المسبار كيوريوستي يأخذ أول عينة من كوكب المريخ

 

جوناثان اموس

مراسل الشؤون العلمية لبي بي سي

حفر المسبار كيوريوستي، التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، لأول مرة ثقبا في صخرة بكوكب المريخ بعمق يسمح بالحصول على عينة في صورة مسحوق لإخضاعها للتحليل.

كيوريوستي

وسيتم فحص وتنقيح المادة الرمادية الدقيقة، الناجمة عن حفر الثقب بعمق ستة سنتيمترات، وذلك قبل نقلها إلى المعامل الملحقة بالمسبار خلال الأيام المقبلة.

ويمثل هذا سابقة تاريخية في استكشاف الكواكب، حيث لم يسبق إجراء فحوص بهذا الشكل لباطن صخرة من عالم آخر.

واعتبرت (ناسا) أن عملية الحفر إنجاز هائل.

وقال جون غروتزنغر، كبير علماء المهمة، إن “هذا هو أكبر إنجاز مرحلي لفريق كيوريوستي منذ الهبوط في أغسطس الماضي. إنه يوم فخر آخر لأمريكا.”

ويعد الحفر عملية أساسية في مهمة المسبار في تجويف “غايل كراتر” العميق الواقع على خط الاستواء في المريخ.

ويدرس كيوريوستي ما إذا كانت بيئات سابقة في هذا الموقع قد ساعدت من قبل على الحياة هناك. وسيتيح تنقيب الصخور لتحليل تكوينها بعضا من أقوى الأدلة في هذا الشأن.

وانتظر المهندسون ستة أشهر كاملة قبل نشر أداة الحفر، الموجودة في طرف ذراع المسبار الآلية البالغ طولها 2.2 متر.

ومنذ نحو أسبوع، قامت بأول تحرك لها من خلال الطرق لفترة وجيزة على صخرة محددة، وذلك في فحص بسيط للتأكد من أن الآلة تعمل كما ينبغي.

كيوريوستي

سيتم نقل العينة إلى معامل المسبار كيوريوستي

وأعقب ذلك تحول الحفار إلى صخرة منتقاة لحفر ثقب ضئيل يبلغ عمقه سنتيمترين اثنين.

ونجم عن ذلك مسحوق دقيق رأى المهندسون أنه قابل للقيام بمحاولة لالتقاطه. وبالتالي، تم إصدار الأمر بحفر ثقب آخر بعمق يسمح لمخلفات الحفر بالاندفاع عبر تجويف جمع العينات المثبت بآلة الحفر.

وسيتم استخدام بعض هذه المادة لتنظيف أجزاء الآلة الداخلية من أي تلوث ربما يكون قد اصطحبه المسبار معه في رحلته من الأرض.

أما باقي المادة فسيتم تقسيمها في كمية وحجم يمكن وضعها في معامل المسبار كيوريوستي.

وستحدد هذه الأدوات بدقة المواد الكيميائية والمعادن الموجودة بالعينة الصخرية، وتحدد ما إذا كان هناك أي أثر للكيمياء الكربونية.

ويطلق على شرائح الصخور المسطحة التي يجري فحصها حاليا اسم “جون كلاين”، وهو اسم أحد مهندسي كيوريوستي. وقد توفي في عام 2011. وتوجد هذه الصخور في منخفض صغير يشار إليه باسم “خليج يلونايف”، ويقع على مسافة نصف كيلومتر من الموقع الذي هبط فيه المسبار العام الماضي.

وتوصل كيوريوستي بالفعل إلى أدلة عديدة على جريان الماء في السابق بتجويف “غايل كراتر”، ومن المتوقع أن يكشف تحليل الثقب عن المزيد من الأدلة في هذا الصدد.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *