الفكر الإقصائي للسيد سركيس أغاجان في تزوير كتاب ألقوش عبر التاريخ

” خاهه عَمّا كَلذايا “

نزار ملاخا

كتبنا وتكلمنا كثيراً حول التزوير والتحريف والتحوير الذي طرأ على النسخة الجديدة لكتاب المرحوم المطران يوسف بابانا ” القوش عبر التاريخ ” وكيف أن ورثته وغيرهم لم يكونوا أمينين لفكر المرحوم المطران بابانا، وقد كتبوا ردودهم التي تنقصها الحقيقة ويثلمها الباطل، كما كتب بعض الإخوان ممن يتبين أن نعمة الزوعا بادية على ردودهم وهم اسماء لامعة في القوش، سامحهم الله، ولربما لهم العذر في ذلك، فكما قال أحدهم مستشهداً بالمثل العراقي ” اللي إيده بالماي مو مثل اللي إيده بالنار ” وفي ألقوش نقول ” إيذح خو كيپا ” ولربما يُعذرون لا أدري، أما أنا فأقول في مثل هذه الحالة، لا محاباة ولا تبويس لحى ولا مجاملة، فلا تأخذك في الحق لومة لائم، تشدد وكن شجاعاً وقُل كلمة الحق في وجه هذا العالم الظالم الأخرس، أو أسكت فإن السكوت في مثل هذه الحالة هو أبلغ من الرد الأجوف المخادع الكاذب.وإلا ما معنى أن يرد جورج بابانا رداً بعيداً جداً عن الحقيقة ورافضاً أن يكون هناك تزوير ويرد عمانوئيل شكواناً ملمعاً ومزوقاً التزوير على أنه أمانة مطلقة لفكر المؤلف ويرد يوحنا بابانا معترفاً بوقوع التزوير تحت غطاء ما يسمى سقط سهواً وخطأ مطبعي، وكلها مبررات غير مقبولة ومرفوضة اساساً .

نحن أخذنا التزوير من جانب أصحاب الحقوق، واليوم نحاول مناقشة التزوير من جانب صاحب الإمتياز، هناك أسئلة نوججها لمن له الأمر وهي : ــ هل كان له الحق في تغيير تاريخية ألقوش بعكس ما ذكرها ودوّنها الفقيد الراحل المطران بابانا ؟ مَن هو الذي اشار إليه بأن يكون صاحب الإمتياز ؟ هل أستغل موقعه الحزبي ضمن تنظيمات الحزب القائد في كردستان ؟ وهل أستغل موقعه الوظيفي ومكانته في المنطقة ؟ أم أنه استغل كل هذه الأموال الطائلة التي وُضِعَت تحت تصرفه ليتصرف بها بأمانة وقد يستغلها هو في مثل هذه المآرب التي تسئ إلى تاريخ ألقوش ؟ وهل هو أدرى بتاريخ ألقوش من أهلها  ومن المطران بابانا بالذات ؟ وهل هو الذي طلب الإمتياز من أصحاب الحقوق أم هم أقترحوا عليه ذلك ؟ وهل عرض عليهم مبلغاً من المال أم هم فرضوا عليه السعر ؟ وهل أن نسخ الكتاب قد نفذت البارحة ليقوم أصحاب الحقوق بإعادة الطبع اليوم ؟ وكم ألقوشي طرق بابهم مطالباً إياهم بنسخة من هذا الكتاب المفقود ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ لماذا لم يفكر اصحاب الحقوق سابقاً بتخويل السيد أغاجان بطبع الكتاب ؟ ولماذا لم يخوّلوا غيره أو يمنحوا أنفسهم هم صلاحية أصحاب الإمتياز في الوقت الذي يحملون حقوق الوراثة ؟ هل طالبوهم أهالي ألقوش بإعادة طبع الكتاب ؟ اسئلة كثيرة وأكثر من كثيرة تراود ذهني وتجعلني في حيرة من أمري، ما علاقة السيد أغاجان بذلك ؟ ولماذا لم يقم بطبع كتاب الآشوريين والمسألة الآشورية مثلاً ؟ لماذا لم يفكر السيد أغاجان بتأليف كتاب عن حكاري مثلاً أو أورمي ؟ مسقط رأس الاثوريين ؟ لماذا لم يكتب عن المار دنخا أو المار شمعون أو غيرهما ؟ ولماذا لم يطلب الإمتياز من القس ميخائيل ججو بزي مؤلف كتاب ” بلدة تلكيف ” الذي نفذ منذ عدة سنوات ولم يتذكر ذلك أحد ؟ ولماذا لم يطلب من المهندس حبيب حنونا إمتياز طبع كتابه ” تاريخ كرمليس “؟ أو لماذا لم يطلب الإمتياز من الأستاذ زهير كاظم عبود مؤلف كتاب ” لمحات عن اليزيدية” ؟ أو لنذهب بعيداً ونقول بأن تكريت كانت آشورية فلماذا لم يطلب الإمتياز من الأستاذ عبد الرحيم طه الأحمد مؤلف كتاب ” تكريت ” ؟لماذا ألقوش بالذات ؟ ولماذا البحث في تاريخها مرة ثانية ؟ ومن قال بأن الألاقشة يريدون تغيير تاريخ بلدتهم ؟ ولماذا التركيز على نقاط مهمة في تغيير قومية ألقوش ؟ لماذا تنتقدون النظام السابق وتقولون بأنهم غيروا تاريخ العراق أو تاريخ المسيحية في العراق ؟ أليس هذا وجهاً من أوجه تغيير القومية ؟ ولماذا النقد والتقريع للنظام السابق والتغطية والتدليس للأزلام الحاليين؟ اين هي الأقلام الصفراء ؟ لماذا لا تنشط لتقول الحقيقة ؟ اين هم كتّاب المجلس الشعبي والآبواق النافخة من مشيگان ؟ ولماذا هي ساكتة عن الحق ؟ معروف لأنهم شياطين تخرس عند الحق، وهكذا يقول المثل العراقي ” الساكت عن الحق شيطان أخرس ” .

لقد نجح السيد سركييس أغاجان مرة أخرى في أمور عدة  وهي : ــ

1 – زرع الفتنة بين الألاقشة أنفسهم من خلال التصرف الشيطاني بإستدراج
أصحاب الحقوق .

2 – الفتنة ومحاولة شق الصف الكلداني، من خلال هذه النقاشات الدائرة والتي نحن طرف فيها ندافع عن الحق والأصول، والطرف الثاني يبرر الجريمة ليدافع عن الباطل والظلم .

3 – تطبيق نظام تصحيح القومية من ” كلدانية ” إلى ” آشورية ” ليحصل المواطن على حقوقٍ إضافية .

كنا نتمنى على الألاقشة أن يجعلوا ألقوش بعيدة عن الكرات الأغاجانية، وأن يجد السيد أغاجان ملعباً آخر غير ألقوش، ولكن يبدوا أنه قد وجد موطئ قدم له في ألقوش ادى البعض من أصحاب النفوس الضعيفة،

التأكيد على ألقوش لماذا ؟ يبدو أن الأخ اغاجان همّه الوحيد هي ألقوش، لقد كسبوا المعركة في عنكاوة، وها هي عنكاوة مقراً لأكبر مجلس يحارب هويتنا القومية، الا وهو المجلس الشعبي الأغاجاني، ولم يتمكن العنكاويون من مقاومة ذلك، لقد أثر الأخ أغاجان على العنكاويين وتمكن من السيطرة عليهم بشتى الطرق، النسابة النسوية أو القرابة العائلية عن طريق النساء” التزواج العنكاوي الآثوري ” أوإغراءات المادة والمنصب والمال،وقد سار في طريق الإغواء والإغراء الكثيرين منهم وأخص بالذكر جماعة السويد والذين خرجوا من المولد بدون حمّص، وهاهم قد فعلوا فعلتهم وقبعوا في دولتهم، وبذلك تمكنوا من إسقاط عنكاوا قومياً وشق صفوفها، فبعدما كانت عنكاوا قرية كلدانية أصيلة يذكرها التاريخ هكذا دائماً، أصبحت الآن عنكاوة وبكل اسف تلبس جلباب غيرها، واليوم تتعرض عنكاوة لحملة بشعة ببناء الأبراج الأربعة فيها .

حاول الأخ أغاجان بالتأثير على ألقوش بشتى الطرق، ويبدو أنه لم ينجح بذلك، لقد فتح مقرات للأحزاب الآشورية هناك، وفتح مقر للمجلس الشعبي، وأغرى بعضهم بالمادة والمال، وحاول كسب ودّهم بأساليب مختلفة، ولكن الألقوشي الحر يبقى حراً لا تغريه مادة ولا يملآ عينه مال ولا يثلم سيفه جبان، يثور ويغضب عندما يتعلق الأمر بتاريخه وهوية بلدته، فيقلب موائد الصيارفة ويرمي نقودهم بوجههم، ويقول كما قال يسوع ” بيت أبي بيت صلاة يدعى ” فيقول ألقوش تبقى كلدانية ويردد معه صدى صوته السهل والجبل والوادي وحتى حفيف الأشجار وخرير مياه بيهندوايا” ألقوش كلدانية مهما حاولت يا سيد أغاجان فلن تستطيع أن تغير شئ ” وبذلك حاول السيد أغاجان محاولته التي ولدت ميتة، فقد تفتق فكره عن خطة جهنمية جديدة تصور إنها ستنطلي على الكلدان، وهي محاولة التزوير والتغيير في كتاب يحبه الألاقشة كثيراً ويحبون بشكل أكبر مؤلف الكتاب المرحوم المطران يوسف بابانا،

لقد أراد السيد أغاجان أن يمرر ضربته القاضية على الكلدان من خلال التزوير والتغيير الذي أحدثة في كتاب وحيد فريد من نوعه يحكي قصة تاريخية القوش، فحذف واضاف ما شاء له، واسقط كل كلمة تشير إلى كلدانية اهل ألقوش أو لغتهم الكلدانية الجميلة التي يسميها المطران بابانا ” لغتنا الكلدانية ” فلم يقل السريانية، ولم يقل اللهجة الألقوشية المحكية، بل قال اللغة الكلدانية، كما حاول صاحب الإمتياز في الوقت نفسه أن يحذف كل كلمة تسئ إلى الآشوريين الهمج التي ذكرها المرحوم المطران بابانا بأنهم غزاة قساة القلوب، وعن أصول عوائل ألقوش وهويتهم القومية ذكرها المطران بأنها كلدانية ولم تكن غير كلدانية، حاول السيد اغاجان أن يلغيها ليقول أن أصول عوائل ألقوش هي آشورية!!!!!!!!! هل أن آثورياً سكن سامراء اصبح سامرائياً ؟ وهل هناك عشيرة تحمل هذا الأسم ؟ نعم ألقوش وقعت قبل سنة 612 ق. م تحت سيطرة الدولة الآشورية ، وكانت منطقة تابعة لأقليم آشور ، ولكن لم يحمل في يوم ما أي شخص أو قبيلة أو عشيرة من ألقوش تسمية آشورية، أو أن اياً منهما وحتى أكبر العوائل واقدمها مثل آل شكوانا وأل أبونا فإنهم لم يحملوا تسمية آشورية بل على مر الزمان كانت هويتهم القومية هي الكلدانية ولم تكن غير ذلك من غابر الزمان وقبل عدة مئات من السنين ، ومن له كلام آخر فليثبته بالوقائع والدلائل، ومرفوضة هي الكلمات الطائرة في الهواء، ومرفوضة من يعتمد على المصادر ” حكت لي جدتي، وقال جدي ، وصعد أبي إلى السطح، ورأى جدي حلماً في المنام  !!!!!!!!!!” نريد تاريخاً موثقاً ، نريد مصادر معتمدة وإلا فالسكوت خير من الذهب .وهكذا يحاول السيد أغا جان مرة أخرى لكي يضرب الكلدان في عقر دارهم، في ألقوش القلعة الكلدانية الأبية، ألقوش مسقط رأس البطاركة، ألقوش التي يفتخر الكلدان جميعاً ببطولة رجالها، القوش الكلدانية الأبية التي حمت الآثوريين إخوتنا كلدان الجبال أثناء تعرضهم لمذبحة بشرية قادها بكر صدقي عام 1933،

لقد رأى السيد أغاجان أن أحسن طريقة للتخلص من الدَين( ديون كلدانية في أعناق إخوتهم )  الكلداني الذي في أعناقهم هو تغيير قومية اهل ألقوش لكي لا يستشهد أحد من الكلدانيين، أو يذكّرهم بالدَين الكلداني الذي اصبح أمانة في أعناقهم . تحضرني حالة حدثت عندما كنا نعمل في إحدى مؤسسات وزارة النفط، وكان المغفور له المرحوم ميخائيل سيرون مهندساً هناك وحدثت مشادة كلامية بيني وبينه حضر على أثرها العم أبو فريد وسأله عن السبب، فكان تافهاً وتدخلاً منه، ولما سألني من اين انت، قلتُ له ألقوشي، فاستدار إلى المرحوم وقال له ” دَخْ هَمْزِمّت مِنْ دَوا ألقوشنايا ، أنّه صولتيه إل ريشَن ، إن لا هوياوا ألقوش إيديو يوما ليهاوتوا خِيّا لا أتن ولا بابوخ ” ما معناه كيف تجادل ألقوشياً هؤلاء …. على رأسنا ، ولولاهم لما كنتَ قد بقيتَ حياَ ” هذا الوفاء من هؤلاء الذين عاشوا الماساة وعاشوا فضل الألاقشة يريد الأخ اغاجان اليوم أن يمحوها من ذاكرة الجيل الجديد. فلم يتمكن، لذلك حاول بطريقة رهيبة أن يغير الهوية القومية، أو على الأقل أن يشيع تنسيب أهل القوش إلى قومية غير قوميتهم ليزيل ذلك الفضل من على رقبته ورقبة ابناء جيله .

ولكن هيهات فالكلدان سيف متسلط على رقاب الجهلاء، والمزورين والذين يحاولون المس بكلدانية القوش او كلدانية اهلها . ولنا لقاء .

27/6/2012

You may also like...