أيضا ,

 

أعود فأقول .. أن الكثير من أبناء شعبنا وبعد أن مُنحوا اللجوء ووصلوا الى هذه البلدان وبالأخص أميركا باتوا يعانون من عدة أمور كصعوبة العيش والتأقلم وقلة فرص العمل خاصة بعد الأزمة المالية العالمية التي تجتاح الكثير من البلدان .. ولأن الأكثرية منهم قد صرفوا مدخراتهم وأموالهم في مراحل الأنتظار الطويلة .. كما أن هناك صعوبة الأندماج في هذه المجتمعات التي هي عالم مختلف كلياً ً للأكثرية من اللاجئين عما عاشوا وأعتادوا عليه في وطنهم الأم , والكثير منهم يودون العودة ويتمنوا لو أنهم لم يغادروا البلد أساسا ً , وهذا واقع حال يؤيدني فيه الكثير .. كما وأن الكثير من اللاجئين وبعد أن عانوا مما ذكرنا من واقع أصبحوا بين نارين نار البقاء والأستمرار .. وهذا صعب عليهم وهاجس العودة الى الوطن وهذا أصعب لأن فيهم من كان مهددا أو مخطوفا وألخ .. وهنا أقول ومع كل الأسف أن الكثير من أبناء شعبنا هاجروا وهجروا الوطن دون أسباب تذكر , فقط شبه حسد من الآخرين .. أو لماذا ذهب فلان ؟ ولماذا سافر علان  ؟ وهكذا وهذا مالاحظته في الكثير من العوائل المهاجرة  وأنا هنا ومع أحترامي الشديد لهم لاأفرض رأي الشخصي عليهم أو أتدخل في أمورهم أبدا .. بل بالعكس أود لهم كل الخير والتوفيق أينما حلوا , ومازال هاجس الهجرة والسفر موجود لدى الكثيرين في أرض الوطن أذ أنهم يحسبون أن هذه البلدان هي جنة الله على الأرض ! أو أن هناك من يغريهم بالكلام والمديح .. والكل يعلم أن الحياة في هذه البلدان خاصة في الفترة الأخيرة أصبحت صعبة للغاية , والتأقلم أصعب وعائق اللغة والكثير من الأمور التي يطول شرحها والأكثرية يشاهدون ويتحدثون الى أهاليهم وذويهم ويسمعون منهم شخصيا كيف أن هذه البلدان وواقع الحال فيها هو عير ماكانوا يتصورونه تماما  ! وحتى في هذا فالكثير منهم لايصدق ويصمم أن يخوض التجربة بنفسه !

 

وهنا يأتي دور الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في التوعية وأعطاء المعلومات والنصائح بكل صراحة وجدية عن واقع الحال وبأعتقادي هذا من صميم واجبهم لأن المعنيين بالأمر هم أبنائهم وأقاربهم وذويهم .. وكما ذكرت فأن لنا من الجمعيات الكثير وليكن ضمن برامجها وخطط عملها موضوع الهجرة لأهميته .. قد يفهم البعض غير ذلك غير أنني أقول ماعليهم سوى توضيح الأمور وشرح الحقائق عن طريق اللقاءات والأجتماعات والأنترنت عسى ولعل أن يتعظ البعض من أبناء شعبنا وتصبح لهم القناعة بعدم الأستعجال والتأني في أتخاذ قرار الهجرة والسفر وأولا وأخيرا لكل منا رأيه وقناعاته كما ذكرت في بداية مقالي .. وأنا لم أبدي في الموضوع ألا رأي بسيط ونصيحة متواضعة .. وفق الله الجميع .

          15 / 9 / 2011 / كندا

You may also like...