تحالف التاخي والتعايش بني لخدمة المحافظة

حول انسحاب كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني من قائمة تحالف التاخي والتعايش والمكونة من ثلاثة مقاعد، فربما يكون سبب الانسحاب هو محاولة شخصنة العمل السياسي وعدم قدرتهم على بلورة أطر فاعلة قادرة على استيعاب التباينات في المواقف والاتجاهات ضمن سقف آيديولوجي وسياسي معقول، فبمجرد اختلاف بسيط حول منصب معين ادى بهم الى اتخاذ قرار الانسحاب من القائمة ، والظاهر ربما ينطلقون في توجهاتهم من هاجس الانا الذي يتحول معه الخلاف مع الآخر الى الانسحاب، وخاصة اذا اقترن الخلاف بالنزوع بأتجاه المناصب ويعملون على معالجة الخلاف وتحويله الى الادعاء بالاقصاء والتهميش ليؤسسوا (حسب تصورهم) مركز قوة بديل يدفع بهم الى مستويات مسؤولية أعلى حتى لو اقترن ذلك بإضعاف كيانهم السياسي او كتلتهم ،الذي يفترض أنهم يستمدون القوة منه ، وهذا ما حصل مع كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس محافظة نينوى .

“ربما شخصيا” لست ضد انسحاب اي كتلة من قائمتها اذا احست بالاقصاء والتهميش او اذا اختلفت مع تحالفها اوقائمتها ، او اذا غيرت ايديولوجيتها ومسارها في العمل المتفق عليه ، كونها حالة ديمقراطية صحية وان العمل الديمقراطي الحقيقي يبيح لشخص او كتلة حق (الانسحاب اوالتحالف)، مع من يشاء اذا وجده قريبا من افكاره وايديولوجيته او بالعكس، لكن الحالة هنا مختلفة، لأن تحالف كتلة الاتحاد الوطني مع الديمقراطي الكوردستاني بأنتخابات مجلس محافظة نينوى ليست وليدة انتخابات او قضية تبوء منصب معين بقدر ما هي قضية مصداقية وشفافية وخدمات وبرنامج انتخابي موسع وحقوق شعب بكامله، ربما يمثل نصف جماهير المحافظة، بالاضافة الى ان المجالس المحلية تعتبر مجالس خدمية بعيدة عن التشريعات القانونية والامور السياسية، والتحول الى حالة المعارضة غير مقبول فكيف يعارضون بناء مستشفى او تخصيص ميزانية لمنطقة معينة او تبليط شارع ، نعم من حقهم ان يكونوا مراقبين على المشاريع المنفذة ومراقبين على الدوائر التنفيذية وهذا من صلب واجب المجلس عموما، ان كانوا معارضة او لم يكونوا ، ومن المؤكد بأن تحالف التاخي والتعايش قد بني على اساس توزيع البرامج والتوجهات التي تصب في خانة خدمة المحافظة، ولم يبنى على اساس توزيع المناصب والغنائم بين المتحالفين داخل القائمة ، وربما يكون تجني على القائمة وعلى جماهير القائمة وجماهير المحافظة عموما ، التفكير اساسا بالانسحاب منها، فكيف اذا قرروا الانسحاب والتحول الى المعارضة ، مثلما حصل .

في الختام نقول ياأخوتنا في قائمة تحالف التاخي والتعايش وجميع القوائم الاخرى بأن قوتكم ومصداقيتكم تكمن في وحدتكم لا في تفرقكم وتشتيت اصواتكم . وان الانسحاب لا يصب بأرضاء جماهيركم بل هو تعبير عن الانكفاء والتقوقع وبدافع مصلحة شخصية ، وبهذا الانسحاب سوف تضعفون مجلسكم وتحققون مآرب الخصوم السياسيين ، وتحرمون حكومتكم المحلية من الشرعية التضامنية ، كونها ستواجه كيانات صغيرة متصارعة تجعل من الاستحالة وضع البدائل للامور الصعبة او شبه المستعصية .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *