تعقيب على رسالة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الكلي الطوبى

هل أختلط الأمر على رجال الدين

سيدي الفاضل

بكل محبة وإحترام وتواضع أتقدم إليكم وإلى الأمة التي تمثلونها ( سمَّها ماشئت ) بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة عيد ميلاد رب المجد سيدنا يسوع المسيح له المجد ومناسبة حلول راس السنة الميلادية المجيدة أعادَهُ الله على جميع البشر بالخير والمحبة وعلى شعبنا العراقي جميعاً والعراق العظيم بالأمن والأمان .

قداسة البطريرك المحترم

أستأذن قداستكم في تصحيح جزء مما جاء في رسالتكم الموقرة والتي وجهتموها إلى أبنائكم من إخوتنا كلدان الجبال، وشملتم بها أيضاً أبناء الشعب المسيحي في مشارق الأرض ومغاربها.

لا أعتراض لدينا علي هذه الشمولية لا سيما وإن الكهنة هم كهنة الله، ورسالتهم ليست لخراف بني إسرائيل فقط، بل هي لعامة الشعب، ولعموم البشر، فالبشرى السارة جاءت لبني البشر أجمعين،

 ولكن هناك بعض الملاحظات التي تخصنا نحن العلمانيين، أو السياسيين أو العاملين في الشأن القومي، سَمَّنا قداسة البطريرك ما شئت، فنحن لسنا رجال دين، ولا يحق لنا البت في أمور اللاهوت، فهو من إختصاص رجال الدين، أما عن المواضيع الأخرى فمن حقنا أن نصحح ونوضح ونبيّن، مدعمين اقوالنا بمصادر تاريخية موثوقة، لا نرمي كلماتنا هراء، ولا نقول ما لانعرف، ولا نتدخل في ما ليس لنا به شئ.

نعود لرسالة قداستكم، كانت الرسالة في مسارها الأول ممتازة جداً، فهي تصدر من رجل دين هو على رأس هرم كنيسته، وكانت بادرة طيبة جداً لو استمر قداسته المضي بها كما أبتدأ، فقد ذكر قداسته مقاطع من الإنجيل الشريف، وردت على لسان المبشر لوقا ويوحنا، مختصة ببشارة الملائكة للبشر عن ميلاد المسيح الرب، وأعطى أمثلة عن المحبة والوحدة والإخوة ، كما ذكر قداسته شيئاً عن أسرار الكنيسة، منها المعموذية، وذكر شيئاً عن كنيسة يسوع كنيسة جامعة مقدسة رسولية، إلى هنا والرسالة لم تخرج عن موضوعها الرسمي، وإلى هنا وقداسته محق في ما قاله، لكن بعد هذا زج قداسته نفسه في موضوع أعتقد لوجانبه لكان افضل، وهو البت في الأمور القومية وزجها في الرسالة الدينية، وبهذا أراد خلط الأوراق على من يسوء لديهم فهم أو التمييز بين المفهوم الديني والقومي والسياسي للأمة .كنتُ أتمنى لو أبتعد سيادته عن هذا الموضوع وتركه للسياسيين ، لكان افضل .

أتذكر في هذا المجال، كم من إخوتنا الكتّاب من كلدان الجبال وجّهوا الّلوم والنقد لبعض رجال الدين من الكنيسة الكاثوليكية الكلدان، بسبب تدخلهم في الأمور السياسية، وقد ذكّروهم بأنهم ليسوا رجال سياسة، بل هم رجال دين، وليس لهم الحق في التدخل في الأمور السياسية، لكونهم رجال دين، انا أتساءل أين ذهبت تلك الأبواق ؟ ولماذا سكتت عند رسالة قداسة البطريرك المحشوة بمغالطات عن السياسة والقومية ؟ وهل عبرت عليهم تلك الكلمات التي ما بين السطور ؟ إذن أي سياسيون هم ؟أم هم أنفسهم يميلون إلى هذه الكفة دون تلك ؟ اين قلم أنطوان الصنا ؟ ام أنه يشحذ سيفه على الكهنة الكلدان فقط ؟ ولم يسلم من قلمه الأصفر المطارنة وحتى قداسة البطريرك الجليل .

على أية حال أود أن أوضح ما يلي ، وليسمح لي قداسته، فانا أبنه الصغير ،وهو أب كبير، وبما أنه رجل دين، فأكيد سوف يسمح لتطفلي عليه قليلاً  .

يقول سيادته نصاً : ـــ اليوم نحن المسيحيين الذين نعيش في بلدان المشرق نُعرف بأسماء ثلاث كنائس، وهي الكنيسة الكلدانية والكنيسة السريانية وكنيسة المشرق الآشورية،

سؤالي هو أنا أستغرب لماذا لم يقل قداسته، كنيسة المشرق الكلدانية ؟ هل أن الكنيسة الكلدانية تأسست في المغرب ؟ أم في أمريكا ؟ أم في المشرق ؟ هل فات عن بال سيادته أن كنيسة المشرق كانت نسطورية كلدانية فقط ؟ والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة وقداسته يعرفها أحسن مني،

للتوضيح فقط، أنه بعد إنتشار المسيحية في الشرق، كان الكلدان أول مَن آمن ببشارة الخلاص على يدي مار ماري ومار أدي وذلك ما بين سنة 35 – 37 ميلادية بحسب تقليد كنيسة المشرق. ومنذ البداية طلب المؤمنون الجدد ( الكلدان ) تسمية كنيستهم بكنيسة المشرق، وذلك لكي يميزوا أنفسهم عن الكلدان الذين بقوا على وثنيتهم،

وثانياً لأنهم كانوا يعتقدون بأن الأسم الكلداني يرمز إلى الوثنية .

وثالثاً لكي لا يكون باب الكنيسة مغلقاً للكلدان فقط، حيث آمن الكثيرون من الفرس والعرب والمغول والهنود وغيرهم.

قداسة البطريرك المحترم، في أوائل القرن الخامس ظهرت هرطقة نسطوريوس، وبالرغم من أنها كانت في الغرب، وبعيدة إلا أن آثارها شملت الكنيسة الجديدة، كنيسة المشرق والتي تضم الكلدان إلى جانب بقية الأقوام، فآمن جزء من الكلدان التابعين لكنيسة المشرق بهذا المذهب الجديد، ومن هنا أنقسمت كنيسة المشرق الكلدانية إلى قسمين مذهبيين، ( وبالتالي سوف نرى كيف تحول المذهبين إلى تسميتين قوميتين بعد أن كانت التسمية الشاملة والحقيقية للمذهبين هي الكلدانية ) فكان القسم الأكبر هو الكنيسة الكلدانية النسطورية، والقسم الأصغر هو الطرف المينافيزي ثم تغير إلى اليعقوبي ثم الأرثوذكسي، وهذا ما سمي بالإنقسام الأول للكنيسة، أما الإنقسام الثاني فقد حدث في منتصف القرن السادس عشر، حيث قررت الغالبية من أبناء كنيسة المشرق الكلدانية النسطورية أن تؤمن بالمذهب الكاثوليكي، وتتخذ من العقيدة الكاثوليكية مذهباً لها بديلاً عن النسطورية، إى ان فئة قليلة من ساكني منطقة آثور، إحدى مقاطعات بلاد الكلدان الأصلية ( تتكون بلاد الكلدان من منطقة بابل ومنطقة آثور ومنطقة الجزيرة،) تمردت وأصرّت البقاء على المذهب النسطوري، فانقسمت كنيسة المشرق الكلدانية النسطورية إلى قسمين مرة ثانية وهما : ــ

أ – الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.

ب – الكنيسة النسطورية .

في أوائل القرن التاسع عشر، بدأ أعضاء الكنيسة الإنگليكانية، بالوفود إلى شمال العراق، فعثروا على هؤلاء الكلدان النساطرة، وكانت فرصة لهم لمحاربة الكنيسة الكاثوليكية، والإنتقام منها، واقترحوا عليهم تسميتهم ب ( آشوريين ) وهكذا أنتشرت التسمية على الكلدان النساطرة بأنهم آثوريين .

المقطع الآخر من رسالة قداسته يقول فيه : ـــ  كمسيحيين مؤمنين، يجب أن نحب ونحترم ونعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمة واحدة، وشعب واحد، بالدم، بالتأريخ، باللغة، وكلنا كأمة آشورية مسؤولين لكي نحافظ على سلامة ابناء أمتنا كشعب واحد.

هذا كلام خطير لقداسته، من هنا لقد مزج قداسته الدين بالسياسة، واراد أن يفوت بعض الكلمات، ويمزج بعض المفاهيم التي لا تنسجم،

نعم نحن مع قداسته، بأننا يجب أن نعمل كاعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمة واحدة، ولكن ( كلنا كأمة آشورية ) هنا الإختلاف وسوء الفهم، أو يريد ان يُفهم الجميع بأن هذا الخطأ التاريخي هو الحقيقة.

–         نوضح لقداسته مايلي : ــ يقول البروفيسور قسطنطين ميتروفيج ماتفيف وهو كاتب آشوري سوفيتي، في كتابه/ الآشوريون والمسألة الآشورية / الباب الأول /المراحل الأساسية لتاريخ الآشوريين في العصور القديمة والوسطى/ ص 15/ الأسطر 4و5و6و7 : ــالآشوريون وكما يسمون، ويرجع تاريخهم المكتوب لعدة آلاف من السنين، فهم ينتسبون إلى مجموعة الشعوب السامية، ويرجعون إلى البابليين . لقد أسس الخارجون من بابل موطناً لهم في شمال ما بين النهرين.كانت أكبر مدنهم آشور .

والبروفيسور قسطنطين، هو باحث معاصر قدير، وأستاذ في جامعة موسكو، ومن الباحثين النادرين الذين كتبوا عن القضية الآشورية بنظرة علمية تحليلية موضوعية منصفة، تعكس الواقع بأمانة، ويحلل الأمور والأحداث والنتائج دون تعصب أو إنحياز، ويمكننا إعتبار كتاباته ودراساته أكاديمية ومراجع موثوقة وقيّمة جداً وخاصةً أن المكتبة الآشورية تفتقر إلى مثل هذه الدراسات والأبحاث، هذا ما جاء في مقدمة الكتاب المذكور .

فهل فات عن بال قداستكم أن الأتسمية الآشورية ما هي هوية قومية بقدر ما هي تسمية جغرافية مناطقية ؟، ونتمنى على قداستكم مراجعة ردودي المنشورة في المواقع الألكترونية ومنها موقع كلدايا دوت نت وموقع بطنايا دوت نت على سيادة المطران مار عوديشو أوراهم، فهي غنية بالمصادر والمراجع. ولكن لا بأس في نقل جزء مما ذكرناه سابقاً مستندين على مبدأ عراقي يقول : ــ ” في الإعادة إفادة “

1.في كتاب ” الآشوريون المعاصرون وهويتهم المزوّرة/الجزء الأول / شهادات المؤرخين يقول : ـــ هل تعلم بأن الآشوريون المعاصرون، ليست لهم اية علاقة عرقية بآشوريي نينوى المنقرضين، بل هم من الكلدان النساطرة الذين لم يتحولوا إلى الكاثوليكية في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، والبقية الباقية هم نساطرة إيران وخوراستان ” .

سيدي الأسقف الجليل، أليست هذه هي الحقيقة؟ فلماذا تحرفونها وتبحثون عن أسمٍ آخر تنضوون تحت لوائه ؟

2.كلمة ” آثوريون ” لا تعني آشوريون، وهذا ما يحاول الاشوريون المزيفون تلفيقه، والكلمة كانت تيارايا- طورايا- وتعني بالآرامية جبلييّن، أي سكان الجبال، وبالتحديد سكان جبال طوروس، وكلمة ” طور ” بالآرامية تعني ” جبل ” . عبد المجيد القيسي/هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث/ ص 96

ونحن لم نختلف مع هذا التوضيح ، حيث إننا نطلق على إخوتنا ” كلدان الجبال ” ونرفض أن نسميّهم أية تسمية أخرى، فهذه هي الصحيحة بدون تحريف وبدون تزوير، أليس من المنطق العودة إلى الصحيح خالٍ من التحريف والتزوير ؟ وكما تريد نيافتكم ، فلماذا البقاء على الخطأ ؟ والإستمرار فيه .

أورد لنيافتكم جزءاً مما ذكره الشماس الدكتور گورگيس مردو في مقالٍ له عام 2009 يقول : ــ

” شهادات المؤرخين عن حـقـيقـة مُنتحلي التسمية الآشورية

يقول جون جوزيف في كتابه ( النساطرة ومُجاوروهم الإسلام / ط . 1961م ) < إن الإرسالية التبشيرية الانكليزية التي استفـردت بالنساطرة الكلدان في منتصف القرن التاسع عشر ، كانت تُـلَقَّـب بِـبِعـثةِ رئيس أساقفة كانتيربيري الى المسيحيين النساطرة ، وهي أول مَن أطلقَ عليهم تسمية ( آثوريين ) > . وفي كتابه ( خُلاصة تاريخ الكُرد وكُردستان ) يقول الباحث أمين زكي بك < إن الآثوريين هم أحفاد كلدانيي بلاد ما بين النهرين ، الذين هَجَروا بلادَهم الأصلية بسبب اضطهاد الغزاة والفاتحين ، ولجأوا الى جبال منطقة هيكاري منذ عهدٍ قديم جداً > ويقول المؤرخ أحمد سوسة < إن الانكليز هم الذين ابتـدعوا قضية العـلاقة بين مَن أطـلقـوا عليهم ( الآثوريين ) وبين ( الآشوريين ) .

يُؤَكِّـدُ السيد كيوركيس بنيامين بيث أشيثا في كتابه ( الرئاسة / طبعة شيكاغو 1987م ) والذي عاش هذه المأساة فتكونُ شهادتُه أدمغ وأصدق حيث يقول : < إن كُلَّ هؤلاء الكُـتّاب الأجانب الذين كانوا يأتون لزيارة ديارنا لم يستخدموا أبداً اسم ( الآثوريين ) الذي نتداوله نحن اليوم ، بل كانوا يقولون عنا , أو يدعوننا بالكلدان ولو كُنا نختلف بالمذهب ، وإن إسم ( الآثوريين ) أبتـدأَ بـتـداولِه الانكليزُ منذ نهاية القرن التاسع عشر ، عندما وصل المبشرون الانكليز مِن انكلترة الى ديارنا سنة 1884م >”

إذن الأسم الآشوري الذي أضفتموه إلى تسمية كنيستكم الموقرة هو بدعة، وكل بدعةهي ضلالة، فلماذا السير وراء البدعات وأنتم في موقع مقدس وبدرجة كهنوتية عالية؟

أخيراً وليس آخراً يقول ميشيل شﭬالييه في كتابه / المسيحيّون في حكاري وكردستان الشمالية / في الملحق الثالث / تسمية ( آشوريون) المستعملة للتعريف بالنساطرة / ص 179 الاسطر 8 وما يليه : ـــ

” إن تسمية النساطرة ابناء الجبال ب ” الآشوريين ” أسطورة لا علاقة لها البتة باصل النساطرة الحقيقي، علاقتها ترتبط بالتبشير القادم إلى المنطقة فجر القرن التاسع عشر، وبالتطور السياسي لحالة هذه الجماهير ، “

ثم يقول المصدر في نفس الصفحة : ــ

” إجمالاً، يظهر أنه قد حصل لدى المؤلفين الأنگلوسكسون خلال القرن الأخير، إزدواجية في إستعمال التسمية التي كانت أصلاً تسمية جغرافية فقط، لأن التسمية ” المسيحيون الآشوريون ” كانت تعني مسيحيي آشور، ثم ظهرت كتسمية للبعثة التبشيرية الأمريكية الكلفانية، التي سُمّيت هي الأُخرى ب ” البعثة الآشورية لغرض جغرافي فقط. هذا ما كتبه R.Anderson عام 1872، التسمية نفسها أُطلقت عام 1870على البعثة التابعة لرئاسة أسقفية كنتربري . “

إذن نستنتج من هذا القول لهذا المؤرخ الفرنسي بأن التسمية ” اشور” لم تكن تسمية قومية مطلقاً، بل كانت تسمية مناطقية جغرافية، أي بصريح العبارة ، لم تكن هناك قبيلة بأسم آشور، بل كانت هناك منطقة بإسم آشور تسكنها شعوب من قوميات مختلفة بضمنها الكلدان والمسيحيون وغيرهم، اليس هذا دليلاً أو سبباً يدعوكم للعودة إلى جذوركم الكلدانية الأصيلة ؟ فلماذا التريث ؟ وماذا تنتظرون ؟

وفي ص 180 من نفس المصدر يقول في الأسطر 4 – 6 يقول : ــ

إن التعديلات المطوّلة المؤسسة على علم الدلالة التي أفتتح بها ( p.8)J.Joseph كتابه وأختتمه بخلاصة متطابقة تقول : ــ بسبب الموقع الجغرافي لإقامة بطريركهم سمى السريان الشرقيون أو النساطرة أنفسهم كلداناً . ……….. ثم يقول في السطر 9 ص 15 من كتابه يقول

” إن الآشوريين لم يدّعوا لأنفسهم تسمية الآشوريين إلا عند نهاية القرن 19 “

وفي السطر 15 يقول المصدر : ــ ” مع ذلك إن فكرة إدّعاء النساطرة بالإنتساب إلى آشوريين قدماء أمر لم يحصل تاريخياً إلا عند القرن التاسع عشر.

ونختم مقالنا هذا ما قاله هذا المؤرخ الفرنسي في ص 181 من نفس الكتاب : ــ

” إن الماساة الحقيقية المتعلقة بموضوعنا هذا، هي أن هذه التسمية التي خلقت هذا الإنتساب الأسطوري الخرافي ، شجّع ومنذ عام 1918 على إفتراض / إختلاق قومية آشورية أو كلدوآشورية، كانت سبباً مع الأسف الشديد لشرور كبيرة وتشرذم حل بجماهير المسيحيين عامة والنساطرة والكلدان خاصةً، كانت خاتمتها مذبحة سمّيل عام 1933. ختاماً نذكر بمقولة الأب حنا ﭬييه النموذجية : ــ ” إن تضارب الاراء وكثرة الإدعاءات الحاصلة خلال القرن العشرين لدى جماهير النساطرة ، إضافةً إلى التسميات التقليدية المعتمدة في الكتاب المقدس، لعبت أدواراً قاتلة في مجرى تطور حضارة هذه الأجيال، لأنها جعلتها تعيش الخيال باسماء رنّانة أتّخذوها أـسماءً لأحفادهم ( الأجيال المتأخرة ) مثل : سرگون، سنحاريب وأسرحدون وشميرام وآشور … الخ والتي صبغت تاريخ الآشوريين القدماء بطابع العَظَمة والإفتخار . “

نعم أقولها مع هذا التأريخي، إن تسمية الآثورية هي إنتساب أسطوري خرافي، فهل أنتم مجبرون على السير وراء هذه الأسطورة الخرافية ؟ ولا سيما وأنتم في موقع ديني وبدرجة اسقف ومسؤول أبرشية أوروبا وترفض التحريف والتزوير، لو كنتُ مكانك سيدي الأسقف لأعلنتُ منذ اليوم العودة إلى جذوري الكلدانية الأصيلة وأعلنها كما أعلن نذوري المؤبدة بأنه لا عودة إلى الأساطير الخرافية بعد اليوم. أما القومية الآشورية أو الكلدوآشورية فإنها مختلقة ولا تقوم على أسس صحيحة وهي مفترضة وليست واقع حال، كما أنها كما ذكر الأستاذ ميشيل كانت السبب في تشرذم ابناء شعبنا الكلداني من أبناء الجبال، وهم سبب المذبحة التي عصفت بأبنائنا وشعبنا في سميّل .

سيدي الأسقف الجليل

متى نتعلم الحقيقة من التأريخ والمؤرخين، ونستغل الفرصة ونعود إلى إصولنا الحقيقية، ونلملم شمل أمتنا الكلدانية تاركين هذه التسميات التي لا تحمل طابعاً قومياً، لا بل فارغة بكل ما يمت للأمة بمعنى، إنها تسمية جغرافية مناطقية لا أكثر ولا أقل، اسماء رنانة فارغة كما قال عنها المؤرخ الفرنسي ميشيل.

هذه شهادات أوردناها من التأريخ وليس ما قاله لي جدّي أو على ما أذكر أو ماذكره مؤرخ لا يستند على اي منطق أو دليل علمي .

نيافة الأسقف الجليل

أنا العبد الخاطئ أنقد نقداً بناءاً وكلنا نخطأ

يقول الكتاب ” وإن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ” .

ونحن بإنتظار العَودة المقدسة إلى أحضان الكنيسة الأم، الكنيسة الكاثوليكية، وإلى أحضان القومية الأم، القومية الكلدانية، وإلى ذلك الحين نقول نستودعكم الله وإلى الملتقى .

إبنكم في الإيمان / نزار ملاخا

 

 

You may also like...