المؤتمر الكلداني العام في مشيكان ، بين الواقع والطموح(2)

حضورنا في المؤتمر هو التنوع السياسي كالورود المتنوعة الألوان في مزهرية كبيرة جامعة (الكلدانية) ، وطنيين ديمقراطيين وماركسيين وشيوعيين وديمقراطيين كوردستانيين ووطنيين كلدان وديمقراطيين كلدان ومستقلين كلدان ، والجميع يلتقون على قاسم مشترك هو الوعي القومي الكلداني والحفاظ عليه وتطوره وتقدمه من الأوجه الحضارية والتاريخية والوطنية والأنسانية ، لقلع بذور التهميش والتغيب والأضطهاد للمكون الكلداني وطنياً وقطع دوابر ومكائد اقلاعه واقصائه في عرق عراقه الاصيل ، حفاظاً على الهوية الكلدانية التي يفتخر بها كل كلداني.

لذا علينا جميعاً الأبتعاد عن التعصب القومي المقيت من جهة ، ولتغيير المسار القومي بعيدا عن التدخل الديني لسببين:

الاول: ابعاد السياسة عن الدين وبالعكس ، كي لا تفسد السياسة ويفسد الدين ، ولجعل العمل السياسي والاجتماعي حصرا برجال السياسة والاجتماع ، كونهم الادرى بامور شعبهم ووطنهم لكي تقاد سفينتهم الى بر الامان والأطمئنان ، كما ورجال الدين رؤيتهم الخاصة والمحقة ، تجاه شعبهم المؤلم والمهمش والمظلوم ، وعليهم دعمه ومساندته بمختلف الطرق والوسائل القانونية والأدبية والأخلاقية وحتى المالية أن توفرت .. ولما لا؟؟!! لأن أموال الكنيسة هي من شعبها ، فالتضامن والتعاون مطلوبين من الطرفين ، لأن الكنيسة بشعبها وليس ببناياتها العالية وآثاثها الفخمة وما يصيب شعبها يصيب الكنيسة ورجالها والعكس هو الصحيح .. لذا المؤتمر يعقد بمباركة من رجال الدين الكلدان وفي مقدمتهم الباطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ، ودعوتهم واجدة وحضورهم مطلوب ، بعيداً عن تدخلهم السياسي المباشر ومشاركتهم في حيثيات وجوانب المؤتمر ، ومن حق رجال الدين الكلدان مشاركتهم وابداء الراي كافرار كلدانيين دون الصفة الدينية ، وبعيدا عن فرض الراي والتدخل مهما كان نوعه ومصدره ، كونها حالة مدانة ومستنكرة من قبل رجال الدين الاجلاء أنفسهم اولا ، ومن قبل شعبنا والمؤتمرين ثانيا ، دعمهم ومساندتهم لقوميتهم الكلدانية هو حق مشروع ومقبول ومقيم من قبل شعبهم ، وهو في احوج ما يحتاجه ، لابداء مثل هذا الدعم والمساندة من رجال نذروا انفسهم في خدمة الدين والانسانية والوطن ، أضافة لخدماتهم الروحية الملقاة على عاتقهم بمحض أرادتهم ، داعين جميع رجال الدين الافاضل من اعلى هرم ديني المتمثل بغبطة الباطريرك الكلداني لويس روفائيل الاول ساكو والى جميع السادة المطارنة والآباء الكهنة في العالم ، لدعم ومساندة شعبهم بكل الوسائل المتاحة والمشروعة ، خدمة لشعبهم ومستقبله المنشود ، لأنهم جزء منه كي يكسبوا الدنيا والآخرة ، كما ويقيّموا جهود كل من قدم ويقدم الدعم والمساندة لشعبهم ، ونخص بالذكر كنيسة مار بطرس للكلدان والآثوريين في سان ديكو ، من خلال ممثليها السادة المطارنة مار سرهد جمو ومار باوي الجزيلي الاحترام ، مع الآباء الاجلاء والاخوات الراهبات الذين جميعا ساندوا وعملوا وجهدوا من اجل نجاح المؤتمر الكلداني الاول ، وفي الوقت نفسه علينا جميعا تقييم السلبيات قبل الايجابيات التي لابد منها في اي عمل كان داعين الجميع دراسة ذلك ، لوضع الاسس السليمة لتلافي النواقص والسلبيات التي شخصت بعد عقد المؤتمر الكلداني العام في سان ديكو ولحد الآن ، مستندين الى المقولة التالية (من يعمل يخطأ ومن لا يعمل لا يخطأ) وعلينا عدم الخوف من الاخطاء التي لابد منها ، لتجاوزها في المؤتمر الكلداني العام في مشيكان.

الثاني: على الكلدان وبقية المكونات القومية العراقية ابتعادهم وعملهم المستقبلي عن الطائفية المقيتة ، وجعل وجودهم في أمتهم معها ولها لقطع الطريق امام المتربصين من جهلاء التاريخ ، بأن الكلدان طائفة وليست قومية وهي بالتأكيد جناية وجنحة تناقض الدستور العراقي المقر عام 2005 ، وعليه على الكلدان العمل وفق أسس وآلية ومقومات وأركان وثوابت قوميتهم الحضارية العرقية العراقية في وادي الرافدين ، تلك الثوابت تعني اللغة والتاريخ المشترك والموقع الجغرافي والمصالح المشتركة والعادات والتقاليد المشتركة ، لذا لابد من أحترام لغتنا الكلدانية الأصيلة دون الأفراط بها ، لجعلها أسيرة تسمية توافقية غير صحيحة بحجة الوحدة والتوحيد ، وهذه الثوابت التاريخية المتوارثة من عروق قوميتنا الكلدانية ، لابد لتطور لغتنا والحفاظ عليها ، بعيداّ عن المسميات الدخيلة بأجتهادات أفراد أو جماعات ، والسبب فقدان ركيزة أساسية في الوجود القومي الكلداني من جهة ، ومن جهة أخرى يقلل من شأن الوجود السرياني كمكون يؤمن بوجوده في الوطن العراقي شئنا ام أبينا.

نحن نعمل من أجل ذاتنا وبنائنا الكلداني المطلوب وهو حق مشروع ، لابد من مد جسور اللقاء والحوار البناء والجاد مع بقية المسميات الأصيلة في عراقنا العريق ، بعيداّ عن التهميش والأقصاء والأبعاد لأي مكون عراقي أصيل ، ومع الأصالة والتوحيد والتجدد بحروح أنسانية وطنية سمحاء ، بعيداّ عن تقليد الأخرين في النهج التعصبي التغييبي ، كما يفعل قسم من اخوتنا من المسميات الأخرى ، كوننا نعي تماماّ حق الشعوب والأمم صغيرها قبل كبيرها في الحياة ، دون الغاء او تغييب او أضطهاد أو الخ.

(أجمل الحياة في التفاهم والحوار البناء ، لخدمة الأنسان أينما وجد في الكون)

ناصر عجمايا

ملبورن \ استراليا

21\آذار\2013

nasserajamaya@hotmail.com.au

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *