الوطنية العراقية العرجاء!! -(1)-

كل من تابع ورادف الوضع القائم المتردي المأساوي الدامي والدامع والمتأزم في العراق الجديد قبل وخلال وبعد الأستبداد القامع الواجد والحروب المتتالية والمتواصة والمتعددة بدكتاتورية متسلطة عاهرة صلفة مستبدة ناكلة بالشعب وبالوطن، عسكرياً وأجتماعياً وسياسياً وأقتصادياً وفنياً وأدبياً ورياضياً، في تغييب الوعي الفكري والسياسي والثقافي والتعليمي والعمراني لعقود من الزمن العاصف الغابر، بعسكرة الحزب الحاكم الواحد والفرد الواحد والعائلة الواحدة والمدينة الواحدة، مما خلق تلوث فكري وتراجع ثقافي تربوي تعليمي صحي خدمي قانوني في تعشعش ونمو الأمية والجهل وتجددهما من جديد على حساب المواطنة السليمة المتجددة المعطاة، حتى وصلت الأمور بالأنسان العراقي ليكره نفسه ووجوده الأنساني والوطني من جراء السياسة الرعناء وغياب القانون والقيم الأنسانية الوطنية ومفردات التسامح الديني والخلقي ناهيك عن فقدان الضمير، على حساب كرامة وحياة وديمومة بقاء الأنسان على الأرض العراقية المعطاة بسبب الفساد المالي والأداري العائم والقائم، حتى بات الغريب العربي أفضل من العراقي بكثير وخصوصاً الفلسطينيين المتواجدين في العراق، حيث كان لهم الأولوية في كل شيء متقدمين على أبناء وبنات العراق، بالأضافة الى المصريين والسودانيين والسوريين من الأخوان المسلمين الذين تآمروا على نظام حافظ أسد في حينها، فألتجئوا للعراق مستخدمهم النظام الصدامي الورقة بيده في محاربة النظام البعثي السوري، على حساب راحة وحياة المواطن العراقي الذي ذاق الأمرين، بسبب الأستبداد الأرعن للنظام الدامي والحروب المستأصلة لرأس النظام العفلقي المجرم.

الأنقلاب الأسود الدامي:

بأعتقدي المتواضع .. مخطط فقدان الهوية الوطنية قائم ومستمر منذ أعلان ثورة الرابع عشر من تموز 1958، في التآمر على العراق وشعبه الأبي بسبب المد الثوري والوطنية الخالصة للشعب وقواه الوطنية الديمقراطية التقدمية، وهكذا حيكت الموآمرات المتتالية واحدةً تلوى الأخرى حتى جاء ت المكائد الأمريكية بعصابة البعث اللعين المتحالف مع القومي العروبي الأسلامي المتشدد والمدعوم من قبل عبد الناصر العميل بشكل مباشر، وفق الوثائق المؤكدة والدامغة بأعتراف كامل لمنفذي الجريمة الأنقلابية في 8 شباط عام 1963، بقطار أمريكي لأمين السر العام لقيادة قطر العراق للبعث (علي صالح السعدي) رئيس الحرس القومي الدموي الساقط خلقياً ووطنياً، بعد أنتهاء دورهم وأزاحة البعث من السلطة من قبل حليفهم الأسلامي القومي العروبي عبد السلام عارف الذي طار لحماً ونزل فحماً، ليخلفه بالرئاسة عسكري مهني أخاه عبد الرحمن عارف الذي تميز بهدوءه وتواضعه في قيادة البلد.

الأنقلاب الثاني والتآمر الغربي:

ليحكم العراق البعث ثانية بتحالفهم مع قسم من أركان نظام عارف (عبد الرزاق نايف وأبراهيم الدؤودي) في 17 تموز عام 1968 بتخطيط ومشورة وعلم ومباركة الغرب بريطانيا وأمريكا، لينفرد البعث بالسلطة من جديد في 30 تموز 68، عابثاً بالعراق فساداً ودماراً وقتلاً وتصفية لكل فكر مناهض وحريص وطني نزيه وشريف، خصوصاً القوى الوطنية الديمقراطية التقدمية العراقية، تنفيذاً لأرادة الغرب بقتل وتصفية الروح الخلاقة الثقافية والعلمية والمتطورة والمتطلعة الوطنية نحو التقدم والرقي بالأنسان والوطن.

أتفاقية الجزائر وحرب الخليج:

أستمر العراق في دوامة الحروب المتواصلة داخلية مع القوى السياسية الوطنية وفي مقدمتهم الشيوعيين، وأفتعال الحرب الشعواء على الحركة الكردستانية التحررية في شمال العراق منذ الستينات من القرن الماضي وحتى 11 آذار 1970 ليتجدد القتال ثانية في آذار عام 1974 متواصلاً حتى آذار 1975 لينهي الحركة بأتفاقية الجزائر المشؤومة التي وقعها شاه أيران مع صدام حسين بوساطة الرئيس الجزائري هواري بومدين، مقدماً صدام تنازلات مهداة لأيران قسم من الأراضي الحدودية ونصف شط العرب على خط التالوك، ومتنازلاً عن مطالباته المستمرة بجزر الأمارات الثلاثة مخرساً عن تبجحاته ليل نهار بهم (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، ليجدد خباثته ومكره بأنقلابه على أيران بألغائه أتفاقية الجزائر الموقعة بين الطرفين من جانب واحد في 22\9\1980 بعد شنه الحرب الهوجاء على أيران، ليرجع خانعاً خاضعاً ذليلاً راكعاً لنهاية الحرب والرجوع الى أتفاقية الجزائر آذار 1975، بعد خساراته الجسيمة وحربه الظروس التي هدمت البناء الوطني العراقي بنيران ملتهبة حصدت الأخضر واليابس ودماء أريقت ودموع تيبست على وجه الثكالى الأمهات، بمعاناتهن وعوائلهن بفقدانهن كبد أفدادهن من خيرة الشباب اليافعين، بعيداً عن الضمير والأنسانية سواء في العراق وأيران والتي تجاوزت الخسائر البشرية من الطرفين لأكثر من مليونين بين شهيد ومفقود وأسير.

حرب الكويت:

لم تروق لحاكم العراق الأرعن الراحة ولا الأستراحة ولا جرة نفس لحياة خالية من الحروب والدماء والويلات والدموع السالية الساكبة، لينخرط في حرب أشد ضراوة وعنجهية المنتهية في نهاية 1988، ليجددها في 2\8\1990 بغزوة الكويت ولينفرد في حربه مع العالم أجمع، فشلت الحرب الضروس قدراته العسكرية حتى يتسرب من الجيش الكثيرين لعلمهم المسبق بخسارة الحرب، وليس في الحرب ناجح أبداً بل كلها خسارة من جميع النواحي، علماً أن هذه الحرب زحلقته أمريكا كي يتوب ويبطل من بهلوانته المريضة والوضع النفسي المزدوج الذي كان يحمله بين طيات دماغه العفن الموروث منذ صباه حباً بالسلاح والقتل وعاطش للدماء، فلم يبقي له صديقاً حتى من أقرب الناس اليه عائلياً وبما فيهم المقربين من حزبه الذي فتك به بحجة المؤامرة والتآمر، لينهي الحزب والتنظيم ليحوله الى جهاز بوليسي أمني لقتل الشعب المعارض لحكمه حتى بالكلمة الخادمة لنظامه العفن الفاسد الغارق بالدماء والتعذيب والتغييب والأغتيال على مدى الأيام والليالي والسنين العاجفة، ليتحول جهاز الدولة بأكمله فاسداً أدارياً ومالياً راشياً ومرتشياً على حد سواء، مبتزاً للمواطن العادي حتى وصل فساده المالي والأداري الى أعلى قمة في القضاء، فلم يستفد من تجربة المانيا في حربها الهتلرية العالمية الثانية، حيث الفساد وصل ذروته الى جميع مفاصل الدولة بأستثناء القضاء، وفي حينها هتلر أعتبر ذلك نجاحاً ملحوظاً لنزاهة القضاء الألماني.

 منصور عجمايا

7\7\2015

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *