انه استحقاق وليس ولاية / بقلم عصمت رجب

حينما يذكر نضال الشعب الكوردي فلابد أن يذكر دور عائلة الرئيس البارزاني،سيما وأن القضية الكورديةوالكوردستانية أقترنت بإسم الرئيس البارزاني الذي حمل السلاح منذ نعومة أظفاره،فقد غامر الرئيس البارزاني واشقائه واسرته إلى جانب والدهم الأب الروحي والزعيم الخالد مطصفى البارزاني، وواصل المسير حتى حقق مكاسب كبيرة لأبناء شعبه بعد تضحيات جسام، فقد خلالها أقرب المقربين إليه، ولعل ما تشهده كوردستان أرضا وشعبا اليوم هي ثمرة تلك التضحيات،لذلك يعلن شعب كوردستان بين الحين والآخر تمسكه بالرئيس بارزاني كونهم يرون من خلاله المستقبل المشرق الذي ينتظروه، وعليه فإن منصب الرئاسة للبارزاني إستحقاق  وليس منة ، ومن المعيب ان نطلق عليها ولاية كونها إنصاف للحق والعدالة،وان  من يزرع لابد ان يحصد فقد زرع على مدى عقود طويلة عاشها بين الجبال ليسلك الطرق الوعرة، وقاتل  حتى حقق هذه النهضة التي تشهدها كوردستان الآن،رغم أن هذا التطور والبناء والإعمار لايزال دون مستوى طموح السيد الرئيس الذي قال مرارا وتكرارا، لازلنا في منتصف الطريق بل سنواصل سعينا حتى تحقيق حلمنا جميعا بأن تصبح كوردستان قبلة للأنظار، فرغم ظروف الحرب التي فرضت على الاقليم يدير الأمور بحكمته المعهودة فتارة يتابع واقع البناء والأعمار والخدمات، وتارة يزور جبهات القتال ويلتقي قوات البيشمركة ليؤكد بأنه معهم رغم كثرة مشاغله وإرتباطاته.

لقد عرف العالم كوردستان من خلال الرئيس البارزاني بفضل علاقاته وإيصاله صوت شعب كوردستان للعالم أجمع، وحنكته السياسية جعله من القادة المعروفين عالميا، لذلك من الصعب إن لم نقل من المستحيل أن يأتي شخص آخر ليشغل موقعه كما هو، في ظل توقعاتنا جميعا بأن كل من سيأتي خلفا له حتما سيفشل كون موقع الرئيس ليس كغيره من المواقع التي ربما بإمكان هذا وذاك إشغاله.

لسنا ضد  ما يحصل الان من تسيير للعملية الديمقراطية  كعمل سياسي يدخل العملية الديمقراطية صلبها ، مع وجود بعض المناورات الحزبية السلبية ،التي تحاول اخراج الحالة من بيئتها الديمقراطية الحقيقية وجعلها حالة من الفوضى دون الاخذ بنظر الاعتبار التاريخ النضالي لرموز عملوا وضحوا وقدموا الغالي لكوردستان منذ عقود من الزمن .

فان الرئيس مسعود بارزاني هو ابن قائد الثورات الكوردية ورمزها البارزاني الخالد الذي كرس حياته كلها من اجل حرية الشعب الكوردي والكوردستاني وضحى من اجل استقلال كوردستان مناضلا وبيشمركة ، وقد حمل الرئيس مسعود بارزاني جميع صفات ابيه الخالد مصطفى البارزاني وضحى وقدم وعمل لكوردستان حتى اوصلها الى ما هي عليه الان يشيد  بتطورها القاصي والداني.

فلنتطرق الى البعض القليل من انجازات الرئيس مسعود بارزاني وتاريخه النضالي

قضى معظم أيام شبابه في سبيل تحقيق الهدف الذي كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني وضعه لنفسه في عام 1961وهوالديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان وبعد ذلك الفيدرالية لكوردستان في اطار العراق الديمقراطي.

فقد كرس جل نضاله من أجل هذا الحل الواقعي. في ربيعه العشرين، اسهم بالعمل السياسي بشكل مكثف حيث شارك مع الوفد الكوردي في عام 1970في المفاوضات مع الحكومة العراقية حول اتفاقية الحكم الذاتي. وعند انعقاد المؤتمر الثامن للحزب الديمقراطي الكوردستاني سنة 1971 انتخب عضواً للجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني.

وبعد ذلك أصبح عضواً للمكتب السياسي وتسلم مهمة رئاسة المؤسسة الأمنية. بعد نكسة ثورة أيلول نتيجة اتفاقية الجزائر بين شاه ايران والحكومة العراقية في عام (1975)، وبتوجيه من أبيه البارزاني الخالد، قام الرئيس مسعود البارزاني و مجموعة من رفاقه بتنظيم صفوف البيشمركة وتأسيس قيادة مؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني للدفاع عن الكورد وكوردستان.

بعد 1991 قام السيد بارزاني بتنسيق عمل الجبهة الكوردستانية و قيادة الانتفاضة ، وكان له دور رئيس في معظم الاحداث السياسية للعراق الجديد، وأيضاً في تأسيس مجلس الحكم العراقي في (31 تموز 2003)، والذي أصبح عضواً فيه وفيما بعد رئيساً له.

في (12 حزيران 2005) انتخب السيد مسعود بارزاني كأول رئيس لاقليم كوردستان من قبل المجلس الوطني الكوردستاني العراقي، وكرئيس للاقليم قام تعزيز عملية صنع القرار في الاقليم وهذا البعض القليل من انجازاته:

1 – مجلس رئاسة كوردستان 2 – المجلس الأعلى للأحزاب السياسية 3- قيادة حكيمة عزز فيها التاخي والتعايش داخل الاقليم 4- دبلوماسية خارجية متناهية في الحكمة عززت مكانة الاقليم في العالم 5- ايقاف الارهاب ومقاتلته نيابة عن العالم 6- وضع خطط اقتصادية للاقليم تجاوزت الازمة المالية والحصار المفروض على الاقليم من قبل الاتحادية في بغداد 7- ايواء ومساعدة الالاف بل الملايين من النازحين بسبب الارهاب وتحمل اعبائهم .

ان بارزاني يتمتع بشخصية قوية ليس في كوردستان فحسب، بل على المستويات العراقية والاقليمية والدولية ايضاً لذلك من المتعذر حالياً ان يقوم شخص آخر في ظل الوضع الحالي بتبوء منصبه، والمصلحة العليا للشعب الكوردستاني تتطلب عدم تعريض العملية السياسية والديمقراطية الى المخاطر لان هناك الكثير من التحديات والمخاطر التي تواجه كوردستان، عليه فان التوافق على ترشيح القائد المناضل مسعود بارزاني سيضمن سلامة العملية السياسية والتجربة الديمقراطية ولذلك على الاطراف السياسية ان تتعامل بحكمة وحذر، وان تغلب المصلحة العامة على المصالح الحزبية او الشخصية.

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *