المرحـوم توما توماس بـين مِصداقـية مُذكّـراتِه وفـبرَكات رفاقِه ( ألقـوش – موسـكـو الصغـيرة ) – 5 –


ما أحـلى الكـتابة حـين يكـون لها قـرّاؤها وتحـلو أكـثر حـين يتـفاعـلون معـها ، فـقـد إنـتـعَـشـتُ حـين قـرأتُ رد السيد فلاح قـس يونان عـلى مقالي لا بل جـعـلني أرفـرف فـوق الغـيوم حـين قال عـني بأني لا أستحي – ليش بالسياسة أكـو مستحاه يا فلاح – بربّـك تجاوبني ؟؟ وهـو لا يدري بأني سأمدحُه في مقالي القادم وأقـول : (( – لا عاب حَـلـﮔـه – حـين قال عـني  لا أستـحي )) . يا فلاح أنت لا ماكل ولا شارب وْ ﮔاعـد بّـيتـَـكْ مسكـين ، ﭽا شلون وَرّطـوكْ وَيّايْ يا خـويْ ؟.

في مقالي – 4 – من هـذه السلسلة المنشور في 23 تموز 2011 ذكـرتُ فـيه إن كان لأحـد معـلومة أكـثر دقة مما ذكرتــُها حـول إستـشهاد المرحـوم فـؤاد شمعـون ﮔـردي فـلـيذكـرها و يُـبـيّـن لنا اللغـز المهم أين إخـتـفـتْ جـثــّـته ونحن له شاكـرون .

1 – في اليوم التالي 24 تموز 2011 قـرأتُ مقالاً للأخ الموقـر نبـيل دمان / سان ديـيـﮔـو ذكـرَ في نهايته فـقـرة عـن المرحـوم فـؤاد ليست من إبتـكاره وإنما سمعها من هـذا الرفـيق أو ذاك وهي (( ** في طريقه وهـو يقـود مجـموعة من الأنصار إلى جـبل مقـلوب ، ونـتيجة خـطأ غـير مقـصود ثارت رصاصة من بنـدقـية أحـد أفـراد المجـموعة أدّت إلى إستـشهاده في الحال ، وللشهـيد دور بارز في التـصدّي لإنـقلاب 8 شباط المشؤوم )) إنـتهى . دون أن يتـطرّق إلى جـثة الشهـيد وأين إخـتـفـتْ !!! وأياً كانـت القـصص المنـمَّـقة والمـطـرّزة فـليكـن معـلوماً أنّ فـؤاد لم يـمُـت في الحال .

2 – ولكـن في الموقع الإلكـتروني http://www.al-nnas.com/THEKRIAT/24jsf3.htm نـقـرأ الحـلقة الثالثة من سلسلة أوراق المرحـوم توما توماس جاء فـيها (( كان يتحـتم عـلى هـذه المجـموعة الصغـيرة إجـتياز أرض مكـشوفة ( دشت ) مروراً بقـرية – ألمَـمَـنْ – والتي تسكـنها عـشائر عـربـية معادية ، وهـناك تـصـدّتْ لهم مجـموعة معادية إسـتـُـشهـِـدَ في الحال الرفـيق فـؤاد شمعـون ، وإنسحـب عادل صبحة وصديقه دون أن يُـطلقا طلقة واحـدة ، تاركـين الشهـيد في مكانه . وكان أول شهـيد يسقـط لنا )) . إنـتهى ، لاحـظ أخي القارىء ! تاركـين جـثة الشهـيد في مكانها ، وكأن طـيراً سقـط  وياهـو مالتهم بـيه ( لو هـيـﭽـي رفاق أنـصار الـﭙـروليتاريا لو ما لازم ) .

ونحـن نـقـف حـيارى أمام أوراق المرحـوم توما ومقال الأخ نبـيل ونلاحـظ تـناقـضاً واضحاً حـتى للعـميان وليس لنا سـوى واحـدٌ من خـَـيارَين : إما مذكـرات المرحـوم توما توماس مشكـوك في مصداقـيتها التي يُـفـترض أن يُعَـوّل عـليها والتي تــُـبَـيّن أن الإستـشهاد حـدث نـتيجة قـتال ، أو إنّ ما نـقـله الأخ نبـيل دمان لنا هـو عارٍ عـن الصحة والتي هي واحـدة من مجـموعة فـبركات عـديدة سبق وأنْ سمعـناها في حـينها وليس اليوم ، نسَجَها الرفاق من خـيوطهم البالية المُـخـجـِلة لتغـطية جُـبنهم وخـزيهم وعارهم وضميرهم الميّت أمام أهالي ألقـوش وصغار الرفاق . وواضح أيضاً أن الأخ نبـيل لم يحـل اللغـز المهم والأهم أين جـثة المرحـوم ! ولن يمكـنه ذلك عـلى الإطلاق وإلاّ إذا كانـت المسألة بهذه البساطة لـَـحَـمَـلوا الجـثة الكـريمة وأمّـنوها عـند أحـد أو حـفـظوها في مكان ما إلى حـين الوصول إلى المقـرات لتـدبـير أمرِها .

أما قـصص الخـطأ والسهو في حـياة الإنسان فهي واردة عـند أرقى العـوائل وسمعـنا نماذج منها كـثيرة حـقـيقـية – قـبل وبعـد فـؤاد – وأصحابها لا يزالون عـلى قـيد الحـياة وأنا شاهـد عـلى إثـنـتين منها ويمكـنـني أن أخـبر بها الأخ نبـيل بالتلفـون إذا أقـنعـني بأنها تهـمّه .

صدى المقالات :

1 تموز 2011 : حـينما بعـثـتُ بالمقال الأول من سلسلة مقالات ( ألقـوش – موسكـو الصغـيرة ) إلى المواقع الإلكـترونية قـدّمتـها بالديـباجة التالية لـعِـلـْـمي بحـساسية الموضوع :

(( أرجـو أن لا يكـون هـناك حَـرَجٌ إذا إرتأيتم أن مقالاً كهذا لا يصلح لنشره في موقعـكم لأنه قـد لا ينـسجم مع إهـتماماتكم أو لا يُـلـبّي طـموحكم فالأمر طبـيعيّ عـندي مع خالص شكـري )) إنـتهى . ومع ذلك فـقـد نـشرتها مشكـورة المواقع الألقـوشية ومواقع جاليتـنا والمواقع العـربـية التي أتعامل معـها عـدا موقع واحـد من المواقع القـروية لجاليتـنا وإحـتـرمتُ رأيهم . وهـذه بعـض من أصداء تلك المقالات :

5 تموز : كـتبتُ إلى رجـل وقـور ما يلي (( أنا أتـوقع منـك أن تـكـون فـوق جـميع الحـزازيّات والإعـتـبارات الشخـصية ، فإن اية قـضية هي قابلة للنقاش وتبادل الآراء وخاصة في حـقـل السياسة ، ويجـب أن لا تــُـفـسِـد الـودّ بـين المعارف ، وإلاّ فأين الديمقـراطية والحـرية ، ألا تـؤمن بثـقافة الحـوار ؟ أليس مملاّ إذا كان أحـدهم يقـول لك دائماً  نعـم نعـم ؟ يعـني أنت تـتـكـلم فـقـط وهـو يؤيـد فـقـط ؟ ألم تستمع إلى الألقـوشية في فـضائية أبو ظبي في برنامج مثير للجـدل ما الذي قالته في هـذا الشأن ؟ قـد تـكـون قـد أخـذتَ عـلى نـفـسك ، لا لأنك المعـني ، ولكـن لأن لك إتجاهاتك ، فأقـول : ثم ماذا ؟ نحـن من بعـد هـذا العـمر ما الذي نريده من الحـياة  ؟ وستـقـرأ مـن هـذه المقالات أكـثر وأكـثر ، فإذا كان فـيها زيغاً أرجـو الرد عـليها وأنا أجـيـبك عـليها بكـل تأكـيد ، وللعـلم أنا سأشـكـرك سـلفاً ، أما السكـوت عـلى مضض فـهـو غـير ممتع )) .

6 تموز  أجابني : (( لقد اقحـمتَ نفسك في موضوع شائك ارجـو ان تـترك الحلقات التي تبغي نشرها وان لا ترد على احد وإكـتفي ( إكـتـفِ ) ان كان لك ذكريات وسجالات قديمة ان تضمها في كـتاب، لقد كـنتُ مستهدفا في مقالك الاول لكـنني صبرتُ ولم ارد … )) .

6 تـموز جـوابي الفـوري : (( شكـراً عـلى الرد السريع ، وما كان لزاماً عـليّ أن أكـتب إليك كي تـرد ، بل كـنـتُ أتمنى أن تكـتب إليّ من ذاتك وحـماسك . نعـم أقـحـمتُ نـفـسي وحـين أرى أنني سأخـسر الجـدال ، أتـراجع عـلناً ومعـتـذراً فالإنسان يصيـب أو يخـطىء وسبحان الذي لا يخـطأ . وقـد شـدّتـني عـبارتك ( لقد كـنتُ مستهدفا في مقالك الاول لكـنني صبرتُ ولم ارد ) أتـصدقـني ! فأنا لا أقـسم ، إنـني لم أركـّـز عـلى أحـد عـلى الإطلاق لا بل ربما تـتـعـجـَّـب من أنـني لا أتـذكـَّـرك شاباً في ألقـوش حـيث أنـني غادرتها في عام 1966 وكـنت أتردد إليها صيفاً ، ثم أليست مواليدك بعـد مواليدي ؟ فـماذا كان دورك في الحـياة في نهاية الخـمسينات ؟ وحـبذا لو أشـرتَ إلى العـبارات التي إعـتـقـدتَ أنها تشير إليك فأنا أريد أن أستـفـيد من عـباراتي التي توحي بالخـطأ وأين يكـمن الضعـف فـيها )) إنـتهى ، ولم يُـجـبني بعـدها .

6 تـموز بعـد الظهر : وردتـني مكالمة تـلفـونية من خارج أستـراليا من رجـل محـترم وجـدير يطـلب مني الكـف عـن نشر هـذه السلسلة من المقالات ، فأجـبته سائلاً : عـند كـتابة التأريخ هـل نـذكـر الإيجابـيات فـقـط أم معـها السلبـيات ؟ فأجابني ( كِـليهـما ) ، قـلتُ : إن الكـف عـن الكـتابة ليس أمـراً مستـحـيلاً إلاّ أنَ الثمن ( معـنـويٌ ) وغالي جـداً ولا أعـتـقـد أن هـناك مَن يـفي .

8 تـموز : وصلتـني رسالة بالبريد الداخـلي لموقع – عـنكاوا . كوم – من كاتب لا أعـتـقـده ألقـوشياً أرى صورته في واجهة الموقع جاء فـيها (( لي كلام طويل معـك واتمنى ان يكـون عـبر الهاتف لأن كلينا نعـيش بالغـربة وبإمكاننا التواصل بسهولة هـذا رقم هاتفي……… أميركا )) إنـتهى .

9 تـموز : بعـثـتُ له الرسالة التالية بالبريد نـفـسه (( ليس لديّ مانع من المكالمة التلفـونية ولكـن إنْ كـنـتَ بصدد مقالاتي الأخـيرة ، أفـضـّـل أن تـكـون مداخـلتك موثـقة بالبريد الإلكـتـروني ، ولا أنشرها ما لم أحـصل عـلى موافـقـتـك ، مع خالص شكري لك )) إنـتهى . ولكـنه لم يُـجـبْـني ، إذن ليس واثـقاً من نـفـسه .

10 تـموز : وصلني الإيمَـيل الآتي من قارىء لا أعـرفه (( مقال معـبر دمتَ سالماً أستاذنا النير ، دمتم سالمين يا أبناء النور ، تحـياتي . الفراس الى الابد سفـير النور للنوايا الحسنة – فـراس الحـربي )) إنـتهى .

13 تـموز : وصلني الإيمَـيل التالي باللغة الإنـﮔـليزية :

Please keeping going, your articles are very good, many people I know are waiting to read them, God bless you.

17 تـموز : وصلني الإيميل التالي (( أرجـو ان تكـونوا بخـير انت والعائلة ، اتابع كـتاباتك ومقالاتك دائما وانا معـجـب بصراحـتك وجـرأتـك في الكـتابة ارجـو لك التوفـيق دائما )) .

19 تـموز : وصلني الإيمَـيل التالي (( أتمنى ان تكـونوا بخـير وسلام ومحـبة . استاذ لقد قـرأتُ رسالتك الآن حـيث الساعة العاشرة ليلاً 19/7/2011  فإنشاء الله بأسرع وقـت سأرسل لك التاريخ الذي طلبته . لقد سمعـتُ بهذه الحادثة لكن لا اتذكـرها لأني من مواليد **19 ، وأنا حاضر لما تحـتاجه من هـنا واتمنى ان تعـتبرني كأخ . وايضاً سأكـتب لك بخـصوص مقالاتك وبالأخـص (القـوش – موسكو الصغـيرة) واقـول لحـضرتك مقدماً هـنيئاً لألقوش بابنائها المؤمنين ، هـنيئاً لألقوش بأبنائها الذين يواصلون حـفاظهم على إسمها  وتاريخها الحـقـيقي (وليس كما يدّعي المزوِّرون) هـنيئاً لرجال ألقوش ناشري الحـقـيقة والمدافعـين عـنها ، هـنيئاً لتلاميذ المسيح ورسل العـصر )) إنـتهى .

وأخـيراً 23 تـموز : وصلني إيمَـيل من واحـد آثـوري – صُـدُﮒ ﮔــَـلبه ﮔـَـلـب السـمـﭽـة – بإسم مستـعار ( لاماسو آشور ) لا يستـحـق الإهـتمام به ، يتـكلم عـن مقالي – رفـيق في الحـزب …….. – ولو لا لخاطركم فإنه لا يستأهـل الردّ عـليه ، ومخـتـصره كـلامه أن هـناك مِن الناس يعـرفـونـني وأنا أكـذب ! فأجـبته : (( إذا كان الذين يعـرفـونـني لا يكـتبون عـني فـكـيف أنت لا تـعـرفـني وتكـتب ، أليس هـذا مُـدهـشاً ؟ ثم سألته إذا ليس لديه مانعاً أن يكـتب مقالاً عـني أمام القـراء )) إنـتهى . فـلم يتـجـرّأ عـلى الكـتابة .

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

You may also like...