حوار الدكتور نوري منصورمع النائب يونادم كنا رؤية وتحليل

استاذ وباحث اكاديمي مستقل
                                أجرت محطة تلفزيون أم.ي.أي الفضائيةالتي تبث من ولاية مشيكن الامريكية يوم الجمعة المصادف 27/1/2012 لقاءا مباشرا مع الدكتور نوري منصور السكرتير العام للمنبر الكلداني الديمقراطي الموحد ،واشترك في اللقاء النائب يونادم كنا العضو في البرلمان العراقي وسكرتير الحركة الاشورية الديمقراطية عبرالهاتف من العراق.
  كان لهذا اللقاء اهمية بالغة لتغطيته االتساؤلات المرتبطة ببيان البطريركية الكلدانية الكاثوليكية وبشكل مباشر مع النائب يونادم كنا الذي كان الطرف الاساسي في القضية التي تخص الوقف المسيحي والديانات الاخرى، وأهم ابرز الاسئلة التي طرحها مقدم البرنامج الاستاذ(وليد جعدان) وموجهة الى النائب كنا هي: جاء في البيان البطريركي انك لاتمثل المسيحيين بل تمثل الحركة الاشورية الديمقراطية .ماهو ردك على ذلك ؟
  وقد استعرض كنا خلفيات الموضوع وما جرى من عمليات التغيير لمدراء الوقف المسيحي التي طرحت لاكثر من مرة من قبله في الوسائل الاعلامية، واعلن ان عمانوئيل الشماع لم يباشر في عمله لكي يغير،وأكد ان كل ما جرى تم وفق الضوابط القانونية والادارية، ولايوجد اي تدخل شخصي من قبلي . ونكر اية علاقة له بالتغيير الذي حصل في ادارة الوقف المسيحي، وكرر بعض المواقف التي يبرر ويبرهن من خلالها على انه ممثلا للمسيحيين، فاراد ان يعيد لاذهان المشاهدين ان البطريرك عمانوئيل دلي اكد له سابقا عدة مرات انه ممثل المسيحيين وكثيرا ما طلب منه الاستشارة والتدخل في قضايا متعددة تخص المسيحيين.ودعم موقفه بالبراءة التي منحها له بابا الفاتيكان في مقابلة له في روما بانه يمثل المسيحيين في العراق. وبدى استغرابه من ان البطريرك عمانوئيل دلي يصدر مثل هذا البيان ليشير الى عدم شرعيته كممثل للمسيحيين، وقال ان البطريرك لم يقرأ البيان .
  ادار مقدم البرنامج الى الدكتور نوري وسأله عن رايه فيما قاله النائب يونادم .فاجاب بصراحة تامة على ماتحدث به النائب كنا وقال :ان بيان البطريركية واضح جدا بخصوص عدم قبولهم بتمثيلك للمسيحيين، وصحيح ان البطريرك لم يقرأ البيان انما اوعز الى الاستاذ نامق جرجيس لقراءته وهذه مسألة اعتيادية ممكن ان تحدث في كل المؤسسات، قد يكتب الخطاب أو البيان من قبل احد المساعدين وينقح من قبل رئيس المؤسسة،أويكتب من قبل رئيس المؤسسة ويقرأمن قبل أحد مساعديه، وهذا ما جرى في هذه المناسبة تماما، واستطرد قائلا ألم يحدث هذا معك أحيانا؟ وعبر عن رايه بقوله الموجه ليونادم لو بقيت على مسافة بعيدة عن الموضوع لكان الافضل من تدخلك المباشر الذي يعني تسييسه، وما يؤكد قولنا ان الذي عين هو من منتسبي الحزب الذي ترأسه، وعليه وجه بسؤال الى النائب كنا مفاده هل استشرت الطوائف المسيحية حول الموضوع؟فقال نعم ان العديد من الخورنات الكنسية لم تكن راضية عن أداء رعد الشماع في الوقف المسيحي،وعلى هذا الاثر اجرينا اللازم.
  وهنا كشف الدكتور نوري الخطأ والتناقض الذي اوقع النائب كنا نفسه فيه اذ قال ان عمانوئيل الشماع لم يعين لكي يغير ،ومن جهة اخرى يقول ان العديد من الخورنات لم تكن راضية عن أدائه فاذا كيف عرف ادائه وهو لم يستلم عمله في المكتب؟وكذلك ذكرالنائب كنا في حديثه عن تطورات القضية،: وقال ان الشماع استلم مكتبه.فقال الدكتور نوري كيف استلم مكتبه وهو لم يعين ؟.
أما السؤال الثاني الذي طرحه مقدم البرنامج الى النائب كنا هو:ماهو أصل الخلاف بينكم وبين الكلدان؟
أجاب النائب لاأساس من الصحة لهذا الموضوع أبدا،لا يوجد اي نوع من الخلاف بين الكلدان والاشوريين وردا لهذا الجواب غير المقنع بالنسبة الى الدكتور نوري منصور ومقدم البرنامج، تلقى سؤالا آخرا وهو اساسا  جواب السؤال الاخير مفاده:لماذا تتهم بتهميش الكلدان اذن؟وكان الجواب :
من يقول ان الكلدان مهمشون لاتوجد مثل هذه المواقف أبدا وجاء بالمثال الاتي: من سنة 2003 ولحد الان استلموا المسيحيين 20 وزارة في الحكومات المتعاقبة ،وكان 16 منهم من الكلدان فاين التهميش هنا،واستطرد بالحديث وقال نحن شعب واحد وامة واحدة لافرق ولاخلاف بيننا وانما هذه ادعاءات بعض من بقايا النظام السابق وهم يحاولون التفريق بيننا و الاساءة الى سمعتي لكي لا افوز في الانتخابات القادمة.
وتدخل الدكتور نوري قائلا: أولا ان هؤلاء  الوزراء الكلدان هم من منتسبي الاحزاب الاشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، وماهو اسم هذه الامة وأسم هذا الشعب وماهي قومية هذه الامة؟فهناك الشعب العراقي مثلا يتكون من العرب والكرد والكلدان والاشوريين والارمن وغيرهم وكل واحد منهم له قوميته .
في البدء حاول النائب كنا التهرب من الاجابة لانه سؤال مثير للغاية بالنسبة له ويتحسس منه لكي لايقع في تناقض ولكن فعلا وقع.فاجاب وقال :نحن امة واحدة وشعب واحد له تاريخ وتقاليد ولغة واحدة ومصير مشترك .وقال الدكتور نوري: نعم كذلك ولكن ماهي قوميته وهل تعترف بالقومية الكلدانية ؟ويبدو من تصريحاتكم في كل مناسبة انكم لاتعترفون بالقومية الكلدانية ،وجاء بعدة امثلة منها :في ندوة لكم في مدينة ساندييكو الامريكية قلت لايوجد شي اسمه كلدان واتحدى من يأتي باثر مذكور فيه اسم الكلدان عبر بلاد النهرين،وفي الفضائية البغدادية قلت في اجابتك لسؤا ل وجه اليك من هم الكلدان؟ان كل اشوري دخل الى الكثلكة اصبح كلداني.
فاضطر النائب كنا للقول نحن كلدان سريان اشوريين لا فرق بيننا ،وكل واحد حر في اختياره لقوميته فاجابه الدكتور نوري ان هذه ليست تسمية قوم واضحة فهي تسمية قطارية مرفوضة . ولم يعقب النائب كنا عن هذه المداخلة واكتفى قائلا : لايوجد اي خلاف بيننا واني اناشدكم بتشكيل لجنة من المغتربين والتوجه الى العراق لتقصي الحقائق عما يدور هنا ومستعد لتلبية المصاريف كافة.
واجاب الدكتورنوري جوابا واضحا واكثر موضوعية نحن لانصبو الى شيء سوى ان يكون هناك تبادل مشترك من الجميع في الاعتراف بالاخر ونتعاون من اجل مصلحة الجميع.
وكن السؤال الاخير الذي وجه الى النائب يونادم هو:ما هي اخبار مشروع اقامة محافظة سهل نينوى؟
اجابه ان هذا المشروع مرتبط بالظروف العامة والسياسية في البلد ،فالعراق اداريا متوجه نحو اللامركزية و انشاء اقاليم ومحافظات جديدة مثل الزبير وتلعفر وطوزخرماطو، وسننتظر ما الذي سيحدث .وأخيرا تبادل المتحاورون الشكر والتحايا.
 استخلصت من متابعتي لهذا الحوار المهم الذي تمحورت الاسئلة فيه حول البيان البطريكية الكلدانية الكاثوليكية مايأتي:
 ان حركات وتعابير وايماءات الوجه وطريقة الجلوس وحركات اليدين والصوت وحركة الشفتين والانفعال والغضب  والسرعة في الكلام والهدوء واستقرار حركة الجسم والاتزان في الكلام وعدم المقاطعة بدون استئذان والصوت العالي ،كلها هذه مؤشرات تكشف مدى الحقيقة وعدمها في كلام المتحاور ليتسنى للمحلل الوصول الى الهدف . كان الدكتور نوري منصور في الاستوديو وقد بدأ عليه من أول لحظة والى انتهاء الحوار هادئا ومنسجما ومتزنا في سلوكه مع المتحاورين وصبورا الى ان يفسح المجال له للحديث ولم الاحظ عليه اية حركة لتشير الى القلق أو الغضب،ولهذا كانت اجوبته اكثر موضوعية وانسجاما في الحوار.
و مع الاسف لم يظهر النائب يونادم كنا في استوديو المحطة الفضائية وقد اشترك مع المتحاورين عبر الهاتف ،وعليه لم يتسن لي التعرف على تلك المؤشرات ماعدا نبرة الصوت ومقاطعته للمتحاور الثاني وهذا ما لاحظته حيث كان غاضبا ومنفعلا لتحدثه بسرعة وبصوت عال،فالغضب وسرعة الكلام اثناء الحوار تشير الى محاولة المتحدث التغطية على الحقائق والتهرب من الاجابة على الاسئلة الموجهة.
 فعلا لم تكن بعض من اجاباته مباشرة وبالاخص ما تعلق بالقومية ، وايضا اوقع نفسه بعدة تناقضات مما يوحي الى عدم الصراحة في الحديث،وكان التناقض واضحا في عدة مواقف منها:مسألة رعد الشماع أنفة الذكر بقوله انه لم يباشر في العمل، وجاء بعدها ليقول ان الخورنات لم تكن راضية من عمله،فكيف ان تلك الخورنات لم ترض من عمله وهو لم يباشر عمله على حد تعبيره.وموقف آخر على تناقضه عندما قال اني لم اتدخل في مسألة التغيير ،حيث ماحدث هي اجراءات قانونية ،بينما المؤشرات تؤكد انه تدخل بصورة مباشرة وقالها في الحوار، اني استخدمت صلاحياتي البرلمانية.
ولم يكن دقيقا في كلامه والذي كرره في اكثر من لقاء ،بان البطريرك عمانوئيل لم يقرأ البيان ،ويمكن تفسير هذه العبارة التي اكد عليها عدة مرات،ان النائب يوناد يعتقد بوجود اطراف يحاولون النيل منه واساءة سمعته واستخدموا رأس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية لتحقيق ذلك ،أو ان البطريرك ليس مؤهلا في حالته الصحية وتقدمه في السن ليتخذ مثل هذه الاجراءات مالم يدفع من الاخرين.ولكن نسأل النائب فما هو دور المعاون البطريركي الذي ظهر مع البطريرك اثناء قراءة البيان؟
وتناقض في كلامه وافعاله حينما قال :كل واحد حر في اختيار قوميته ،فهل هذا ينطبق مع اقواله المعروفة في الغاء القومية الكلدانية ؟ وهناك تناقض صريح عندما قال ان قومية هذا الشعب هي كلدانية سريانية آشورية ،ماهي هذه الازدواجية انه لايعترف بغير القومية الاشورية بينما يصرح بالتسمية المركبة .وهل سأل نفسه النائب يونادم عندما قال: انه شعب واحد له تاريخ ومصير واحد ولغة وقيم واحدة لماذا تسميه هذا الشعب اشوريا ولم تسميه كلدانيا أو سريانيا .يمكن القول انه يتمتع بشخصية لها قابلية التلون بعدة الوان لتغيير تصريحاته في مختلف المناسبات اعتمادا على طبيعة المناسبة وظروفها.
وقد برر النائب كنا مسألة عدم تهميش الكلدان بعدد الوزارات التي قلدها الكلدان،فهل اراد ان يوهمنا أو انها محاولة لاحتواء الموضوع ولم يذكر الى أي من الاحزاب انتموا هؤلاء الوزراء ولمن خدموا ؟بالطبع ان كل منهم سيحاول تحقيق اهداف حزبه السياسي والكلدان يدفعون الثمن.واني على يقين ان المقصود من كلامه (لاأحد يتمكن من ابعادي عن الكلدان) يعني من الكنيسة الكلدانية وليس الشعب الكلداني .
  وأما تشبثه وتأكيده على ان البطريرك عمانوئيل دلي كثيرا ما لجأ اليه للاستشارة بعدة مواقف واحداث تخص المسيحيين هي مسالة يراد منها احتواء الاحداث، والا هو نائب في البرلمان ويدرك القوانين جيدا ومنها التي تجيز للشعب سحب ثقته من العضو المنتخب حينما لم يخدم قضيتهم ويحقق مطامحهم.
وأما تأكيده على ان الذين يثيرون القضايا التي تسيىء للعلاقة بين الكلدان والاشوريين هم من بقايا النظام البائد فهو زعم باطل فهي محاولة اصغاء اللامعقول على المعقول بتبريرات وهمية لكي يتنصل من المسؤولية هو وحزبه عن طبيعة هذه العلاقة .فهو الادرى منا جميعا ان العديد وبل الغالبية  الذين يقلدون مناصب قيادية عالية ووسطى وفي مختلف الاصعدة والوزارات في الدولة العراقية هم من بقايا النظام البائد فلماذا يصب غضبه على اهله؟
   وأخيرا اود القول للنائب يونادم كنا والاحزاب الاشورية كافة والمتعاطفين معهم مسألتين لااكثر:
ان الكلدان قوم وهكذا تلقينا في تنشئتنا الاسرية كما تلقاها الاشوري والسرياني ولايمكن لاحد ان يجرد الفرد من قوميته ابدا الا في حالة الطمع بالمصالح الشخصية، وهذا ما توصلت اليه في دراساتي المتعددة في ميدان عملي . وأما المسألة الثانية هي ان الاحترام والاعتراف المتبادل بين الاثنيات الثلاث هو السبيل في وحدتنا والحفاظ على وجودنا من الكلدان والاشوريين والسريان وليس في الغاء الاخر . 

You may also like...