تـقـريـرَين عـن كـنيسة الكـلدانيّـين وكـنيسة الآشوريّـين في سـدني


صرح – بـيل كـيرياﭙـولس كـبـير مستشاري الإعـلام  في مكـتب وزير الهجـرة – بأن وزير الخارجـية الأسترالي كـيـﭬِـن راد ، ووزير الهـجـرة كـريس باوَن بادرا بزيارة بعـض من مؤسسات جاليتـنا المسيحـية العـراقـية في منـطقة فـيرفـيلـد / سـدني : ( كـنيسة مار توما الرسول للكـلدان والآثوريّـين الكاثوليك ، كـنيسة ربان هـرمزد للآثوريّـين ، والنادي الرياضي الثـقافي الآثوري ) وذلك للإطلاع عـلى حـياتـنا في أستراليا وعـلى ظروف أبناء شعـبنا في دول المهجـر والوطن الأم العـراق ، ويسرّني أن أقارن بـين نص الـتـقـريرَين المنشورَين عـن تلك الزيارة عـلى صفـحة من جـريدة ( العـراقـية ) بتأريخ 16 تشرين الثاني 2011 : (1) أحـدهـما عـن كـنيسة مار تـوما الرسول الكـلـدانية كـتبه السيد لبرون سيمون من أبناء شعـبنا الآثوري (2) والثاني عـن كـنيسة ربان هـرمزد للآثوريّـين كـتبه السيد سامي القـس شمعـون من أبناء شعـبنا الآثوري أيضاً .
أولاً : المساحة المحـدَّدة التي إحـتلها التـقـرير حـول كـنيسة الكـلــدان = 168 سم2 أما المساحة التي إحـتلها التـقـرير حـول كـنيسة الآثوريّـين = 262 سم2 … بنسبة تقارب 2 / 3 لصالح كـنيسة الآثوريّـين .
ثانياً : جاء ذكـر مطران كـنيسة الكـلدان بإسمه الشخـصي ( جـبرائيل كـسّاب ) مرة واحـدة ، أما في تـقـرير كـنيسة الآثوريّـين فـقـد ورد الإسم الشخـصي لسيادة المطران ( ميلس زيا ) أربع مرات .
ثالثاً  : إحـتل حـديث سيادة المطران جـبرائيل كـسّاب في التـقـرير ( 8 ) أسطر بطول 7.8 سم للسطر الواحـد فـتـكـون مساحـته ( 62.4 ) سم2 !! كما ورد إسم إثـنين من العـلمانيّـين معه ، وكان لأحـدهـما تـصريحاً أثـناء اللقاء إحـتل ( 22 ) سطراً وبالقـياس نـفـسه فـتـكـون المساحة التي شغـلها ( 171.6 ) سم2 أي ما يقارب 2.8 ضعـفاً من حـديث المطران مما يجـعـلنا نستـنـتج أنه كان هـو محـور اللقاء وليس المطران مار جـبرائيل كساب ! في حـين أن حـديث سيادة المطران ميلس زيا في التـقـرير شغـل مكاناً عـلى الصفـحة مقـداره ( 19 ) سطراً من قـياس 10.6 سم بمساحة 201.4 سم2 وكان هـو المتـكـلم فـقـط بالرغـم مِن الإشارة إلى إسم عـلماني واحـد حـضر اللقاء وله مكانته المرموقة بـين ابناء شعـبنا في مجـتمع فـيرفـيلد / سـدني ولم يُـذكـر أيَّ تـصريح له ، وبهـذا يكـون سيادته هـو المحـور الرئيسي بل الوحـيـد أثـناء اللقاء في كـنيسة الآثوريّـين وقـد بلغـتْ نسبة المساحة التي شغـلها حـديثه من التـقـرير أكـثر من ثلاثة أضعاف مساحة حـديث سيادة المطران جـبرائيل كـساب .
رابعاً والأهـم : لم يُـذكـر في تـقـرير كـنيسة الآثوريّـين أي مصطلح قـطاري أو ما يسمى بالآشوري السرياني الكـلداني والذي هـو آشوري تكـعـيب من اللب إلى القـشر ، أقـول لم يُـذكـَـر هـذا المصطـلح هـناك ، ولكـنـنا نـقـرأ في الـتـقـرير عـن كـنيسة الكـلدانـيّـين التهافـت الواضح عـلى ذَكـر هـذا المصطلح مرتين ، وعـليه فإن صاحـب الجـريـدة جـعـل من مقـر المطـرانية الكـلدانية في سـدني منـبـراً دعائياً وإعـلامياً لحـزب السيد سركـيس آغاجان ويوحي للقارىء بأن المطـرانية متعاطـفة معه ، لكـن موقـف قادة الكـنيسة الكاثوليكـية للشعـب الكـلداني معـروف من خلال مقابلاتهم الشـفـوية ، وتحـريرياً في الوثائق الرسمية يطالبون بإدراج تسميتـنا الكـلـدانية المستـقـلة في الدسـتور ( إلاّ إذا كانت هـناك تـوصية خاصة من المطـران مار جـبـرائيل كـسّاب نـفـسه لصاحـب الجـريـدة ) ! فـعـنـدئـذ يكـون لكل مقام مقال .
ملاحـظاتي الشخـصية : حـين يزور الـقادة السياسيّـون مؤسساتـنا الـروحـية إنما يزورونها لِصفـتها الدينية ( وليس سياسية عـلى حـد عِـلمنا ) وعـليه فإن مَن يستـقـبلهم ويدير اللقاء معهم يكـون أصحاب السيادة المطارنة أو مَن ينوب عـنهم من الإكـليروس ، كـما ويمكـن أن يحـضر بصفة مدنية مَن يأذن له سيادة المطران لشؤون إدارية أو الترجـمة مثلاً . وقـد تـفـيـد الإشارة إلى حالة سابقة أنّ أحـدَ العـراقـيّـين الأستـراليّـين رغـب الـتـوظـيف في منـصب سياسي في السفارة العـراقـية / كانبـيرا ، فـرُفِـضَ طـلبه مِن قِـبَـل السلطات الأسترالية لأنه أسترالي الجـنسية ولا يحق له العـمل في الحـقـل السياسي داخـل أسـتـراليا لصالح أحـزاب خارج أستراليا . وفي الوقـت ذاته لا يوجـد مانع لأي أسترالي من أن يناقـش ويدافع ويطالب المسؤولين الأستراليّـين برفع أو تـخـفـيف المعاناة عـن أبناء شعـبه في الوطـن الأم أو في دول المهجـر من منطلق إنساني وإجـتـماعـي وليس بصفة الإنـتماء أو الموالاة لأحـزاب سياسية خارج أستراليا . فـعـلى ناشـر التـقـرير في الصحـيفة الـمذكـورة أن يكـون منـتبهاً وحـريصاً ودقـيقاً في صياغة عـباراته وإخـتيار كـلماته كي يتجـنب الإنـتقادات التي قـد تـوَجّـه إليه .
الخـلاصة : من تحـليلاتي للتـقـريرَين الواردَين حـول تلك الزيارة يتبـيَّن –
أولاً : إنَّ صاحـب الإمتياز في صحـيفة ( العـراقـية ) المذكـورة متحـيُّـز إلى الجانب الآثوري بصورة ملحـوظة .
ثانياً : يركـز في تقـريره عـلى الإكـليروس في كـنيسة الآثـوريّـين ( وهـكـذا يجـب أن يكـون لأن الحـدث داخـل الكـنيسة ) في حـين عـمل العـكـس في كـنيسة الكـلدان .
ثالثاً : إنَّ الطبـيعة الـدينية للكـنيسة وإهـتماماتها الراعـوية لخـدمة الرعـية معـروفة لـدى الجـميع لكـن صاحـب الجـريـدة المـذكـورة  جـعـلَ من كـنيسة مار توما الكاثوليكـية للكلـدان في سـدني واجـهة دعائية للسيد آغاجان ، إنَّ ذلك لا يحـدث ( لـوجه الله ) .
رابعاً : وقـد يـفـيـد التـنـويه لِمَن لا يعـرف أنَّ ألقاب الإحـتـرام المرافـقة لمناصب القادة الروحـيّـين الكاثوليك باللغة العـربـية هي –
حـضرة : الأب …. سيادة : المطـران …..غـبطة : الـﭙاطريَـرك….. نيافة : الكاردينال ….. قـداسة الحـبر الأعـظم : ﭙا ﭙا الـﭬاتيكان ، فـليس من اللياقة الأدبـية خـلط الألقاب عـشـوائياً دون دراية ، عِـلماً أن كـلـمة ( مار = سـيادة ) وعـليه فإن التعـبـيـر ( سـيادة المطـران مار فـلان …. ) ! ليس منـطقـياً .
وأخـيراً إذا سُـئِـلـنا لماذا جاء هـذا المقال بعـد مضي ( أحـد عـشـر شـهـراً ) عـلى أحـداثه ؟ الجـواب : إسألوا صاحـب جـريـدة ( العـراقـية ) فـعـنـده الخـبر اليقـين أو نـنـتـظـر منه التعـليق المبـين ليأتيه فـوراً ردّنا الرصين يُـسِـرُّ به القارىء الأمين .

 

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سدني

You may also like...