المحافظة المسيحية وحدود الاخوة الاعداء

مرة أخرى تم تسليط الضوء على موضوع (المحافظة المسيحية) والتي تم مناقشة الامر من قبل الاخوة الكتاب والمثقفين ورجال الدين الكرام، وقد ادلينا بفكرنا ولا زلنا وسنبقى متمسكين بفكرة (محافظة الشعب الاصيل) ولكن الاسم هنا ليس باهمية بقدر اهمية تهيئة الظروف الذاتية والموضوعية لفكرة تأسيسها وليس لانشائها او اصدار قانون بذلك لحين التطبيق العملي نحتاج الى زمن غير محدد، لان ذلك يؤدي بنا الامر الى “نبدأ بتحضير مكان مبيت الحمار قبل ان نشتريه” انه مثل شعبي قديم ليس الا
هناك فرق شاسع بين فكرة بناء بيت وبين بناء البيت، وهذه بديهية معروفة للجميع، اذن الفكرة قبل تطبيقها تحتاج الى نقاش وحوار وقبول ومن ثم التمويل، وبعد ذلك ان سار كل شيئ بشكل طبيعي يتم تعيين مهندس مختص او مكتب مهندسين ووضع الخرائط الخاصة بالبناء والماء والكهرباء والمجاري وبعدها التنفيذ الذي يطول حسب استعداد كل طرف وتنفيذه لاختصاصه بكل دقة مع اشراف اصحاب البيت، عندها يأتي دور الصباغ والديكور والاثاث وهذه مدة مضافة اخرى ،، الى ان يكمل البناء بطلعان الروح ! قلنا ان سار كل شيئ طبيعي! ماذا عن المعوقات؟ عن الغش في الخبطة؟ نسبة السمنت والرمل والحصو المسروقة؟ مشكلة الدفع وجزر في التمويل؟
الان نأتي الى الفكرة / التي هي ناتج تفكير الانسان فعندما يفكر يعني هناك استنتاج ومصطلحات، لذا يكون الانسان مجموعة من الافكار التي ينسجها في كل لحظة من حياته التي تكون قسم منها مؤلماً وهذا طبيعي والقسم الاخر مفرحاً له ولحواليه هذا عندما يكون الانسان قد اكتسب خبرته العملية من خلال تطبيق افكاره التي تؤثر على سلوكه في الحياة، لذا يتميز الانسان العاقل عن غيره من خلال تقبل جميع الافكار المطروحة! وبعد تقبلها يستفاد منها حتماً ويقيس بتوازن مدى تأثير تطبيق الفكرة عليه
لنرجع الى فكرة بناء البيت (المحافظة المسيحية المقترحة) (محافظة الشعب الاصيل) هنا الفكرة مقبولة من الأكثرية ولا نقول من الجميع كفكرة، ولكن هل قابلة للتطبيق اليوم؟ هنا يجيب كل من المجلس الشعبي وزوعا وبعض المؤيدين لهما بالايجاب، وهذا الموقف وجوب تقبله والاستفادة منه من خلال حوار بناء عن طريق المائدة المستديرة التي نوهنا عنها في طروحات سابقة وقبل 5 سنوات او اكثر (التي تعني تساوي اطوال الكراسي / اي تساوي الكرامات) وهنا نطرح وجهة نظرنا الشخصية بخبرتنا المتواضعة! اذن نحن امام طرح فكرة قابلة للنقاش، وبما الفكرة/اية فكرة لا يمكن تطبيقها الا من خلال العقل/المنطق وهذه طريقة مثلى ، ونَعبر الى طريقة تطبيق ادنى منها وهي العاطفة الى ان نصل الى طريقة تطبيق الفكرة كمرحلة اخيرة عن طريق التطبيق العملي
وهنا نشير الى ان الفكرة التي اطلقها رئيس العراق الاستاذ جلال الطلباني على خلفية الاضطهادات والقتل والاختطاف والتشريد والاستيلاء على المال والاعراض / وما حدث في اضطهادات مسيحيي الموصل في 2008 ولمرحلتين منظمتين ومنسقتين داخل مختبرات الاحزاب ومصالحها وارتباطاتها الاقليمية والدولية، هنا الفكرة تم تسويقها بعد دراسة ظرفها الموضوعي وكأنه مهيأ للتطبيق، اضافة الى الظرف الذاتي (نتائج الانتخابات وفوز المجلس الشعبي ومدى تأثير الاكراد عليه اضافة الى تأثيرهم على الحركة الديمقراطية – زوعا – التي كانت علاقتها قبل طرح الفكرة مع المجلس علاقة (الاخوة الاعداء/كازاموف) وخلال الفترة القليلة المنصرمة كانت هناك تبادل مصالح ومواقف بين الاخوة الاعداء الى ان اصبحوا (اخوة مصالح) وعند هذا المصطلح تم تهيئة الظرف الذاتي بنسبة كبيرة كواقع حال اليوم (فوزهم بالانتخابات شئنا ام ابينا) بالمناسبة نحن الكلدان الذين اعطيناهم مقاعدنا وكنا السبب الرئيسي والوحيد في فوزهم لاسباب طرحناها في مقالاتنا ودراساتنا قبل 2004 وما بعدها (يا مسيحيوا العراق اتحدوا / 8 أجزاء) واليوم نعض ايدينا وكما قلنا في احدى دراستنا (كنا مثل الدجاجة تبيض البيض وتاكلها قبل ان تاتي الفراخ!! لا بل في بعض الاحيان كانت الدجاجة تلم التراب وتضعه على راسها وبعدها تحاول نفضه!!) واليوم نريد نفض التراب من جسمنا، ونخاف ان تتكرر الدورة ويعيد التاريخ نفسه في الانتخابات القادمة ان لم نلملم جراحاتنا قبل فوات الاوان
نرجع الى موضوعنا الرئيسي وهو بنظر (المجلس الشعبي – زوعا – المؤيدين) بان الظرف الموضوعي مهيأ لتطبيق الفكرة، (قوة الاكراد وتأثيرهم على حكومة المركز وان حدث هذا هناك شروط لعبور الجسر/ القدرة على تهيئة المناخ الاقليمي والدولي لذلك، اما ما مصلحتهم بذلك؟ فانها كبيرة وكبيرة جداً
في حالة اعلان فيدرالية كردستان او دولة كردستان العراق الا تكمل محافظتنا احدى اركان الفيدرالية او الدولة المستقبلية؟ الا نكون سوراً وسياجاً بين العرب والاكراد؟
دعونا نكمل فكرتنا حول الموضوع، هل هنا يطبق المجلس الشعبي وزوعا (العقل والمنطق) في تطبيق الفكرة؟ ام هناك العاطفة هي الغالبة؟ واين ومتى وكيف التطبيق العملي؟ ما هي سلبيات وايجابيات التطبيق؟ عندما قلنا (نتشرف ان نكون من تيار ساكو) المقصود المطران الجليل لويس ساكو، قصدنا كل كلمة وحرف قلناه (دون تمجيد الاشخاص) بل الفكر او الافكار التي يحملها كرجل حقوق انسان وعايش الواقع العملي كما هو في الميدان، وخاصة بخصوص (فكرة موضوعنا) اننا لسنا ضد اي مسعى خيّر لشعبنا وحقوقه ولكن الظروف (يقصد الذاتية والموضوعية) غير مهيأة” وكذلك المطران شليمون وردوني بقوله (ان الحكم الذاتي او المحافظة هي قفص،،،) من هنا تتطابق الافكار / افكارنا ومعنا مئات الالاف وهو “اننا مع الفكرة ولكن لا يمكن ان يولد وليد طبيعي  قبل ان يكتمل 7 أشهر اما ان يخرج معوق او منغولي اي غير قابل للحياة” لذا لا يمكن فرض ظرف او ظروف او تهيئتها بشكل قسري لولادة محافظة او اقليم ، لان ذلك يحتاج الى امرين عمليين مفقودين في حلقتنا الا وهما:
الاول: ان حدود المحافظة المستقبلية لم توضح بعد! وهنا الخطورة العملية! كيف؟ ان كان المقصود محافظة على سهل نينوى فقط اي ما تسمى المناطق المتنازع عليها! هذا يعني ان محافظتنا العتيدة ستستلم (الحدود المتنازع عليها مع العرب او مع المركز) ونتحول من دعاة حقوق الانسان ورجال السلام الى شرطة لحماية حدود محافظتنا، ام يتعهد المجلس الشعبي وزوعا في اغلاق هذا الملف قبل تنفيذ خرائط الفكرة؟ ام للاكراد رأي آخر وبرطلة خير نموذج! وهناك احتمال تطبيق فكرة احد اخواننا الذي قال يومها في احدى كتاباته (ان القوات الكردية – الاسايش والبيشمركة – يقومون بواجب وطني) عندها نتمنى حل اشكال الحدود قبل وضع الخرائط (التمويل – العسكر – الادارة – دور الكنائس – قرانا المستولى عليها من قبل الاكراد انفسهم ، واجتماع قادتنا المنتخبين حول الموضوع على قدم وساق وتشكيل لجان ولكن ها مرت سنين وسنين دون ارجاع الحق الى اصحابه – وحتى شهداء صوريا وعوائلهم لحد الان كتابنا وكتابكم) وهذه كلها تحتاج الى قرارات وقوانين داخل الحكومة وموافقة البرلمان، وان وصل الامر الى التطبيق وقبل التنفيذ على الحكومة اجراء استفتاء شعبي تحت اشراف الامم المتحدة في الداخل والخارج
ثانيا: كمسيحيين نؤمن بان الارض كل الارض هي لنا! و قلنا قبل سنوات (نحن العراق والعراق نحن) في احدى طروحاتنا، فهل المحافظة او الحكم الذاتي او الاقليم تكتمل اجزاءه او اركانه عندما يكون قسم او جزء من هذا المكون (المسيحي) داخل المحافظة او حتى الاقليم والقسم والجزء الاخر داخل محافظات كردستان والقسم الاخر في محافظات العراق الاخرى!!!! الا يشكل هذا تهديد حقيقي لوطنية المسيحيين؟ وخاصة ان التحقوا او انضموا الى الفيدرالية او الدولة الكردية؟؟ هل تتحمل زوعا والمجلس الشعبي نتائج ذلك والتاريخ له لسان طويل كما هو معروف، اتمنى الجلوس على المائدة المستديرة وطرح الافكار من خلال نقاش موضوعي/ وهذه مساهمة متواضعة قابلة للنقاش طبعاً
 اذن نعتقد اننا نحتاج الى عشرات السنين لتهيئة جو لتطبيق الفكرة منطقياً وعقلانياً قبل التطبيق العملي لها، وقبل كل هذا وذاك نحتاج الى ترميم البيت الكلداني والاشوري والسرياني لنتمكن من ارجاع جزء من كرامتنا المفقودة كعراقيين وكاصلاء
 www.icrim1.com

You may also like...