بطريرك الكلدان: الشهادة سحر يميز الكنيسة بالعراق والدعم الغربي ساعدنا في “الصمود بوجه الاضطهاد”

 

المدى برس/ بغداد

عد رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، البطريرك مار لويس ساكو الأول، اليوم السبت، أن الشهادة أصبحت بمثابة “السحر” الذي يميز الكنيسة بالعراق، مثلما هي “خياراً والتزاماً أصبح حقيقة يومية”، عادا أن الدعم الغربي يشجع أتباع الكنيسة على “الصمود والمقاومة بوجه الاضطهاد والعنف”، الذي قلص عددهم للنصف خلال السنوات العشر الماضية”.

ونقلت وكالة (Asia News) عن البطريارك مار لويس ساكو الاول قوله خلال كلمة ألقاها امام مؤتمر السلام في روما، الذي رعته مؤسسة سانت ايديجيو الكاثوليكية the Community of Sant’Egidio إن “الشهادة أصبحت بمثابة السحر الذي يميز الكنيسة في العراق، البلد الذي لا يعتبر فيه الإيمان مشكلة ايديولوجية إنما حقيقة روحانية واقعية ناجمة عن تفاعل شخصي مع المسيح”، مشيراً إلى أن “المسيحيين المضطهدين بإمكانهم مع كل هذه المعاناة، أن يقدموا المساعدة لأشقائهم وأخوتهم في أنحاء العالم”.

وأكد ساكو، بحسب الوكالة، على أهمية “الدعم الغربي للمسحيين في العراق”، عاداً أن هذا “الدعم هو بمثابة تشجيع للمسيحيين على الاستمرار بالصمود والمقاومة بوجه الاضطهاد والعنف من أجل البقاء على أرضهم وفي كنائسهم، العنف الذي قلص تعدادهم إلى النصف عبر السنوات العشر الماضية”.

وأضاف رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وفقاً للوكالة الكنسية، أن “الشهداء من المسيحيين في العراق أصبحوا رمزاً للكنيسة العراقية التي يرجع تاريخها لأكثر من ألفي عام”، مبيناً أن “كون المسيحيين أقلية فانهم دائماً ما يواجهون المصاعب والتضحيات”.

وتابع ساكو، أن “المسيحيين يدركون أن مجرد كونهم كذلك ليس بالخيار السهل”، مستطرداً “بما أنك مسيحي فهذا يعني حقا أن تتمثل بالمسيح وأن تصل إلى النهاية حيث الشهادة، التي تعد خياراً والتزاماً أصبح حقيقة يومية بالنسبة لهم”.

ودعا رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، البطريرك مار لويس ساكو الأول، المسيحيين في الشرق الأوسط إلى “الاستمرار بصمودهم واعتبار أن المعناة مؤشراً حقيقياً للأمل والسلام”، لافتاً إلى أن “دورهم ينبغي أن يكون فعالاً في مجالات التنمية الثقافية والاجتماعية والسياسية لبلدانهم وألا يترددوا بالمطالبة بحقوقهم المدنية والمساواة بالمواطنة”.

يذكر أن رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك مار لويس ساكو الأول، طالما دعا المسيحيين إلى التمسك بالأرض وعدم مغادرة البلاد، ليصبحوا مهاجرين وأجانب في الشتات، وآخرها خلال زيارته الأسقفيات المشتركة والكنائس في قرى مناطق زاخو والعمادية، في محافظة دهوك،(460 كم الى الشمال من العاصمة بغداد)، خلال آب 2013.

يذكر أن عدد المسيحيين في العراق انخفض بعد حرب سنة 2003، بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك.

ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في آذار 2008، كان أبرزها حادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010.

وتعرضت كنيسة سيدة النجاة التي تقع في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، لاقتحام من قبل مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2010 الماضي، احتجزوا خلالها عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وقد تبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـ”دولة العراق الإسلامية” التابع لتنظيم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.

 

الكاتب: RS

المحرر: BK ,RS

المدى برس/ بغداد

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *