دخـلاءُ المجالس البديلة نـزلاءٌ في خِـيَم القـبـيلة ثامر المُوَقــّـر ومنـصور المُـبَـجَّـل نـموذجان/ مشاعـلُ مؤتمر النهـضة الكلدانية تـضيء30/3/2011-1/4/2011 (5),(6)

قـرأتُ مقالاً عـلى الرابط:

 http://alqosh.net/article_000/thamer_tosa/tht_31.htm

لكاتبه ثامر توسا بعـنـوان (القيافة القومية في ضيافة صاحب النيافة) بتأريخ 21 نيسان 2011 صاغ الكاتب عـنـوانَ مقاله، فـي سجع الولهان، فـما قـصَّـرْنا معه لمّا آتيناه بـِرَدٍّ ذو وَقــْعٍ رنـّان، فالدهـر يومان، يومٌ … تموت الأشجار ظِماءاً واقـفة، وفـيضان البحـر في هـيجان، ويومٌ … تــَحْـنو الشتلات وخـضرتها في ذِلٍ أمام رذاذٍ يـتلاشى بعـد أوان .

السيد ثامر، يكـتب بأقلام من خـشب الأبانوس، عـلى جـلد غـزالٍ فـيه خـطوط، رُسِـمَتْ بالبوصلة مفـقـود فـيها المغـناطيس، يكـتب عـليه وضياء من نـور الشمعة والفانوس، نـُـشّابُه مكـسورٌ تـحـتَ القـوس، وكـلمات تـقـرؤها في القاموس، أفـكاره تـوقـظها دقات الناقـوس، رحـمته عـزّ وجـلّ عـلى الذبـياني والمتـنبّي وليلى وقـيس.

يقـول السيد ثامر تـوسا : (( وهذا يعـني تـنوع الممارسات الاجتماعية في المحيط الواحد الى حد التـناقض احيانا خاصة بين مجاميع النخب الممثلة لكل اتجاه او تيار فكري او ديني او سياسي، مثل هذا التنوّع يشكل ظاهرة صحية اذا كان ضمن الحدود التي تنظم حركة تقدم المجتمع الذي لا يعطي أي فسحه كي يتجرأ اي من هذه الفصائل المتـنوعة ان يدعي امتلاكه للحقيقة المطلقة دون غـيره. فالجميع يقر بقاسم مشترك يساهم في تكوينه من خلال رؤيته المستقاة من تجربته الفكرية المستمدة اصلا من تجربته الخاصة وتجارب الاخرين )) إنـتهى ***

وهـذا ذكــَّـرني بما قـرأتــُه في صفـحة 154 الفـصل الثالث من كـتاب القـذافي الأخـضر تحـت فـصل – الركن الإجـتماعي للنـظرية العالمية الثالثة – الذي وصلني بالبريد الإلكـتروني ما يلي: ( لماذا لم يُخـلق رجال فـقـط .. ولماذا لم يُخـلق نساء فـقـط .. ثم ما الفـرق بـين الرجال والنساء. أي بـين الرجل والمرأة. لماذا الخـليقة إقـتـضتْ خـلق رجـل وإمرأة ؟ .. إنه بوجـود رجـل وإمرأة وليس رجـل فـقـط أو إمرأة فـقـط. لا بد أن هـناك ضرورة طبـيعـية لوجـود رجـل وإمرأة وليس رجـل فـقـط أو إمرأة فـقـط. إذاً . كل واحـد منهما ليس الآخـر … إذاً هـناك فـرق طبـيعي بـين الرجـل والمرأة. والدليل عـليه وجـود رجـل وإمرأة في الخـليقة. وهـذا يعـني طبعاً وجـود دَور لكل واحـد منهما يخـتلف وفـقاً لإخـتلاف كل واحـد منهما عـن الآخـر. إذن. لا بـدّ من ظرف يعـيشه كل واحـد منهما يؤدي فـيه دوره المخـتلف عـن الآخـر. والمخـتلف عـن ظرف الآخـر بإخـتلاف الدور الطبـيعي ذاته. ولكي نـتمكن من معـرفة هـذا الدور .. لنـعـرف الخـلاف في طـبـيعة خـلق الرجـل والمرأة .. أي ما هي الفـروق الطبـيعـية بـينهما ؟ ) .

وعـليه وعـلى المنوال نـفـسه أعـلـّـق عـلى كلام السيد تـوسا بـبلاغة لا يفـقـهها إلاّ المتبحِّـرون في عِـلم الـ ﮔــَـرْﮔــُـرْ و الـ سِـمْـذ ﮔــْـريسِ، وأقـول: إن الممارسات الإجـتماعـية الفـردية تـتـناقـض مع المجاميع الفـكـرية في الظواهـر الصحـية ضمن الحـدود التـقـدمية، فلا تـتـجـرّأ هـذه الفـصائل الحـقـيقـية أن تمتـلك القـواسم التـكـوينية البـدائية، من خلال الرؤى التـصوّرية المستمدّة أصلاً من تجارب الأولية البَـيدَرية، والآخـرية الخـَـشيشيّة عـلى السطوح الأرضية النابعة من القـياسات المُـطــْـلقـيّة بأدوات منـطـقـية، وْ هاي هِـيّة. هَـسّا صار واضح ؟
ويضيف السيد ثامر الذي تستـهـويه كـلمة الطائـفة من القاموس: (( طرحت في امريكا فكرة توحيد كنيسة الطائفة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة الطائفة الشرقية الاشورية، وتكفل بمهمة التحاور في هذه المسألة يومها المطران سرهد جمو والمطران باوي سورو بإشراف وموافقة البطاركة المرحوم مار روفائيل بيداويذ والمار دنخا أطال الله في عمره، وكان ان وصلت تلك المحاولة الى مفترق توقف عنده الحوار نتيجة اختلاف طرفاه حول التبعية المركزية، ومركزية السلطة، وبعض الامور الطقسية الاخرى التي لا يسع المجال هنا لذكرها، فقط اكتفي بالتنويه الى: ان كل ما يتنافى وإتفاق آباء الكنيسة في مجمع نيقية، هو مجرد تحقيق غاية شخصية، فالعقيدة المسيحية اخذت شكلها النهائي في هذا المجمع كما هومعروف )) إنـتهى ***

ولا بدّ من تعـليق لنا: إنّ الطائـفة الكاثـوليكـية للشعـب الكـلداني الأصيل يا ثامر، مستعـدّة وبرغـبة تامة عـلى الدوام للمساهـمة ومدّ يد العـون والدعم من أجـل الإتحاد مع أية طائـفة مذهـبـية أخـرى من أبناء قـوميتـنا الكـلدانية المتـنـوّعـين – صرنا نـتـكـلـّم باللغة نـفـسها التي يتـكـلـّم بها الإخـوان – دون صرف الوقـت بالـ مركـزية التي قالت، والـ تبعـية التي حَـكـَـتْ، والـ كـراسي الإسـفـنجـية الفـضفاضة التي دَوَّتْ، طالما عـندنا وصية الرب لمار ﭙـطرس: إرع خـرافي، ومَن لا يقـبل بوصية المسيح ليس من أتباع المسيح. وما يخـصّ بعـض الأمور الطخـسية التي قـلتَ لا يسع المجال هـنا لذكـرها، أقـول كان بودّنا لو تـذكـرها كي نـناقـشها لتـتعـرّف أنـت وتـعـرف أين وصل الفـكـر الإنساني في الفـلسفة واللاهـوت المعاصر. أما بخـصوص مجـمع نيقـية، فـحـبذا لو تـفـضـَّـلتَ وذكـرتَ لنا أين الخـلل والملل، ثم أين التـنافي والتجافي والتـناقـض فـي لم الشمل، لنـدلـّـكَ عـلى ما لا تـعـرفه تحـت الظل .

ويضيف الكاتب تـوسا: (( وما تحقق على ارض الواقع كان شيء اخر يختلف عنه تماما، حيث كلفنا صدعا جديدا في جدار الكنيسة الشرقية وشرخا كبيرا في نفسية الكثير من المخلصين الذين كانوا وكما قلنا، يعلقون واهمين، آمالهم على حلقات حوار الاسقفين سورو وجمو، ولعل دعوات المطران سرهد جمو الاخيرة خير دليل على ما نقول)) إنـتهى ***

وتعـليقـنا هـو في غاية البساطة: مَن كان السبب في شرخ عام 1968؟ وحـبذا لو سألتَ الطرف الآخـر السؤالَ نـفـسه وتخـبـرنا بالإجابة التي تستحـصلها كي نأتي لك بما يشفي غـليلك.

ويضيف السيد ثامر توسا قائلاً :
((ابسط قواعد الكهنوت بحسب ناموس الكنيسة الكاثوليكية تقول: ان المتقدم للكهنوت ينذر العفة والطاعة لرؤسائه. وأنا هنا لا اريد ان آتي على ذكر كل الاسماء التي خرقت هذا الناموس بشقيه او بشق واحد منه، انما سوف اركز على آخر ما أقدم عليه المطران سرهد جمو وانكرته عليه رئاسته الكنسية في بغداد، فالمطران جمو دعا الى عقد مؤتمر عالمي في سندياغو تحت عنوان نهضة القوميه الكلدانيه كما حلى للبعض وصفه ، وعقد المؤتمر ، وقرأنا اسماء الذين شاركوا فيه ، من الذين يخلو سجل حياتهم من اي نشاط قومي سابق الا ما ندر جدا، والمؤلم أن هذا النادر معروف عنه ، إما تعثره وفشله في التعامل مع الغير بشهادة كتاباتهم ، او انه لبس جلباب القومية من اجل تنفيذ اجندة لا علاقة لها بالقومية المدعاة، ومنهم من لم يكن له لا ناقة ولا جمل في حقيقة هدف هذا المؤتمر ، بل جئ بهم كأداة وواجهه من اجل تحقيق تلك الاجندة ، فإن كانوا يدروا بها فهي مصيبه وإن كانوا لا يدروا فالمصيبة اعظم )) إنـتهى ***

تـعـليقـنا: أخي ثامر، لا مانع لدينا – إنْ أردتَ – أن تسبح في نهر بـينـدوايا القـريـب من قـرية داكـَـنْ ، ولكن لا ترمي نـفـسك بدون نجّادات في قـناني المُـنـكــَـر الملآنة، ولا تـحَـلــِّـق بـين نجـوم وكـواكـب درب التبّانة، وتـتـوهَّـم بأنه – تِـنانا – لأن روائح العـفة وضبط النـفـس والطهارة والبتولية بـرَزانة، صارت مصطـلحات رنانة بدون أمانة، ومصطلح ناموس الشـق الواحـد مفـهـوم وواضح، أما الشـقــَّـين فـلستُ أفـهمها آنا، ولا المتبحّـرون بالعِـلم ولا روّاد الـﭽايخانة، فـهل تشرحـها لنا يا عـزيزا دْ بابا وماما ونانا؟ ولأني أحـبك فأقـول لك: خـلـّـيك من هـذه القـوانة. ثم ما لك والمؤتمر؟ كـيف عـلمتَ أن فلان أنـكـرَ والثاني حـكى والآخـر قال … أين البـيِّـنة عـلى دعـواك وإلاّ فالسكـوت ذهـبٌ وآسِـفٌ عـلى العـتب، وإلاّ قـل الذي عـنـدكَ ونحن نـطرق عـلى خـشب. ثم قـلتَ: يـَحـْـلو للبعـض وصف المؤتمر بالنهـضة! أخي: أنـت كاتب فلا تبتـذل الكلام، أتـدري لماذا؟ لأن المؤتمر هـو النهـضة بعـينها ولم يصفـْه أحـد بالنهـضة، والكـلدان نهـضوا … فكان المؤتمر، لماذا فـُـزِعـْـتَ يا ثامر، هـل أنّ نهْـضـَـتـَهم أقـلقـتــْـكَ؟ ( بـيتـنا ونـلعـب بـيه، شـلها غـرَض بـينا الناس)، وإلاّ لِـمَ الصراخ؟ هـل حُـرمْـتَ من حـلم كـنـتَ فـيه، أم تـريدنا أن نـحـصد ونرمي في بـيادر الغـير؟ إرجع وَ نـَـمْ مرة ثانية بإطمئـنان وواصل حـلمك وملاكـك الحارس يحـرسك، وسـؤالي لك: لماذا لا نـقـلق نـحـن وأنـتَ معـنا، من نهضات ولقاءات ومؤتمرات وإجـتماعات وتـجَـمّعات الآخـرين، هـل لديك جـواب؟ أما موضوع المشاركـين وخـُـلـُـوِّ سجـلهم ودفاتر نـفـوسهم من نشاط قـوميتهم، فهذا الكلام هـراء – لا تـخـلـّـينا نـحـﭽـي – فـعـندما يترك البعـض أيديولوجـياته ويتسابق ممتـطياً ثـورهُ في ساحاته (طالباً الطـعـنَ وحـده والنـزالا) يكـون حلالاً له وأنت تـرضى عـنه، ولكن إنْ وقـف آخـرٌ كـملكٍ يـزأر ويحـرس حـديقـته الكـثيفة يـكـون حـرام له، كـفاكم كـفاكم وإنـتـبهـوا إلى أنـفـسكم. وقـد رأيتَ صوَر المشاركـين في المؤتمر، لم يلبس أحـد منهم جـلباباً بل رداؤه كان أصالته مطـرّزاً بكـرامته القـومية التي لا يستـرخـصها ولا يعـرضها في المزاد، بل إنّ أجـنـدته هي إعـتـزازه بقـوميته التي لا يستبـدلها بثلاثين من الفـضة.

ثم يتـخـبط الكاتب ثامر تـوسا في شـخـبطة أقلامه الأبانوسية دون موازين عـقلانية ويقـول: ((كيف يا ترى نوالف بين هذه الازدواجية التي لا يقرها العقل السليم؟ كيف نثق بدعوة انسان كان يتفاخر بأمميته واليوم يحمل بيمينه شعلة القومية بلهيبها العنصري المتشنج؟ تحت ظل أي مسوغ فكري يجتمع اليساري الاممي والقومي الناهض والبعثي العروبي والشماس الكنسي في حضرة وأمرة رمز مذهبي كنسي؟ حقاً إنها مفارقه)) إنـتهى ***

فـنـقـول له: لا تـوالف ولا تحالف ولا داعي للسوالف، ثم لا تـتـوهّم! لأن العـبرة ليست بمصطلحات الإنشطار والإنـدماج والأصوات الخـيّـرة وركـوب الموجة الوَخـيمة ووجهات نـظر الفـرقاء وروما والـﭭاتيكان، وأنـت تبدو بريئاً جـداً، وإلاّ دعـني أكـشخ عـليك بالعـبارات وأقـول: إنّ البُـعـد الواحـد يُـحـدّد الموقـع عـلى الخـط الواحـد، أما البُـعـدَين فإنهما يحـددان الموقع عـلى مستوى الخـطين، ولا أدَوِّخـكَ بالبُعـد الثلاثي في الفـراغ الديكارتي فـنـتـركه إلى مناسبة أخـرى.

ثم عـزيزي: لا تستـرخـص حـديثك، فالشماس الكـنسي حـضرَ المؤتمر ولم يستـشر أحـداً لأنه لا ضرورة لذلك ( وهـذا سـر إحـتـفـظ به في مكان مَخـفي، فـقـد أبحـناه لك ولخاطـرك)، ثم تـقـول عـروبي أممي قـومي … أخي لا تـتـورّط وتـزج نـفـسك في معـتـرك ليس ساحة عـملك، لأنك لا تـزال تـحـت تأثير مخـدّر مفهوم المذهـب الكـنسي وحـضرتك تجـهـل أبعاده، وإلاّ أكـتبْ إيضاحاً كي نـردّ عـليك تـوضيحاً لإيضاحـك المستـضيح. يا أخي، الأفـضل أن تـفـكـر وتـقـول مع نـفـسك المثل العـراقي: يا هـو مالتـنا بالإنـﮔـليز! أما كلامك عـن سيادة الأسقـف ما باوي سـورو الجـليل، فـكـن حـذراً حـذراً جـداً جـداً ولا تستعـرض ﭙـهـلوانيّات، كي لا تـنـزلق إلى حـفـرة ويلتـوي أخـمص قـدمك وبالتالي تـحـتاج إلى – ليشا و مشخا وحـمّص مطحـون وﮔـصب وخـبراء من بـيت يـقـونـدا في ألقـوش – وإنْ كـنـتَ تحـتـرمه فالله يجازيك بقـدر إحـتـرامكَ له، ولكـن إعـلمْ أنّ سيادته ليس بحاجة، أتـدري لماذا ؟ ((( لأنّ الله قادر أن يُـقـيم من هـذه الحـجارة أبناءاً لإبراهـيم …. متى 3 : 9 )))، ولا أقـول أكـثر من ذلك .

ولما إقـتـربَ توسا من نهايات مقاله قال: (( شخـصيا ليس لنا اية قضية شخصية مع اي طرف ديني او قومي، فـنحن في الوقت الذي نحترمهم, نؤمن بأن لكل انسان حرية اختيار ما يعتقد به، ولكن هذا لا يعـني اننا نقبل ان يفرض هذا الطرف او ذاك وصايته على ضمائر الاخرين بذرائع يبررها لنفسه تحت غطاء الشرعية المذهبية الدينية او العنصرية القومية حتى لو وجدت فعلا )) إنـتهى ***

وهـذا يـذكـِّـرني بإثـنـتين من النسوان كـنـتُ أستمع إليهـنّ مرة، حـين كـنّ يتـحـدثـن عـن إمرأتين صديقـتين لهنّ ويُـفــَـصّـخـونها تـفـصيخاً إلى شارع شيخ عـُـمَـر، ثم إنـتـقـلن إلى إمرأتين أخـريَـين وصار الحـديث عـن ملابسهنّ، وبعـدها عـن أخـريات والكلام عـن مكـياجهنّ، وهـكـذا لم تسلم إمرأة منهنّ، وفي الأخـير قالت الأولى للثانية: يا هـو مالتـنا بالناس! فـردّتْ الثانية وقالت: إي صحـيح، كل وحـدة حـرة بّـيتـْها.

ويخـتم السيد ثامر تـوسا مقاله بنـصيحة ثمينة فـيقـول: (( ناموس الحياة يقول: أسأل مجرب ولا تسأل حكيم. ونحن هنا إذ نحذر البعض الذي صار يستهويهم ركوب هذا المركب الذي سبقهم فيه غيرهم, نقول بكل موده: اتعظوا بمن سبقكم في التجربة )) إنـتهى ***

ونـحـن معه نـخـتم تـعـليقـنا عـليه بأن نـكـرر الأسطـر الأخـيرة من مقاله، فهي مناسبة أن نـقـولها له وهـذا نـصّها: ((الجـميع حـر في قـول كلمته، فالذي يريد ان يفسر تحذيرنا هذا كونه ناتج عن غـيرتـنا على اهلنا في كل بقعة على الارض، نشكر له حسن ظنه بنيتـنا، ومن يريد ان تأخـذه الظنون شمالا ويمينا ليشتمنا ويسبنا، فهو الاخر حـر فـيما يذهـب اليه )) .
وأخـيراً، نـتـتـظـر ردّ السيد ثامر تـوسا ، كي نـردّ عـلى ردّه دون إرتـداء ردائه، فالأمور ماشية والحـياة هـنيئة والردود جاهـزة، والدّين ممـنوع والرزق عـلى الله .

 

( 6 )

أما السيد منـصور سـناطي فـقـد كـتب بتأريخ 23 نيسان مقالاً بعـنـوان: (( إذا لم تكن جامعاً للشمل؟ فلا تكن مُشتـتاً له، بالغـباء أو الإسـتغـباء)) عـلى الرابـط

 http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=500082.0

وهـو مقال جـميل سوف نـمرّ عـليه مَـرّ الكـرام العـظماء، ولكـن ليس بغـباء أو إستـغـباء، بل نـكـرمه بعـطاء وسـخاء، وبـذكاء وإستـذكاء، فـتارة بـدموع ورثاء، وتارة أخـرى بقـهـقـهة وهـجاء. فـقـد جاء فـي مقال السيد سـناطي: (( يقول المثل الكردي ــ ئه كه ر كول نيت دركش مه به ــ )) ورغـم أني لا أعـرف اللغة الكـردية ولكـن دعـوني أنْ أعـيده لكم بـِرُتـوش فأقـول: ــ ئه ﮔـه ر ﮔـول نه بـيت، ده ر كـيش مه به ــ . ويوضح السيد سناطي معـنى المثل مشكـوراً حـين قال: (( بمعـنى إذا لم تـكن وردة فلا تـكن شوكة ؟)) إذن هـذا أول شكـر نـقـدّمه إلى السيد منصور، وبقـية الخـير تأتي. ويضيف السيد منصور ((وبذلك يقولوا – يقـولون – لك في عـز النهار إنه ظلام دامس، وفي منتصف الليل إن الشمس مشرقة تبهر الأبصار وعـليك أن تصدقهم، وإلا كـنت من الخـونة والعـملاء ومن ألد الأعـداء))، وتـعـليقـنا عـليه سيكـون قـصيراً فـنـقـول: إذا لم تـكـن عـثـرة فـلا تـكـن دفـرة!. وأضاف السيد سناطي: (( بكل ألم سار بعـض سياسيـينا وبعـض رؤساء كـنائسنا الأجلاء – سامحهم الله جميعاً – في طريق تشتيت شملنا، والمحـصلة ضياع حـقـوقـنا، ومن ثـمّ إسـتهدافـنا من قـبل الميليشيات الإرهابية، لكوننا الحـلقة الضعـيفة، لأن التـشرذم يعـني الضعـف والضياع، والوحـدة تعـني القـوة والثبات، وهذه بديهـية معـروفة )) إنـتهى ***

وتـعـليقـنا: نشكـرك ثانية عـلى طـلبك من الله أن يسامح رؤساء كـنائسنا، وهـذا الخـير منك لن نـنـساه أبـداً، وسنـطلب من الله أن يعـوّضك بطـريقة حـسابـيّة بسيطة: واحـد بـ ثلاثين، ثم ستـين بـ مئة، شتـريد بعـد، إيـدك بالدهـن. ثم، نـحـن مع القـوة والثبات التي تعـني الوحـدة، وهـذه بـديهـية معـروفة.
ثم يقـول الأخ السناطي: (( وتمخـضت والحمدلله عـن وحدة خـطابنا السياسي، فـطالبت الجموع بإنشاء محافـظة خاصة للمسيحـيّـين )) ***

وردّنا عـليه هـو: يا أخي، نـحـن لسنا ضـد المحافـظة المسيحـية، لأنكم الذين تريدون المحافـظة هـل تـعـتـقـدون بأنـنا سنـقـف كـشرطة مرور في نـقاط تـفـتيش عـنـد مـداخـلها ونـمنعـكم من السفـر من وإليها؟ يا أخي العـزيـز، كل الذي نـريـده، هـو محافـظة أخـرى بجانب محافـظـتـكم ونسمّـيها المحافـظة الجـيرانية العـراقـية الشعـبـية ويّاها الديمقـراطية وإنْ شـئـتَ أضف إليها الأسفـنيكـية، فـهل عـنـدكم مانع؟ ألا تـتـشـرّفـون بجـيران أمثالنا؟ فإذا أنـتَ قـلتَ نـتـشرف، إذاً كل المشاكل محـلولة، وإذا قـلـتَ لا نـتـشرف، فـنـحـن مو خـوش ناس، إتـركـونا يا أخي ونـحـن نـحـل المشكـلة بـبناء جـدار الفـصل بـينـنا، هـسّا شـنو رأيك؟ هَم راح تـعـتـرض؟

وراح السيد منـصور السناطي يخـتم مقاله بـ : ((قـلنا مراراً وتكراراً بأن نجاح أي شعـب، هو بوحدته، وبفصل السياسة عن الدين، وتدّخل رجال الدين في السياسة، هو إساءة للدين والسياسة معاً، فهل يكف رجال الدين تدخلهم في السياسة؟ ويتركوا السياسة للسياسيين؟ الا يكفينا ما بنا من ضعـف وإنقسام وتشرذم وضياع حقوق؟ فبدل أن يوحدوا كنائسنا، ليكونوا كنيسة جامعة موحدة، يتدخلوا في غير إختصاصهم، في حب الظهور وحب الشهرة في وسائل الإعلام ، إنطلاقاً من الشعور بالنقص، كما يقول علم النفس. وأخيراً نقول لكل من بمقدوره أن يقدم شيئاً لوحدة شعـبنا المسكينأن يقدمه بكل نكران ذات، وإذا لا يتمكن فاليسكت – فـليسـكـت – على الأقل، ويدع الآخرين يقدموا ما لديهم، فهو – لا يرحم ولا يدع رحمة الله تنزل على المساكين – فـيا أخي إن لم تكن وردة يفوح منها العطر والرائحة الزكية، فلا تكن شوكة تدمي أقدام شعبنا، وتفوح منك الرائحة النتنة فتزكم الأنوف، فطوبى لمن يجمع ولا يفرق )) إنـتهى ***

ونـحـن أيضاً نـخـتم تعـليقـنا ونـقـول: هـوَّ الرجـل السناطي قال الحـق، ولكـن أحـداً لم يسمعـه، وعـليه فلا ذنب له. أما فـصل الدين عـن السياسة، هَم حـقه، لأن الموضوع يتعـلق فـقـط بالكـنيسة الكاثـوليكـية للشعـب الكـلداني ولا يشمل الآخـر الفلاني، ويجـب عـليها أن تستـمع إلى نـداء السيد منـصور وتـطيع وتــُـنـفـّـذ، وعـلى ﮔـولة السيد سناطي أنّ الشعـور بالنـقـص يعـتـرف به عـلم النـفـس، وهاذي هَم صحـيحة. والورود والأشواك والعـطور كـلها صحـيحة وبارك الله به، ونـنتـظـر منه رداً عـلى ﮔــَـد حالنا فـعلى كـيفـك ويانا ما بـينا حـيل .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *