اليزدانية ليس ديناً والعدد (21) ليس رقماً مقدساً كما يتوهم البعض 2-2 / محمد مندلاوي

 

                                                                                                                               قد يجهل البعض, ولا يعلم, أن للـ”خودا” في الديانة الزردشتية (101) اسماً, وأعظم هذه الأسماء,هو (خودا), لذا أن الكورد إلى اليوم يسموا أبنائهم “خوداداد” أي “عطية خودا” الإله. وفي دولة “إيران” توجد مدينة قديمة في وسط البلاد باسم “يزد” تقول كتب التاريخ, أن تاريخها يعود إلى خمسة آلاف عام, وكانت المدينة مكاناً للعبادة. من الذين ذكروها, الرحالة الإيطالي المعروف (ماركو بولو) (1254 – 1324م). تعتبر المدينة, أهم مركز تجمع للـ”زردشتيين” وعرفت قديماً, بمدينة النار, ودار العبادة؟.

عزيزي القارئ, في الحلقة الأولى تطرقنا بالتفصيل, عن حيثية الاسم الـ”يزدان” الذي أشبعناه بالأدلة الدامغة بما فيه الكفاية, ألا أن الكاتب الذي نرد عليه الآن, قبل توضيحي هذا, حاول أن يدمغ اسم يزدان لصالحه, حين زعم: “إنها كانت ديانة قديمة بهذا الاسم, اعتنقها الشعب الآري”. وجب على كاتب المقال, أن يقول الشعوب الآرية, وليس الشعب الآري, لأنه حتى في التاريخ الذي حدده الكاتب, وهو (4000) عام قبل الآن, كانت هناك شعوباً و قبائل آرية  منتشرة في أصقاع كثيرة من العالم بأسمائها القومية, وليس شعباً آرياً واحداً كما زعم. على سبيل المثال وليس الحصر, الشعب الأرمني, هم آريون, ذكروا قبل (5000) عام. والشعب الكوردي,  ذُكر في المصادر التاريخية باسمه القومي الـ((كورد)) , قبل أكثر من (4000) عام من الآن. كي لا أطيل, أكتفي بهذا القدر في هذه الجزئية. دعونا الآن نذهب إلى جوهر الموضوع, ولأهميته أكرر الجزئية الممجوجة, التي قالها الكاتب في مقاله المذكور, الذي أشرنا إلى عنوانه أعلاه:” كما أن الأشعة الواحدة والعشرين للشمس التي تتوسط عَلَم كوردستان تعود الى الديانة اليزدانية. العدد (21) يحمل أهمية قصوى في الطقوس الدينية اليزدانية  وأن الأشعة الواحدة والعشرين لشمس العَلَم الكوردستاني ليست لها علاقة بالتاريخ الميلادي و لا تُمثّل الحادي والعشرين من آذار، كما يظن الكثير من الناس”.                                                                                                  إن الكاتب وهو يتحدث عن التاريخ القديم, لم يقدم لنا دليلاً أو مصدراً, يقول أن رقم (21) رقماً مقدساً في تلك الديانة الوهمية, التي حدد تاريخ وجودها بـ(4000) سنة. عزيزي القارئ, نحن قلنا في مقالنا السابق, الذي كان بعنوان “إنها حكاية علم” الذي انتقدنا الكاتب على الفقرة التي ذكرناها أعلاه, دون أن يشير إلى اسمنا, عندما قلنا: أن الشمس التي في وسط العلم الكوردستاني هي امتداد للشمس السومري, والواحد والعشرون إشعاعه التي انبثقت منها, هي رمز ليوم الواحد والعشرون من آذار الذي احتفل به السومريون قبل آلاف السنين. ألا أن مُنتقدنا, رجم بالغيب, وادعى خلاف ما نحن قلنا, لكن دون أن يدعم أقواله بمصادر معتمدة, أو بقرائن دالة على ذلك, يقبلها العقل البشري. الشيء الذي لا يهضم عند الكاتب, وعند زمرة من الكورد وغيرهم, كيف اختار الشعب الكوردي تاريخاً لعيده القومي “نوروز”, ليس من ضمن تقويمه القومي الذي اخترعه؟. يبدوا لي أن هؤلاء, لا يعرفوا, أن الغالبية العظمى من المناسبات المقدسة لا تمس ولا تتغير مهما جرى ومهما حدث, ستبقى محافظاً على  التسمية التي سميت بها أول مرة. على سبيل المثال, شهر “رمضان” الذي يصوم فيه المسلمون في بلدانهم, يعرف الكاتب, أن المسلمين في العديد من البلدان الإسلامية, لا يستعملوا التقويم الهجري, لا الشمسي ولا القمري, رغم هذا, يطلقوا عل صومهم في هذا الشهر, شهر رمضان, من هذه البلدان والشعوب, إيران وأفغانستان وكوردستان, لقد ذكرنا في سياق هذا المقال, اسم الأشهر الإيرانية, التي ليس فيها شهراً واحداً باسم رمضان, ولا باسم شهر محرم, ولا العاشر من محرم المسمى بـ”عاشوراء”, ولا مناسبات أخرى التي تحمل تسميات للشهور العربية الإسلامية, ألا أن الإيرانيين, عندما يحتفلوا بهذه المناسبات الدينية, يطلقوا عليها أسماء تلك الشهور العربية الإسلامية, التي ليس لها وجود في تقويمهم السنوي كما بيناه أعلاه؟. حتى أن المسيحيين, عندهم صوم, باسم صوم نينوى, كان سائداً قبل المسيح, بينما نينوى اسم وثني, والمسيحيون موحدون, ولم يغادروا هذا الاسم إلى الآن. حتى أولئك الذين  ينتحلون اليوم اسم آشور, وهم مسيحيون, وآشور هو اسم إله وثني. دليل آخر, مما لا يقبل الشك, أن غالبية العظمى من الشعب الكوردي, تعتنق الدين الإسلامي, ألا أن المسلمين الكورد, وبالذات رجال الدين الكورد, حين يذكروا اسم الخالق, يقولون “خودا” بينما من منظور الدين الإسلامي, أن قائله يكون قد كفر بالله, لأنه وفق العقيدة الإسلامية “خودا” إله وثني, لا يوجد شيء في الإسلام اسمه “خودا” ألا أن الكورد بعامتهم وخاصتهم وقبل الجميع رجال دينهم, لا يزالوا يذكروا هذا الاسم دون تردد؟, أليس هذا يعني, أن الشعوب لا تغادر تراثها ومفردات تاريخها القديم بسهولة, حتى لو تؤدي بها إلى الهلاك الدنيوي والأخروي؟. وكذلك حال العرب قبل الإسلام, كانت عندهم أسماء عديدة  تطلق على الأوثان التي كانت تُعبد, لا زالت هذه الأسماء تطلق إلى اليوم على الإناث والذكور من البنات والأبناء, كعبد مناف, وعبد شمس, و حكم, وعلم, ورضي, وسحر, وهلال, وحارث اسماً من أسماء الشيطان الخ. لو نظرنا نظرة فاحصة إلى هذه الأسماء, وجب عليهم تركها, لأنها أسماءً محذوره في العقيدة الإسلامية. وكذلك الشهور الفارسية التي ذكرناها, جلها أسماء وثنية, ألا أنهم لم يتخلوا عنها, رغم أن نظام الحكم في إيران, نظام ديني إسلامي يقوده رجال دين لهم باع طويل, في أحكام وشرائع العقيدة الإسلامية. من هنا نقول, يحتم على الكاتب وغيره, ممن يشككوا في الشمس الكوردي السومري ويوم (21) آذار, أن ينظروا إلى الأمور بعيون محايدة, بعيداً عن الغيرة, والحزازيات الشخصية, ويقارنوها مع المناسبات التي ذكرناها, التي تحييها الشعوب الأنفة الذكر, التي تبين لهم بكل وضوح, أن التسميات القديمة التي سميت بها المناسبات المقدسة, لا تغيرها الشعوب بسهولة مهما جرى من متغيرات على حياتها اليومية. ويوم نوروز الأغر, وتاريخه المجيد, هو أحد تلك المناسبات العزيزة على القلوب, الذي لم يغادره الشعب الكوردي منذ أيام سومر, رغم التغيرات التي جرت على تقويمه السنوي, وبقية تلك التسمية الجليلة (21) آذار, مقدسة وحية في ضمير الشعب الكوردي شكلاً ومضموناً.

وفي آخر فقرة يقول الكاتب:” من الجدير بالذكر أن اليزدانية هي أقدم بكثير من الزردشتية وأن الدين الزردشتي قد أخذ الكثير من مبادئه وطقوسه من الدين اليزداني، بل أنه عندما بدأ زردشت بنشر دينه في كوردستان، لاقى معارضة كبيرة من أهالي المنطقة الذين كانوا يعتنقون الدين اليزداني، لذلك إضطر زردشت أن يترك منطقته (منطقة ورمێ “أورمية”) ويهاجر الى بلاد فارس، حيث قام هناك بنشر دينه بين الفرس. الفرس إعتنقوا الدين الزردشتي وإستغلوه لأهداف سياسية، لإستلام الحكم وبناء دولة لهم. أود أن أشير أيضاً بأن الديانات الكوردية القديمة مثل الإيزدية والعلوية والشبك والدروز واليارسانية (كاكه يي) هي من بقايا الدين اليزداني وأن فلسفة و طقوس وآداب هذه الأديان تكاد تكون متطابقة مع بعضها، بإستثناء ظهور إختلافات طفيفة جداً بينها بسبب التباعد الجغرافي الذي يعزلهم عن البعض وتشتت معتنقيها الناتج من إحتلال كوردستان من قِبل عدة دول”.

لقد تكلمت كثيراً في هذا المقال, عن الجزئية أعلاه, التي جاءت في صدر الفقرة. وبينت من خلال المصادر المختصة بهذه المادة التاريخية, أن لا وجود لدين بهذا الاسم “يزداني” إلا في خيال الكاتب, ونفر من الذين يلتقون معه في هذا الحقل الأجدب. لكني أستسمح القارئ الكريم عن الإطالة, وأقدم جملة أخرى من المصادر التي تقول صراحة, لا وجود في التاريخ لدين باسم الـ”يزدانية” غير الإيزيدية التي أخذت اسمها من “يزد” أو “إيزي” أي الشريحة التي تقر بأن “يزد” هو الخالق, وبالمفهوم الإسلامي, أي هؤلاء ربانيون, إلهيون. حتى أن الإيزيدي, كما جاء في موسوعة الفرق, الباب الثالث عشر: الباطنية وفرقها, الفصل الحادي عشر: الطائفة اليزيدية, تقول: عندما يصلي الإيزيدي, يقول في صلاته:” باسم اليزدان المقدس الرحيم الجميل… الخ”. كما أسلفت في سياق هذا المقال, أن الكوردي المسلم أيضاً إلى يومنا هذا يذكر اسم “يزدان” كخالق, فعليه, هو أيضاً يزداني, أي رباني. بهذا الصدد يقول الدكتور (رشيد ياسمي) في كتابه (كُرد و پیوستگی نژادی و تاریخی او) ص (128):” يظهر من الآثار الباقية, أن هذه الطائفة من الناس – الإيزيدية- تحمل معها عقيدة قديمة, لكن  بمرور الزمن و بسبب جهل القائمون عليها, وعدم تدوين مسيرة تاريخها, شوهتها الروايات والقصص المختلفة والمختلقة, وعدت فيما بعد  واحدة من الأديان المنسوخة, ويضيف ياسمي: وتعد هذه العقيدة, فرعاً من الدين الزرادشتي أو الدين المانوي. إن اسم هذه الطائفة نابع من اسم “ايزد” الذي ذكر في الـ”أفستا” بصورة “يزتا”  وفي البهلوية “يزدان” ويقول ياسمي أيضاً: إن الإيزيدية عبدة الإله “يزد”, و جميع الصيغ لاسم “يزد” تعبر عن معنى شيء موجود قابل الاحترام والمدح والثناء”. وقبل (رشيد ياسمي) بعدة قرون, ذكرهم المؤرخ الكوردي (شرف خان البدليسي) في كتابه (شرف نامه) طبع بغداد عام (1953) ص (147) باسم الإيزيدية واليزدانية. نسبة لإلههم “يزد” الذي يعبدونه. من المصادر الأخرى التي ذكرت اسم الإيزيديين, (دائرة المعارف الإسلامية) طبع (لندن) عام (1934) ص (1164):” كلمة يزيدي يحتمل إنها فارسية, اشتقت من ((يزد)) التي وردت في الـ” أفستا” بصيغة ((يزتا)) وفي سانسكريتية ((يجتا)) وفي الفارسية ((يزدان)), وتضيف دائرة المعارف, أن مصطلح “يزدان” مصطلح أفستايي دخلت الفارسية عن طريق الطقوس والعبادات الدينية”. واعتبر (محمود الدرة) في كتابه  (القضية الكردية) طبع بيروت عام (1966) ص (181) الإيزيدية, من بقايا الدين الزردشتي أو المانوي. هناك آراء أخرى, تتفق مع الذي ذكرناه في هذا المقال في كل ما قلناه, ألا أننا تجنباً للإطالة لا نذكر جميع الآراء. يوجد كاتب كوردي, وهو من الإخوة الكرمانج, يقيم في بلد خليجي, له نتاجات ومجهودات كتابية عديدة, يخدم بها بني قومه الكورد, وهو عمل جيد و مثمر, يشكر عليه. لكنه أيضاً شطح بعض الشيء, عندما تبنى الفكرة الخاطئة, التي تزعم أن هناك ديناً يسمى الـ”يزدانية” وذكر في إحدى مقالاته, اسم عالم غربي يتبنى هذا الرأي المشوش, وهو (جفري بارندر) أستاذ المقارنات الدينية في جامعة لندن, لم يقل لنا هذا الكاتب الكوردي, الذي تبنى هذا الرأي الهرطقي, ما هي فلسفة هذا الدين الوهمي؟, وما هو اسم الإله في هذا الدين الـ”يزداني” المزعوم؟. ملاحظة: ليس بالضرورة, أن يسمى الدين باسم إلهه. ثم, ما هو اسم النبي في هذا الدين؟, أو الشخص الأول الذي نادى به؟, وما هو اسم كتابه المقدس, وبأية لغة كتب؟, وما هي تواريخ مناسبات الفرح والحزن في هذا الدين الهلامي؟ الخ. عزيزي القارئ اللبيب, أية دعوة تفتقد إلى هذه العناصر الرئيسية, لا تعد ديناً ولا مذهباً, وليس لها وجود ألا في خيالات أولئك الذين ينسجونها. ألم يشاهد الكاتب الذي نحن نرد عليه الآن, أن الأديان التوحيدية, وغير التوحيدي, التي أثبتت حضورها على مر التاريخ, كانت لها إلهاً يعبد, ونبياً كان يعظ الناس, وكتاباً يُتلى بلغة ما, ومناسبات احتفالية تقام هنا وهناك, الخ. هل أن الدين المسمى على الورق فقط بالـ”يزدانية” عنده شيء مثل هذا مذكور في بواطن الكتب, أو على الرقُم الطينية؟!. بالطبع لا, إذاً, أن من يدعوا لوجود هذا الدين, يكون كلامه مجرد ادعاء باطل, لا أكثر. قال الكاتب:” أن زردشت كان في كوردستان”. لم يقل النبي زردشت, أن موطنه كان اسمه كوردستان في ذلك العصر, بل قال أن موطنه اسمه ” ارياناويچ” ‌أي إيران, يعنى موطن الآريين. أما لماذا لم يقبل به بني قومه, هذا واقع حال, جميع النبوات والأديان التي ظهرت, في بادئ الأمر رفضتها شعوبها رفضاً باتاً, وخير شاهد ودليل على ما نقول, الدين الإسلامي, حين جاء النبي محمد رفضته القرشيون. وقبله الدين المسيحي, اضطهد عيسى أيما اضطهاد على أيدي الرومان واليهود حتى صلبوه. وكذلك ما جرى للنبي موسى, من اضطهاد وتشريد وعدم التصديق, أن قصص معاناة أولئك الأنبياء وغيرهم, جميعها مدونة في بواطن كتب التاريخ, وبصورة مستفيضة في الكتاب المقدس “التوراة والإنجيل”, وكذلك القرآن, أن هذه الكتب الدينية , خير من ذكرت لنا المعارضة التي لاقتها تلك الأديان عند ظهورها. لا شك, أن النبي زردشت, كان إنساناً مفكراً وحكيماً, سابقاً لعصره, فلذا كانت طروحاته الفكرية والعقائدية تقدمية, قياساً بذلك العصر, فلذا كانت أفكاره لا تناسب ذلك المجتمع البدائي الزراعي. وعندما لم يجد آذاناً صاغية لدعوته بين أبناء جلدته, اختار الهجرة ضمن بلاد الآريين, لأن الديانة الزردشتية دين غير تبشيري, خاص بالآريين. فعليه هاجر إلى مدينة (بلخ) في (خراسان الكبرى) وليس إلى فارس كما قال الكاتب, لأنه لا وجود للفرس في خراسان قديماً, ولم يؤسسوا دولاً هناك, إنهم أقاموا في جنوب إيران, في إقليم الذي يحمل اسمهم, إقليم فارس, وعاصمته شيراز, وقبل نزوحهم إلى فارس, نزلوا ردحاً من الزمن قرب  بحيرة أرورمية. بالمناسبة إلى اليوم, لا يوجد تجمع فارسي كبير في خراسان, بحجم نفوس الكورد أوغيرهم فيها. نعم أن أهل خراسان يتكلمون الآن الفارسية, لأنها لغة البلد الرسمية, ألا أن غالبية المحافظة التي مساحتها توازي مساحة جمهورية العراق تقريباً, هم من الكورد, والأتراك, ومن الأصول المغولية. من الشخصيات الكوردية الخراسانية المعروفة, الكاتب (كليم الله توحدي) والشاعر الشهير (جعفر قلي). أما حياة النبي زردشت قد أنهيت في خراسان, في مدينة (بلخ) التي تقع اليوم في أفغانستان بالقتل, على أيدي الأتراك الطورانيون عن عمر ناهز الـ (77) عاماً.

إننا في هذا المقال, بينا للكاتب ولغيره ممن يتبنى الفكرة الخاطئة عن الـ”يزدانية”, بأن التاريخ ليس حكايات وأساطير. ليعلم من لا يعلم, بخلاف الـ “يزدانية” التي ليست أكثر من حكاية تناولها نفر هنا وهناك, نرى أن السومر والسومريون كان واقعاً موجوداً على الأرض, قبل (5000) عام, ودون تاريخهم وحضارتهم على الرقم الطينية, التي تزدحم بها المتاحف العالمية, وكذلك عيدهم الأغر, الذي احتفلوا به في (21) آذار من كل عام, والذي ذكر في المصادر التاريخية العديدة. ونرى اليوم أبهى صوره في الشمس الكوردية, التي توشح العلم الكوردستاني الخفاق, ونوروز الأغر, ما هو ألا امتداداً لذلك العيد السومري المجيد. في المقابل, أن أولئك الذين يزعمون وجود ديناً وهمياً باسم “يزداني” لم يقدموا وثيقة واحدة عمرها ولو (1000) عام, تتحدث عن دين اسمه الدين الـ”يزداني”.                                                                                                             أخلص إلى القول, وفق هذه الأدلة والبراهين التي قدمناها, أثبتنا للجميع, لا وجود لدين بهذا الاسم (يزداني), وعندما يكون المسمى وهماً, مما لا شك فيه, أن كل الذي  ينسب إليه يعد وهماً أيضاً. عزيزي القارئ الكريم, بهذا, نكون قد انتهينا من دفن هذه البدعة الكاذبة, التي يروج لها البعض لغاية في نفسهم.

محمد مندلاوي

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *