النرويج: حبس بريفيك ثمانية اسابيع على ذمة التحقيق

امر قاضي نرويجي باستمرار حبس الرجل الذي اعترف بتفجير اوسلو واطلاق النار في جزيرة قريبة قاتلا اكثر من 90 (حسب الاحصاء الاولي الذي عدلته الشرطة في وقت لاحق من يوم الاثنين الى 76) شخصا لمدة ثمانية اسابيع على ذمة التحقيق.

وقد اعترف أندرز بهرينغ بريفيك بالتفجير والقتل باطلاق النار وقال ان هناك خليتين اخريين في مجموعته.

ومن شأن الحبس الاحتياطي ان يمكن الادعاء من استكمال التحقيق والبحث عن اي متعاونين معه، كما يمكن تمديد فترة الحبس الاحتياطي بعد انتهائها.

وكان بريفيك اعترف سابقا انه المسؤول الوحيد عما جرى ولم يعاونه احد.

وكان الرجل نقل الى المحكمة في العاصمة اوسلو حيث جرت الجلسة بشكل سري، وذلك بعد ان قرر القاضي منع الاعلام والعامة من حضور الجلسة المغلقة.

وقد انتهت الجلسة بعد ظهر الاثنين، ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن احد موظفي المحكمة قوله ان “المحاكمة انتهت، والقاعة فارغة”.

وكان بريفيك قد طالب بوجود اعلامي واسع في الجلسة من اجل ايصال ما وصفه “برسالته” الى العالم.

وأثارت هذه المسألة جدلا بشأن حرية التعبير مع معارضة كثيرين في النرويج اتاحة الفرصة للرجل الذي هز البلد كله لشرح ارائه.

وطلب الادعاء النرويجي جعل جلسة يوم الاثنين بشأن تمديد فترة احتجاز المتهم مغلقة ومنع حضور المواطنين ووسائل الاعلام.

وقال الادعاء في رسالة بالبريد الالكتروني كتبت بالانجليزية “سيطلب الادعاء أيضا جلسة مغلقة. سيجري التفاوض حول هذه المسألة بعد بدء الجلسة.”

وصرح جاير ليبشتاد محامي المتهم بأن موكله أقر بحادث اطلاق النار يوم الجمعة في معسكر لشباب حزب العمال وتفجير سابق أسفر عن مقتل سبعة في منطقة الهيئات الحكومية بالعاصمة أوسلو لكنه ينفي ارتكاب اي مخالفة جنائية.

وقال ليبشتاد لمحطة تي في 2 الاخبارية التلفزيونية “لقد كان نشطا سياسيا ووجد انه لم ينجح بالوسائل السياسية المعتادة ولذا لجأ للعنف. انتظر تقييما طبيا عنه.”

وكان بريفيك (32 عاما) اعترف بشن هجوم على معسكر لشباب الحزب الحاكم في جزيرة بالقرب من العاصمة النرويجية اوسلو راح ضحيته ما لا يقل عن 93 شخصا.

ويواجه بريفيك، الذي وصف هجومة بأنه “بشع لكنه ضروري”، عقوبة السجن 21 عاما كحد أقصى.

وأشارت الأنباء إلى أنه مرتبط بمنظمات يمينية متطرفة وجماعات معادية للوجود الإسلامي وقضى عدة سنوات يخطط للعملية التي نفذها فجر الجمعة.

وشهدت النرويج دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا عند الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (10:00 غرينيتش).

وفي الساعة 11 غرينتش سيمثل بريفيك أمام المحكمة في جلسة استماع.

“منبر للترويج”

ولم يتضح بعد هل ستكون الجلسة علنية أم سرية، حيث يملك القضاة الكلمة الأخيرة بهذا الشأن.

وقال بريفيك إنه سيشرح الأسباب التي دعته إلى تنفيذ الهجوم أمام المحكمة.

لكن آلاف الأشخاص كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي معربين عن اعتقادهم بأن بريفيك يجب ألا يمنح منبرا للترويج لأفكاره.

بريفيك

الموكب الذي اتى ببريفيك الى المحكمة

وتقول الشرطة إن بريفيك اعترف بفعل القتل لكنه لم يقر بالمسؤولية الجنائية عنه.

وقال محامي بريفيك لوسائل الإعلام النرويجية إن موكله يعتقد أن ما أقدم عليه ضروري، مضيفا “أراد أن يهاجم المجتمع وبنية المجتمع”.

فرسان الهيكل

وقد ظهرت صور ثابته لبريفيك وهو يحمل بندقية آلية في مقطع فيديو معاد للمسلمين.

وبث المقطع الذي يبلغ طوله 12 دقيقة، والمسمى “فرسان الهيكل 2083″، على موقع يوتيوب.

وكشفت مصادر طبية في وقت سابق عن أن بريفيك استخدم نوعا خاص من الرصاص لإحداث أكبر قدر من الإضرار بضحاياه.

وقال الدكتور كولين بول، الذي يشرف على علاج عدد من الجرحى، إن بريفيك استخدم رصاصا يسمى الدمدم صمم للتشظي في أجساد الضحايا.

وأوضح بول أن الجراحين الذين عالجوا 16 ضحية استعادوا شظايا بالغة الصغر من الرصاص متناثرة في أجساد الجرحى، مضيفا أن مخارج الطلقات كانت بالغة الصغر وضعيفة على نحو غير مألوف.

وأضاف “هذه الرصاصات انفجرت بشكل أو بآخر داخل جسد الضحية واستقرت داخل النسيج مما تسبب في أضرار داخلية”.

وكان الهجوم الثاني الذي شهدته النرويج يوم الجمعة قد وقع بالقرب من مقر رئيس الوزراء في العاصمة اوسلو.

وقالت مصادر الشرطة إن حصيلة هذا الهجوم مرشحة للازدياد لأن بعض الجثث لا تزال داخل المباني التي دمرت في التفجير.

وأضافت المصادر أنه لا يزال من غير الملائم تفتيش هذه المبان في الوقت الراهن.

“أريد ضرب برو”

من ناحية أخرى، قالت صحيفة افتنبوستن النرويجية الصادرة في أوسلو إن بريفيك أبلغ الشرطة أنه كان يعتزم استهداف رئيسة الوزراء السابقة جرو هارلم بروندلاند.

وبروندلاند التي قادت ثلاث حكومات من حزب العمال في الثمانينات والتسعينات وعادة ما يطلق عليها “أم الشعب” كانت ألقت كلمة في يوم الحادث في جزيرة اوتويا التي وقع فيها اطلاق النيران وغادرت المكان قبل وصول بريفيك الى الجزيرة.

وقالت صحيفة افتنبوستن يوم الاثنين نقلا عن مصادر لم تذكرها: “كان اندريس برينج بريفيك يعتزم الحضور الى (جزيرة) أوتويا بينما كانت جرو هارلم بروندلاند تزورها الجمعة لكنه زعم أثناء التحقيق أنه تعطل.”

وأضافت الصحيفة أن المتعصب اليميني البالغ من العمر 32 عاما كان يريد “ضرب جرو”.

وبروندلاند العالمة الفيزيائية التي تلقت تعليمها في جامعة هارفارد الامريكية هي مناصرة نهج السياسة الديمقراطية الاجتماعية في أنحاء العالم وشغلت منصب رئيس منظمة الصحة العالمية من عام 1998 الى عام 2003 .

وأضاف التقرير أن بريفيك قدم هذه الاعترافات أثناء استجواب الشرطة له قبل جلسة في المحكمة يوم الاثنين.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *