بيان صادر عن الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

 

نداء إلى كافة الأحزاب والمنظمات ورؤوساء العشائر وأعضاء البرلمان وكافة المستقليين والمثقفين والرجال الأصلاء وقادة شعبنا العراقي الطيب الجريح:

 

منذ سقوط محافظة نينوى وصلاح الدين … وما تلاه من مأسي وقتل وتشريد، وإتحادنا يراقب عن كثب ما ستؤول إليه الأحداث الجارية هناك والتي ستقرر في أن يكون العراق أو لا يكون، وخشية من نتائج الأوضاع الكارثية على مستقبل الشعب العراقي بشكل عام وعلى شعبنا المسيحي بشكل خاص، سيما ونحن الكلدان الذين إكتوينا بنار الإرهاب والتهجير والقتل والإختطاف.

بعد تغيير النظام،كان يحدونا الأمل بإنبثاق عراق ديمقراطي فيدرالي موحد يحقق الحرية العدالة والمساواة بين كافة أبناء الشعب العراقي بعيداً عن التخندق المذهبي والطائفي والتعصب القومي والعرقي والتطرف الديني من أجل تثبيت الحقوق المشروعة لكافة أبناء شعبنا العراقي وتعويضه عن المعاناة  الطويلة ونزيف الحروب العبثية التي خاض غمارها، ولكن للأسف الشديد تفاقمت المعاناة وزادت موجات التهجير وإنتشرت عمليات القتل والإستهداف لجميع مكونات شعبنا العراقي عامة وشعبنا المسيحي بما فيه نحن الكلدان الذين نمثل الغالبية العظمى فيه ، فإنفرط عقد النسيج الإجتماعي التاريخي ورحل الأمان والإستقرار والسلام عن ربوع أرضنا الطيبة وإشتعلت النيران في بلاد سومر وأكد وبابل الكلدان وأ شور، أرض الأباء والأجداد ومهد الحضارة البشرية، وحل الدمار والخراب بعد إقتتال الإخوة وأبناء الوطن الواحد فيما بينهم، وحل الغرباء بيننا فسكنوا ديارنا وأصبحوا يعبثون بأمننا وكرامة عوائلنا ويستبيحون كرامة وشرف أهلنا ومقدساتنا.

لذا فإن إتحادنا ” الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ” وإستجابة للضرورة التاريخية الملقاة على عاتقنا نحن الكلدان، السكان الأصليين لبلاد النهرين، ومن منطلق الحرص على مستقبل وأمن وسلامة أراضي عراقنا الحبيب، يجد ضرورة تاريخية ملقاة على عاتقه لمطالبة رؤوساء وقادة كافة الأحزاب الوطنية المخلصة من الشيعة والسنّة والأكراد والكلدان والسريان والآشوريين والأرمن والتركمان والشبك والإيزيدية والصابئة وكافة المنظمات العراقية والرئاسات الثلاثة وأعضاء مجلس النواب ورؤوساء العشائر العراقية البطلة التي يشهد التاريخ بوطنيتها وتضحيتها وإخلاصها، أن يثبتوا للعالم أصالتهم ووفائهم وحرصهم على تربة وطنهم ويقدموا كل من جانبه بعض التنازلات من أجل الحفاظ على وحدة وطننا وإنقاذه من كارثة التشرذم التي ستحل به إذا إستمرت الأمور على هذا المنوال الخطير(لاسمح الله)الذي يؤدي بنا جميعاً إلى هاوية سحيقة يحترق فيها الأخضر واليابس ويستمر نزيف الدماء الذي لا يسلم منه أحداً، حينما يُقسم الوطن وبعدها لا ينفع الندم .

 ما زالت الفرصة مواتية أمام قادة الأحزاب وحكماء وعقلاء شعبنا والخيرين والطيبين والمخلصين من كافة المكونات للجلوس تحت قبة البرلمان قريباً ومحاولة ترشيق الخلافات للوصول إلى قواسم المشتركات بعد تقديم بعض التنازلات التي تؤدي إلى حلول مرضية لكافة الفرقاء.

كما نطالب الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره والدول الكبرى ومنظمات الأمم المتحدة ومجلس الجامعة العربية للوقوف إلى جانب شعبنا ضد الهجمة البربرية التي تستهدف وحدة وكيان شعبنا ككل وممارسة  الضغوط على كافة الاطراف من أجل التوصل إلى قناعة مشتركة وحلول وسطية مرضية ووضع نهاية لنزيف الدماء وكارثة المهجربين وعودة الحياة الطبيعية إلى ربوع عراقنا العزيز. أمنياتنا أن نرى راية السلام ترفرف على سارية الوطن، وأن يتغمد الله شهداء العراق بالراحة الأبدية والرحمة والأمان.

 

مؤيد هيلو

سكرتير الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

9-7-2014

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *