بيان من الفرع الرابع عشر بمناسبة الذكرى  الرابعة والخمسين لأندلاع ثورة ايلول الكبيرة 

في الحادي عشر من ايلول عام 1961 اندلعت الشرارة الاولى لثورة ايلول المباركة بقيادة البارزاني الخالد  بسبب انحراف ثورة 14 تموز عن مسارها الصحيح واهدافها الحقيقية ، وتعطل الجهود الرامية للإصلاح ، وتدهور علاقات الكورد مع قيادة العراق حينها والمتمثلة بالرئيس العراقي الراحل عبدالكريم قاسم،  بسبب المماطلة في إقرار الحقوق القومية للكورد ، وخصوصاً ماورد في الدستور المؤقت، ومطالبة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي)  بإلغاء الأحكام العرفية والأوضاع الاستثنائية وإنهاء فترة الإنتقال والشروع بإجراء الإنتخابات، وإطلاق سراح السجناء السياسيين والكف عن تعكير الحياة الحزبية .

لقد انبثقت ثورة ايلول المباركة من العمق التاريخي لثورات بارزان المتتالية وتشابهت مع ثورات الشعوب الاخرى في التطلعات والاهداف لكنها اختلفت في وضوح الرؤية وابتعادها عن القتل والعنف والانتقام والكراهية ، وانتهاجها للسبل السلمية ( قدر الامكان ) بخوضها لجولات تفاوضية عديدة مع كل الحكومات التي دعت الى التفاوض كما اختلفت عن ثورات العالم الاخرى بمنفذيها والمشاركين بها حيث كانت ثورة ايلول العظيمة تجمع كل شرائح المجتمع من المثقفين والفلاحين والعمال نساءا ورجالا ، وقد ارست القيم التسامحية في نفوس مقاتليها الذين اصبحوا المثل الاعلى للتضحية والوفاء والصدق وقد كانت الثورة مدرسة تخرج منها عشرات الالاف من المناضلين ، ورفدت جميع الاحزاب والتيارات السياسية الكوردستانية بكوادر عسكرية وتنظيمية واعلامية ما زالوا يلعبون ادوارا مهمة في كوردستان والعراق الفدرالي .

وكانت الثورة حدثا تاريخيا مهما في حياة الشعب الكوردي ولقضيته العادلة حيث كانت شعلة وضاءة على درب نضال الشعب الكوردستاني المشروع لتمتد وتشمل كل المناطق الكوردستانية في كوردستان الجنوبية وتوحد ارادة شعبه بمختلف فئاته الوطنية من اجل التحرر من الظلم والاستبداد وتحقيق حقوقه المشروعة .

استطاعت ثورة ايلول المباركة ان تنجز اهم حدث ، وهو اعتراف الحكومة العراقية بحقوق الكورد المشروعة في عام 1970 باتفاقية 11 اذار واعطاء الحكم الذاتي للكورد بين الحكومة العراقية وقيادة الثورة ، وكان شعار ثورة ايلول في حينها (الديمقراطية للعراق.. والحكم الذاتي لكوردستان) .

كانت الثورة نبراسا انار الدرب امام شعبنا الكوردي نحو الحرية والانعتاق وهو يواجه اعتى واشرس الانظمة الدكتاتورية الشوفينية والعنصرية وبدأت مقاومة الشعب الكوردستاني من مدينة السليمانية البطلة ومنطقة بارزان والمناطق الكوردستانية الاخرى من كوردستان العراق.

تعرضت ثورة ايلول في 6/3/1975 الى مؤامرة حيكت خيوطها في دهاليز العديد من عواصم العالم وظهور اتفاقية الجزائر السيئة الصيت ، لكنها عادت الى الاندلاع في ايار من السنة التي بعدها واعتبرت ثورة كولان التقدمية امتدادا لثورة ايلول المباركة .

 

المجد والخلود للبارزاني الخالد وادريس الفقيد

الرحمة لشهداء ثورة ايلول المباركة وجميع شهداء كوردستان

النصر للبيشمركة الابطال في حربهم ضد داعش الارهابي 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *