الكلدان على لسان الله عزَّ وَجَل الحلقة (1)

مقدمة

الكلدان، هذه الأمة العظيمة، مهما كتبنا عنها، فلن نتمكن من أن نوفيها حقّها، ولكن يجب أن نكتب، فهو دَينٌ، وأمانةٌ في أعناقِنا، نوثقها للأجيال القادمة.

أخترتُ أن أبحث عن الكلدان في الكتاب المقدس، العهد القديم، أو التوراة، وما جاء على لسان الباري عز وجل، وما نطقت به ملائكته، لا أعتقد أن اي كتاب مقدس لكل الديانات أن جاء على ذِكر الكلدان أو لغتهم، أو ملوكهم، كما ذكرهم الكتاب المقدس/ العهد القديم، لذلك سأحاول في هذه السطور شرح وتبسيط ما ذكره الكتاب المقدس عن الكلدان.

جاء عن الكلدانيين في قاموس الكتاب المقدس ما يلي:ـ كان الكلدانيون يسكنون “كلديا” في جنوب بابل، وكانوا هُم الجنس الغالب في بابل من 721 إلى 539 ق. م. كما كانوا يشغلون كل مناصب السلطة والقيادة فيها. وقد ملأوا كل مناصب الكهنوت في العاصمة، بحيث أصبح اسم كلداني مرادفًا لكاهن للإله بيل “مردوخ” ، كما ذكر ذلك المؤرخ هيرودتس. وكان شعب بابل في ذلك الحين، يعتقد أن هؤلاء الكُهّان يملكون ناصية الحكمة، ولهم معرفة سحرية ومقدرة فائقة على العرافة والكهانة والتنجيم ومعرفة الغيب، وقد استعملت كلمة “الكلدانيين” مثلًا عند ذكر “اور الكلدانيين”. وكان مردوخ بلادان ونبوخذنصر واويل مردوخ وبلطشاصر من ضمن ملوك الكلدانيين.

الكلدان هذه الأمة العظيمة، التي حملت وتشرفت بان تكون في زمن ما، سيف الله على الأرض، الأمة التي كان لها شرف تطبيق شريعة السماء على الأرض، هذه الأمة المباركة التي خصّها الكتاب المقدس بالكثير الكثير من الآيات، وجاء ذكر اسماء ملوكها فيه، هذه الأمة التي انجبت النبي إبراهيم ابو الأنبياء، وهي الأمة التي تشرفت بانتماء الله المتجسد إليها، الأمة الكلدانية التي ضرب الأنبياء بها الأمثال، الأمة التي قال عنها ابنها يسوع له المجد: (إن الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لإبراهيم)

النبي إبراهيم الكلداني…….. إبراهيم ابو الأنبياء…. إبراهيم منفذ اوامر الله…. إبراهيم البار …. ابن لأمة كلدانية… نشا في اور الكلدانيين، وشرب من مائها، وتزوج من بناتها، تزوج سارة الكلدانية، من أرض آبائه وأجداده، هذه الأمة العريقة، تمر الآن بمرحلة صعبة جدا تتعرض من خلالها إلى طمس الهوية والتهميش وإلغاء المعالم، هذه الأمة المقدسة، الأمة الكلدانية العظيمة، الأمة التي يجب ان تقف لها كل امم العالم إجلالا وإكبارا، لأنها على الأقل خرج من صلبها أبونا إبراهيم، النبي إبراهيم الذي ضَحّى بكل شئ لأجل إيمانه، حتى حينما قدم ابنه وحيده قربانا لله، لذلك برره الله وكافأه.

ايها الكلدانيون الشرفاء

هل يمكننا أن نتعلم الدرس من ابونا إبراهيم، وليكن لنا جزء من إيمانه، او على الأقل ان نستمد منه الحكمة، ونؤمن بأن الأمة الكلدانية، أمة عريقة لا تموت ولا تُفنى، بل فيها روح تجديد وتحديث، فهل نحن أهل لأن نحمل هذا الأسم المقدس ونصونه؟

في بحثي هذا استندت على نسخة التفسير التطبيقي للكتاب المقدس وحواشيه/ جمعية الكتاب المقدس في لبنان، لذا ارجو من الأخوة القراء الكرام الأنتباه إلى ذلك عند متابعة وتدقيق نصوص الآيات الواردة في هذا البحث.

إن كتاب التفسير التطبيقي قام بإعداده فريق من الرعاة والمعلمين من مختلف الطوائف المسيحية وهيئات الخدمة المختلفة، وراجعه عدد من اللاهوتيين من مختلف فروع المعرفة اللاهوتية، لقد تألفت لجنة التحرير والنشر من ستة عشر أستاذا، وراجعه ثلاثة عشر استاذا، كما قام خمسة من الأساتذة بالترجمة والتحرير للطبعة العربية.

بالمناسبة فإن كلمة “أور” لم تكن تُكتب لوحدها، ولكنها مقترنة ب “الكلدانيين” فكانت تكتب “أور الكلدانيين” والسبب في ذلك هو أن معنى كلمة “أور” بلغة البابليين القدامى هي “مدينة” حيث يصبح المعنى “مدينة الكلدانيين” نص من الكتاب المقدس:ـ

“8وَكُوشُ وَلَدَ نِمْرُودَ الَّذِي ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ، 9الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ.

لِذلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ». 10وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ، فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. 11مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى نِينَوَى وَرَحُوبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ 12وَرَسَنَ، بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ، هِيَ الْمَدِينَةُ الْكَبِيرَةُ.” تك 10: 8 – 12

مَنْ كان نمرود؟ لا نعرف عنه شيئا سوى إنه كان صيادا جبارا يعني متمرداً وقوياً، وقد وجدت له في آثار نينوى تماثيل متعددة، منها وهو يحمل اسداً تحت ذراعه الأيسر، وقد خرج نمرود من تلك الأرض، أي من أرض بابل، وتوجَّه إلى الشمال ليفتتح مدناً أخرى، حيث إنه لم يكتفِ بمدينته، وذلك لجبروته وحبه التسلط، وقد بنى نينوى بعد خروجه من بابل، بناها على الضفة الشرقية لنهر دجلة، والتي أصبحت عاصمة آشور في ما بعد.وبنى رحوبوت، كما بنى كالح والتي تقع جنوب نينوى بعشرين ميلاً، وقد يعتبر البعض أن نمرود هو مؤسس الأمبراطورية البابلية الوثنية العظيمة، لذا فإننا نفهم من سياق الكلام بان الله عز وجل قد منح نمرود موهبةً عظيمةً، واصبحت موهبته سببا لكبريائه وشموخه، وقد أسس مملكته في بابل، والمعروف عن أرض شنعارهي المساحة الممتدة من مدينة سامراء وإلى الجنوب. وقد يرى الشراح أن تسلسل الأقوام هي هكذا: العبرانيون ـ الكلدانيون ـ الآشوريون ـ الفرس ـ الآراميون ـ العرب.

إذن بما ان النسل اصبح محدودا بنوح وأولاده، حيث انقرضت بقية الأقوام بفعل الطوفان، ونتيجة لهذا الحصر في الحياة فإنه من الطبيعي أن يتكلمون لغة واحدة، يقول الكتاب:

“وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً. ” تك 11 : 1

“6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». المصدر السابق.

تقول بعض كتب التفسير، بأن هذا اللسان وهذه اللغة كانت العبرانية، ويدللون على ذلك أن الأسماء الأولية مثل آدم وحواء وعدن هي أسماء عبرية، وإن بعد أن بلبل الله ألسنتهم، بقيت هذه اللغة لغة عابر، ثم تحولت إلى الآرامية وذلك بفعل إختلاطهم بالآراميين، البابليين، ويرى البعض الآخر إنها كانت كلدانية، ويعللون ذلك بأن اللغات الشرقية كلها مشتقة من مصدر واحد، وإن اللغة العبرية ليست إلا فرعاً من فروع هذه اللغة.

لقد اصبحت بابل بحكم الخَلْق مركزا للبشر كله، لأن هذا البشر كان يسكن في هذه البقاع، وحسب ما جاء اعلاه، نستطيع ان نقول بان سكان أهل الأرض كانوا في بابل، حيث قاموا ببناء البرج وقد بلبل الله لسانهم، ومن هناك أنتشروا في الأرض كلها، ولذلك سميت المدينة بابل:

9لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ.وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.تك 11 : 9،

لو تمعَّنا النص، لوجدناه يقول (لسان أهل كل الأرض)، أي جميع سكان الأرض في البداية، كانوا في بابل، ومن بابل أنتشروا، فلم ينتشروا من نينوى، ولم ينتشروا من أي بلد آخر، بل من بابل فقط، إذن، من المنطقي والمعقول أن الخليقة أبتدأت في بابل، ومن بابل أنتشرت إلى نينوى ومن ثم إلى المعمورة كلها أو شتتهم من بابل إلى جهات الدنيا الأربع.

بنى البابليون الأوائل البرج، برج بابل، زكان ذلك البرج إنجازا بشريا هائلا وعظيما، وإحدى عجائب الدنيا السبع، والبشر في بابل يمكننا إيمانياً أن نقسّمهم إلى قسمين، فالذين بنوا البرج هو أولاد الأرض ارادوا ببنائهم البرج تخليد أنفسهم، ونستدل من ذلك تعلقهم الشديد بالأرض، بعكس ذرية إبراهيم، هم أولاد الله، لأنهم تمسكوا بأهداب الفضيلة وآمنوا بالله ووحدانيته، ولإيمان إبراهيم، قطع الله معه وعداً، بأن يكون من نسله ومن ذريته سيولد مخلّص البشرية يسوع المسيح له المجد، ولأن إبراهيم كان يرنو إلى الله، لذلك أهتم ببناء المذبح، ولم يفكر يوماً قط ببناء برج أو مدينة يحتمي بها من غضب الله.

يقول الكتاب المقدس بأن تارح هو أبن ناحور أخي أبرام أو إبراهيم الكلداني، وهم من سلالة عابر بن سام أبن نوح، إن هاران ابن تارح قد ولد وتوفي في اور الكلدانيين، وهذا دليل على أن منطقة سكن عشيرتهم هي أور الكلدانيين، ولم يأتها إبراهيم إعتباطاً.

السلالة

“27وَهذِهِ مَوَالِيدُ تَارَحَ: وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطًا. 28وَمَاتَ هَارَانُ قَبْلَ تَارَحَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ مِيلاَدِهِ فِي أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ. ” تك11 : 27

الرحيل

“31 وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ. ” تك 11

نستنتج من ذلك، بأن إبراهيم عاش مع أبيه تارح وإخوته وأبناء عمومته في أور الكلدانيين، وبعدما نشأ وترعرع وبلغ، فالكعادة يتزوج، وقد تزوج إبراهيم فتاة كلدانية من بنات جلدته ومنطقته، لا بل قريبة له، وهذا ما أكَّده سفر أعمال الرسل في العهد الجديد في الفصل السابع منه : ــ 2فَقَالَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا! ظَهَرَ إِلهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.

هذا تأكيد على أن أبونا إبراهيم كلداني المولد والنشأة، لم يأمره أحد بترك أرض آبائه وأجداده، ولم يترك أور الكلدانية طلباً للرزق أو بحثاً لمرعى لماشيته، بل تنفيذاً لأمر الله عز وجل، وها أن الله يخاطبه ويقول له أترك أرض الكلدانيين، ارض آبائك وأجدادك، فهل بعد هذا نشك بنسب ابونا إبراهيم إلى غير أور الكلدان أو العراق؟؟

7وَقَالَ لَهُ:«أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا».تك 15 : 7
لقد خرج ابونا إبراهيم بأمرٍ إلهي، وليس بناء على طلب من عائلته، أو عشيرته، وقد أورد الكتاب المقدس في العهد القديم عدة آيات حول ذلك نذكر منها ما جاء في سفر نحميا الفصل التاسع الآية : ــ ” 7أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ الإِلهُ الَّذِي اخْتَرْتَ أَبْرَامَ وَأَخْرَجْتَهُ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَجَعَلْتَ اسْمَهُ إِبْرَاهِيمَ.”

من أور أختار الله عز وجل رجلاً ليبدأ من خلاله بإعلان الخلاص لهذا العالم، لم يختر الله نينوى أو كالح أو غيرها، بل أختار بابل، وبالتحديد مدينة أور.

أمة الكلدان أمة باركها الله

لقد نشأ أبرام وترعرع هو وأجداده في أور الكلدانيين، وتزوج من سارة هناك، وكانت أور مدينة عظيمة في ذلك الزمان، وقد كشف الآثاريون عن دلائل قيام حضارة زاهرة هناك في عصر أبرام، وتبادلت المدينة تجارة واسعة مع جيرانها، وكان فيها مكتبة عظيمة، وبما ان أبرام نشأ هناك، فمن المؤكد إنه كان حسن التعليم، وقد ترك تارح أور الكلدانيين ليذهب إلى كنعان. إن أبرام أطاع أمر الرب حيث انتقل من أور الكلدانيين إلى حاران ومنها إلى كنعان، فقطع الله معه عهداوأخبره انه سيكون مؤسسا لأمة عظيمة، وقال له أيضا، إنه لن يبارك هذه فقط بل سوف يجعل جميع الأمم تتبارك بها…. يا اخي الكلداني أنظر كم هي مباركة أمتنا الكلدانية ؟ إن الله لم يبارك أبرام الكلداني فقط، بل إن الأمة التي ستخرج من نسل أبرام سوف تتبارك بها شعوب الأرض كلها، أي إنها أمة كان لها شرف حمل البركة الإلهية إلى شعوب العالم أجمع:

1وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ» تك 12

هذا كلام الله، وليس من بنات أفكارنا، لنقرأ ماذا يقول عن أمة إبراهيم: ــ تك : 22 : 15

“15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي» وفي رسالة مار بولس الرسول إلى أهل غلاطية في 3 : 8يقول : ” 7اعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ أُولئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ. 8وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ». “.

ونفس المصدر ليؤكد أن يسوع المسيح له المجد هو من نسل إبراهيم الكلداني الذي خرج من أور الكلدانيين وليسمن آشور، تقول الرسالة إلى غلاطية 3 : 16وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ:«وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ.

أعزائي القراء الكرام: إن أمة بني إسرائيل التي ستخرج من صلب أبرام الكلداني، ستصبح شعبا لله، ويكون لها تأثيرها على الشعوب (الخميرة الصالحة) حيث إنه من نسل أبرام الكلداني سيولد يسوع المسيح مخلص البشرية و فاديها.

بقلم: نزار ملاخا

You may also like...