الكلدانية = الأنفصالية في (الفكر) القومي الحديث /بقلم جاك يوسف الهوزي

دأب بعض الآشوريين  _ ليس كلهم _  والكلدان الدائرين في فلكهم، الذين

يعتبرون أنفسهم (فطاحل) الكتابة والفكر على وصف كل مؤتمر أو تجمع

أو نشاط كلداني بأنه عمل انفصالي هدفه ضرب الركائز الأساسية لوحدة

شعبنا الذي يسمونه (كلدو اشوري) تارةً و (كلداني سرياني آشوري) تارة

أخرى وتسميات أخرى يحلو لهم أن يطلقوها عليه.


ويلاحَظْ بأن هذه (الحملات) تتصاعدمع كل نشاط كلداني’ وأتخذت _ بشكل

خاص _ منحاً آخر قبل انعقاد مؤتمر النهضة الكلداني في سان دييغو،

حيث قام أولئك الفطاحل بالبحث عن علّة أو سببٍ ليوجهوا سهام

إنتقاداتهم الى المؤتمر والقائمين عليه’ دون أن تكون لديهم أية فكرة عنه

وما يطرح فيه والأسباب التي أدّت الى أنعقاده.

نعلم بأن العشرات، بل المئات من المؤتمرات والندوات والنشاطات

الآشورية تُعقد هنا وهناك دون أن ينبري أحدهم على تقييمها أو تشخيص

سلبياتهاكالذي يفعلونه مع مثيلاتها الكلدانية، والسؤال أو الأسئلة التي

تطرح نفسها هنا هي: هل هذه النشاطات كلها وحدوية؟ وهل تصب كلها

في الصالح العام؟


لماذا لايتجرأ  هؤلاء الأساتذة المشهورين _ بغيرتهم المعهودة _ على

وحدة شعبنا على تعرية بعضها أو كشف بعض سلبياتها على الأقل، أم

أنهم لايرون سوى إيجابياتها؟ لماذا إذنْ هذه الأزدواجية والكيل بمكيالين؟


لماذا كل هذا الأهتمام (السلبي) بالمؤتمر الكلداني ووصفه بالأنفصالي

لمجرد إسمه الكلداني، ولماذا لاتوصف المؤتمرات الآشورية بالأنفصالية؟


وللأنصاف نقول بأن عدداً من الكتاب الكلدان أنتقدوا بعض السلبيات التي

رافقت المؤتمر والكيفية التي انعقد فيها، إلا أن انتقاداتهم كانت بناءة

كالأستاذين كوركيس أوراها الهوزي وسمير خوراني وغيرهم، أما أصحاب

النيات المبيتة والأحكام المسبقة من الوصوليين والأنتهازيين فكانت

إنتقاداتهم كالأبواق الفارغة المزعجة.

هل نفهم من هذا بأن الكلدانية أصبحت رديفة للأنفصالية في ( الفكر )

القومي الحديث لهؤلاء؟ وأمرا واقعاً لابد من التسليم به وفق تنظيرات

البعض ممن يجدون أنفسهم في موقع القوة والسلطة مقارنة بالكلدان

الغائبين أو المبعدين عنها تماماً… إنها حرب نفسية متقنة تشنها جهات

معينة لأغراض معروفة هدفها التأثير على الكلدان للتشكيك بهويتهم

القومية وبالتالي رضوخهم للأمر الواقع الذي تحاول هذه الجهات، التي

تُحرّك الأقلام والمواقع الألكترونية واجهزة الأعلام الأخرى فرضه عليهم.

للأسف، أخذت هذه الحرب تقطف ثمارها، حيث لاحظنا كتاباً ومثقفين

كلدان غيّروا مواقفهم السابقة وأخذوا يرضخون للواقع المفروض ويرونه

أمراً وقدراً لابد منه.

في الختام نقول: ما فائدة التسمية الموحدة (كلداني سرياني آشوري) إذا

كان الآشوري غير مؤمن ومقتنع بأنه كلداني أو سرياني  أو العكس.

أليس من الأفضل أن نكون ثلاث قوميات تشكل شعباً واحدا يعمل بجد

للحصول على حقوقه كاملةً ( كبقية شعوب العالم المتحضرة والتي تتكون

من قوميات متعددة ) بدلاً من أن نكون شعباً موحداً بالأسم فقط عبر لصق

الكلمات ببعضها؟

جاك يوسف الهوزي

www.hozi.org

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *