العَقلْ..وبدايات يقظة أوربا.!

الحياة دخان يتطاير – و.أ. هنلي-

أعتقد ول.ديورانت,مؤلف قصة الحضارة -بداية عصرالعقل- أن أعتماد ديكارت على العقل ..أيقظ ذهن أوربا,وكانت أشهرعبارة قالها- ديكارت- في الفلسفه- أنا أفكر..أذاً أنا موجود- بتوكيد ديكارت على الفكر بوصفه الحقيقة الوحيدة المعروفة بطريق مباشر ويعتبر كتابه-مقال في المنهج- فاتحة عصرجديد في أوربا وفي العالم؟ أحدث ثورة كبيرة في التفكير,فشك في كل شئ ..الشك الشامل للعثورعلى الحقيقة؟ ومعيناً لاينضب لعلم النفس الحديث,في تحليله للأحساس والخيال والذاكرة والأرادة, وفي أعتماده على العقل و– المناظرة الكبرى- بين العقل والأيمان وكانت تتخذ شكلاً واعياً,وهيئ لفلسفته منهجاً رياضياً, ولحياته منهجاً فلسفياً.! وأوجزفونتيل هذا الأمر-أن ديكارت,هوالذي أمدنا بطريقة جديدة للتفكير! تدعوللأعجاب أكثرمما تدعو فلسفته ذاتها.وأسهم ديكارت في أبتداع طرازجديد في الحياة الفرنسية,كما فعل في الفلسفه .وكان أثره في الفلسفه أعظم من أثر أي مفكرآخر.وثبات تقاليد المثالية في الفلسفة الحديثة على الفكربوصفه الحقيقة الوحيدة المعروفة بشكل مباشر.

في المقابل أدى-بيكون- لأنكلترا,أنه حررالفلسفة من أغلال الزمن وأطلقها لتبحر في جرأة و شجاعة في بحرمكشوف.وكانت فلسفة ديكارت وبيكون,أنتصارعاجل أوفوري للعقل.وكانت تلك الحقبة نفسها في هولندا فهي عصرسبينوزا وبيلي, وفي أنكلتراعصرهوبز و لوك, وكانت أزهى عصور فرنسا-القرن العظيم-أي عصر لويس الرابع عشر,أنها حقبة بورت , رويال,بسكال, وبوسويه,وكانت أعمال ديكارت لها الأثر الرائع على الأدب والفن في فرنسا,بأسلوبه المبتدع المنعش,لقد كان الفيلسوف يمثل الألفة الساحرة في تعداد مغامرات العقل وتجاربه المثيرة.وقد برز كتاب-مقال في المنهج-أحد روائع النثرالفرنسي في اللغة و الأفكار والبراعة في التفكير والترتيب والأعتدال في الآداب والفنون والسلوك الحديث, ,ورائعه من روائع العصرالفرنسي الزاهر,قال عن رفعة الأفكار الواضحة في شأن العقل الناقد الفرنسي بوالو..-أحب العقل أذا..ولتستمد كتاباتك وقيمتها من وحده-.وباتت الدراما الفرنسية بلاغة العقل التي تنافس تمردالعاطفة والهوى,لمدة قرنين من الزمان. لقدأفسحت المجال بعد ديكارت,لمناقشات كورني العقلانية,ولتقوى بوسويه المنطقية, ولقانون الملكية والبلاط ونظامهما وشكلهما وسلوكهما.وتتلمذ-سبيدوزا-على منطق ديكارت,وتبنى المثل الأعلى الهندسي في كتابه-الأخلاق-وبنى بحثه في-أسترقاق الأنسان-على بحث ديكارت –رسالة في أنفعالات النفس- وبذل جهداً جباراًلتحقيق هدفه بألزام نفسه في دراسة الرياضيات ,الفيزياء,الفلك,التشريح,الفسيولوجيا,علم النفس,نظرية المعرفه,الأخلاق,اللآهوت,وأجرى التجارب والمعادلات والرسوم البيانية,في وقت كانت السنوات التسعين من-1558- 1648 تهتم في القضاياالذهنية المحصورة في المسيحية,مع سيطرة الكاثوليكية في أسبانياوالبرتغال حيث ظلت محاكم التفتيش تنشرالرعب والخوف.مع أنفراج الديانة العتيقة بروح أكثرأنسانية في أيطالياحيث الفن يصبغ الحياة بالجمال ويمتع الأخلاقيات بالأمل. وفي غمرة هذه التناحرات بين الجيوش والمذاهب,وفي نزاع بين العلم والدين,وتشكل الأخلاق والعادات تبعاً لتقلبات العقيدة؟ برزت–دولية العلوم-للأقلال من الخرافة والخوف!حيث كان فريق المفكرين يعمل على أختراع لأجهزة الميكرسكوب,والتلسكوب,البارومتر,الترمومتر,وتبتكر اللوغارتيمات وتبتدع في الهندسة والفلك,وظهرنيوتن بقانون الجاذبية العام,وأكتشف غاليلو بمناظيره المقربه عوالم جديدة أوسع,ودعى بيكون ذوي العقول المفكره الى العلم والأبتكار, والقى-ديكارت-عبئاً جديداً على عصرالعقل,وكانت آراء الفلاسفة لها صداها في شعر شكسبير,دون,ومارلو.وكان لها أثر بارزفي تضاؤل الثورات والحروب بين الدول المتنافسه. وحَلَّ مَحَلَها المنافسة بين الأيمان والعقل.!

الذي أيقظَ الوعي الأوربي.. وأَثَرَفي العالم كله.!

You may also like...