بمنحوتات عمرها 2700 سنة..سنحاريب يُغازل الآلهة في دار استراحته خنس


دهوك/ يوسف المحمداوي

من قرية صغيرة إلى محافظة على الرغم من عمقها التاريخي إلا أن دهوك لم تدخلها الحضارة المدنية والتطور الذي يشهده العالم إلا في سبعينيات القرن الماضي،فقد تحولت دهوك عام 1850 من قرية إلى ناحية كما ورد في تقويم الدولة العثمانية الصادر ما بين عامي 1901_1902،والذي يشير أيضا إلى أنها تحولت إلى قضاء في عام 1873،وتتبعها ناحية واحدة هي (مزوري)،نسبة إلى قبيلة مزوري الكردية،

في حين بلغ عدد القرى التابعة لها بحدود 215 قرية،وفي عام 1931 أصبح لقضاء دهوك ثلاث نواحٍ،بحسب كتاب دليل المصايف العراقية الصادر عام 1934،لكن حسب بنود اتفاقية 29 حزيران عام 1966 بين الحكومة العراقية وقادة الثورة الكردية،تم تحويل قضاء دهوك في عام 1969الى محافظة،ليكون العقيد صديق اميدي أول محافظ لها. فيما يؤكد احد علماء الآثار وهو البروفسور فورد أن مدينة دهوك الحالية بنيت على أنقاض المدينة الآشورية القديمة،حيث كانت تعتبر عاصمة(رمبوسي) في عهد الإمبراطورية الآشورية (أديان). هيه أخدودها أخدود لو تفاح برواري دهوك فضلا عن سحر مصايفها وجمال تضاريسها تشتهر بكرومها الذي لا يضاهيه أي كروم في العالم،وتفاحها الذي تشتهر به مدينة برواري…ولكن للأسف بُعد المنطقة عن مركز المحافظة ،ولارتفاع سعر نقل الفاكهة، يذهب الكثير من هذا التفاح الشهي إلى التلف،لكون سعر بيعه لا يساوي أجور النقل حسب قول العديد من المواطنين،نتمنى على المسؤولين في المحافظة أن يجدوا حلا لإنقاذ هذه الثروة من الضياع،من خلال إنشاء معمل لتعليب تلك المادة أو إيجاد مخازن مكيّفة لحفظها، بدلا من ذهابها إلى أكياس القمامة،والقيام بتصديرها إلى محافظات العراق المتخمة بالفواكه الأجنبية،والتي لا تعادل شيئا أمام تفاح دهوك…وأتمنى على كاظم الساهر أن يستبدل “هيه أخدودها أخدود لو تفاح لبناني بتفاح برواري” فهو ألذٌّ وأشهى،وبالطبع اقصد التفاح لا الخدود والله من وراء القصد. التفت إلى صديقي برهان متسائلا وهو يقود عجلته شرق مدينة دهوك..إلى أين؟،فرد علي بابتسامته المعهودة قائلا ..إلى خنس. دائرة معارف آشور في المتحف البريطاني قبل الإبحار في عالم السحر الذي نحته الملك سنحاريب على صخور مدينته أو دار استراحته خنس ،لابد من العودة ولو ببعض سطور إلى حضارة أحفاد آشور لكونهم أصحاب السبق والريادة في إقامة حضارة أذهلت العالم برقيها وإشعاع معارفها التي لا تحصى.يقول المؤرخ الأستاذ” ليونارد دولي “” الآشوريون كانوا جماعات في مدن أعلى دجلة مثل” آشور ونينوى “ ومنذ سنة” 2100 ق. م“ ظهر فيها ملوك محاربون استطاعوا أن يسيطروا على” بابل “ سنة” 1100 ق. م “ بقيادة” تجلا فبليرز “ وظلت لآشور السيادة على بلاد العراق إلى سنة” 612 ق.م “. واسم آشور منسوب إلى الإله الآشوري” آشور “ لذلك أطلقوا على عاصمتهم الأولى ذات الاسم… ومن ملوك هذه الحضارة العراقية الراقية” شيليمنصر الأول “ و” اسرحدون “. وكانت من أهم خصائص الملوك الآشوريين قدرتهم على استيعاب ما يقتبسونه من الشعوب الأجنبية ويترجمونها حسب فكرهم ووعيهم الخاص إلى صورة مبتكرة تفوق الأصلية بالرؤيا والإبداع لما يمتلكونه من ذوق إبداعي، ووعي مفعم بالدقة والانسجام وذلك ما جعل اغلب ملوكهم يولون عناية خاصة بالفنون الجميلة والآداب الراقية وقد تركوا ميراثاً حضارياً زاخراً بالروائع لمن خلفهم ومثال ذلك.. ما أسسه الملك” آشور بانيبال “ بما تسمى دائرة المعارف التي عثر فيها على زهاء عشرين ألف رقيم في أطلال حضارتهم وكلها تبحث في الدين والفنون والآداب ،ومشاريع الري وكل ما يهم شؤون الحياة الأخرى ،وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني، وقد لا أكون مدعياً لو قلت الآن إن دائرة المعارف تلك كانت فيها إشارة لإقامة حتى المهرجانات الثقافية.. وهذا ما يجعلنا أن نسلم ببديهية أن مهرجان نوهدرا الثقافي الذي يقام سنويا في محافظة دهوك امتداد طبيعي لتلك الحضارة الثقافية العراقية الخالدة . منتجع الملك ومشروع إروائي لم يتوصل علماء الآثار إلى معنى كلمة خنس،ولكنها عربيا وردت وحسب رواية أبي عبيد عن الفراء والإموي،يقال خنس بمعنى توارى،وخنس الرجل إذا توارى وغاب،وحين يقال خنست الكواكب يعني بذلك اختفاءها بالنهار،ويعني الخنوس الانقباض والاستخفاء،وكما جاء في قوله تعالى في سورة الناس(من شرِّ الوسواس الخناس)،قال الأزهري إذا ذكر العبد ربَّه خنس الشيطان أي انقبض أو توارى. اتخذها سنحاريب ابن الملك سرجون الثاني منتجعا سياحيا له لاعتدال مناخها،بعيدا عن نينوى عاصمة مملكته آشور،ولكنه لم يتركها كمنتجع سياحي له،بل جعل منها مشروعا إروائياً ورافدا مائيا الى سهول نينوى،وكانت تسمى في عهده خانوسا. تقع خنس على بعد 50 كم شرق مركز محافظة دهوك،وهي قرية صغيرة تابعة لناحية(مرييا) ضمن حدود قضاء عقرة التابع لدهوك،وأنت تدخل لوحة من لوحات التاريخ التي نقشت على صخور الجبل،تلاحظ أن هناك عمليات ترميم تجري في المنطقة،وهذا ما يؤكد بعض التصريحات الإعلامية لمتخصصين في مديرية الآثار،أن هناك خطة مدروسة لترميم وتطوير هذا الأثر التاريخي المهم جدا،ومن ضمن مفردات المشروع إنشاء أسوار تحيط بالموقع وبناء أماكن إقامة للسائحين،فضلا عن تدوين تاريخ اكتشاف وموقع كل قطعة أثرية،إضافة إلى إنشاء دائرة مهمتها إنتاج المستنسخات الأثرية لعمل مجسمات طبق الأصل لأهم آثار خنس، ويتم بيعها على الزائرين بأسعار رمزية،هنا التفت القلب صوب عاصمتنا أو مصيبتنا،وتحديدا إلى نصب الحرية لأقول مع نفسي ما عمر خنس وما عمر نصب جواد سليم. إزالة النصب وتماثيل هدام خنس عمرها 2700 عام، ونصب الحرية 50 عاما، وتتوسل منظمات عالمية بإدامته، والمسؤولون هناك،،،هناك….هناك..ثكلى تنوح…ومدينة أضحت شوارعها جروحا …هناك.. في دوائر الدمار عفوا الإعمار،يبحثون عن طرق ووسائل لإزالة النُصب ومواقعنا الأثرية،تحت ذرائع وهمية،بعضهم من يقول: إنها مخلفات النظام المباد، والحقيقة هي خلاف ذلك ،وما يزيد من وجعي تذكرت حين دخلت قصر فرساي ورأيت بأم عيني غرفة نوم ملكة فرنسا ماري أنطوانيت،ماكياجها،مرآتها..سرير نومها مع لويسها أو عشيقها،وهي التي أعدمت لكونها جاسوسة للنمسا، أو كما يقولون أسرفت أموال شعبها على ملذاتها وحفلاتها،وكذلك في متحف الارميتاج الروسي يحتفظون بالبدلة العسكرية لسفاحهم القيصر وسيفه وكرسيه،الم يكن من المفترض الحفاظ على تماثيل هدامنا، وتوزيعها على المقابر الجماعية وما أكثرها، ونقول لكل من يصفه بالشهيد من العرب وغيرهم! هذا القاتل؟.لا أدري لعلي في هذيان أصابني وأنا أقف في خنس أمام أسطورة مولانا سنحاريب. سولينه تحت الأرض ملك آشوري حكم مملكته من سنة 705_681 قبل الميلاد،وهو أول من حاصر القدس،وقد ورد ذلك بالتوراة في سفر اشعيا،حين استغاث حزقيا بالنبي اشعيا عندما حاصرها سنحاريب، وبعد ان أصبحت مملكته تضم سوريا الحالية، فضلا عن أجزاء كبيرة من تركيا،قام ببناء جسر زاخو الحالي الذي يبلغ طوله 114ياردة، وكان يسمى في حينها جسر “زاخوتا”، وهي كلمة آشورية تعني النصر،وقام بإخماد ثورة البابليين والعيلاميين التي قادها (ميرودوخ)ملك بابل،حيث قام باجتياحها،وجعل نينوى عاصمة له،ومن اجل عيونها أقام سنحاريب منتجعه في خنس ليزودها بالماء العذب،من خلال إقامة سد مائي لخزن المياه فيها،وإيصاله عبر قناة طولها 80كم تمتد من نهر الكومل المعروف بعذوبة مياه ينابيعه المحاطة بالغابات الى نينوى، والكومل هو احد روافد نهر الخازر،والمذهل في إقامة القناة هو إقامتها تحت الارض حتى لا تتعرض المياه للتلوث،وتسمى القناة المدفونة تحت الارض ب(سولينه)،والقناة عبارة عن أوانٍ ربطت مع بعضها بشكل اسطواني،وكان يسمى هذا النظام بنظام الكهاريز،والغاية منه السيطرة على المياه أثناء الفيضانات،و سحب المياه من عيون الينابيع إلى تلك القنوات،وتصاب بالحيرة والانبهار وكذلك بالخيبة والاندحار!؟ وأنت تشاهد ذلك لأنك تقول كيف توصل هذا الملك العمراني إلى هذا الفكر المعرفي في سنة 691 قبل الميلاد،ونحن في القرن الحادي والعشرين ولم يتوصل عباقرة القائمين على انجاز مشاريعنا إلى كيفية إيصال الماء الصالح للشرب إلى مدننا وقرانا بل حتى في بعض أحياء العاصمة بغداد،حتى أصبحت قناني الماء المستوردة من دول الجوار سيدة البيوت المترفة طبعا،وأنا انظر إلى مياه وينابيع كلي خنس،همست مع مأساتي بوجع شاعرنا حسين القاصد وهو يقول في ديوانه حديقة الأجوبة: نحيا بلا وطن بلا عنوان…حتى الأمان بحاجة لأمان شرطينا يحتاج شرطيا لكي… يحميه من همجية العربان هل بعد دجلة والفرات عذوبة… كي نستعير الماء من عمان! صدقت يا صديقي لكن المهم لا يهم مادام الإصغاء أبكم!!. حوارٌ مع موكب الآلهة هربت من الماء باتجاه الصخور،لعلي اجد قلبا بصلابتها يجيد الصبر على ما يرى وما يحل في بلدي،فرأيت (مغنية الحي تطرب )(وعند جُهينة الخبر اليقين)..و(أنا الغريقُ فما خوفي من البللِ). لوحة صخرية منحوتة على احد الجبال المحيطة بخنس التي ترتفع عن مستوى سطح البحر بـ 650 متراً،هذه اللوحة بطول 6 أمتار على سلسلة صخرية،وقد استعان النحاتون لغرض إتمام نقوشاتهم بالحبال لتسهيل كتاباتهم على الصخور،النقوش التي مازالت واضحة للعيان اغلبها نقشت بصورة عمودية بارتفاع من 4_6 أمتار، وتشير إلى صورة ملك آشوري ومرافقه احدهما بمواجهة الآخر،وكلاهما يمتطيان ظهر حيوان خرافي،وهناك نقوشات ترمز للآلهة وفي أسفلها تقع تجاويف عدة تتشابه بمحتوياتها،حيث توجد في داخلها نصوص مسمارية، فضلا عن صور منحوتة للملك سنحاريب، وهو يشير بيده الى الآلهة المنقوشة في القمة،والتجاويف التي اشرنا إليها، هي عبارة عن مغارات نقشت في الصخر تحت الرسومات مباشرة بعرض 5/1 متر وطول 5/12متر،ولعدم قدرتي على التسلق ومشاركة الشباب التمتع بالدخول إلى تلك المغارات التي تنعم بالهواء العذب،فضلا عن استخدامها من قبل السائحين لإعداد الأطعمة والراحة،قام برهان بإعطاء الكاميرا لأحد الشباب لتصوير تلك الغرف الجبلية التي شيّدها سنحاريب. صومعات للرهبان ومصانع للمعجون البعض يقول إن تلك الكهوف أو الغرف المحفورة في الصخور الكلسية وعددها ثماني غرف استخدم سنحاريب ثلاثة منها كدار استراحة له،والأخرى للاجتماع مع وزرائه،وهي متداخلة في ما بينها بممرات داخلية،واغلبها تتخذ أشكالاً دائرية باستثناء الثلاثة فهي ذات شكل زخرفي خاص،ونفشت فيها تماثيل متنوعة ونحوتات مختلفة وكتابات تشير الى انجازات الملك من مشاريع وكذلك انتصاراته في المعارك التي خاضها،وجميعها كتبت بالخط المسماري ونقشت عليها العملة الآشورية. الزائر لـ (كلي خنس) لابد أن يلاحظ طرق المتنزهات التي أحيطت بدار الاستراحة،وهناك مصادر تقول إن تلك الكهوف استخدمت من قبل بعض الرهبان في فترات زمنية لغرض التفرغ للعبادة،ومصادر أخرى تؤكد أن سنحاريب في حروبه وتواجده في العاصمة آشور استخدمها لحفظ المربى ومعجون الطماطم من التلف. مدونة لإنجاز المشاريع ومنحوتة خنس كما يقول علماء الآثار هي مدونة للتواريخ التي قامت بها تلك المشاريع الاروائية التي أنجزت باعتبار الدار هي الممر المائي الذي يربط مدينة معلثايا بدهوك عبر نينوى،ومعلثايا كلمة آشورية معناها الممر أو المعبر،والمنحوتة التي هي بأبعاد 2-5 أمتار، عبارة عن لوحة صخرية نقش فيها موكب بقيادة سنحاريب ومعه مجموعة من الآلهة، وهم يمارسون طقوس الاحتفال بانجاز مشاريعهم الاروائية والعمرانية،لكن السائح لا يمكن أن يرى ذلك بوضوح،لكن الذي بين حقيقة ذلك هو اكتشاف (منحوتة ملعثايا) عام 1845ميلادية وهي بطول 75/5 متر وعرض 30/2 ويظهر فيها سنحاريب وهو أمام الملك آشور الذي يقف على ظهر حيوان ضخم يشير الى سطوة الآشوريين على الطبيعة وتوظيفها لخدمتهم،ويمسك الإله آشور بيده اليمنى السوط الذي يرمز للقضاء،وباليسرى يمسك الحلقة والعصا وهما يرمزان للقوة والسلطة الإلهية. تهميش دور المرأة ثم تأتي بعده زوجته الإلهة ننليل وهي جالسة على كرسي منصوب على ظهر أسد،وتم العثور على مثيلتها في مسلة اورنمو(2112_2195)ق_م،ويأتي بعدها الإله سين ثم نابو وهو ابن الإله مردوخ الذي ارتبط اسمه مع كوكب المشتري،وهو الإله الذي وضع مسارات النجوم،أما الإلهة شمس تجدها في المنحوتة برمزه القرص المجنح في الحضارة الآشورية الذي يشير إلى الشمس وهباتها للأرض،ثم تأتي الإلهة (ادد )وهي إلهة الرعد والعواصف،وأخيرا تأتي إلهة الحب والحرب عشتار وهي تحتل مكانة مهمة باعتبارها إلهة الخصب ،والذي لفت انتباهي في المنحوتة أن المرأة ومظلوميتها لم تكن وليدة اليوم وهاهي إلهة الخصب عشتار تأتي في آخر قائمة الآلهة، وفي الوقت الذي نطالب فيه الناشطات النسويات في مجال حقوق المرأة بتوجيه لومهن إلى ملوك الإمبراطورية الآشورية على هذا التهميش والسيطرة الإلهية الذكورية،أتمنى من الساسة المسؤولين عن مشاريعنا القابعة في سجون قيد الانجاز ،البحث عن الأسباب التي جعلت من الملك سنحاريب ينجح في انجاز مشاريع حديثة ومتطورة في قرون ما قبل الميلاد وسنأتي على ذكر بعضها. الحكماء من يقودون الإمبراطورية يعود الفضل في اكتشاف دار استراحة خنس إلى العالم الأثري هنري لابارد عام 1850 ميلادية أثناء بحثه في منطقة بادنيان،ومن خلال النقوشات والكتابات الموجودة في منحوتة خنس ،كشف ان الملك سنحاريب اتخذ من الحكماء وزراءً لإمبراطوريته،إيمانا منه بقدرة الحكيم على العمل حسب المناهج المعرفية وقدرتهم على انجاز العمل، فلم يتخذ قريبا له وزيرا ولا تابعا حزبيا له على حساب الكفاءة والقدرة والمعرفة!!!، يا ساستنا الكرام،نعم اتخذ من الحكماء قادة لبناء إمبراطوريته العظيمة،وكان أقربهم إليه الوزير احيقار،وكان كاتبه وحافظ مهره ،وكان فيلسوف عصره، فضلا عن زهده في الدنيا على الرغم مما يمتلكه من أموال،والحكيم احيقار حرمه الله من الذرية، فاتخذ من ابن شقيقته ولدا له وكان اسمه (نادان)،ونصائح احيقار له تعد من الحكم التي ترجمت إلى لغات عدة ، ومن وصاياه له: *لا تكن عجولا كشجرة اللوز لأنها تزهر قبل جميع الأشجار وتطعم بعدها،كن كشجرة التوت هادئا متأنيا لأنها تورق آخر الأشجار وتطعم قبل الجميع. *لا تأكل الخبز مع عديم الحياء. *لا تغتم لخير يناله مبغضك ولا تفرح لشر يصيبه،كل نصيبك ولا تقتحم نصيب غيرك. *لا تقل للحاكم غبي وأنا حكيم،امسكه بمساوئه لتتسامى. *لا تفسق بامرأة غيرك،حتى لا يفسق الآخرون بزوجتك. هذه بعض البعض من حكم ذلك الوزير،نتمنى على ساستنا الاطلاع عليها جميعا، والالتزام ولو ببعضها حتى لا يقتلهم التاريخ، كما قتل سنحاريب(نادان)بعد أن وجده خالف وصايا خاله أحيقار وبدد أمواله على ملذاته،كما يفعل البعض في تبديد أموال الدولة من اجل المنافع الشخصية بعد أن خانوا اليمين الدستورية وتجاهلوا حقوق الوطن والمواطن. في خنس بالإضافة إلى ما ذكرنا توجد مقبرة مساحتها كيلومتر مربع واحد وكهف كبير يحتوي على أربعة أعمدة حجرية تمثل الجهات الأربعة،لذا يلقب بعض ملوكها بملك الجهات الأربعة،وهناك سور ولكنه مهدم ولم يتبقَ منه إلا آثار بعض الحجارة،وجدول ماء في الطرف الشمالي تأتيه المياه من الينابيع بواسطة أنابيب فخارية مطمورة تحت التراب تؤدي إلى مجرى نحت في الصخر بعرض (50 سم)،وطول خمسة أمتار،وفوق سطح موقع المنحوتة تجد هناك تماثيل لاسدين مهمتهما حراسة خنس،فضلا عن وجود العديد من الثيران المجنحة ،التي ترمز حسب المعتقدات الآشورية إلى الثالوث المقدس(العلم،الحياة ، السلام)،وهو الشعار الأوحد لهم ،قلت مع نفسي لا ادري لماذا استبدل ميشيل عفلق هذا الشعار بثلاثي البعث المقبور(الوحدة ،الحرية ،الاشتراكية)،لا البعث بقي ولا شعاراته وبعد 2700 عام ولا تزال خنس بسنحاريبها هنا وهناك منتشرة في متاحف العالم،ففي مدينة شيكاغو الأمريكية يوجد متحف خاص يحتوي على العديد من تماثيل ملوك آشور والعديد من البوابات والتحف النادرة،وفي متحف اللوفر بباريس خصصت ثماني قاعات لحضارتنا وليس لحضرتنا،نحن الذين لم نصرخ ونحن نشاهد سرقة متاحفنا وبقينا صامتين،خرجت مع صديقي برهان من متعة الوجع وأنا اردد بعويل لا يسمعه سواي:آشور..يا آشور يا عبق لتأريخ خنس…ها أنني كلي أعود إلى الوراء…أتعلم الأشياء من مجد خنس..يا دار سنحاريب في باريس في كل العواصم بعض درسك مقتبس….وعلى الصخور نقوش آلهة كآيات بلون الصبح تعشقها النفس….وأنا كأعمى في الظلام يقودني هذا القبس….خنس…..خنس.

الموضوع ذات صلا بموقع باطنايا نت وجميع الحقوق محفوظة http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=104808#ixzz1a25xKkds

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *