حكمت حكيم كما عرفته / بقلم : ناصر عجمايا

حكمت  شخصية وطنية عراقية مناضلة ، وأممية صادقة وبخصوصية كلدانية معروفة ، للجميع ، محبا لكل الناس ، ومحترما لكل الآراء ، كنت قريبا منه فكريا ، لابل ملتصقا بآرائه وأفاره قوميا وأمميا . جمعنا نضال مشترك في حزب وطني عتيد ، كنا قريبين جدا رغم بعد المسافة بيننا ، وقربها احيانا اخرى ، الاتصالات مستمرة هاتفيا حتى فراقه الأخير والى الأبد. لتنوب عنه الكلام والحوار ، قرينته ورفيقة حياته في السراء والذراء ، حتى توقف النبض للفقيد حكمت حكيم .
 شاء القدر ان نلتقي سوية في القوش صيف عام 2008 ، بفقدان مناضل آخرسبقه ، ابن القوش البار المرحوم ابو عامل ، اشتركنا معا لأستقبال جثمان المناضل سليمان بوكا حتى اداء مراسيم الدفن وتقديم التعازي ، لأهل الفقيد كما لقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، بحضور الرفاق محمد جاسم اللبان وجاسم الحلفي وابو تارة من الشيوعي الكردستان ، والرفيق النصير آشتي ، كما الرفيق الفقيد درمان سلو (ابو حربي) من الشيوعي الكردستاني ، بالاضافة الى جمع كبير من رفاق واصدقاء الحزب من مختلف المناطق ، كانت مناسبة مؤلمة حقا ، فشاء القدر ان يغيب عنا مناضل آخر من طراز خاص ، حضن الاممية الانسانية ، رافعا راية الوطنية العراقية العليا ، محتفظا بخصوصيته القومية ، خدم شعبه وحزبه في مواقف صعبة ، في البصرة وبغداد وتلكيف وجبال كردستان ، كما محطات متنوعة في الدراسة والتدريس ، في موسكو واليمن الديمقراطية وليبيا ، وبعد التغيير في 2003 ، كان من الرفاق القادمين الى العراق ، للمشاركة في البناء السياسي للدولة ، ومشاركته في البرلمان العراقي وسكرتاريته ، كما عمل مستشارا قانونيا  لرئاسة الجمهورية العراقية ، والقانوني من خلال عضويته في لجنة صياغة الدستور العراقي .
كان ذات حضور مميز على الأرض قادر على مواجهة المستجدات ومعالجة الامور بحكمة وحنكة ،لم تنحني قامته ، امام المحن وتقلبات الزمن الغابرالعاصف ، لم يهتم في نهايته الانسانية المحتومة ، بقدر خدماته الجليلة لشعبه ، الذي ينتظر منه ومن الآخرين ، مزيدا من العمل والجهد والمثابرة الحقة ، من اجل قومه وشعبه ووطنه وانسانيته ، كونه يعلم يقينا الموت لابد منه ان آجلا أم عاجلا . .
 الراحل حكمت حكيم سياسيا مثقفا ، واكاديميا محترفا ، مناضلا يافعا ، صبورا فذا ، مستفادا من الظروف الصعبة في النضال الطلابي في الداخل والخارج ، كما في سوح المواجهة مع الفاشست ، من خلال فاعليته ، في العمل الأنصاري في كردستان العراق ، منذ بداية الثمانينات وحتى حملة الانفال القذرة على الشعب في كردستان العراق عام 88 من القرن الماضي.
كان مع وحدة شعبنا بكل تسمياته المختلفة ، ومع احقاق الحقوق المغيبة لأية قومية كانت ، وخصوصا قوميته الكلدانية ، المغيبة في كردستان دستوريا ،ومع بناء الانسان السليم المعافى ، في وطن مزقته الحروب والويلات والمآسي والمحن والقتل والتشريد والالغاء والتهميش والتسلط والاستبداد وفقدان الحقوق ، للشعب العراقي ، كما السلب والنهب والفساد المالي والاداري ، للسلطات المتعاقبة طيلة اكثر من خمسون عاما ، وخصوصا للقوى القومية المهمشة والمسلوبة لكل ما هو حق ، بلا عدالة ولا أنصاف ، بل تنفيذ الواجبات عنوة بلا ثمن.

كانت للفقيد صلات واسعة مع كثير من الشخصيات العراقية ، إضافة الى علاقاته الودية مع القيادة الكوردية ، خصوصاً مع الأستاذ مسعود البارزاني .
كان احد اعضاء الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ، له مساهمات عديدة فكرية وثقافية ، ودراسات متعددة ، وعليه الاتحاد فقد عضواً مثابراً نشطاً خسرناه ، كما خسرته القوى الكلدانية  والعلمانية العراقية ، وخسارة للوطن العراقي برمته . إننا نقدم لعائلته الكريمة تعازينا  ومواساتنا ، سائلينا  الرب ان يلهمها مزيدا من الصبر والسلوان وللمرحوم واسع الرحمته والخلود  ، سيبقى في الذكرة الا الأبد..
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
28\06\2010

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *