تحت شعار (وحدتُنا ضمانٌ لنيل حقوقِنا القومية والوطنية) 15 أيّار2013 – للكلدان هو مَحطُّ آمال!

 

تحت شعار(وحدتُنا ضمانٌ لنيل حقوقِنا القومية والوطنية) ستلتقي نُخَبُ شعبنا، أحزاباً ومُنظماتٍ اجتماعية وثقافية وشخصياتٍ مستقلة ذاتِ اهتمام بالشأن القومي الكلداني، قادمة الى ولاية مشيكان/ الولايات المتحدة الأمريكية مِن مُختلف أنحاء العالم لتُشارك في وضع برنامج عمل مُتكامل باسلوب حضاري تتوفر فيه أجواءٌ مِن الحرية والديمقراطية سِمتا عصرنا الحالي لتحقيق شعار المؤتمر المنوَّه عنه أعلاه.

قبل أن أدخل في التفاصيل لا بدَّ لي أن أحيّي كُلَّ الإخوة أعضاء المنبر الديمقراطي الكلداني المُوحَّد، وأُشيدَ بالإسلوب الراقي الذي تعامل به أعضاؤه المُنسبون لإدارة اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر المؤلفة من أعضاء ينتمون الى القوى السياسية الكلدانية والشخصيات المستقلة والمُهتمة بالشأن القومي الكلداني. تميَّز تعامُلُهم بمنتهى الشفافية ورحابة الصدر من حيث تقبُّلهم لجميع الآراء والأفكار والمُقترحات التي كانت تُطرح على بساط النقاش و التحاور، ومن ثمَّ يجري تبلورُها واعتماد الأوفق منها ولذلك تَمَّ كُلُّ شيء باتفاق وانسجام تام، وأنا مسرور لأسجِّلَ لهم تقديري وإعجابي ومحبتي!

بعد استكمال التحضيرات واستيفاء كُلِّ المستلزمات، إننا ننتظر بشوق توافد المدعوين الى مشيكان لكي ينعقد المؤتمر بموعده المُحدَّد والذي سيستمر من 15 – 19 أيار 2013 كما أقرَّته اللجنة التحضيرية تحت إشراف المنبر الديمقراطي الكلداني المُوحد متبنّي المؤتمر وراعيه. وليس من شكٍّ بأن رعاية هذا المؤتمر ستُضيف الى سجلِّ المنبر النضالي رصيداً كبيراً وزخماً قوياً الى عملهم القومي والسياسي، وستكون نتائجُه مدعاة فخرللكلدان جميعاً وستعتمد مقرراتِه القوى الكلدانية بأسرها من حيث توحيد خطابها وعملها الميداني الموحَّد داخل الوطن، وسيقف خلفها كلدانُ الخارج من حيث الدعم المادي والإعلامي والمعنوي.

إنَّ مهمة المؤتمر الأولى ستتمحور حول وضع أسُس جديدة ومتينة لبناء البيت الكلداني المُعَرَّض للتهديم من قبل الجهات المُعادية ومنذ عقدٍ من الزمن بالتحديد، وهذا ما دعا الغيارى من أبناء الكلدان للدعوة الى عقد هذا المؤتمر، فلنعتبره بمثابة فرصةٍ تاريخية نادرة لا تسنح أمثالها إلا قليلاً، علينا أن نستثمرها جيداً في سبيل الوصول الى الأهداف التي يصبو إليها شعبنا الكلداني الذي ذاق الأمرَّين بسبب تشبثه بقوميته وكاثوليكيته اللتَين هما أعزُّ افتخاره. لقد آن الأوانُ لكي يستردَّ حقوقه القومية والوطنية ويُمارس دوره السياسي الذي يضمنه له الدستور أسوة بمكونات العراق الأخرى.

لا نستطيع تبرئة أنفسنا نحن الكلدان مِمّا جرى ويجري لنا مِن تَجَنٍّ وإجحاف في حقِّنا، لأننا في الواقع نحن المُقصِّرون أولاً تُجاه فقداننا لحقوقنا، فالتعالي والكبرياء اللذان نُمارسهما ضِدَّ بعضنا البعض هي آفة قاتلة مستحكمة فينا ما فتئت تنخر في مجتمعنا حتى تشتَّتَت صفوفنا وفقدنا تضامُنَنا، فانفتح المجالُ واسعاً أمام المعادين لنا، ليُوسعوا هوَّة صراعنا الداخلي وهو إثارة نعرات الحسد فيما بيننا لكي تُثنينا عن التفكير بواقعنا، فراح كُلٌّ منا يعتبر نفسه الأكثر أهليةً لتولّي الزعامة، وهكذا انفرط شملنا وضاعت مقاييسُنا لا ندري كيف نواجه خصومنا! إن ما ذهبنا إليه أكَّدته العمليات الإنتخابية التي خضناها وخرجنا منها صفر اليدين، لماذا؟ لأن أصوات أبناء شعبنا الكلداني تبعثرت بسبب تعرُّضها للقرصنة المنظمة نظراً لإنعدام الحماية وعدم الإهتمام! فاللاهثون وراء الزعامة والمصلحة الذاتية تهون لديهم مصلحة الشعب العامة ولا يكترثون للنتائج المخزية، المُهم لديهم أنهم استطاعوا وقف مسيرة شعبهم لصالح منافسيه، فيا لها مِن ظاهرةٍ كارثية مقيتة تأنف منها الشعوب إلا شعبنا المغلوب!

للقضاء على هذه الظاهرة السيئة وغير اللائقة تحرَّك فصيلٌ غيورٌ مِن أبناء شعبنا الكلداني وبتشجيع من المخلصين مِن أبنائه، فأعلن عن عزمه للقيام بعمل جاد لإستئصال هذه الآفة المستفحلة والمُزمنة، ورأى أنَّ خير رادع لها هو الدعوة الى عقد مؤتمر كلداني عام يحضره مفكرون ومثقفون وحاملو هموم شعبهم الكلداني، وهذا هو بالفعل ما صمَّم عليه ونفَّذه المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد مشكوراً، ولم تبقَ إلا أيام قليلة تفصلنا عن انعقاده في ولاية مشيكان المعقل الأكبر للكلدان. إننا نُهيب بكُلِّ أعضاء المؤتمر أن يترفعوا عن الأنانية الذاتية القاتلة، ويتحلّوا بصفاء النية وقوة الإرادة الى جانب التصميم الجاد، لكي يُغيِّروا المعادلة غير العادلة بكُلِّ المقاييس القائمة منذ زمن في الوطن لصالح شعبهم الكلداني المُجنى عليه. أيها الإخوة، إن العمل القومي الكلداني شبهُ مفقود في داخل الوطن رغم وجود الحزب الديمقراطي الكلداني، فهو مُحارَبٌ ومُحاصرٌ وبقوة من قبل أحزاب النساطرة الشوفينية المدعومة من قبل القوى ذات المصالح الخاصة. لذلك فنحن بحاجةٍ الى آراء واقتراحات إخوتنا القادمين من الوطن للمشاركة في المؤتمر، لأنهم أدرى بمجريات الأمور ومتطلبات العمل السياسي في الداخل! لعلَّنا من خلالها نجد اسلوباً مُجدياً للعمل!

على الشعب الكلداني الإعتماد على قواه الذاتية السياسية والثقافية والمجتمعية، وينفض يده ويقطع أمله مِن أيِّ دعم قد كان ينتظره من رئاسة كنيسته الكلدانية الجديدة، فالتصريحات الأخيرة الصادرة عنها قد أثبتت بكُلِّ صراحة أنها غير معنية بالشأن القومي لشعبها، وكأني بها الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة التي اكتشفت الحقيقة بأن التسمية لا تهمها إلا بتنسيب كنيستها إليها أما الدفاع عنها والإعتزاز بها فليس من مهامها ولو الثانوية منها! وربما سوف تنتفي حاجتها حتى من تنسيب كنيستها إليها. كنت قد وعدت أن لا أقوم بأيِّ نشاط إعلامي حتى انتهاء السينودس الكنسي الكلداني وسأكون عند وعدي، وما الأسطر القليلة هذه إلا تنبيهاً للأعضاء المشاركين في أعمال المؤتمر الكلداني العام في مشيكان! تُرى، مَن خوَّل المونسينيير السرياني بيوس قاشا مُراسل قناة نورساة ليُغيِّر اسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الى اسم كنيسة المشرق الكلدانية الذي انتهى وأصبح في خبر كان منذ القرن الخامس وذلك عند قراءَته لتقريره الإخباري؟ هل إنها رياح التغيير أم اجتهاد شخصي متعمَّد من قبل المونسينييرالسرياني؟ يا أخي ما لك ولنا، هل وجدتنا نتدخل بشؤون السريان حتى تتدخل بالمقابل بشؤون الكلدان؟

الشماس د. كوركيس مردو

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *