بعثة فرنسية للتنقيب: المسيحيون كانوا أغلب سكان العراق وبازيان أقدم الكنائس في المشرق

المحرر: NQ | HAH
السبت 29 ت1 2011 11:01 GMT

كنيسة بازيان جنوب محافظة السليمانية

السومرية نيوز/ السليمانية


أكدت البعثة الفرنسية للتنقيبات الأثرية في كنيسة بازيان بمحافظة السليمانية، السبت، أن المسحيين كانوا يتواجدون في أغلب مناطق العراق من مئات السنين، وفيما أشارت إلى كنيسة بازيان هي من أقدم الكنائس النسطورية في المشرق، انتقدت عدم تخصيص الميزانية المالية الكافية للتراث.

وقال رئيس البعثة الفرنسية للتنقيبات الأثرية في كنيسة بازيان ديرو شيه في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “كنيسة بازيان هذه تعتبر من الكنائس النسطورية القديمة”، مبينا أن “عمرها يعود بين خمسمائة إلى ستمائة وخمسين عاما”.

وتعتبر النسطورية أحد المذاهب المسيحية، ورًبِطَ تأسيسه بالكاهن نسطور (386 م- 451 م) بطريرك القسطنطينية.

وأضاف شيه أن “التمعن في هذه الكنسية يشير إلى أن التواجد المسيحي في العراق كان كبيرا وسكنوا أغلب مناطقه”، مؤكدا أن “الحروب والاضطهادات وتدمير الكنائس كانت عوامل ساعدت على تقليص ذلك التواجد”.

وتابع رئيس البعثة التي تعتبر أول بعثة مختصة تدخل السليمانية أن”هناك أدلة عديدة تؤكد قدم هذه الكنيسة منها وجود إحدى النقاط فيها وهي عبارة عن نصف دائرة تسمى بيما، وعندها كان يقام القداس، فضلا عن وجود نقطة أخرى تسمى بشقاقونا وهو ممر خاص يأخذنا إلى بيما”، مشيرا إلى أن “تصميم هذه الكنيسة بازليكي وهو الطراز الذي كانت عليه كنائس المشرق”.

من جانبها قالت المديرة الثانية للبعثة الفرنسية نرمين علي في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “الآثار تأتي بدرجة ثانوية ماديا”، مشيرة إلى “عدم وجود ميزانية كافية مخصصة للآثار”.

وأعربت علي وهي استاذة متخصصة بالاثار في جامعة صلاح الدين عن أملها بأن “تكون في المستقبل ميزانية خاصة للاثار والتراث”، مؤكدة أنه “ليس فقط المال هو الشيء المهم للاهتمام بالآثار فهناك عامل آخر إلا وهو الوعي من قبل الإدارة والمواطن للاهتمام بها”.

من جهته قال مدير دائرة الآثار في السليمانية كمال رشيد في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “سياسة الدائرة هي الاستفادة من خبرة هذه البعثات وإعداد كوادرنا وفقا لهذه الخبرات”، لافتا إلى أن “الدائرة ستعمل في المستقبل بأن يكون الاعتماد على الكوادر المحلية التي تعمل تحت أيديهم”.

بدوره مدير دائرة الاثار في السليمانية سابقا معتصم رشيد في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “الوعي الاثاري قليل عند الوزارات المعنية”، مبينا أن “نقل الوعي الاثاري قليل لدى وزارة الثقافة بل لا تملكه”.

واوضح رشيد أن “الوزيرع مع احترامنا لشخصه ومنصبه لا يمتلك وعي بقيمة هذه الآثار”، مشيرا إلى أن “الناس لا ذنب لهم وليس لديهم سلطة للمحافظة على الآثار”.

وأشار رشيد إلى أن “هذا الوعي قليل أيضا عند الحكومة العراقية بشكل عام”، لافتا إلى أن “هناك سرق ونهب في الجنوب من المتاحف لقلة الاهتمام بها وأيضا قلة الوعي”.

وتعد كنيسة بازيان، جنوب مدينة السليمانية والواقعة في سهل بين جبلين، من أقدم الكنائس في العراق والمنطقة، وتدل آثارها على أنها كانت كنيسة عامرة ، وخاصة الأعمدة المنتشرة في أطرافها، وتوجد لها بعض اللقط والآثار التابعة لها في متحف السليمانية وخاصة الأعمدة المبخرة التي تعرف بها الكنائس المشرقية وبعض القطع التي يظهر الصليب عليها بوضوح.

وتعود الكنيسة هذه إلى القرن العاشر أو قبله وتعمل البعثة الفرنسية على إبراز معالمها واكتشاف أرضيتها فضلا عن بعض رسومات أو مخطوطات وتحديد فترة تاريخها ومعرفة هل كانت ديرا أو كنيسة رعوية للقرية وهي الأرجح، حيث يشير المختصون إلى أن الرهبان القدامى كانوا عموما يكسنون بعيدا عن السكان في الجبال أو السهول.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *