المسيحيون في نهج البارزاني

تمر علينا هذه الايام الذكرى 116 لميلاد البارزاني الخالد قائد امة كوردستان الكبرى وملهم شعبها بمختلف الاطياف والانساب والافكار والمذاهب والقوميات والاديان كونه استطاع بفكره النضالي الخلاق المحب للحرية والانعتاق بناء مجد كوردستان ليس بالاسلوب النضالي والثورات فحسب بل بالتعايش والتسامح والتاخي والاعتراف بالاخر والتضحية اللامتناهية وحب الوطن والشعب،  فعند قراءة صفحات من تاريخه المفعم بالنضال نجد بان هذا الرجل العظيم (( والعظمة لله )) لم يعيش يوما من اجل نفسه بل عاش من اجل امته الامة الكوردستانية الكبرى حيث ناضل من اجل كوردستان  في (العراق و ايران وسوريا) ومن مقولاته الشهيرة بحب الوطن  (اذا كان حب الوطن جريمة فانا سيد الجناة )

ولد البارزاني الخالد في 14 آذار 1903 في منطقة بارزان التي كانت تضم في احضانها المسجد والكنيسة والمعبد (الكنيس) لليهود وعاش المسيحيين والمسلمين واليهود مع بعضهم البعض في سلام وتاخي وسبب هذا الاستمرار في العيش معا بسلام وأمان يرجع إلى دور شيوخ بارزان في التعايش وقد سلك البارزاني الخالد مسلك سابقيه من شيوخ بارزان في التركيز على مبدأ الحرية الدينية، وقبول الآخر وعدم رفضه.

لقد كان تركيز البارزاني الخالد على المسيحيين، وكان همه أن يشعر المسيحيون دائما أنهم اخوة للمسلمين، أبناء وطن واحد، وأن مصيرهم مرتبط بمصير إخوانهم من أبناء الديانات الأخرى، وخاصة المسلمين، ولا غرابة أن نجد من أبناء الثورة من هم مسيحيون أمثال(فرنسو الحريري، هرمز ملك جكو، آدم قيصر، لاوكو واخرين كثيرين من المناضلين)، ونجد أشهر امرأة مسيحية تناضل في سبيل كوردستان، وهي (ماركريت جورج)، حيث كانت في عقرة مضمدة، ترأس خلية من خلايا التنظيم السري.

اما في مجلس قيادة ثورة ايلول فقد عين البارزاني الخالد الاب بولس بيدار وهو قس كلداني ممثلا عن مسيحيي كوردستان،،  كما اجبر البارزاني الخالد الحكومة العراقية على تعيين المناضل المرحوم فرنسو حريري قائمقام لاحد الاقضية مع العلم بان هذه المناصب كانت حصرا للمسلمين في نهج الحكومة العراقية حينها ….

وفي سنة 1974 أجرت جريدة الإطلاعات الإيرانية لقاء مع البارزاني الخالد وسألته:

هل كورد العراق مسلمون؟

 فقال البارزاني الخالد: الأكثرية مسلمون، وسكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسلم شيعي، وهناك آلاف المسيحيين يناضلون معنا ضد حكومة بغداد ويساندوننا، نحن لا نفرق بين السني والشيعي والمسيحي، كلهم إخوة، نناضل من أجل هدف واحد، وهو تحقيق العدالة والديمقراطية للعراق، وعندما زار الصحفي الفرنسي (رينيه موريس) كوردستان سنة 1966، توصل إلى قناعة بعد أن اطلع على أحوال المسيحيين، أن المسيحيين في كوردستان لا يعانون من أي مشكلة، ولقد شاركوا بجد في الثورات الكوردية بقيادة ملا مصطفى البارزاني… ولقد سأل الصحفي المذكور البارزاني عن المسيحيين، فقال له البارزاني: المسيحيون والمسلمون عاهدوا معا بإرادتهم ورغبتهم المشاركة في النضال…

 ومن اجل تبيان حب البارزاني الخالد للمسيحيين ونبذه لاي نوع من التفرقة فقد كان يصرف من حسابه الخاص اموالا لاعمار الكنائس، وكنيستي مار اوراها وماركوركيس في قريتي هوديان وبيدال في بارزان شاهدتين كما ان اهالي تلك المناطق هم من يتحدثون عن نهج التعايش في قرارات البارزاني الخالد .

ولكي لايطول المقال نقول بان مسيرة نضال الاب الروحي للكورد والكوردستانيين كانت شاقة وطويلة ودامت اكثر من نصف قرن، واصبحت مدرسة رائدة للفكر القومي الكوردي والكوردستاني ، ولم شمل الكورد في اجزاء كوردستان الاربعة، وقد تخرج من هذه المدرسة القويمة، بيشمركة وابطال وسياسيون لم يقبلوا يوماً المساومة على الحقوق المشروعة لكوردستان في التحرر والاستقلال، بل سجلوا اروع القصص البطولية في التضحية والفداء والتعايش والتاخي والمحبة .

ختاما نحتاج الى الاف الصفحات لكتابة سيرتك ونهجك ايها الاب الروحي ، فنم قرير العين يا بارزانينا الخالد ان من بعدك امة بشعوبها يقودها سيادة الرئيس مسعود بارزاني سائرون في نهجك ولايقبلون له بديلا .

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *