المشكلة ليست بالقوانين بل في الفساد الاخلاقي قبل المالي

 

الظلم موجود منذ نشوء العالم،انه قابيل “قايين”وهابيل، هكذا درسنا وقرأنا واليوم رأينا ولمسنا، انها وصية وأمر”لا تقتل” ولكن لم تبقى لها معنى امام القتل الجماعي، انه الموت بالجملة والمفرد، انها وصية من وصايا الخالق التي لم نلتزم بها، فكيف بالقوانين الوضعية التي تدعو الى الحريات العامة “المدنية والسياسية والثقافية” انها قوانين العدالة والمساواة، ولكن المشكلة الرئيسية ليست في القوانين نفسها وانما الاشكال في عدم قدرتنا على تطبيقها بوضعها على الرف لحين ان يحتاجها الحاكم او المسؤول عندها يشير الى فقرات تلمع عمله ويغطي بها اعماله السابقة واللاحقة المدروسة بعناية من قبل من حوله، نراه يتكلم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وخاصة قبل الانتخابات! وبعدها نراه يلتحم مع الكرسي بعد ان يرى ويسمع ان اقدام الظلم تدوس على العدل والخير والحق لكنه لا يتزعزع من مكانه ليس خوفاً على كرسيه المتحرك فقط بل خوفاً من ان يقول الحقيقة كونه لا يقدر ان يفي بوعوده لشعبه، لذلك نراه يلجأ الى اقصر الطرق الا وهي:الضحك على ذقون البسطاء، وكان هذا الاسلوب سائداً قبل الثورات العلمية والتقنية والاتصالات الحديثة والانترنيت، ولكن اليوم بكبسة زر يتحول هذا الضحك على الى أنين بوجع لكي يفضح الظلم كما يحدث اليوم على صفحات المواقع الالكترونية من اعمال اقل ما يقال عنها انها مخزية بحق شخص يحمل صفة “انسان”! انه الفساد الاخلاقي قبل المالي أساس كل بلاء

  انه الذي يجعل الحق باطلا والباطل حق

يجعل الانسان يفقد كرامته

لا يقدر ان يتكلم بصوت عال لوجود من يكن له بالمرصاد

يتحاشى محاسبة الادنى منه لانه يخاف من الفضيحة

يتملق الاعلى منه لارضاءهم ويكون دائماً تحت الطلب

ينفذ ما يُطلب منه دون نقاش

يستعمل الشعارات البراقة دون تطبيق عملي

يتهجم على الاخرين بذنب ودونه لكي يتسترعلى عورته

خائف على طول والارق يصيبه حتماً

ينظر بعين الحسد تجاه اصحاب الايادي النظيفة ويحاول تشويه سمعتهم

يشعر بالنقص امام من يعمل ويوضع بسامير في طريقهم

يعيش وفق الطبيعة لانه يعمل ما يحلو له اي فاقد القيم والاخلاق والمبادئ

نراه قد مَرً على عدة احزاب ومنظمات وافكار متذبذبة

يجنح للظلم والانتقام لكل ما هو جميل لانه يعاني من ازمة نفسية نتيجة الصراع الداخلي

هذا ما يقوله علم النفس بحق الشخص او الاشخاص كمجموعة عندما تتذبذب افكارهم  وتلوث اياديهم عندها لا يفكرون بالتميزبين الحق والباطل، ويرون كل الناس من حواليهم انهم مثلهم واكثر لذا نراهم يقومون بافعال بهلوانية تميل الى الصبيانية اكثر من العمل المثمر تجاه أنفسهم ومجتمعهم وشعبهم ووطنهم والعالم

اذن المشكلة تكمن في الفساد الاخلاقي قبل المالي، والحل يكمن ترجيح كفة العقل الجماعي على العقل والحل الفردي، لان الاخير يكون غير ثابت في كثير من الاحيان، وعدم الثبات هذا لا يحجمه الا العمل الجماعي، وبما اننا داخل التنوع والتعدد الثقافي والديني والسياسي والفكري فلا بد من زيادة المسافة بين العقل والتصرف الفردي وبين العقل العام كمجموعة لان ذلك يؤدي حتماً الى تقليص الفساد المالي والاخلاقي وليس الى انتهائه كلياً، لان الفساد يسير جنباً الى جنب مع الظلم والاضطهاد وسلب الحقوق

ومن جانب آخر هناك نتيجة منطقية تقول: ان المطلوب هنا ان لا نبقى في مساحتنا الخاصة ان تطلب الامر الخير العام، وبذلك نطبق قول “الاكويني” الطبيعيات ليست فينا، وان بقينا على خاصنا طول الوقت هذا يعني البقاء على طبيعتنا البارحة واليوم وغدا! وهذا يوصلنا الى ان الغريزة الحيوانية فينا اعلى واقوى من طبيعتنا وغريزتنا الانسانية، اذن النتيجة الكبرى هي تجاوز الخاص نحو العام كضرورة حتمية التي تحكم الظرف الذاتي والموضوعي الذي يمر بها عراق اليوم، وهنا لا بد من الاشارة بان العراق كوطن وكشعب ليس ملكاً لاحد، والكرسي لا يدوم لاحد وحتى ان كان نصف الاله! “اين الاباطرة” كون الوطن اي وطن هو غير منتمي، لان العام لا ينتمي الى الخاص، بل الخاص ومجموعه يؤلف العام، كل شيئ يزول من ضمن حركة الحياة، فقط اللامنتمي يبقى ولا يزول، انه الوطن وسكانه الاصلاء

الخلاصة المنطقية تأمرنا جميعاً كل من موقعه ان نحتضن العراق داخل حدقات عيوننا، ونرفع عنه الايادي الغريبة، ان حضن الام ودفئه وحليبها الصافي المركز احلى واصفى وأئمن من احضان الغرباء وحليبهم الصناعي والاصطناعي، وان غفونا في حضن غير حضن العراق هذا يعني اننا فقدنا نقطة ارتكازنا، يعني نستمر في ميلاننا وترنحنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تأخذنا الرياح والامواج العاتية يسرى ويمنى بعدنا ان فقدنا بوصلتنا الى بر الامل والامان اليوم عند تشكيل حكومتنا وبعدها توزيع الكراسي وهلم جرا!!! والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نبقى نياماً في حضن الفشل؟ ام نستيقض من سباتنا؟ فهل الاخر او الاخرون احسن وافضل منا؟ هل ناطحات السحاب في دبي مثلا جاءت من الفراغ؟ لماذا نعطي فرصة للزمن ان يسبقنا اكثر انه يقطعنا الى اشلاء ونحن لا ندري! لا يمكن ان يستمر الحال على ما هو عليه اليوم، كل واحد او مكون او مؤسسة تعمل ما يحلو لها، هل نحن نعيش في القرون الاولى ام في القرن 21؟ لماذا نفضل الغرباء على منهم حولي؟ ونعلم جيداً ان الذي اعاشره اليوم واقاسمه الصالح والطالح، نتنفس نفس الهواء ونشرب من نفس المياه، ان مصيرنا واحد ومعاً شئنا ام ابينا! ولكن نفضل الغرباء (نقصد بالكلمة الغير عراقيين من الجيران والعالم كله) هم انفسهم بدأوا يعلنون ان الحل بيد العراقيين انفسهم

الخاتمة مع النشيد 13 من الالياذة، يذكر هوميروس جماعة الايبوا وفي النشيد 4 من الاوديسة يذكر حياة الفانين في اقاصي الارض، وفي الحالتين يعتبر الأبعد عني هو الافضل مني، كان هذا في التاريخ القديم، فهل نحن نسير مع هوميروس ام يكون كل واحد هو الافضل في بيته؟ في وطنه، بين اهله وشعبه، ان كنا حقاً اصلاء

shabasamir@yahoo.com 

ايميل الهيئة الرسمي

icrim.icrim1indigenous@gmail.com 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *