المطران مار باوي سورو –شعبك يحبك ويحب غبطة الباطريرك مار لويس ساكو

لقاءات العمر

من دواعي سروري أن يكون ليّ أكثر من لقاء بشخصية أقف أمامها احتراماً وقلبي ينبض حبًا لحضوره وهو سيادة المطران الجليل مار باوي سورو. وفي كل مرة ألتقيه في لقاء رسمي تتمتع أذني بصوت التصفيق العالي الذي يعّبر من خلاله الكلدان عن محبتهم وتقديرهم لهُ وأنشرح لرؤيتهِ وهو يبتسم بوجه مُحبيهِ بحبّ أكبر(علماً بأنني لست من مُحبذي التصفيق إلا لمن يستحق ذلك فعلاً) .

في اللقاء الأخير الذي تم في المؤتمر القومي الكلداني العام في مشيغان، كان للأسقف الجليل كلمة، وما أن ذكر اسمه لألقاءها حتى ضجت القاعة بالتصفيق، علماً بان القاعة كانت مكتضة بالذين قدموا لغرض المشاركة في افتتاحية المؤتمر فقط وليس المشاركة في جلساتهِ!!والجدير بالذكر بأن هذا التصفيق لم يكن في البداية فقط، بلْ كان هناك ضعفهُ عند الختام وبين فقرات كلمته. وبعد انتهاء حفل الأفتتاح، توافد المحبين لغرض تحيتهِ وسحب الصور معهُ مُستغرق ذلك مدة طويلة.

غبطة أبينا البطريرك وسط محبيه في استراليا

هنا تذكرت الخبر الذي نشر قبل فترة في مواقع شعبنا المسيحي العراقي عن أستقبال الكنيسة الآثورية في أستراليا لغبطة الباطريرك مار روفائيل لويس ساكو بالحب والأهازيج وسط تصفيق وهلاهل المؤمنين من إخوتنا الأثوريين، وكيف أن الصور المنشورة والفيديو الذي سحب لهذه الزيارة يفرح القلوب ويوضّح كم أن شعبنا بأختلافهِ مُحب للآباء الأفاضل من كل الكنائس الشرقية بمُختلف تسمياتها.

أنها فعلاً معالم الوحدة التي رفع شعارها غبطة أبينا الباطريرك مار روفائيل لويس ساكو والتي أخذت شوطاً كبيراً قبل ذلك لسنوات طويلة والدور المميز الذي قدّمهُ المطران الجليل والعظيم مار باوي سورو وما زال.

من لا يعمل من أجل الوحدة هو غير مسيحي

هذه المقولة الرائعة من الدررّ النفيسة التي ينطقها غبطتهِ في كل مكان يكون فيهِ، وفي الرسالة التي أرسلها لأبرشية أستراليا بعد عودتهِ من الزيارة الرعوية، والتي ذكر في طياتها بأن من لا يعمل من أجل الوحدة فهو غير مسيحي …. وبالإنطلاق من هذا النص الإيماني المُستلهم من روحانية الأنجيل، رأيت هناك بوادر حقيقية وصادقة من غبطتهِ بكسر حاجز الجمود نحو الوحدة بطرح موضوع أنضمام الأسقف الجليل مار باوي سورو في أجتماعات السينهودس القادم ليكون فاتحة خير نحو مسيرة الوحدة المسيحية ، وسيكون كل الشعب الكلداني الأصيل (ولا أقصد هنا التسمية القومية – تسمية الكنيسة) فرحاً ومغبوطاً لأول حالة وحدة يشهدها منذ قرون. هذا وسيسجل التاريخ ذلك لأبينا الباطريرك آملين أن يكون هناك المزيد منها، لأنهُ من البديهي، عندما يكون هناك بداية ستلحقها تكملة لا محال.

ولا أعتقد بان هناك مؤمن حقيقي ومسيحي صادق سينزعج من إعلان وحدة أو أنضمام مار باوي ورعيته إلى كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية إلا إذا كان هناك غايات وتطلعات سيكشف عنها المستقبل.

فسر أبينا الباطريرك نحو الوحدة والأرض خصبة والأيادي ممدودة لك، مُتمنيًا من غبطتك ومن أساقفتنا الأجلاء أن يبشرونا خيراً، فالشعب توّاق للوحدة.

أبشرك سيدنا بمؤتمر ناجح

خلال المؤتمر القومي الكلداني العام الذي عقد في مشيغان للفترة من 15 – 19من أيار 2013، وبعد قراءة رسالتك التي بعثتها للمؤتمر، رأينا من خلالها حرصك على أبنائك وكيف تريد أن يكونوا مُنفتحين وغير مُتعصبين، وبالفعل نحن كذلك، وحتى لو كان هناك قليلاً من التعصب، سنعمل على أزالتهِ وفتح باب الحوار لمن يريد أن يفتحهُ بحبّ ورحابة صدر، مُعترفين بوجود الآخر وهذا ما مطلوب من الآخر أيضاً. كان من بين مقررات المؤتمر أن يكون هناك لجنة للعلاقات بين الأحزاب السياسية والوطنية وتنظيمات المجتمع المدني، وأعتقد بأن ذلك يفرحك أبينا الباطريرك؟ هذا من الجانب السياسي.

وقد تم تشكيل قوى التظيمات السياسية الكلدانية للنزول للتنسيق والنزول في قائمة أنتخابية واحدة في المستقبل، وهذا أنجاز عظيم بحد ذاتهِ، كونه يحمل في طياته معنى من معاني الوحدة.

للمؤتمر طابع قومي سياسي فقط

كتب البعض بأن المؤتمر لهُ طابع كنسي على أعتبار أن الأسقف الجليل أبراهيم أبراهيم قد أفتتحهُ وكان حاضراً في ختامهِ، فذلك كذبة كبيرة ويروّج عنها الكارهين لوحدتنا الكلدانية التي ستؤدي حتمًا لمدّ الجسور مع الآخرين. فهم يهدفون إلى خلق فتنة بين الكنيسة وأبناءها من السياسيين والناشطين في المجال القومي والكلدان الأصلاء قاطبة، وقد ذكر مار أبراهيم في كلمته بأنهُ حضر الأفتتاح بناءً على دعوة المؤتمرين وليس للأشراف عليه أو التدخل فيهِ، هذا ونحن كمؤتمرين وكلجنة تحضيرية نفتخر بدعوته لأفتتاح المؤتمر كونهُ خدم الكلدان كشعب مؤمن وهم في نفس الوقت بالنسبة لنا هم أبناء أمتنا العريقة، وكذلك كونهُ أسقفاً لكنيسة تحمل إسمنا القومي وحافظت عليه، ولولاها لأندثر أهم تاريخ وحضارة للعراق وكذلك لغة عريقة ساهمت بأهم الترجمات، فمن هذا القومي الكلداني الذي لا يتشرّف بوجود مطران أبراهيم لأفتتاح المؤتمر؟

أما عن رسالة الأسقف الجليل مار سرهد جمو التي تلاها على مسامعنا الأب الفاضل نوئيل كوركيس، فهي ناتجة من حرصهم على أرثتا وتاريخنا وحضارتنا وأسمنا القومي الكلداني العظيم، ويفعلون ذلك بحكم قناعتهم بأنهم يحملون تلك المسؤولية كونهم كأشخاص وقبل أن يكونوا كهنة هم من هذا الشعب العظيم وأبناء نجباء وأصلاء للأمة الكلدانية، وذلك لا يتعارض مع رسالتهم الروحية، لا بل يُنميها ويُغذيها.

وعن مشاركة الأسقف المحبوب مار باوي، فأن حضوره لهُ أكثر من طابع، فبالإضافة إلى كونهِ يحمل رسالة المسيح ويستغل أي فرصة ليتكلّم فيها عن الحبّ الذي هو يعيشه بالأساس ولولا أتهامي بالمُبالغة لقلت بأنهُ مسيحي ورجل الله بكل ما يحملان الكلمتان من معاني! فهو أيضاً صديق ومُقرّب للكثيرين، وإضافة على ذلك فأننا نلمسّ فيهِ روح الوحدة والأنتماء إلى شعبنا إن كان واحداً أو إثنين أو ثلاثة، آملين أن نرحب به في مشاركته القادمة مع أي نشاط كلداني بصفتهِ راعي أبرشية كلدانية، وهذا رجاءنا في السينهودس القادم، فهل سيمنحنا أساقفتنا الأجلاء تلك الفرحة، أم فرحة الكلدان أضغاث أحلام؟

 

زيد ميشو

zaidmisho@gmail.com

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *