الكاهن في العهد القديم


“خاهه عَمَّا كَلْذَايا”

نبحث اليوم عن أمور الكاهن في العهد القديم، مامعنى كلمة كاهن؟ ما هي واجباته؟ هل عليه مسؤوليات؟ مَنْ خَوَّله؟ وهل يجوز أن نتجاوز عليه؟ بالفعل والقول والعمل؟

نحاول في هذه الحلقة تسليط الضوء على ذلك، معتمدين على ما جاء في الكتاب المقدس، وفي التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، وفي المعجم اللاهوت الكتابي، على أن نبحث في حلقة قادمة الكاهن في العهد الجديد، وما علاقة الشعب به، وهل سلطته من الله أم من الناس.

الكاهن بشرٌ مثلنا، واجبه أن يقوم أو يقدم الخدمات الدينية للناس، وهو الوسيط المنظور بين الله والناس.

ما معنى كلمة كاهن

بحسب قاموس المصطلحات الكنسية، فإن كلمة “كاهن” قد جاءت من كلمة “كوهين” العبرية، و” كَهَنَ” بمعنى أنبأ الناس بإرادة الله، أو قضى بالغيب، أو عرف الأسرار، و “كهنا” بالكلدانية، وهي تُطلق على رجل الدين الذي يقوم بخدمة الناس، ويسعى في حاجتهم.

وقد منح الله الكاهن منصباً مرموقاً، فجعله رئيس قومه، جاء ذلك على لسان الله نفسه عندما كلم موسى وقال له : لا 21 : -4:لأن الكاهن هو رئيس في قومه.

أما قاموس الكتاب المقدس فيقول في الكاهن بأنه الشخص المخصص لتقديم الذبائح.

قبل أن يُسن نظام خدمة المذبح وتقديم الذبائح، وقبل وجود الكاهن، كانت الذبائح تُقدم بشكل فردي، وكان لكل فرد الحق في تقديم الذبائح والقرابين لله عز وجل، ” تك 4 : 3 وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، 4 وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا . “

ولكن بعد عهد موسى فرض الله على البشر قانوناً لتقديم الذبائح.

إن أول ذِكر للكاهن، جاء في العهد القديم في سفر التكوين 14: 18 وَمَلْكِيصَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا. وَكَانَ كَاهِنًا للهِ الْعَلِيِّ.

وقد رنم المرنم في مزمور 110 : 4 حيث يقول ” َقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ»

ومن المؤكد أن ملكصادق كان رجلاً باراً ومؤمناً بالله، وأسمه يعني ملك العدل أو ملك السلام، وهناك رأي يقول بأن ملكيصادق هو رمزاً للسيد المسيح له المجد، جاء ذلك في الرسالة إلى العبرانيين 7 : 3 ” 1لأَنَّ مَلْكِيصَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2 الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضًا «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلاَمِ» 3 بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ.

وفي نفس الرسالة /الإصحاح5:6 ” 6كَمَا يَقُولُ أَيْضًا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ».”

وفي الإصحاح 7 : 1 ” 1لأَنَّ مَلْكِيصَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، “

إذن أول ورود لكلمة الكاهن، كانت في العهد القديم، كما ورد في أعلاه، وأول مَنْ حمل هذا الأسم هو “ملكيصادق” ملك السلام وملك العدل، وهو بلا أب وبلا أم، وليس له إبتداء أو نهاية، بمعنى آخر إنه أزلي، والأزلية من صفات الله عز وجل، وهذه من صفات يسوع، لذلك يُذكرنا هذا الكاهن بيسوع المسيح، لا بل فإن البعض يذهب أكثر من ذلك ليقول بأنه في الواقع كان يسوع نفسه، إذن ما أعظم وأسمى كلمة كاهن! وهي أول القاب يسوع له المجد، وهو كاهنٌ إلى الأبد، ولكن على رتبة مَنْ؟ على رتبة ملكيصادق، يا لعظمتك يا ملكيصادق؟ حتى يسوع حمل الأسم على رتبتك وإلى الأبد.

لقد سُن قانوناً جديداً، يأمر الله موسى بأن يخصص قوماً ليجعلهم كهنة للرب، خروج/28 / 1
«وَقَرِّبْ إِلَيْكَ هَارُونَ أَخَاكَ وَبَنِيهِ مَعَهُ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَكْهَنَ لِي .”

وبهذا يعتبر أول أمر إلهي يوجهه الله عز وجل للنبي موسى، لتنظيم العلاقة بين الخالق والمخلوق، وذلك عن طريق مجموعة خاصة من البشر، يكون واجبها الأساسي هذه الخدمة، اي خدمة مذبح الرب، ومساعدة الشعب على الإحتفاظ بعلاقتهم بالله عز وجل، ويكونون من سبط لاوي فقط، وبالتحديد من نسل هرون، رئيس كهنة إسرائيل، ومن أجل الحفاظ على قدسية هذه المهنة، فقد حذَر الله البشر من خارج هذه السلالة المختارة أن يقوموا بهذه المهمة، بدليل أنه وعندما اراد الملك عُزيّا أن يحرق البخور، قاومه عزريا وثمانون كاهناً ومنعوه من ذلك.

كما نقرأ في 2 أخ 26 : 17 ” 17وَدَخَلَ وَرَاءَهُ عَزَرْيَا الْكَاهِنُ وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ الرَّبِّ بَنِي الْبَأْسِ. 18وَقَاوَمُوا عُزِّيَّا الْمَلِكَ وَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ لَكَ يَا عُزِّيَّا أَنْ تُوقِدَ لِلرَّبِّ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ الْمُقَدَّسِينَ لِلإِيقَادِ. “

وهكذا نرى أن الكهنوت في العهد القديم، كان تكليفاً من الله عز وجل خَصَّ به سبط لاوي فقط، وحذّر غيرهم من مغبة ذلك، لا بل كان يعاقبهم إذا هم فعلوا أو تجاوزوا على ذلك الأمر.

بعد أن أفرز الله عز وجل بني هرون من سبط لاوي لخدمة المذبح أناط بهم بعض المسؤوليات ووضع على عاتقهم بعض الواجبات.

فكانت واجبات الكهنة هي: ــ

  1. تقديم الذبائح: ــ سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية. والذبيحة هي كل مذبوح يقدم لله تعالى إسترضاءً أو تقرُّباً لله، وكان أول ذكر للقرابين هو ما جاء في تك 4 : 3 حيث قدّم قايين قربانه لله ” 3وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، 4وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، 5وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. ”
    إذن الله يريد ذبيحة تُقدم قرباناً، ويرى كثيرون أن سبب رفض الله لقربان قايين هو خلو قربانه من الدم، وإن كان الكتاب لا يذكر هذا صراحة.
    ومما يؤكد ذلك ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين 11 : 4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ ِللهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! ”
    وبعد الطوفان، فإن أول مَنْ بنى مذبحاً للرب كان نوح، حيث نقرأ ذلك في تك 8 : 20 ” وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ، 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا ”
    إذن نستشف من ذلك بأن الرب يرضى برائحة المحروقات التي تقدم كذبائح له.
    ثم نقرأ عن أبونا إبراهيم بأنه بنى مذبحاً للرب وكيف اراد أن يقدم إبنه إسحق ذبيحةً لله تعالى، وكذلك فعل أبونا يعقوب حينما اقام مذبحاً في شكيم (تك 33 : 20 ).

  2. تقديم الخدمات في إحتفالات التطهير: ــ يقوم الكاهن بتطهير الإنسان الذي أصابه داء البرص.
    كما جاء في لا 14 : 11 ” فَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمُطَهِّرُ الإِنْسَانَ الْمُتَطَهِّرَ وَإِيَّاهَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. ”
    وفي لا 14 : 31 مَا تَنَالُ يَدُهُ: الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً مَعَ التَّقْدِمَةِ. وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ الْمُتَطَهِّرِ أَمَامَ الرَّبِّ.
    تطهير البرص/ لا 14
    1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«هذِهِ تَكُونُ شَرِيعَةَ الأَبْرَصِ: يَوْمَ طُهْرِهِ، يُؤْتَى بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ. 3وَيَخْرُجُالْكَاهِنُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، فَإِنْ رَأَى الْكَاهِنُوَإِذَا ضَرْبَةُ الْبَرَصِ قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الأَبْرَصِ، 4يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤْخَذَ لِلْمُتَطَهِّرِ عُصْفُورَانِ حَيَّانِ طَاهِرَانِ، وَخَشَبُ أَرْزٍ وَقِرْمِزٌ وَزُوفَا. 5وَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُذْبَحَ الْعُصْفُورُ الْوَاحِدُ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيٍّ. “……… 20وَيُصْعِدُ الْكَاهِنُ الْمُحْرَقَةَ وَالتَّقْدِمَةَ عَلَى الْمَذْبَحِ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ فَيَطْهُرُ.

  3. الإعتناء بالآنية المقدسة والنار المقدسة والمنارة الذهبية والأثاث المقدس: ــ تقع على عاتق الكهنة عملية حماية المقدس من التدنيس، وما يُرتكب بحق الكهنوت ، كما جاء في:
    سفر العدد 18 : ” 1وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ الْمَقْدِسِ، وَأَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ كَهَنُوتِكُمْ. 2وَأَيْضًا إِخْوَتُكَ سِبْطُ لاَوِي، سِبْطُ أَبِيكَ، قَرِّبْهُمْ مَعَكَ فَيَقْتَرِنُوا بِكَ وَيُوازِرُوكَ، ” وخدمة الهيكل المقدس ، كما جاء في حز 44 : 5 «أَمَّا الْكَهَنَةُ اللاَّوِيُّونَ أَبْنَاءُ صَادُوقَ الَّذِينَ حَرَسُوا حِرَاسَةَ مَقْدِسِي حِينَ ضَلَّ عَنِّي بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَيَّ لِيَخْدِمُونِي، وَيَقِفُونَ أَمَامِي “

  4. النفخ في الأبواق المقدسة : ــ يش 6 : 4وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ.” .

  5. حمل تابوت العهد : ــ يش 3 : 6وَقَالَ يَشُوعُ لِلْكَهَنَةِ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ وَاعْبُرُوا أَمَامَ الشَّعْبِ».فَحَمَلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ وَسَارُوا أَمَامَ الشَّعْبِ.

  6. تقييم النذور : ــ كان على الكاهن أن يقيّم الذبيحة التي نذرها الشخص لله، كما عليه أن يقيّم كل الأمور الأخرى بما في ذلك الدور والحقول وغيرها كما ورد في لا 27 :11وَإِنْ كَانَ بَهِيمَةً نَجِسَةً مِمَّا لاَ يُقَرِّبُونَهُ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ يُوقِفُ الْبَهِيمَةَ أَمَامَ الْكَاهِنِ، 12فَيُقَوِّمُهَا الْكَاهِنُ جَيِّدَةً أَمْ رَدِيئَةً”
    تقييم الدور: 14«وَإِذَا قَدَّسَ إِنْسَانٌ بَيْتَهُ قُدْسًا لِلرَّبِّ، يُقَوِّمُهُ الْكَاهِنُ جَيِّدًا أَمْ رَدِيئًا. وَكَمَا يُقَوِّمُهُ الْكَاهِنُ هكَذَا يَقُومُ. ”
    تقييم الحقل 18وَإِنْ قَدَّسَ حَقْلَهُ بَعْدَ سَنَةِ الْيُوبِيلِ يَحْسُبُ لَهُ الْكَاهِنُ الْفِضَّةَ عَلَى قَدَرِ السِّنِينَ الْبَاقِيَةِ إِلَى سَنَةِ الْيُوبِيلِ، “

  7. تقدير المال للإفتداء

  8. تفسير الناموس للشعب : حيث يقومون بخدمة الشعب وتمثيله أمام الله .

  9. القضاء في الدعاوى : ــ تث 17 : «إِذَا عَسِرَ عَلَيْكَ أَمْرٌ فِي الْقَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ، أَوْ بَيْنَ دَعْوَى وَدَعْوَى، أَوْ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ أُمُورِ الْخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ، فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ، 9وَاذْهَبْ إِلَى الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ وَإِلَى الْقَاضِي الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَاسْأَلْ فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ الْقَضَاءِ.
    تث 21 : 5ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الْكَهَنَةُ بَنُو لاَوِي، لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ، وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ،
    2 أخ 19 8وَكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ أَقَامَ يَهُوشَافَاطُ مِنَ اللاَّوِيِّينَ وَالْكَهَنَةِ وَمِنْ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ لِقَضَاءِ الرَّبِّ وَالدَّعَاوِي. وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 9وَأَمَرَهُمْ قَائِلاً: «هكَذَا تَفْعَلُونَ بِتَقْوَى الرَّبِّ بِأَمَانَةٍ وَقَلْبٍ كَامِل. 10وَفِي كُلِّ دَعْوَى تَأْتِي إِلَيْكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمُ السَّاكِنِينَ فِي مُدُنِهِمْ، بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ، بَيْنَ شَرِيعَةٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ جِهَةِ فَرَائِضَ أَوْ أَحْكَامٍ، حَذِّرُوهُمْ فَلاَ يَأْثَمُوا إِلَى الرَّبِّ فَيَكُونَ غَضَبٌ عَلَيْكُمْ وَعَلَى إِخْوَتِكُمْ. هكَذَا افْعَلُوا فَلاَ تَأْثَمُوا. 11وَهُوَذَا أَمَرْيَا الْكَاهِنُ الرَّأْسُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ أُمُورِ الرَّبِّ، “

  10. إجراء طقوس الغيرة : ــ وهنا قد خول الرب للكاهن أن يغفر عن خطية الزنى أو يبت فيها ، عدد 5 : 11وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 12«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُل وَخَانَتْهُ خِيَانَةً، 13وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، وَأُخْفِيَ ذلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا، وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَلَيْسَ شَاهِدٌ عَلَيْهَا، وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ، 14فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ لَيْسَتْ نَجِسَةً، 15يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ،”

تقديس الكهنة: ــ يعتبر تقديس الكهنة عملاً عظيماً، وكانت هذه الطقوس تُجرى في إحتفالٍ مهيب، ومدته تمتد إلى سبعة ايام، وما تذكره المصادر لنا بأن الله هو الذي أمر بأن تختص مجموعة بهذا العمل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ـــ

لماذا اقام الله الكهنوت؟

لكي يتوسط الكاهن بين الله وبين الشعب الخاطئ، قبل الخطيئة لم تكن هناك حاجة للوسيط، ولكن بعد أن دخلت الخطية بين البشر، برزت الحاجة إلى ذلك، وبما أن الشعب خاطئ فلم يعد بإمكانه التقرب أو الإقتراب إلى الله.

وقد جعل الله لهم سبيلا إليه، وهو عن طريق الكهنة، ونظام الذبائح، حيث كان الكهنة يقومون بواجب تقديم الذبائح عوضاً عن الشعب وذلك لغفران الخطايا، وهذا تمهيد لمجئ السيد المسيح له المجد.
وخاطب الله موسى قائلاً له في خر 29 : 1 – 37 1 «وَهذَا مَا تَصْنَعُهُ لَهُمْ لِتَقْدِيسِهِمْ لِيَكْهَنُوا لِي: خُذْ ثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ صَحِيحَيْنِ، ……………………………………… 19 وكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 20 «هذَا قُرْبَانُ هَارُونَ وَبَنِيهِالَّذِي يُقَرِّبُونَهُ لِلرَّبِّ يَوْمَ مَسْحَتِهِ: عُشْرُ الإِيفَةِ مِنْ دَقِيق تَقْدِمَةً دَائِمَةً، نِصْفُهَا صَبَاحًا، وَنِصْفُهَا مَسَاءً. 21 عَلَى صَاجٍ تُعْمَلُ بِزَيْتٍ، مَرْبُوكَةً تَأْتِي بِهَا. ثَرَائِدَ تَقْدِمَةٍ، فُتَاتًا تُقَرِّبُهَا رَائِحَةَ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.22 وَالْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ عِوَضًا عَنْهُ مِنْ بَنِيهِ يَعْمَلُهَا فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلرَّبِّ. تُوقَدُ بِكَمَالِهَا.23 وَكُلُّ تَقْدِمَةِ كَاهِنٍ تُحْرَقُ بِكَمَالِهَا.لاَ تُؤْكَلُ».

موارد معيشة الكهنة : ـ
1 – بما أن الكهنة لن يسمح لهم بالعمل من أجل كسب لقمة العيش، فقد حدد الله لهم موارد عيشهم، وقد منحه الله سلطة التصرف بالنذور، اي تكون حلالاً لبني هرون أي للكهنة كما ورد ذلك في سفر العدد18: 9 هذَا يَكُونُ لَكَ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ مِنَ النَّارِ، كُلُّ قَرَابِينِهِمْ مَعَ كُلِّ تَقْدِمَاتِهِمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ خَطَايَاهُمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ آثَامِهِمُ الَّتِي يَرُدُّونَهَا لِي. قُدْسُ أَقْدَاسٍ هِيَ لَكَ وَلِبَنِيكَ. 10 فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ تَأْكُلُهَا. كُلُّ ذَكَرٍ يَأْكُلُهَا. قُدْسًا تَكُونُ لَكَ. 11وَهذِهِ لَكَ: الرَّفِيعَةُ مِنْ عَطَايَاهُمْ مَعَ كُلِّ تَرْدِيدَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لَكَ أَعْطَيْتُهَا وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُ مِنْهَا. 12كُلُّ دَسَمِ الزَّيْتِ وَكُلُّ دَسَمِ الْمِسْطَارِ وَالْحِنْطَةِ، أَبْكَارُهُنَّ الَّتِي يُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ، لَكَ أَعْطَيْتُهَا. 13 أَبْكَارُ كُلِّ مَا فِي أَرْضِهِمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ لَكَ تَكُونُ. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُهَا.

2 – باكورات الحيوانات وفضة الفداء وباكورات الأثمار: ـ تكون للكهنة . لا 23 : 9 ” 9 وكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 10 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ وَحَصَدْتُمْ حَصِيدَهَا، تَأْتُونَ بِحُزْمَةِ أَوَّلِ حَصِيدِكُمْ إِلَى الْكَاهِنِ ” ………… فَيُرَدِّدُهَا الْكَاهِنُ مَعَ خُبْزِ الْبَاكُورَةِ تَرْدِيدًا أَمَامَ الرَّبِّ مَعَ الْخَرُوفَيْنِ، فَتَكُونُ لِلْكَاهِنِ قُدْسًا لِلرَّبِّ
عدد 18 : كُلُّ دَسَمِ الزَّيْتِ وَكُلُّ دَسَمِ الْمِسْطَارِ وَالْحِنْطَةِ، أَبْكَارُهُنَّ الَّتِي يُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ، لَكَ أَعْطَيْتُهَا. 13 أَبْكَارُ كُلِّ مَا فِي أَرْضِهِمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ لَكَ تَكُونُ.

3 – تقدمة الدقيق: ـ لا 2 : 1 وَإِذَا قَرَّبَ أَحَدٌ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ، يَكُونُ قُرْبَانُهُ مِنْ دَقِيق.وَيَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتًا، وَيَجْعَلُ عَلَيْهَا لُبَانًا. 2وَيَأْتِي بِهَا إِلَى بَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ، وَيَقْبِضُ مِنْهَا مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْ دَقِيقِهَا وَزَيْتِهَا مَعَ كُلِّ لُبَانِهَا، وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ تَذْكَارَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ.3 وَالْبَاقِي مِنَ التَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ،

4 – عشر العشور: ـ كانت تُقدم عشر من كل وارد ، وذلك لسد حاجة الكهنة الذين يقومون بالخدمات الدينية، هذا ما أمر الله به، عدد18: كُلُّ دَسَمِ الزَّيْتِ وَكُلُّ دَسَمِ الْمِسْطَارِ وَالْحِنْطَةِ، أَبْكَارُهُنَّ الَّتِي يُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ، لَكَ أَعْطَيْتُهَا. 13 أَبْكَارُ كُلِّ مَا فِي أَرْضِهِمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ لَكَ تَكُونُ.

وجاء في سفر نحميا الفصل 10: 35 وَلإِدْخَالِ بَاكُورَاتِ أَرْضِنَا، وَبَاكُورَاتِ ثَمَرِ كُلِّ شَجَرَةٍ سَنَةً فَسَنَةً إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، 36 وَأَبْكَارِ بَنِينَا وَبَهَائِمِنَا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ، وَأَبْكَارِ بَقَرِنَا وَغَنَمِنَا لإِحْضَارِهَا إِلَى بَيْتِ إِلهِنَا، إِلَى الْكَهَنَةِ الْخَادِمِينَ فِي بَيْتِ إِلهِنَا. 37 وَأَنْ نَأْتِيَ بِأَوَائِلِ عَجِينِنَا وَرَفَائِعِنَا وَأَثْمَارِ كُلِّ شَجَرَةٍ مِنَ الْخَمْرِ وَالزَّيْتِ إِلَى الْكَهَنَةِ، إِلَى مَخَادِعِ بَيْتِ إِلهِنَا، وَبِعُشْرِ أَرْضِنَا إِلَى اللاََّوِيِّينَ، وَاللاََّوِيُّونَ هُمُ الَّذِينَ يُعَشِّرُونَ فِي جَمِيعِ مُدُنِ فَلاَحَتِنَا. 38 وَيَكُونُ الْكَاهِنُ ابْنُ هَارُونَ مَعَ اللاََّوِيِّينَ حِينَ يُعَشِّرُ اللاََّوِيُّونَ، وَيُصْعِدُ اللاَّوِيُّونَ عُشْرَ الأَعْشَارِ إِلَى بَيْتِ إِلهِنَا، إِلَى الْمَخَادِعِ، إِلَى بَيْتِ الْخَزِينَةِ. 39 لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي لاَوِي يَأْتُونَ بِرَفِيعَةِ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ إِلَى الْمَخَادِعِ، وَهُنَاكَ آنِيَةُ الْقُدْسِ وَالْكَهَنَةُ الْخَادِمُونَ وَالْبَوَّابُونَ وَالْمُغَنُّونَ، وَلاَ نَتْرُكُ بَيْتَ إِلهِنَا.

المحذورات

بما أن على الكاهن واجبات وله حقوق، فهناك أيضاً المحذورات التي حذر الله الكهنة منها:

1 – أن لا يلمس الكاهن جثة ميت، إلا للقريب من الدرجة الأولى والثانية، وذلك لكون الكاهن هو رئيس قومه: ـ لا 21 : 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ الْكَهَنَةَ بَنِي هَارُونَ وَقُلْ لَهُمْ: لاَ يَتَنَجَّسْ أَحَدٌ مِنْكُمْ لِمَيْتٍ فِي قَوْمِهِ، 2 إِلاَّ لأَقْرِبَائِهِ الأَقْرَبِ إِلَيْهِ: أُمِّهِ وَأَبِيهِ وَابْنِهِ وَابْنَتِهِ وَأَخِيهِ 3 وَأُخْتِهِ الْعَذْرَاءِ الْقَرِيبَةِ إِلَيْهِ الَّتِي لَمْ تَصِرْ لِرَجُل. لأَجْلِهَا يَتَنَجَّسُ “

2 – لا يحلق الكاهن رأسه بالكامل أو جانبي لحيته: ـ لقد أوصى الله بني إسرائيل بالكامل بهذه الوصية وغيرها كما جاء في لا 19 27 لاَ تُقَصِّرُوا رُؤُوسَكُمْ مُسْتَدِيرًا، وَلاَ تُفْسِدْ عَارِضَيْكَ ” ولكن لقداسة الكهنوت أوصى الكهنة في لا 21 : لاَ يَجْعَلُوا قَرْعَةً فِي رُؤُوسِهِمْ، وَلاَ يَحْلِقُوا عَوَارِضَ لِحَاهُمْ،”
وفي حز 44 : 20 وَلاَ يَحْلِقُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَلاَ يُرَبُّونَ خُصَلاً، بَلْ يَجُزُّونَ شَعْرَ رُؤُوسِهِمْ جَزًّا.

3 – لا يُسمح للكاهن أن يندب ميت أو بخدش جسده حزناً: ـ لا 21 : وَلاَ يَجْرَحُوا جِرَاحَةً فِي أَجْسَادِهِمْ. 6

وهذه هي الممنوعات «وَالْكَاهِنُ الأَعْظَمُ بَيْنَ إِخْوَتِهِ الَّذِي صُبَّ عَلَى رَأْسِهِ دُهْنُ الْمَسْحَةِ، وَمُلِئَتْ يَدُهُ لِيَلْبَسَ الثِّيَابَ، لاَ يَكْشِفُ رَأْسَهُ، وَلاَ يَشُقُّ ثِيَابَهُ، 11وَلاَ يَأْتِي إِلَى نَفْسٍ مَيْتَةٍ، وَلاَ يَتَنَجَّسُ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ، 12 وَلاَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَقْدِسِ لِئَلاَّ يُدَنِّسَ مَقْدِسَ إِلهِهِ، لأَنَّ إِكْلِيلَ دُهْنِ مَسْحَةِ إِلهِهِ عَلَيْهِ. أَنَا الرَّبُّ. 13 هذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14 أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ، بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً. 15 وَلاَ يُدَنِّسُ زَرْعَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُ».

بهذا نختم بحثنا هذا عن موضوع الكاهن في العهد القديم، على أمل أن نتمكن من البحث عن الكاهن في العهد الجديد، وما هي واجباته، وكيف عليه أن يرعى شعبه، ونتطرق إلى موضوع مهم وحيوي وهو هل يجوز أن نطعن وندين الكاهن؟ هل يجوز للكاهن أن يتعاطى السياسة؟ هل يمكن أن نسمي الكاهن مناضلاً؟ هل يجوز أن نتجاوز على الكاهن وننعته بصفات وضيعة؟ عسى أن يوفقنا الله في ذلك!

نزار ملاخا

5/3/2012

You may also like...