تغيير التوقيت وكابوس المشاة

يثير تغيير التوقيت إلى صيفي أو شتوي، والمعتمد منذ حوالي 40 عاما الجدل في المجتمع الفرنسي بسبب أثره السلبي على الساعة البيولوجية للناس، ففي هذا الأحد تم تغيير الساعة من الثالثة صباحا الى الثانية صباحا، ففرنسا أصبحت تعمل بالتوقيت الشتوي منذ هذا الأسبوع حالها حال جميع الدول الأوربية، مما يمنح الفرنسيين ساعة إضافية للنوم ولكن ساعة أقل من ضوء النهار .

يعود تأريخ العمل بهذا التوقيت الى عام 1975 حيث تم إقتراحه للمرة الأولى عام 1916 ومن ثم تم التخلي عنه بعد الحرب العالمية الثانية. فالهدف الرئيس من تغيير التوقيت هو التقليل من إستهلاك الطاقة الكهربائية. في عام 1976 ولدى تغيير الساعة لأول مرة تم إقتصاد 450 كيكا وات بالساعة، وفي عام 2009 تم إقتصاد 440 كيكا وات بالساعة بما يعادل إستهلاك الطاقة ل 000-800 عائلة .

بعد ما يقرب من أربعين عاما، يثير هذا الموضوع الجدل فكثير من السياسيين يطالبون بالغائه بحجة أن تغيير التوقيت مرتين في السنة أمر غير مفهوم من قبل الفرنسيين الذين يعتقدون أنها لاتقلل من أستخدام الطاقة كثيرا. فالمعارضين يعتقدون أن تغيير الوقت له تأثير على الساعة البيولوجية للأنسان سيما كبار السن والأطفال كونهم الفئة الأكثر حساسية لهذا التغيير. فضلا عن تأثيره على الشهية وقلة الأنتاج في العمل وسوء المزاج.وتشيرالأحصائيات الى زيادة إستهلاك الأدوية وخصوصا المهدئات بعد تغيير التوقيت لأن الظلام يحل سريعا .

ولكن ومايزيد الأمر جدية هو السلامة العامة على الطرق، ففي كل عام يزداد عدد ضحايا حوادث السيارات وفي مقدمتهم المشاة. حيث تزداد حوادث الطرق في الفجر مابين الثامنة والعاشرة صباحا وكذلك لدى الغروب ما بين الخامسة والسابعة مساء،أي فترة الأنتقال مابين النهار والليل. وهذا ما تؤكده مديرية السلامة العامة على الطرق.

ما بين عامي 2012 – 2013 قتل 174 شخصا في حوادث الطرق في الشتاءخصوصا ، حيث تطول فترة الظلام لتصل الى اوقات خروج الناس للعمل مما يزيدهم تعبا ويضعف تركيزهم مع وجود اضواء الشوارع ومصابيح السيارات التي لا تكفي احيانا لرؤية المشاة لدي عبورهم ، لكن هذه الحوادث سرعان ما تقل شيئا فشيئا مع اعتياد الناس على التوقيت الجديد .

إن دائرة سلامة الطرق تنصح السائقين بتوخي الحذر وخصوصا عند المروربما يسمى بالفجوة السوداء أو المرور من المناطق ألمضاءة الى مناطق مظلمة قد يفاجأ فيها السائق بمشاة يعبرون الشارع. لذا فهي تنصح بالأبتعاد عن الرصيف لمتر واحد، كما تنصح المشاة بأرتداء ملابس ذات ألوان فاتحة أو ذات أشرطة لماعة لأثارة أنتباه السائقين.

علما أن هنالك بعض من مناطق فرنسية لايتم فيها تغيير التوقيت كما هو الحال في مقاطعات وأقاليم ما وراء البحارالفرنسية،لأنهم ببساطة لايحتاجون الى تغييره ، يذكر أيضا أن 60 بلد حول العالم تغيرالتوقيت ولكن يبدو في الآونة الأخيرة أن العديد منهم قد تخلوا عن هذه الفكرة مثل روسيا التي ماعادت تغير التوقيت منذ 2011 واليابان وكوريا الجنوبية وآيسلاند والعراق

 

 

 

د.تارا ابراهيم – باريس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *