بعـد السنهادس كـنـتُ في الهـنـد فـتـذكــَّـرتُ الـﭘـطـرك سـاكـو / الحـلـقة الثالـثة

 

بتأريخ 25 تـشرين الأول 2015 نـشِر خـبر بـدء أعـمال السنهادس الكـلـداني في روما وجاء فـي فـقـرته الأولى :

(( وصل كل الأساقـفة الكـلـدان إلى روما يوم السبت 24 تـشرين الأول بإستـثـناء سيادة المطران جـبرائيل كساب بسبـب التأشيرة )) .

إنّ سيادة المطران كـساب يحـمل جـوازاً أستراليا بالإضافة إلى جـوازه الـﭬاتيكاني … نـقـول كان يُـفـتـرض بل الأفـضل لو حـضر السنهادس ليُغـنيه بآرائه ومناقـشاته ….

هـذا عـدا أنها كانت فـرصة يستغـلها ليلتـقي سيادة المطران إميل نـونا الـذي إستـلم الأبرشية منه بعـد تـقاعـده ليستـفـسر عـن ذكـرياته الجـميلة في أستراليا ورعـيته التي عـمل معها أكـثر من ثمان سنـوات ويسأله عـن كـنيسة مريم العـذراء التي هي من منجـزات عـهـده وأين وصلتْ ملحـقاتها … ومع ذلك نـقـول ربما يفاجـئـنا يوماً بزيارته فأهلاً به في أستـراليا إذا إستـطاع الحـصول عـلى تأشيرة !.

ومما جاء في الكـلمة الإفـتـتاحـية لـغـبطة البطرك العـبارات التالية :

1– (( السنهادس ليس ﭘـرلمانا يشرع قانـونا )) ……….

” مِن إيمَن وباثِـر ” عجـيب أمرك سـيـدنا ؟ إن لم يكـن ﭘـرلمانا فـكـيف إستـثـنيتم وإجـتمعـتم وناقـشتم وإرتأيتم فـشرّعـتم ، وهـمَستم فإنـتـقـدتم وصَوّتم فـقـررتم وأوقـفـتم فـطردتم وأقـلـْـتم غـيابـياً وبعـثـتم كـتابـياً فأعـلـنـتم ونـشرتم وقـلـبـتم الـدنيا بحجة أنّ الرأي كان جـماعـياً ؟ ونـفاخـو أبـواقـكم يَـشمَتـون مهـلهـلين ! كـل ذلك عـملـتموه وتـقـول السنهادس لا يشرّع قانـوناً ؟ فهل كـنـتم هائمين أم واهـمين أم ساهـين ؟

ومع ذلك ما صار شي وعـفا الله عـما سـلف ، طالما الأمر هـكـذا والسنهادس ليس ﭘـرلمانا ليشرع قانـوناً ، فالخـطأ والسهـو مرجـوع للطرفـين ، إذن إرجع إلى خـط الـبـداية ضع كل شيء في مكانه كما كان ، ثم تهـيّأ مجـدداً لـبـدء المباراة ………. وهـذا الأمر قـد يصير حـقـيقة !! فـلماذا لا تـسبق الزمن وتسجـلها نـقـطة لصالحـك ؟ ولا تـدع تـفـوتـك مثلما فاتـك قـبـول المطران باوَي سـورو فخـسرتَ نـقـطة وربحها غـيرك ! أنت ذكي ، ولكـن كـن أكـثر ذكاءاً هـذه المرة !.

2– (( أعـرف أن كل واحـد منا غارق بمشاكل أبرشيته )) …………

أنا لست في سانـد يـيـﮔـو ولكـن معـلوماتـنا عـن أبرشية مار ﭘـطرس الرسول تـشير إلى أنه لا مشاكـل فـيها سـوى تـلك التي خـطـط لها البطرك وزجّها في ساحـتهم ( فاته أن الـﮔـولـﭼـي بارع متمرّس ! )  لتحـقـيق أهـدافه الـدفـينة والمعـكـِّـرة لـنـسيج كـنيستـنا الكـلـدانية عامة ، وها هي آثارها واضحة للعـيان من سيروب إلى أيوب إلى نـوئيل إلى خـيزران زالباقـين إلى الـبـديعـيات ، وإمام الـدير بالأذان منـشغـل ، وسورة فاتحة القـرآن في القـداس الإلهي ، ومريم أنا ……. ! هـل تريـدون المزيـد ؟ .

أما الأبرشيات الأخـرى فـفي بعـض منها أمور الأسلاف مرتبطة بالأحلاف !!! والخـَـلـَـفُ الصالح يتـدفأ بالقـديم من اللحاف ، وصارت الخـمر الجـديـدة تـوضع في زقاق عـتيقة ، ورقعة جـديـدة عـلى ثـوب عـتيق !!! ومَن يتـنـفـس تحـت الماء لـن يُسمع نـداءه ………. فـمشـوَرة القـريـب تجـنـب الفخ المريـب !

إنّ الرقـيـب نـبَّه منـذ العـهـد الـقـديم الرحـيـب ، فلا عـذرَ لـلحـبـيب ، وهـنا يحـضرني مثل آخـر رائع ولكـن كـلماته لا تـناسب المقال … ؟ بل أكـتـفي بـ : ياهـو مالـتـنا بالإنـﮔـلـيز !.

3– (( أنا عـملت ما بإمكاني وآخـرون عـملوا أيضاً ، لكـن آخـرين ـ آخـرون !ـ أعاقـوا فـليسامحهم الرب … من يفـكـر أنه يقـدر أن يعـمل أكـثـر مما عـملت فـليتـفـضل ، إني غـير متمسك بالكـرسي أبـداً )) …….

هـنا يطيب الحـديث مع غـبطته ، أولاً كلامك عـن ( الآخـرين الـذين أعاقـوا ) أقـول : أنت في أعـماق ضميرك وداخـل شـرايـيـنـك أدرى بالحـقـيقة وتموّهها عـلى الـبُـسطاء ، ولكـن نـقـول بإخـتـصار : أنت والـذين أعاقـوا … وجـميعـكم في الهـوى سـواء .

أما الكـرسي يا عـزيزي يا سـيـدنا ، هـل أنت تـصرّح بهـذا من كـل قـلـبك ؟ لو كـنـتَ تـريـد ذلك حـقاً لإخـتـرتَ سـبـيلاً أسهـل وأنجع ، كان بإمكانـك أن تـقـول : يا إخـوان يا شباب يا مطارنة ( آنا لـيـبي ، والتـركة ثـقـيلة ) أنا أسحـب نـفـسي وأنـتـم رشـحـوا مِن بـينكم مَن تريـدون وأبارك الـذي تخـتارونه …

ولكـنـك تعـرف مِن أين تـؤكـل الكـتـف ، حـيث تـدري أنْ ليس هـناك مطران يفـقـد رزانـته ويتجاهـل كـياسته لـينهـض من مكانه ويقـول لك ( تـنـحَّ جانباً أنا أصير بطركاً بـدلاً عـنـك ) ؟ أم هـل تـتـوقع ذلك مِن مطران متـقاعـد أو أوشك عـلى الـتـقاعـد ؟ أم من مطران ثاني حـصل منـك عـلى مبتغاه لمّا رقـَّـيته فـكـيف ينسى فـضلك عـليه !! أم هل تـتـوقعه من آخـر غادر سـباتاً ووصل سبتاً فـنالَ الأحـد ! أم من رابع تحـفـر حـوله خـنـدقاً لتـزعـزع أساسه المتين إشباعاً لأهـوائك وإرضاءاً لغـيرك ؟ ……. أخي : مطارنـتـك شايفـين وعايفـين وتاركـيها للمتـلهِّـفـين .

4– (( لتـكـن سنة الرحمة فـرصة لمراجعة ذاتـنا وتـقـيـيم وتصحـيح مسارنا كسنهادس وكـرؤساء أبرشيات ، في ممارسة الرحـمة عـلى طريقة الرب يسوع )) ………….

لا شك في أن الرحـمة نعـمة ، ولكـنها لم تأتِ إلى بالـكَ ولم تـتـذكـَّـرها إلاّ حـين تـكـلم عـنها الـﭘاﭘا فـرانسيس . ثم قـلتَ أنك تـريـد (( الرحـمة عـلى طريقة يسوع ! )) آمنا بالله ، لـقـد نـسيتَ أنـنا كـتـبناها لك في مقال ولم تأخـذ بها ! ذكـَّـرناك بالرب المسيح الـذي تجاوز القانـون بالرحـمة مع الزانية ولم تهـتم لها ! قـلـناها لك أن الله يريـد رحـمة لا ذبـيحة ، وثـوّلـتها ! فأين أنت من مقـولـتـك :

(( نخـرج من العـقـلية القانـونية وأيضاً الـتـشريعـية … نحـن كـرعاة وكآباء لكـنائـسنا ولشعـبنا نـشعـر بشعـورهم نحاول أن نـساعـدهم ونرفع من معـنـوياتهم ونـفـتـح أبـواب الرحـمة )) … إنه كلام شـفهي جـميل لم تـتـرجمه إلى عـمل جـليل ، بل كـنتَ مصراً حـتى جاءك تـوجـيه من أعـلى سلطة كـنسية فأصبحـتَ مضطراً ، ولم تـجَــنـّـب نـفـسك هـكـذا مأزق ؟.

والآن نـسألك هـل ستحـدّد رحـمتـك بـ 365 يوماً ؟ وماذا عـنها بعـد إنـقـضاء سنة رحـمتـك هـذه ، هل ستـتـلاشى وتـرجع فـهـيمة إلى عادتها الوخـيمة ؟ إنْ كـنـتَ ستراجع ذاتك ــ حـسب قـولك ــ فـهـل ستـبـدأ من الصفـر مثـل ذاك الرجال !! وإلاّ ، ماذا عـن الـذين ظلمتهم فحـرمتهم من الرحـمة بحجة أو بأخـرى فـشـوّهـتَ سمعـتهم ؟ مَن سـيرد إعـتـبارهم ؟ هل ستـدفع تعـويضاً لهم ؟ أم أن رحـمتـك مطاطية مزاجـية ؟ ولكـن ضع في بالك : أنه لا يصح إلاّ الصح وفـوق كـل قادر قـديـر وإنْ طالت الأيام .

5– (( لنـطـوِ الماضي وتـداعـياته وشكـوكه ولـنـفـتح صفحة جـديدة . يكـفي مشاكل ، معـظمها غـير مبرر شعـبنا ينـتـظر منا الوحـدة والخـدمة بروح الأبوّة ومسحة الأخـوّة والـرجاء )) …………

 إطـوِ ولا يهـمّـك وإحـنا هم نـطوي ، وهـل أن الطيّ يحـل المشكـلة ؟ إن سلبـيات الماضي وتـداعـياته وشكـوكه تـتحـملها أنت لأنـك خـلـقـتها وإعـتـرفـتَ بلسانـك بأنّ معـظمها غـير مبـرّر ، ثم إن كانت تـسكـن فـيك روح الأبـوّة فعلاً ، وتـتـزين بمَسحة الإخـوّة ، يُـفـتـرض أن تعـتـذر لكـل مَن أسأتَ إليه وحـيَّـرته في أمره ووقـفـتَ حاجـزاً تمنعه عـن أداء رسالته وجـعـلـته يأوي إلى بـيت والـدَيه ( وتغاضيتَ عـن غـيره ! ) بل عـليك أنْ  تعـتـذر ممن طالـبته بتـرك كهـنوته وأنت الكاهـن وكـيل المسيح مُطالب بـدعـوات كهـنـوتية !! عـنـدئـذ ستـظهـر فـيـك صورة الرب الـذي غـسل أرجـل تلاميـذه ، وما عـدا ذلك فإن كلامك لا يتعـدى حـﭼـي جـرائـد للإستهلاك المحـلي عـنـد حاشيتـك الساذجة .

***************

سيـدنا ، خـذ عِـبرة من كلام قاله قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس موجهاً لكم لـدى زيارتـكم له :

ضعـوا أمامكم صورة (( الراعي الصالح )) الـذي يهـتم لخلاص خرافه ويهتم بصورة خاصة بالضال منها ، لعـلكم تـقـتـدون به ، غـيورين لتبحـثـوا عـن خلاص نـفـوس الكهنة والعلمانيّـين ، محـقـقـين الخـير الكامل الذي تـتطلبه ممارسة الشركة ، تخلي حـقـيقي وتواضع ونكـران الـذات.

أشجـعكم أن تـكـونوا (( أباً لكهـنـتكم ولكـل المكـرسين )) رجالاً ونساءاً والـذين هم معاونيكم الأولون وذلك من خلال (( إحـترام الـتـقـليد )) والقـوانين ليكـونوا مقـبولين أيضاً . مقـدرين ومتـفهمين إحـتاجاتهم ، مميزين السبل لمساعـدتهم ليعـوا متطلبات رسالتهم للمؤمنين . وبعـملكم هـذا تـقـربون المسافات وتميزون الأجـوبة الملحة لحاجات الكـنيسة الكلدانية اليوم (( في بلدكم الأم وفي بلدان الإنـتـشار )) في هـذا الطريق ، إن التأملات التي تـظهـر من مباحـثاتكم يمكـنها أن تكـون قادرة لتجـد حـلولاً مثمرة للحاجات الآنية ونقاط تلاقي لإيجاد حـلول لـقـضايا (( الـليتـورجـية )) والعامة .

كـلمات بالصميم !!!!! إقـرأها أكـثر من مرة وتمَعـَّـن فـيها قـبل أن تـنام …. حـتى تأتيك الحـلقة الرابعة بعـون الرب لـنـناقـش جـدول أعـمال سنهادسك الملغي وحـيثيات سنهادس روما … دمت بطركاً سعـيـداً .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *