دروس مَحُو الأُمّية لمن يَجْهل تاريخ الكلدان في القومية ( الدرس الرابع ) بقلم د. عبدالمسيح بويا يلدا

خاص كلدايا نت

هذه سلسلة دروس تخص تاريخ الكلدان في بلاد بين النهرين دجلة والفُرات وأيضاً تاريخ الشعوب المُجاورة. إذن لا يحُق لأي أثوري (كلداني نسطوري) من الذين جَلَبَتْهم بريطانيا (في أحداث الحرب العالمية الأولى) من هكاري/تركيا وأورمية/إيران أن يُعَلّق على نصوص هذه الدروس بأي شكل لإنهم ليسوا عراقيين.

إقرأ الاخبار الصحيحة عن الكلدان باللغة العربية والانكليزية في صفحة كلدايا نت أو صفحة البطريركية الكلدانية أو في صفحة كنيسة ألمشرق:

www.kaldaya.net

Chaldean Patriarch — > http://saint-adday.com/

Kaniisatel Mashriq — > http://saint-adday.com/old_website/index.htm

وليس في موقع عنكاوة كوم الذي تديره الحركة الـ لا ديمقراطية والـ للاشورية (الزوعة) المعادية للقومية الكلدانية ونصبت على إدارته كلدان مأسورين، مسلوبي الإرادة، أيادهم مُقّيدة ولسانهم مربوط بشروط الراتب الذي يقبضونه من الزوعة. حيث بعد ان اغتصبت الزوعة موقع عنكاوة كوم، اصبح من حيث اسمه يبدوا وكأنه واجهة كلدانية ولكن في داخله تعمل *ذئاب خاطفة* مُختصة بلإساءة الى قومية عنكاوة الكلدانية واصبح الموقع يُرَوّج بضاعة إكسباير مثل اشور واشوريون وجعل في نفس الوقت ممنوعاً نشر كلمة القومية الكلدانية.. ومن يشِك في حُكمي، فلِـيَـتَـفَـضّل ويرسل هذه النصوص للنشر في موقع عنكاوة كوم. من ثِمارهم تعرِفونَهم.

 

-الدرس الرابع-

 

سلالات الحُكم في إيران قبل و بعد المسيح

منذ بداية تاريخ البشرية المكتوب وإلى عهد بابل الثانية لا يذكر التاريخ شيئاً إسمه الفُـرْسْ ولا الفارسية عند الكلام عن شعوب إيران القديم. وقبل عهد بابل الثانية وعند الكلام عن الشعوب التي عاشت الى الشرق من ميزمبوتامية تذكر النصوص التاريخية العيلاميين أولاً ثم الميدييين وبعد ذلك الأخميديين والبرثيين. وفي زمن إمبراطورية ميديا كان هنآك في إيران القديم ستة أقاليم مُـستَـقِـلّة عن بعضها وهي ميديا، برثيا، بخترا٬ بِـرْسِـسْ، سوسيانا وآريا. و كانت تلك الأقاليم تعيش بصيغة دُوَيْلات المُـدُن بعنى كل أقليم أو دُوَيْلة كان عبارة عن مدينة واحدة (لاحض خارطة أورْيَـنْـتال إمبايرس).

 

العيلاميون:

يأتي ذِكِر العيلاميون في التسلسل التاريخي مباشرة بعد السومرين. أكتسب العيلاميون الكتابة الهيروغليفية للسومرين وبعد ذلك تكلم العيلاميون اللغة الأكدية. العيلاميون أسقطوا سلالة الحكم الثالثة في أور في القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد. العيلاميون دمروا أيضاً عاصمة الأكـدين والتي كانت تقع في المنطقة التي بنيت فيها فيما بعد بابل. إحتل العيلاميون بابل إلى أن تمت هزيمتهم على يد ملك بابل حمورابي. ولكن بعد هزيمتهم على يد حمورابي، أستمر وجود العيلاميين على ارض ميزوبوتامية بشكل هامشي الى أن طردهم من قبل نبوخذنصرالاول (ليس نبوخذنصر اللذي حكم في بابل الثانية) اللذي حكم في بابل الاولى 1130 ــ 1109 ق.م.

الميديون:

الميديون كانوا أحد الأقوام التي استوطنت إيران قديماً في الالفية الثانية قبل الميلاد حيث عاشوا في البدء في جبال زاكروس والى ضفاف بحر قزوين. وفي عهد بابل الثانية حكم الميديون في البقاع التي تسمى اليوم ايران وكان يعيش فيها بالاضافة الى الميدين أقوام اخرى هي برثيا، بخترا٬ بِـرْسِـسْ، سوسيانا وآريا.

يعتبر الملك دايوسو (بالمخطوطات اليونانية يسمى دِیأيوسس) مؤسس أمبراطورية ميديا الذي حكم بين من 675 الى 728 قبل الميلاد وبنى عاصمة الميديون اكبَـتـانة (همدان الحالية)، بعده حكم ابنه فرَأورتس 675 الى653 قبل الميلاد الذي وحّـد كل الاقاليم حول ميديا تحت حكمه لكنه قُــتِـلَ في الهجوم على الامبراطورية الاشورية في فترة حكم اسرحدون 680 ـ 669 قبل الميلاد. بعد فرَأورتس حكم في ميديا سيخارس 633 الى 584 قبل الميلاد. هذا الملك سحق قوم اسمهم سيثيان (سيثيانيون كانوا يعيشون الى الشرق من بحر قزوين) لأنهم كانوا يهددون امن ميديا. نفس الملك خطط للانتقام من الاشورين بسبب قتلهم ملك ميديا فرائورتس سنة 653 قبل الميلاد في عهد اسرحدون. هكذا تحالف سيخارس مع ملك بابل الثانية نبوخذنصر في هجوم مشترك على الاشورين حيث دمّرا ألأثنين معاً مدينة نينوى سنة 612 ق.م. بعدها إختفى ملك نينوى اشور اوباليد الثاني سنة 609 قبل آلميلاد ولا يذكر التاريخ سبب موته.

يرد ذِكِر إسم الميديون في الكتاب المُقَدّس في النصوص التالية:

 

سفر الملوك الثاني 17: 5-6: وصعد ملك أشور على كل الأرض، وصعد إلى السامرة وحاصرها ثلاث سنين. وفي السنة التاسعة لهوشع أخذ ملك أشور السامرة، وسبى إسرائيل إلى أشور وأسكنهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن ميديا.

سفر الملوك الثاني 18: 9-11: وفي السنة الرابعة للملك حزقيا، وهي السنة السابعة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، صعد شلمنأسر ملك أشور على السامرة وحاصرها. وأخذوها في نهاية ثلاث سنين. ففي السنة السادسة لحزقيا، وهي السنة التاسعة لهوشع ملك إسرائيل، أخذت السامرة، وسبى ملك أشور إسرائيل إلى أشور، ووضعهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن ميديا.

إحتلال ميديا وبابل الثانية من قبل الملك قورش وبداية اول إمبراطورية فارسية:

دخل إسم الفرس في التاريخ مع سلالة حكم الأخمـيديين الذي إمتد بين 550–330 ق.م. هذه السلالة بدأت مع حكم الملك قورش الذي حكم 551-529 ق.م. وكان ينتمي الى اقليم بِـرْسِسْ (احد الأقاليم الستة التي كانت معروفة في زمن حضارة ميديا). قورش (= سيروس) سيطرة اولاً على ميديا سنة 550 قبل الميلاد وشَكّـلَ من ميديا وبِـرْسِـسْ الإمبراطورية الأخميدية. ثم إحتل قورش بابل الثانية سنة 538 قبل الميلاد. وبسقوط بابل الثانية على يد الملك الفارسي قورش سنة 538 قبل الميلاد بدأ الاحتلال الثاني لارض الرافدين من قٍبَل الفرس (كان الاحتلال الاول في عهد العيلاميين). ألإحتلال الفارسي الاخميدي لميزوبوتامية استمر اكثر من مائتي سنة الى ان اجتاحت فتوحات اسكندر المقدوني المنطقة بكاملها حيث احتل اسكندر المقدوني بابل سنة 330 ق.م. وعندها تم طرد االفرس من بلاد الرافدين.

مع بداية الامبراطورية الاخميدية يبدأ التاريخ العدواني للفرس تجاه العراق وهويته التاريخية. بعد احتلال بابل اصبحت الامبراطورية الاخميدية أول وأكبر إمبراطورية فارسية إستعماريةً في التاريخ حيث توسعت بسرعة غرباً نحو سوريا ثم أسيا الصغرى ومنها إلى تخوم يونان، وشرقاً إلى باكستان وشمال الهند، شمالاً إلى البحر الأسود وجنوباً الى سوحل أفريقيا على البحر المتوسط.

 

بالإضافة الى الملك قورش ينتمي الى السلالة الأخـمَـيـدية ملوك بإسم قمبيز، داريوس وأرتحشتا. النهج العدواني التوسعي للامبراطورية الاخميدية غرباً الى حدود اليونان ادى الى ردود فعل عسكرية حربية من قبل شعوب يونان بالشكل التالي:

• معركة ماراثون بين الفرس واليونانيين: وقعت سنة 490 ق.م في سهل ماراثون في يونان بالقرب من أثينا، وفيها تمكن الجيش اليوناني من صد محاولة الملك الاخميدي داريوس الأول للاستيلاء على ما تبقى من اليونان وضمها إلى الامبراطوريه الفارسية. حمل بشرى النصر في تلك المعركة من أثينا إلى أسبرطة العداء الأثيني الشهير فيدبيداس لإبلاغ الأسبرطيين بِـبُـشْرى الانتصار على الفرس، إلا أنه مات تعباً بعد وصوله ومنها سُمّي السباق المعروف في يومنا بالماراثون.

• وفي عهد الملك الفارسي داريوس الثاني والثالث 336 إلى331 ق.م بدات فتوحات اسكندر آلمقدوني (مقدونيا كانت اقليماً يونانيا) شرقا نحو الساحل الغربي لتركيا الحالية الذي كان يسمى في وقتها بـ ايونيا. وبسرعة كبيرة حرر اسكندر المقدوني (يسمى أيضاً اسكندر الكبير) آسية الصغرى وسورية ومصر وثم بابل حيث انهى الحكم الفارسي في المنطقة.

بالأضافة إلى التاريخ العدواني والعسكري للأمبراطورية الأخميدية، من فترة حكم تلك الأمبراطورية بقى في ذاكرة التاريخ حدثان مهمان:

• تحرير الأسرى اليهود (الذين كان ملك بابل نبوخذنصر أسرهم من إسرائيل وأتى بهم إلى بابل) من بابل و إرجاعهم إلى إسرائيل.

• فَـرِضْ لغة إقليم بِـرْسِس الفارسية على الأقاليم الستة التي كانت معروفة في ذلك الوقت وثم فَـرِضْ اللغة الفارسية على شعوب الأقاليم المجاورة التي تم إحتلالها من قَـبّــل الأمبراطورية الأخميدية بحيث لحد الأن اللغة الرسمية في أفغانستان وأذربيجان هي فارسية.

• سقطت الأمبراطورية الأخميدية أمام فتوحات أسكندر ألمقدوني الذي حكم اسيا الصُـغرى وسوريا وميزوبوتامية وبلاد فارس بين 334 – 323 قبل الميلاد. وبعد وفات أسكندر ألمقدوني، تم تقسيم إمبراطوريته الكبيرة جداً إلى خمسة أجزاء حَكَمَ في كل قسم منها احد كبار الضباط في جيش أسكندر المقدوني. الجنرال بتوليماوس (بَطْــلَـيـمُـس) حَكَمَ في مصر والجنرال سَلًوقسٌ حَكَمَ أربعة أقاليم هي ميزوبوتامية، بلاد فارس، الشام وأسيا الصغرى وأسس إمبراطورية سُمّيت بإسمه الأمبراطورية السلّوقية التي حكمت قبل الميلاد بين 312 ق.م. الى سنة 64 ق.م.

 

الدولة السلّوقية لم تكن قوية مثل عهد أسكندر ألمقدوني، لذلك في عهدها نهضت تركيبة سكانية أخرى في إيران القديم من إقليم برثية (فرثية) وكان هذا الأقليم واحداً من ستة أقاليم أو مجاميع سكانية (ميديا، برثيا، بخترا٬ بِـرْسِـسْ، سوسيانا وآريا) التي كانت في زمن إمبراطورية ميديا تعيش في البقاع التي تُـسَــمّى اليوم إيران.وإستطاعت إمبراطورية برثيا (حَـكـَمَـت قبل الميلاد وبعد الميلاد 248 ق.م ــ إلى ــ 224 ب.م) أن تُحَرّر أقاليم إيران القديم من سيطرة الأمبراطورية السلّوقية وثم توسّعَت إمبراطورية برثيا مرةً أخرى غرباً نحو العراق حيث دَنّسَ الفرس البرثيون ارض بابل مرّةً أخرى وإحتلّوها. وعندما كانت بابل تحت حكم الپرثيين الفرس ولِدَ يسوع في بيت لحم.

سقوط الإمبراطورية الفارسية الأخميدية بكاملها أمام فتوحات أسكندر المقدوني:

ولِدَ أسكندر المقدوني (يسمى أيضاً أسكندر الكبير) في 21 تموز 356 ق.م في بيلا العاصمة القديمة لمقدونيا. وكان والده الملك فيليب الثاني وأمه اولومبيا وخالِه أخو أمّه كان أيضاً ملكاً على ابيروس وكان إسم خالِهِ أيضاً اسكندر. بالأضافة الى كونه تربى في عائلة ملكية، اسكندر الكبير تلقى تربية خاصة وهو في الثالثة عشرة على يد فيلسوفين كبيرين أرسطو وأفلاطون.

 

في صيف عام 336 ق.م. أغتيل والده فيليبوس الثاني، إعتلى العرش من بعده ابنه الإسكندرالذي وجد نفسه مهددا بالتمرد والعصيان من الخارج ومن الداخل من الاغريق الذين رأوا في موت والده فيليب القوي فرصة للتخلص من التزاماتهم التي ارتبطوا بها معه بموجب معاهدات سابقة. لكن الملك الشاب الإسكندر كان ردّه سريعاً نحو أعداء أبيه، فتخلص مباشرة من المتآمرين عليه في الداخل إذ حكم عليهم بالإعدام. كما فعل مع أمينتاس الرابع المقدوني ثم انتقل إلى ثيسالي حيث حصل حلفاءه هناك على استقلالهم وسيطرتهم واستعاد الحكم في مقدونيا.

عندما سمعت المدن اليونانية كيف سحق أسكندر أعداءه في مدينة ثيبس (طيبس)، إستسلمت باقي المدن اليونانية المتمردة لا بل وضعوا جيوشهم وسفنهم الحربية تحت تصرف أسكندر الكبير. هكذا وقبل نهاية صيف 336 ق.م. ضمن تأمين كامل سيطرته في اليونان وتم اختياره من قبل الكونغرس في كورينث رئيساً لحلف جديد مع المقاطعات اليونانية مدى الحياة كما كان الحال مع والده فيليب، وكلفته اطراف الحلف الجديد بغزو آسية الصغرى والقضاء على دولة الفرس التي كان نفوذها قد وصل الى الحوض الشرقي للبحر المتوسط. ولا يغرب عن البال أن الإسكندر ورث عن أبيه عزمه على محاربة الفرس، رغم ان افكار معلمه ارسطو كانت ضد قيام امبراطورية كبيرة تحل محل الأمبراطورية الفارسية.

كانت سلالةُ الفرس الأخمينيّين تسيطر على المنطقة منذ سنة 560 ق.م، ولكنها ضعفت وأنهكت. فسقطت كلّ مقاطعاتها الواحدةَ بعد الاخرى فى يد الأسكندر الأكبر: آسية الصغرى، فينيقية، فلسطين، مصر، بلاد الرافدين وإيران وجزءًا كبيرًا من الهند. وأصر أسكندر الأكبر، بفرض اللغة اليونانية والثقافة الهلينية على كلّ مملكته من نهر النيل إلى نهر الهندوس أو السند. هكذا أصبحت اللغة اليونانيّة هي المحكيّة والشائعة في البقاع التي إحتلها اسكندر الكبير. ولقد أخذ بها الموظفون والتّجار والمشترعون والخطباء والكتّاب. قبل ذلك كانت اللغة الآراميّة هي اللغة الدوليّة في الدبلوماسيّة والجيش والتجارة بين الفرس وبلاد ما بين النهرين والشام و أسيا الصغرى. وظلَّ كثير من الناس في سورية وبلاد الرافدَين وفلسطين ومصر يتكلّمون اللغة اليونانيّة دون أن يهملوا لغة الأمّ.

ألأستعداد لغزو امبراطورية الفرس:

في خريف سنة 335 ق.م. عاد الإسكندر من بلاد الإغريق إلى مقدونية، فاستدعى قائده العسكري بارمينيون من آسيا الصغرى، حيث كان والده قد أرسله سنة 336 ق.م. على رأس قوة استطلاعية.وفي ربيع سنة 334 ق.م. عبر أسكندر مع جيشه الدردنيل، ولكنه ترك وراءه قائده العجوز أنتيباتروس (إنتيپاتروس) لتصريف أمور الحكم في مقدونية ومنع التمرد في بلاد الإغريق.

المواجهة الأولى مع الفرس:

بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس في ربيع عام 335 قبل الميلاد حيث عبر هِللِسپونت (دانيدانيليس الجديدة) بجيش وضباط من القوات اليونانية بمن فيهم أنتيغونوس الأول وبطليموس الأول وكذلك سلوقس الأول، وعند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة طروادة تم هزيمة الفرس، في ربيع سنة 334 ق.م. سَحقَ أسكندر الفرس في مقاطعة أيونيا (سواحل تركيا الغربية + شرق يونان)، ومنها إستمر نحو مقاطعة فريجيا وسَيطرَ على كل ولايات آسيا الصغرى. ثم توجه أسكندر من أسيا الصغرى شرقاً بمحاذات جبال طوروس حيث وصل الى شمال سوريا سنة 333 ق.م. حيث قاتل جيش الفرس الأول الذي كان بقيادة الملك الفارسي داريوش/داريوس/دارا الثالث في أسوس في شمال شرق سوريا في عام 333 ق.م، إنتهت المعركة بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة داريوش هزيمة نكراء، حيث فرَ شمالاً تاركاُ أمه وزوجته وأولاده الذين عاملهم الإسكندر معاملة جيدة وقريبة لمعاملة الملوك. وتميز حكم الأسكندر بأنه لم يُدَمّر البُنى الإداريّة للمُدن التي إحتلها وكان متسامحاً مع الديانات الموجودة في الشرق (لدى الفرس/ زرادشتية واليهود والشعوب الوثنية)، لكنه فرض الثقافة الهلّينيّة وتنظيم المدن على غرار المدن اليونانيّة.

وبعد استيلاء الاسكندر على مناطق سورية الداخلية وحتى نهر الفرات اتجه نحو الساحل السوري غربا وقدمت مدينة صور المحصنة بحريا مقاومة قوية وثابتة أمام الإسكندر إلا أن الإسكندر أقتحمها بعد حصار دام سبعة أشهر في سنة 334 ق. م. ثم فتح غزة ثم مر إلى مصر حيث أستقبل كمنقذ، وبهذا النجاح أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي عام 332 ق.م. وجد على رأس نهرالنيل مدينة سماها الاسكندرية (على اسمه) .وسيرين العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية (سيرناسيا) خضعت فيما بعد هي الاخرى وهكذا يكون قد وسع حكمه إلى الاقليم القرطاجي.

سيرين = Cyrene

تتويج إسكندر كفرعون لمصر:

في ربيع عام 331 ق.م. قام الإسكندر بالحج إلى المعبد العظيم آلهة الشمس آمون- رع المعروف بـ زيوس عند اليونان، حيث كان المصريين القدامى يؤمنون بأنهم أبناء إله الشمس آمون- رع وأسكندر أيضاً إدّعى أمام المصريين بأنه من أبناء إله الشمس، فنصبه كهنة المعبد فرعونا على مصر وإبنًا لآمون ـ رع حيث لبس تاج آمون، وكان شكل التاج كرأس كبش ذو قرنين، فلقب بذلك “الإسكندر ذو القرنين”.

 

ثم توجه أسكندر من جنوب سوريا نحو ميزوبوتامية حيث وصل الى بابل سنة 330 ق.م. و في نفس السنة إحتل إسكندر كل المقاطعات التي كانت في السابق تسمى إمبراطورية فارس وميديا. بين سنة 330 ــ 325 ق.م إحتل أسكندر تركمنستان وأفغانستان ووصل إلى حدود الهند. بعدها لم يكن رغبة لجيش أسكندر أن يتقدم أكثر، لذا رجع أسكندر إلى بابل سنة 325 ق.م.

في بابل وفي سنة 323 ق.م. تمرض أسكندر بشكل مفاجئ ومُبهَم حيث مات في بابل في اليوم الثالث من مرضه. ألأمبراطورية التي كَوّنها أسكندر الكبير كانت واسعة جداً وكانت تضم شعوب مختلفة تتكلم لغات مختلفة، ولم يستطع أحد من قواده أن يَحْكم تلك ألأمبراطورية الكبيرة بمفرده. لذلك وبعد موت أسكندر الكبير في سنة 323 ق.م قَسّمَ القادة العسكريون (جنرالات) الخمسة لأسكندر الكبير، قسّموا إمبراطورية اسكندر الى خمسة أقسام وحَكَمَ في كل قسم من تلك الاقسام واحد من الجنرالات الخمسة:

ـــ سَلّوقَس حكم إيران وميزوبيتامية.

ـــ بطوليمايوس (بَطْلَيْمُس) حكم في مصر.

ـــ أنتيغونوس حكم في اسيا الصغرى والشام.

ـــ كَسّاندروس حكم في بيلّلا جنوب اليونان.

ـــ لِسيماخوس حكم في لِسيماخيا.

جيش الفرس الذي قاتله أسكندر كان دائماً بقيادة الملك الفارسي داريوس. من سوريا تراجع داريوس من أمام هجوم أسكندر أولاً إلى عاصمة ميديا أكبَتانا، وعندما وصل جيش أسكندر إلى عاصمة ميديا، تم إغتيال الملك الفارسي داريوس من قبل أفراد حمايته.

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *