خطة أمنية لحماية 12 ألف موقع آثاري في عموم البلاد


بغداد ـ المدى
اعلنت وزارة السياحة والاثار عن وضع خطة لحماية 12 الف موقع اثري في جميع انحاء العراق، في وقت اكدت الهيئة العامة للآثار والتراث ان فريقا اثاريا أجنبيا يقوم حاليا بعمليات التنقيب في موقع تل الصخري قرب مدينة أور الأثرية في ذي قار، وهو الفريق الاثاري الأجنبي الأول الذي يعاود العمل في جنوب العراق منذ أكثر من 20 عاما.

وقالت مديرة اعلام المتحف الوطني تنهيد محمد لوكالة “الفرات نيوز”: إن وزارة السياحة والاثار وضعت خطة عالية المستوى لحماية 12 الف موقع اثري بالتنسيق مع الشرطة السياحية التابعة لوزارة الداخلية.
واشارت إلى أنه لا تتوفر احصائية مثبتة لعدد الاثار في المواقع الاثرية التي تعرضت للسرقة لعدم مقدرة النظام السابق على جردها، مبينة أن عدد الاثار المسروقة التي تمت استعادتها من دول الجوار والتي تحمل ختم المتحف الوطني بلغت 114 الف وثيقة اثرية.
فيما ذكرت محمد أن افتتاح المتحف الوطني تم تأجيله الى اشعار اخر للتحضير له بشكل جيد وإعادة صيانة بعض القاعات التي تعرض فيها الاثار.
وعلى صعيد متصل، نقلت شبكة “اخبار الناصرية” عن رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث قيس حسين رشيد قوله: إن فريقا اثاريا مشتركا تم تشكيله منذ نحو شهر يضم ستة علماء اثار اجانب وثلاثة منقبين عراقيين، يقوم حاليا بعمليات التنقيب في موقع تل الصخري قرب مدينة أور الأثرية، بمحافظة ذي قار.
واشار الى ان هذا الفريق الاثاري الأجنبي هو الأول الذي يعاود العمل في جنوب العراق منذ أكثر من 20 عاما، باستثناء عدد من البعثات الأجنبية التي نقبت في المواقع الاثارية في إقليم كردستان خلال العام 2010.
وأوضح رشيد ان الموقع المستهدف بالتنقيب يقع على بعد عشرة كيلومترات غرب مدينة الناصرية ونحو ستة كيلومترات عن موقع مدينة أور الأثرية، مشيرا الى ان الفريق الاثاري المشترك أوشك على الانتهاء من عمله في موقع تل الصخري، معربا عن أمله بان تعاود البعثات التنقيبية الأجنبية العمل في العراق. من جانبه، قال الباحث في مجال الآثار عبد الأمير الحمداني: إن وصول بعثة دولية أجنبية للعراق والعمل في التنقيب يعد منجزا مهما يؤكد ان العمل في العراق صار ممكنا بعد قطيعة دامت أكثر من 20 عاما، لافتا الى انه منذ العام 1991 لم تزر العراق أية بعثة تنقيب، مبينا ان البعثة الحالية كانت قد زارت العراق في سبعينيات القرن الماضي.
وبين ان الهدف من التنقيب في تل الصخري هو معرفة طبيعة العلاقة الاقتصادية والاجتماعية والدينية بين القرى الصغيرة والمدينة الأم وهي مدينة أور الأثرية، مضيفا ان نتائج التنقيب خلال الأسابيع الأربعة الماضية أعطت انطباعا ان هذه المستوطنة كانت تابعة لأور اداريا واقتصاديا ودينيا خلال الالف الثالث قبل الميلاد وبداية الالف الثاني قبل الميلاد.
وذكر الحمداني ان الفريق عثر على جرة مكتوبة عليها كلمات سومرية بالخط المسماري تعود إلى السنة الخامسة من حكم الملك اورنمو في مكان يبدو انه كان مزارع خاصة أو حديقة ملكية لملوك أور، مشيرا إلى ان المنقبين استنتجوا ان المكان كان يزود مدينة أور بالفواكه والثمار. وتابع بالقول: إن الموقع لم يتعرض للنهب بسبب كونه يقع ضمن منطقة عسكرية مؤمنة بشكل جيد وبعيدة عن أيدي اللصوص، مشيرا الى ان عمل البعثة سيستمر خلال فصل الشتاء المقبل ولفترة قد تستغرق أربعة أشهر، فضلا عن احتمال وصول بعثات أوروبية وأمريكية أخرى إلى محافظة ذي قار للتنقيب. إلى ذلك قالت استاذة التاريخ والحضارة في جامعة أستون بروك الأمريكية لفن ستون، وهي احد اعضاء البعثة التنقيبية: انه من الرائع ان تعود للعراق مجددا بعد أن زارته منذ أكثر من 22 عاما. واضافت إن اختيار الموقع الحالي للتنقيب سببه الوضع الأمني المستقر في محافظة ذي قار، فضلا عن قرب الموقع من مدينة أور الأثرية، وهو موقع صغير لم ينقب سابقا.
وأوضحت ستون ان أعمال التنقيب كشفت عن ان الموقع كان حديقة وفقا لما جاء في احد النصوص التي اكتشفت وهي مكتوبة باللغة السومرية، فضلا عن انه كان مقرا للبدو الرحل بدليل وجود كمية من العظام التي تعود إلى حيوانات وخراف. الى ذلك كشف مستشار وزارة الامن الوطني جليل خير الله، عن قرب وصول وفود تنقيبية أخرى من دول وعواصم أوروبية وأمريكية مثل واشنطن ولندن للعمل في المواقع الأثرية في الناصرية.
واشار الى ان العديد من المواقع الأثرية في الناصرية تعرضت للنهب، داعيا هيئة الاثار الى توفير العنصر البشري المدرب لحماية تلك المناطق.
ورأى خير الله ان هذه التنقيبات تهدف لحفظ الآثار وإبراز الجانب التاريخي لهذه الحضارات التي تعد أقدم حضارة على وجه الأرض.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *