الانتفاضة الاذارية وحقوق الشعب  

بدأت الانتفاضة الاذارية الوطنية والتي تسمى في جنوب العراق بالانتفاضة الشعبانية وفي كوردستان بالانتفاضة الوطنية حيث بدأت من الجنوب يوم الثالث من اذار وانتشرت  الى كوردستان حيث بدأت يوم الخامس من اذار ، وفي ظل هذه الأوضاع بدأ النظام السابق باستخدام طائرات الهليكوبتر التي ارسلتها أمريكا للنظام بحجة نقل الجرحى والمصابين من الكويت إلى العراق بعد ما تسمى بحرب (عاصفة الصحراء) ، إلا أن النظام السابق استخدم طائرات الهليكوبتر المخصصة لنقل الجرحى  بقصف المدن، وايقاف الانتفاضة، ووصل الامر بالسلطة حينها باستعمال الأسلحة الكيمياوية ضد المواطنين.

وفي مفارقة مبكية تدل على طغيان السلطة حينها ((عندما وصلت قوات حسين كامل مجيد إلى ضريح الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وقف حسين كامل على ظهر الدبابة  وصاح مناديا (سيد شباب الجنة الحسين ابن عبد الله) عليه السلام  “اسمك حسين وكذلك اسمي، فلنرى من هو الأقوى الآن”، واعطى حسين كامل  الأمر بضرب ضريح الإمام الحسين، ومما يجدر الإشارة له أن في عام 1994م، عاد حسين كامل بسيارة اسعاف إلى كربلاء ليتأسف من الإمام، وذلك بعد إصابته بورم دماغي، فالله ( يمهل ولايهمل )

اما أنتفاضة الشعب الكوردستاني فانطلقت في الخامس من آذار1991 ضد نظام البعث من منطقة رانية ،إنطلقت  لتكون امتدادا لثورتي ايلول وكولان المباركتين انطلقت لتعزز ذلك النهج الخالد وتكسر حاجز الأرهاب، والخوف ، والرعب الذي فرضه النظام السابق على شعب العراق وشعب كوردستان لعشرات السنين، انطلقت الانتفاضة الاذارية في كوردستان  لتزيح رماد الصمت ،فأطلقت العنان لنيران الثورةِ والغضبِ الشعبي المتراكم في صدور الشباب،إنطلقت ثورة الشعب من الشعب في داخل كوردستان من منطقة رانية  إنطلقت بقرار من شباب كوردستان ، بكامل ارادتهم وبهمتهم، بعفويتهم في تظاهرةٍ مسلحةٍ يعلو فيها صوت الشعب على صوت الجلاد، ولأول مرّة يلتفت العالم الى ذلك الصوت ، ويؤمن بأن هناك شعبٌ وهناك رأيٌ معارضٌ للدكتاتورية في العراق  بعد أن كان يتجاهل خطابات المعارضة العراقية والكوردستانية ، ولا يصدّق دعواتها وإدعائها ،بل كان يتفاعل مع إعلام النظام البعثي، الذي كان  يزيّن جنون الطاغية ويحول جرائمه الى دفاع مقدس عن شرف العروبة، ويجعل من الضحية جلاداً ويحول الجلاد الى ضحية.

قيام الانتفاضة في كوردستان كان متزامناً مع قيامها في بقية مناطق العراق وكانت رانية في السليمانية سباقة للانتفاضة حينما نهضت في 5/3/1991 وتلتها اربيل التي نهضت في 11/3/1991 ثم بقية مدن كوردستان وبعدها دخل الجيش العراقي وتم قمع الانتفاضة وتدمير المدن الرئيسية في كوردستان بالمدفعية فاضطر ملايين من الرجال والنساء الاطفال والشيوخ إلى ترك مساكنهم والهجرة باتجاه الحدود التركية والإيرانية سيراً على الاقدام أو على الحمير أو بالشاحنات بسبب قيام النظام بتحذير سكان المنطقة ومطالبتهم بترك مناطقهم خلال 24 ساعة من الزمن والا فسوف يكون مصيرهم الموت المحتم هربت هذه الجموع من طيش النظام خصوصاً بعد قمعه للانتفاضة في مناطق الجنوب من العراق وتحولت المدن في تلك الفترة إلى مدن للاشباح وسميت ب(الهجرة المليونية) ولم يبقى فيها الا المباني المهدمة وقد توفي الكثير من هؤلاء الناس خلال طريقهم الشاق اما برصاص طائرات الهليكوبتر العسكرية التي اطلقت الرصاص عمداً عليهم أو في حقول الالغام التي زرعت خلال حرب الخليج الاولى بين العراق وإيران وعند وصولهم إلى الحدود التركية والإيرانية بعد طريق جبلي شاق ووعر مليء بالثلوج قدمت لهم بعض الدول والمنظمات الإنسانية مساعدات من اغذية وخيام وعلاج طبي وعلى اثر الانتفاضة وفي منتصف مايس من عام1991 اصدر مجلس الامن الدولي قراره المرقم (688) بإنشاء منطقة آمنة للكورد في شمال العراق تحت اسم كوردستان العراق شمال خط العرض (36)، وطردت منها قوات الجيش العراقي.

في الختام لم يبق الا ان نحيي روح البارزاني الخالد وشهداء شعبنا في كوردستان والعراق من قوات البيشمركة والمدنيين من سقط منهم على يد النظام الصدامي البائد ومن سقط  اثناء الهجرة المليونية او في مقاومة الارهاب والذين سطروا اروع ملاحم البطولة والفداء للسير بشعبنا نحو بر الامان وتحريره من براثن الدكتاتورية المقيتة والقوى الارهابية الضالة.

نتمنى من المتصدين في بغداد ان يتذكروا تلك الدماء التي سالت في اذار 1991 ويعطوا لشعب العراق وشعب كوردستان حقه فلولا تلك الدماء لبقي المتصدين على القرار العراقي الى اليوم يعملون في مطاعم وبارات وملاهي المهجر.

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *