بين داعش وسوات تقطع الهامات

الأحداث الأخيرة في محافظة الأنبار مثيرة للقلق ونذير شؤم للعراقيين لأشتعال حرب طائفية بين الاخوة والنسابة من ابناء البلد الواحد ، بسبب تصريحات غير مسؤولة من اشخاص يدعون العراقية وهم ليسوا بعراقيين من الطرفين في المذهبين السني والشيعي، من اجل اشعال الفتنة بدعم ربما اقليمي ، لتكون وقودهم الشعب العراقي والجيش العراقي والشرطة . هذه المقدمة هي لتوضيح حجم الكارثة لاسمح الله اذا وقع العراق بشرك الفتنة.

اما عن داعش وسوات فهي اسماء تطلق على الاطراف المتحاربة في المحافظة فقوات سوات هي قوات من الجيش العراقي الاتحادي ، تدربت اغلبها خارج العراق بشكل خاص للتدخل السريع اثناء الازمات الشديدة ، اي عندما يعجز الجيش العراقي والشرطة عن حل الازمة ، وتعتبر هذه القوات ضمن صنف القوات الخاصة العراقية ترتدي زيها الخاص، ولها امتيازاتها التي تختلف عن امتيازات الجيش العراقي . اما مايسمى بداعش فهو تنظيم مسلح ارهابي يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف اتباعه الى اعادة مايسموه “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة، يستلم اوامره من تنظيم القاعدة الارهابي يتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام.

بعد تفاقم الاحداث في سوريا دخل الكثير من مقاتلوا تنظيم داعش الارهابي الى العراق وبدأ ينفذ عملياته داخل العراق لكي يبقى وضع العراق الامني والاقتصادي هشا، وبمساعدة بعض ضعاف النفوس من العراقيين من الذين يكفرون العملية السياسية العراقية الجديدة برمتها ومن يؤيدها ويعمل بها ، ومنها بدأت مأساة جماهير محافظة الانبار بمدنها واقضيتها والتي تقع في المنطقة الصحراوية العراقية على الحدود من سوريا، والتي اعتبرتها الحكومة العراقية مأوة لتنظيم داعش الذي حاربته وتحاربه بقوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والمحلية والقوات الخاصة للتدخل السريع ( سوات ) في داخل محافظة الانبار واطرافها. قُطِعت الهامات واهينت الكرامات وذلة النفوس لابناء محافظة الانبار الذين غالبيتهم من البسطاء والمسالمين ، بين تنظيم داعش والقوات العراقية ، لأنه من الصعب على القوات العراقية التمييز بين من ينتمي للتنظيم الارهابي وبين المواطن المسالم ، كون تنظيم داعش استطاع ان يحتل المحافظة بالقوة فمن لا يؤيده يقتل ومن يؤيده ولا يقدم المساعدة المطلوبة يعتبر مرتدا ، ومن يؤيده ويقدم المساعدة المطلوبة منه ويخالفه احيانا في الرأي يهدر دمه، وهكذا استطاع داعش ان يرهب المدينة بقتل اهلها ، وشراء ذمم القسم منهم بالمال ، ودخلها الجيش لكي ينقذها من هذا الكفر والظلم الذي تواجهه، لكن الفتنة الطائفية التي اشعلت كانت اشد من ان تجعل الجيش منقذ للمحافظة ، وبذلك قتل من قتل وهجر من هجر واعتقل من اعتقل ، ولم يكن هناك شخصا امنا “لا من دخل دار ابو سفيان ولا غيره ” والله كان بعون شعبنا في المحافظة .

في الختام ندعو الحكومة الاتحادية والقوات الامنية العراقية إلى عدم الخلط بين محاربة الارهابيين من تنظيم داعش ، ومطالب جماهير المحافظة التي ربما كان اغلبها له المشروعية الكاملة كالخدمات والكهرباء وتوازن المؤسسات العراقية، وعلى الجيش العراقي الحفاظ على استقرار وأمان الجماهير والتفريق بين من تلطخت يده بالدماء عن غيره .. ومن الله التوفيق

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *