النائب رائد اسحق يدعو الى توحيد الصف والكلمة لمواجهة التحديات التي يمر بها شعبنا

وجه النائب رائد اسحق متي عضو مجلس النواب العراقي كلمة الى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بمناسبة الذكرى الثانية للتهجير القسري الذي تعرض له شعبنا في الموصل وسهل نينوى في حزيران وآب من عام 2014  . طالب فيها الكنيسة ومؤسسات واحزاب شعبنا السياسية والمدنية وممثلينا في البرلمان والمجالس المحلية والمهتمين بشؤون شعبنا من المثقفين بضرورة توحيد الصف والكلمة لمواجهة التحديات التي نمر بها والخروج برؤية واحدة تجاه ما يجري من احداث والضغط على اصحاب القرار للاسراع في تحرير مناطقنا في سهل نينوى . واثنى على دور الكنيسة في تحركها لاغاثة المهجرين منذ اليوم الاول مستعينة بامكانياتها وبالاصدقاء .

 

المكتب الاعلامي للنائب رائد اسحق

 

وفيما يلي نص الكلمة …

     

كلمة للنائب رائد اسحق

بمناسبة الذكرى الثانية لتهجير شعبنا من الموصل وسهل نينوى

 

سنةٌ أخرى تمرُ على الذكرى ، ذكرى تهجيرِنا من مناطقِنا في سهلِ نينوى . سنتان ولا زِلنا نُلملمُ جراحاتِنا ، مصابُنا كبير ، حتى ترى في نفسِ كلٍ منا ذكرى . كُلنا الان مُشتركون في ذكرى واحدة ، مُصابُنا واحد ، صغيرا كان أم كبير ، رجلا أو إمرأة ، رجل دين أو سياسة . الكلُ وقع تحت التهجير .

في ليلةٍ وضُحاها ، أضحى شعبٌ بأكملهِ رهينَ الشارعِ والساحاتِ والحدائق ، يفترشُ الارض ويلتحفُ السماء . انها استمرارٌ للقضاء على الوجود المسيحي في هذه المنطقة ، فقد سبقها قتلٌ واختطافٌ وابتزاز وتهجير لافراده في اماكن تواجدهم في المدن الكبرى ( بغداد ، الموصل ، البصرة وكركوك ) . هذا الشعب الذي يمتدُ تاريخهُ الى الافِ السنين . لم يكن ذلك مَحضَ صدفة ، وانما عملٌ الهدفَ منه القضاء عليه .

سنتان مرت ولم يلتفت الينا أحد . نتظاهرْ ، نشجبْ ، نستنكرْ ، نصرخُ في المؤتمرات وفي البرلمانات المحلية والدولية ولا أحد يسمعُنا وكأننا نصرخُ في وادٍ عميق . الحكومة بعيدة عنّا منشغلةٌ في صراعاتِها السياسية ، والعالم يبحث عن مصالحهِ . المشهد يقول لا أحد يُغيثنا إن لم نُغيث انفسنا . وهكذا حصل ، فتحركت الكنيسة  (التي كان لها الدور الكبير) بنفسها في جميع الاتجاهات مُستعينة بالاصدقاء  فعمِلت بروح واحدة لاغاثة هذه الالاف المؤلفة من ابنائِها المقطوعة بهم السبُل . مضافةٌ اليها بعض المشاركات والمساهمات من قبل عدد من الاشخاص والمنظمات  الاخرى . ولولا ذلك لكان شعبُنا يسكنُ الخيم والهياكل الى الان مثلما هم ابناء المكونات الاخرى الذين هُجِّروا معه ، أو لكانتِ الهجرةُ طريقَ الكل  .

ولاننسى دورَ اقليم كردستان حكومةً وشعباً في استقبالهِ وايوائهِ للمهجرين وتوفيرِ الامانَ لهم ، ووضعُ كلَ امكانياته في خدمتهم وتسهيلِ امورِ اغاثتهم من قبل المنظمات الانسانية . ودورُ ابناءِ شعبِنا في المدن والقرى التي التجأ اليها المهجرون ، ففتحوا ابوابَهم وقدموا لهم كل اشكال الاغاثة .    

هذا يوصلنا الى ضرورة واحدة وهو العمل المشترك مهما اختلفت الرؤى ، فمصيرنا واحد . لنتسابق في إغاثة هذا الشعب واخراجه من هذه المحنة وإعادته بسرعة الى مدنه وقراه ، لنكثف من جهودِنا ونوّحد كلمتِنا من أجل إيصال صوتنا الى مراكز القرار في الداخل وفي المحافل الدولية . بدلا من ان ننقُلَ واقع الخلاف والمحاصصة السائدة في العراق الى بيتنا القومي . هذا الصراع الذي يبدو انه هو السبب في التأخير في تحرير الموصل وتحرير مناطقنا في سهل نينوى بالرغم من ان كل المعلومات تؤكد على جاهزية القطعات العسكرية التي ستشارك في معركة التحرير .

المرحلةُ كانت صعبة ، ولكن القادم أصعب . وللتهيئة لها يجب علينا توحيد صفوفنا وتحديد هدفنا وتقرير مصيرنا فهو مطلب الجميع من داخل وخارج بيتنا . فهو مطلب الكنيسة وهو مطلب الشعب ومطلبنا نحن ايضا ممثلوا هذا الشعب .

لنا كثير يتوجب علينا العمل عليه وتحقيقه في القادم من الايام  البطاقة الوطنية والمادة 26 منها ، قانون الاحوال الشخصية ، الدستور وتعديلاته . والاهم من ذلك كله تحرير سهل نينوى وضمان عودة الاهالي الى مدنهم وقراهم بشكل آمن وتهيئة ظروف العيش فيها ، وإعادة بناء البنية التحتية للمدن والقرى ، والمستقبل السياسي للمنطقة ويجب ان يكون كل ذلك مرهونا بحماية دولية .

من هنا تأتي دعوتي الى العمل المشترك بين الكنيسة والاحزاب السياسية والبرلمانيين والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني واشراك حتى غير السياسيين من المهتمين بشؤون شعبنا ليكون ذلك بارقة أمل في نفوس ابناء شعبنا ولنرسخ من ثباته في ارض الوطن وايقاف نزيف الهجرة .

 

 

 

                                                               النائب رائد اسحق

                                                        عضو مجلس النواب العراقي

                                                                8 / 8 / 2016

                                                                   عنكاوا

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *