حتى متى يصبر الكلدان على لَـدغات الثعبان؟

في البدء أود أن أحيّي العزيز عامر حنا فتوحي على مقاله المعنون ” يونادم كنا عـدو الكلدان” حيث سلَّط الضوءَ على عدوانيته وأساليب تآمُره على الشعب الكلداني وكنيسته الكلدانية الكاثوليكية منذ التغيير السياسي الذي جرى في نيسان 2003 حيث أطيح بالنظام البعثي. فبدأ لعبة الخداع مع الحاكم المحتل” بول برايمر” ونال منه مأربه بتعيينه عضواً في مجلس الحكم الإنتقالي، وتوالت مؤامراته الواحدة تلو الأخرى استكمالاً لسابقاتها التي حاكها في مؤتمرات صلاح الدين ولندن ونيويورك وانتهاءً في مؤتمر المعارضة العراقية العام في لندن، حيث استخدم شتى السبل لمنع ممثل الكلدان من الحضور، وآخر مؤامراته كان سعـيُه العدواني غير الشريف لتنحية رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى الأستاذ رعد عمانوئيل الشماع الذي حصل على موافقة جميع رؤساء الطوائف المسيحية ورئيسي الطائفتين  اليزيدية والمندائية، ولم تُشِر هيئتا النزاهة والمساءلة والعدالة الى أي مانع لترشيحه، فاقترن ذلك بموافقة مجلس الوزراء وصدر أمر تعيينه وباشر عمله مدة تزيد عن أحد عشر شهراً، ومن دون سابق إنذار تفاجأ مسؤولو الطوائف بترشيح شخص آخر لرئاسة الديوان هو رعد جليل كجه جي أحد أعضاء تنظيم زوعا وبتدبير شرير من سكرتيره الأوحد يونادم كنا.

إن مسألة إزاحة رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى السيد رعد الشماع عن منصبه بشكل اعتباطي وتعسفي، تُسجل وصمة عار في سجلِّ الحكومة العراقية برئاسة السيد نوري المالكي، وتُعتبر إشارة الى تذبذب شخصية السيد المالكي وعدم ثباتها أمام الضغـوطات ومسايرتها لأهواء مستشاري السوء والمنتفعـين الأنانيين المحيطـين به، وإلا كيف يُفسَّر تراجعُه عن قرار سابق وقعه عن اقتناع، واستبداله بقرار تعسفي مضاد بعد مرور أكثر من أحد عشر شهراً على قراره الأول ودون إعطاء أيِّ مبرِّر قانوني ضارباً عرض الحائط  تأكيد مجلس رؤساء الطوائف بأغلبية أحد عشر عضواً من أصل أربعة عشر ثقـته بالسيد رعد الشماع، أفليس هذا تهميشاً بل إقصاءً لرأي مجلس رؤساء الطوائف المسيحية؟ وبماذا يُفسَّر إيصاد السيد المالكي لجميع الأبواب أمام الرئاسة البطريركية للشعب الكلداني لإيصال صوتها إليه؟ فأيُّ يطرق الشاعرون بالظلم ؟ أليس باب الحاكم؟ يبدو أن يونادم كنا وجماعته استطاعوا إقناعه بتسييس عمل الديوان، وتعيين شخص تابع لهم ليجعل من الديوان أداة ضغطٍ على الكنائس العراقية وجعلها تحت وصاية ” الحركة النسطورية الشوفينية ” .

بعد البيان الصريح والواضح للبطريركية الكلدانية في فضح مؤامرات رئيس تنظيم زوعا يونادم كنا التى دبَّرها ولا يزال يُدبرها ضِدَّ الكلدان وكنيستهم الكاثوليكية، يأتي دوركم يا أبناء الكلدان في كُلِّ مكان لسحب البساط من تحت أقدام الأحزاب النسطورية الشوفينية، وهذا يتم بإقناع المغرَّر بهم للعودة الى أحضان امتهم الكلدانية وهجر خادعيهم النساطرة السائرين في طريق الضلال المتجاوزين بصلف على عدالة القضية الكلدانية.

لم نسمع لحد الآن من مطارنة كنيستنا في الداخل والخارج أيَّ ردِّ فعل ايجابي وتأييد لموقف بطريركهم الذي أوضحه في بيانه الصادر في 15/ 1/ 2012 . نحن على عِلم بحساسية أوضاعهم التي يُحسنون تقديرها أكثر منا، ولكن هذا لا يبرر سكوتهم، بل عليهم إبداء الشجاعة والتأييد لموقف بطريركهم بهدف تفعيل مطلبه وبذلك يُساهمون بصيانة كنيستهم وأبناء شعبهم من الضلاليين الناوين شراً بهم. لقد ولَّى زمن المجاملات الخيالي والإنخداع بالشعار الإستهلاكي الكاذب” نحن شعب واحد” كانوا جزءاً منا ” كلداناً نساطرة” قبل أن ينبذوا كلدانيتهم وينتحلوا الآشورية المزيفة، أما الآن فهم غرباء عنا إسماً ومذهباً. ثم ما الخير الذي جنيناه من هذا الشعار الإستهلاكي سوى تهميشنا ومحاولة نسطرتنا ! ليعلم هذا الثعبان المتستر تحت عضويته في البرلمان بأن أنيابه السامة ستُنتزع من قبل الكلدان الشرفاء إن عاجلاً أو آجلاً، لأن الله لا يُهمل شعبه بل يُنقذه من عدوِّه الملحد الغاشم!

أين رد فعل كهتنا الأفاضل من تأييدٍ ومساندة بيان غبطة بطريركهم، أليس من الواجب على كهنة الخارج الإتصال بإخوتهم كهنة الداخل لحث رعاياهم على تأييد موقف بطريركهم الواضح والصريح بشجبه تدخل سكرتير الحزب النسطوري” زوعا” بكُل صغيرة وكبيرة بشؤون الكلدان وكنيستهم، مضطهداً ومتآمراً ومتحدياً؟ هل يليق بكاهن كنيسة الصعود الكلدانية القس جميل نيسان أن يستقبل وفداً من حزب زوعا النسطوري؟ أين غيرته؟ أين شهامته الكلدانية؟ أين كثلكته؟ ألا يدل هذا العمل المعادي للأمة الكلدانية أن بعض أفرادها ليس من العلمانيين فقط، بل من أبناء الإكليروس خدام المذبح قد سقطوا في فخ الدعاية النسطورية الكاذبة؟ لماذا أيها الأب جميل تُشارك في حرب يونادم كنا الذي يشنها على الكلدان وكنيستهم المقدسة؟ إذا انتابك الحنين الى النسطرة وترككَ للكثلكة الجوهرة، لماذا الإنتظار؟

 
لقد بلغ بجلاوزة تنظيم زوعا النسطوري الشوفيني التشنج والتهور حداً لا يُطاق، جعلهم يُطلقون العنان لألسنتهم المسننة لنهش لحم الشرفاء الكلدان الذين عَرَّوا سوءات قائدهم الأوحد المتمثلة بمدى حقده الأسود وجوره الإنتقامي المرير الذي يمارسه بكُل ضراوة ضِدَّ الكلدان وكنيستهم ومؤسساتهم وتنظيماتهم التي تُشكل لديه بُعبعاً يؤرقه ليلاً ونهاراً، فراحت شفاه هؤلاء السفهاء قليلي الحياء تنطق بكلمات بذيئة وتُسبغ صفاتٍ رديئة وتُرسل مسبّات مهيئة الى أبناء الكلدان النشامى الذين ينأوا بأنفسهم عن هذا المستوى الوضيع، فإن دلَّ هذا على شيء إنما يدل على مدى الجهل والتخلف المخيم عليهم! إننا نحن الكلدان لا نتكل إلا على الله القدير ” إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البنّاؤون ”

الشماس د. كوركيس مردو

 

You may also like...