تقرير حكومي: المسيحيون يعيشون الخوف والفقر

بغداد/ المدى

اعترف قسم الأقليات في وزارة حقوق الإنسان، أمس، بوجود العديد من العوائل  المسيحية في العراق التي لم تعد قادرة على تحمل نفقات معيشتها خاصة في ظل  الظروف الأمنية التي أفقدتها أعمالها.وقال قسم الأقليات في وزارة حقوق  الإنسان في بيان تلقت (المدى) نسخة منه،

إن “بعض العوائل المسيحية المتعففة في بغداد عبرت عن معاناتها للظروف القاسية التي تواجهها بسبب أحوالها المادية المتردية خلال زيارة قام بها فريق من قسم الأقليات التابع الى دائرة الرصد وحماية الحقوق في وزارة حقوق الإنسان بالتعاون مع المركز الإعلامي والتنسيق مع كنيسة سيدة النجاة للاطلاع على أوضاعهم المعيشية ضمن إطار المتابعة المستمرة من القسم”.

وأضافت الوزارة أن “الجولة التي اجراها قسم الأقليات هدفها الوقوف على اهم احتياجات العوائل المسيحية الفقيرة، بعد أن فقدت بعض العوائل عدداً من أفرادها أثناء تفجير كنيسة النجاة”.

وفي سياق ذي صلة أوضحت عائلة مايكل سمو ميخا خلال الزيارة التي قام بها قسم الأقليات أنها “تتكون من أربعة أفراد يسكنون في بيت للإيجار ورب الأسرة كان يعمل طباخاً في احد المطاعم قبل تعرضه لجلطة في الدماغ، اثر حادثة كنيسة النجاة والتي تسببت في عدم مقدرته على العمل وعلى الرغم من مرور عام على تلك الإصابة لكنه لم يطرأ أي تغير أو تحسن في حالته الصحية، لعدم تمكنه من الحصول على العلاج اللازم بسبب الظروف المادية المتردية”، لافتا الى ان “العائلة لا تملك دخلاً مادياً آخر سوى بعض المساعدات من الكنيسة مما دفع العائلة الى بيع أثاث المنزل لتسديد الإيجار وسد نفقات المعيشة”.

وذكر قسم الاقليات في وزارة حقوق الإنسان أنه “رفع توصيات الى مكتب وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني تتلخص بإمكانية مفاتحة الأمانة العامة لمجلس الوزراء لغرض الإيعاز للجهات ذات العلاقة للنظر بحالة هذه العوائل ومساعدتهم لتحسين مستواهم المعيشي”.

يذكر ان العوائل المسيحية في بغداد والبصرة والموصل كانت ولا تزال محط استهداف جهات متشددة حتى اجبر العديد منهم على ترك منازلهم والسفر إلى خارج العراق أو لمناطق في اقليم كردستان، فيما يعيش الآلاف منهم في تجمعات خارج مدينة نينوى.

وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة قد ذكرت في وقت سابق إن آلاف العراقيين المسيحيين فروا من بلدهم بعد حادثة سيدة النجاة.

نائب عن المكون المسيحي لم يستغرب التقرير الحكومي، منتقدا الإجراءات التي وصفها بالروتينية في التعامل داخل مؤسسات الدولة مع المهجرين عن المكون، مشددا على ان اكثر من 30 بالمئة منهم ترك وظيفته منذ عام 2003. وقال لويس كارنو “إن التقرير منطقي لأن العوائل المسيحية التي تعرضت إلى العمليات الإرهابية في بغداد والموصل وكركوك، تركت اعمالها وممتلكاتها وهاجرت إلى أماكن أخرى بحثا عن الاستقرار”.

وتابع كارنو في تصريح لـ(المدى) أمس “أن الحكومة كانت جادة في التعامل مع ملف المسيحيين وحاولت بشتى الطرق حمايتهم ولم تتمكن توفير مستلزمات الحياة لهم كالرواتب والمنح فالكثير من النازحين فقدوا وظائفهم ولا توجد فرص عمل لهم اما الذين نقلوا لم يتسلموا رواتبهم منذ فترة طويلة وظلوا في حيرة من أمرهم”.

وعن تأثير الصراعات السياسية على أوضاع المسيحيين في البلاد قال كارنو “هناك بعض المطالب لم تتحقق بسبب الصراعات السياسية”، مستدركا “لم نشعر يوما أننا مواطنون من الدرجة الثانية، فالكل متعاون معنا لاسيما مؤسسات الدولة”.

وخلص النائب المسيحي إلى أن “ما يقارب الـ 30 بالمئة من الموظفين المسيحيين تركوا وظائفهم بصورة نهائية منذ عام 2003 بسبب الإجراءات الروتينية القاتلة في مؤسسات الدولة العراقية”.وكان  رئيس ديوان الوقف المسيحي رعد عمانؤيل قد أكد في وقت سابق السعي لإيجاد الحلول الناجعة لمشاكل المسيحيين لضمان بقائهم في البلاد، لأنهم من الأقليات التي تشكل شريحة مهمة من شرائح العراق، لافتاً إلى أن الديوان بالتعاون مع رئاسة الوزراء يسعى لإيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل من المسيحيين، وبناء مجمعات سكنية تليق بهم.

وعلى الصعيد ذاته أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم ان المسيحيين في العراق مكون رئيس في القوميات والمذاهب العراقية.

وذكر بيان لرئاسة المجلس الأعلى تلقت (المدى) نسخة منه أن “الحكيم وخلال استقباله سفير دولة الفاتيكان لدى العراق اليوم شدد على أن المسيحيين في العراق هم لون من ألوان الطيف العراقي ومكون رئيسي ومهم في باقة الورد العراقية”.

وأضاف إن “سفير الفاتيكان من جانبه أكد في مؤتمر صحفي عقده بعد لقاء الحكيم عن سروره باللقاء، مثمناً دور الحكيم ومواقفه الشجاعة في الدفاع عن المسيحيين ومد يد العون لهم ومتابعة شؤونهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، معزيا إياه بالأحداث الإرهابية التي ضربت العراق مؤخرا”.

وجدد سفير الفاتيكان بحسب البيان “موقف قداسة الحبر الأعظم الداعم للشعب العراقي وتمنياته بأن يعيش العراقيون بأمن وسلام”.

http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=6147

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *