انها افكار مسمومة / بقلم لؤي فرنسيس 


 لقد خلقنا الله تعالى، وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش وفق قيم تحترم الإنسان، وبموجب ضوابط تكفل لكل فرد حقه في العيش بسلام والاستقرار. وما أحوج العالم اليوم إلى تدارس تلك القيم والضوابط والأخذ بها حتى يتفرغ الإنسان لأداء رسالته التي خُلق من أجلها وهي عبادة الله وبناء الأرض. اننا في العراق بعد ماحدث من حروب وانفالات وقتال وحرق قرى ومدن باسلحة محرمة وسبي وتهجري ونهب للممتلكات ، بحاجة اليوم إلى بث ثقافة الرحمة من أجل تحقيق التعايش السلمي الذي هو من أهداف نشر السلام بين الناس، وهذه هي فلسفة الاديان السماوية جميعها في التعايش .
 الحكمة تقول، الصالحون يبنون أنفسهم، والمصلحون يبنون الأُمم، فإنّ الأُمم والشعوب في حاجة إلى المصلحين الذين يبنونها ، وعلى البشر على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ومعتقداتهم، ان يسعوا إلى الارتقاء بشعوبهم نحو الخير والفضيلة، ويقوموا بدور فاعل في نشر ثقافة التعايش السلمي والاخاء والمحبة ورفض العنف بكل اشكاله.
لقد حملت الفترة من 2003 الى 2014 انتهاكات ممنهجة  بحق المكونات الصغيرة وخصوصا المسيحيين ، هدفها كان افراغ البلد من هذا المكون الاصيل الذي ساهم بشكل كبير في البناء والتطور منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة وما قبلها ، وفي سنة 2014 جائت الفاجعة الكبرى بحقهم وهجرو وقتلوا ونهبت ممتلكاتهم اثر دخول تنظيم داعش الارهابي واحتلاله مساحات واسعة من العراق واحتلاله لمدينة الموصل وسهل نينوى الموطن الاصلي لهذا المكون ومن جراء هذا الاحتلال هرب غالبية المسيحيين الى كوردستان كما هرب قسم كبير منهم الى خارج البلد .
 واليوم بعد تحرير مناطقهم والتخلص من تنظيم داعش الارهابي المجرم ، تعمل جميع الجهات المدنية والحكومية في اقليم كوردستان والعراق للحفاظ على المكونات الدينية غير المسلمة واعادتهم الى موطنهم وتوفير الخدمات لهم ، وفي هذا الوقت الحرج يخرج علينا رئيس اكبر مؤسسة دينية في العراق والتي هي الوقف الشيعي ليعيد علينا ما كان ينشر داعش من افكار مسمومة تجاه المسيحيين والصابئة والايزدية ويطالبهم بتغيير دينهم او دفع الجزية او القتل بطريقة الجهاد ضدهم . نتمنى من جميع المرجعيات الدينية ان تتبني نهج الاعتدال والانفتاح ومنع خطابات تروج للكراهية والتمييز، كما على الحكومة فرض القانون ومحاسبة مروجي هذه الافكار المسمومة كونها لا تخدم البلد ولا تخدم اهله ، إنما تزيد الفرقة بين البشر وتقسمهم وتفكك اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي وتنتهك الحريات .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *