حماية التنوع  الديني والإثني واللغوي في العراق في ورشة منظمة UPP الإيطالية 

متابعة / أيهم بويا

أقامت منظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية) ضمن مشروعها معًا للسلام، ورشة تدريبية حول  التنوع الديني والإثني واللغوي  لمجموعة من الناشطين الشباب من الذكور والاناث بأعمار (15 الى 30 عام) وبحضور أكثر من 40 شاب وشابة من مختلف أطياف سهل نينوى، يومي الأربعاء والخميس الموافقان 8 و 9 تموز 2020، والذي أشرف عليها وأجرى تدريباتها “سعد سلوم”  خبير التنوع الديني في العراق .

بدأت الورشة التدريبية عبر رابط برنامج زووم، بمقدمة من مديرة مشروع معًا للسلام يسكا فان دي كيرك، أشارت فيها إلى أنّ أولى اهتمامات المشروع هي تعريف الشباب بالأقليات العرقية والمذهبية المتواجدة في العراق وسبل التعليم والتماسك الاجتماعي والمرأة والأنشطة المجتمعية المختلفة التي تساهم في تعزيز التغيير الإيجابي وهذه الورشة التدريبية هي جزء من عمل لمشروع معًا للسلام وهي احدى مشاريع منظمة UPP الإيطالية.

في بداية الورشة التدريبية تطرق “سعد سلوم”  إلى خريطة التنوع الأثني والديني واللغوي الموجودة في العراق  وأقليم كردستان ومن ثم قدم ” سلوم”، لمحة تحليلية عن الاطار الوطني لحقوق الأقليات والاطار الدولي وتم التركيز في اليوم الثاني من الورشة التدريبية الحق في حرية الدين والمعتقد وعلى بعض التحديات التي تواجه الأقليات في مناطق محددة، تحديات التعايش وبناء الثقة بين المسيحين والشبك في سهل نينوى والعرب والإيزيدين في سنجار والموصل.

وكانت مداخلة للمتدرب ساجد علي ان ” العراق يعد واحدا من البلدان المهمة في الشرق الأوسط التي تحتضن الكثير من الأقليات الدينية والاثنية والقومية منذ آلاف السنين، وهم من أبناء السكان الأصيلين لبلاد وادي الرافدين (كالمسيحيين: كلدان، آشوريين، أرمن، سريان، والإيزيدية، والصابئة المندائيين، واليهود والشبك والتركمان والكاكائيين و الزرادشتية والبهائيين وغيرهم)”.

وعلى صعيد ذي صلة اضافت المتدربة حنان إسماعيل “يجب إلغاء التشريعات التي تستهدف بشكل غير عادل وتعسفي بعض الديانات أو الطوائف الدينية، لأنها تسلب وضعهم القانوني الذي كان محتفظًا به سابقًا ولا يجب استخدامها كوسيلة للسيطرة على الأقليات الدينية التي لا تتوافق مع الثقافة العامة للبلد”. واضافت إسماعيل ” على الحكومة سن قانون يحظر جميع أشكال التمييز سواء على أساس الدين أو لأي سبب آخر”.

وشدد كاظم علي انه “يجب تزويد النظام التربوي بمعلومات كافية عن الأمور الدينية والعقائدية التي تتعلق بـ “الديانات الأخرى” وهذا يجب أن يكون مكملاً في حالة عدم وجود مناهج إجبارية. على سبيل المثال، لا يتضمن المنهج التعليمي العراقي معلومات حول المعتقدات الأخرى”. 

في حين أكدت المتدربة شيرين عباس على انه “يجب تعزيز آلية وهيكل للحوار الديني، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، وفتح قنوات الاتصال الذي بدوره سيؤدي إلى القضاء على التحيزات والقوالب النمطية التي هي الأسباب الجذرية للخوف وعدم الثقة التي تؤدي إلى العنف والتمييز وأشكال مختلفة من انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك حرية الدين أو المعتقد”.

يذكر ان المدرب “سعد سلوم” هو أستاذ العلاقات الدولية المساعد في كلية العلوم السياسية الجامعة المستنصرية في بغداد ومن مؤسسي المجلس العراقي لحوار الأديان 2013، والمركز الوطني لمواجهة خطابات الكراهيات في العراق 2018، ومعهد دراسات التنوع الديني 2019. وقد حاز على جائزة ستيفانوس للحريات الدينية لعام 2018. له 16 مؤلفًا عن شؤون التنوع في العراق والشرق الأوسط. ومن أبرزها التنوع الخلاق 2013، اقليات العراق ما بعد داعش 2017، الإيزيديون في العراق 2016، الوحدة في التنوع 2015، المسيحيون في العراق 2014 ونهاية التنوع في العراق 2020. 

ومن الجدير بالذكر إن مشروع معا للسلام هو مشروع صممته المنظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية) وتموله منظمة Malteser الدولية. تم إطلاق المشروع في أوائل عام 2019 وهو مشروع لبناء السلام. ويهدف المشروع إلى تعزيز دور الشباب والثقافة وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة نينوى.

يتضمن المشروع محتويين: فعاليات وأنشطة البناء في المجتمع. بالنسبة لعنصر البناء ، قامت UPP  ببناء ثلاثة مراكز شبابية، كل منها به ملعب رياضي ، وأعاد تأهيل مركز رابع. علاوة على ذلك ، يشمل المشروع بناء أو إعادة تأهيل ستة مساحات مجتمعية: إعادة تأهيل نادي قرقوش الرياضي ، إنشاء حديقة في برطلة ، تأهيل المكتبة العامة وحديقة في تلكيف، إنشاء ملعب في بحزاني ، وإعادة تأهيل الحديقة في نمرود.

تستخدم UPP مراكز الشباب الأربعة التي تم إنشاؤها أو إعادة تأهيلها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية. وهم موجودون في سيد حمد ونمرود وتلكيف وتوبزاوا. تشمل الأنشطة الرياضية ، مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتزلج وتنس الريشة. يتم أيضًا تنظيم الأنشطة الفنية ، مثل الرسم والرسم والحرف اليدوية ودروس الموسيقى. يتضمن المشروع أيضًا تدريبات تعليمية: محو الأمية ، ودروس أساسية في الكمبيوتر ، وتدريب على الإسعافات الأولية ، ودروس في مواضيع مدرسية مختلفة. النوع الأخير من الأنشطة في مراكز الشباب يركز على التراث الثقافي للعراق ونينوى وسيشمل ورش عمل وزيارات ميدانية لمختلف المواقع الدينية والتراثية.

باستثناء الأنشطة في مراكز الشباب ، يعمل المشروع أيضًا في قطاع التعليم لدعم التماسك الاجتماعي في المدارس. يتم تنظيم الدورات التدريبية على تعليم السلام و الدعم النفسي للمعلمين وسيتم دعم الأنشطة المتعلقة بهذه الموضوعات للأطفال.

وعلى الرغم من إنه تم تعليق الأنشطة منذ إعلان حظر التجول بسبب جائحة فيروس كورونا. لكن مشروع “متحدون من أجل السلام” يتواصل بوصفه مشروعا رائداً في إطلاق حملة التوعية والرسائل الوقائية حول فيروس كورونا من خلال فرق من المراكز التي تجولت في مناطق وقرى سهل نينوى حاملاً كتيبات وملصقات لتثقيف السكان ومنع فيروس الكورونا.

 

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *