العدسة تؤرخ للحلم المسيحي الموؤد في العراق



المخرج اياد جبار يعالج في فيلم ‘الجذور’ هجرة المسيحيين العراقيين لمدنهم أثر الحرب والتهجير والتكميم والتحجيب من قبل الميليشيات.

ميدل ايست أونلاين
اربيل (العراق) من عمر محمود عبدالله

من لي بعراق الأمس

عرض على قاعة البيت الثقافي بمحافظة اربيل (شمال العراق) الفيلم الوثائقي “الجذور..الوجود المسيحي في خانقين” للمخرج اياد جبار، الذي يتناول تاريخ وجود المسيحيين في مدينة خانقين، حيث توجد كنيسة البشارة، وذلك بحضور جمع من المتابعين ووسائل الاعلام والمهتمين بالشأن الثقافي.
وقال المخرج اياد جبار الذي سبق وأن اخرج العديد من الأفلام الوثائقية ومنها فيلم “نهر الوند”، ان الفيلم يتناول هجرة المسيحيين لمدينة خانفين حيث يركز على كنيسة البشارة وهي الكنيسة الوحيدة التي انشأت في المدينة على اثر انشاء مصفى الوند في خانقين، وتشغيل عدد من الموظفين المسيحيين كي يتمكنوا من اداء طقوسهم الدينية فيها على مختلف طوائفهم.
ويشير فيلم الجذور يشير من خلال حلم امرأة مسلمة من مدينة خانقين تمتلك حبا وذكريات طيبة مع جيرانها المسيحيين، الى الواقع المؤلم الذي تظهر به الكنيسة حيث تبدو مهجورة من مصليها ويرتبط الحلم ايضا بكاهن كنيسة البشارة الذي يناديها لتدخل الكنيسة وترى دموعه المنهمرة على الوضع المأساوي الذي وصلت اليه حال الكنيسة التي هجرها روادها بعد نشوب الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي وأغلاق مصفى الوند.
وتحدث في الفيلم اعلاميون واناس عن اهمية وجود المسيحيين العراقيين في المدينة باعتبارهم جزءا من النسيج العام للبلد، معربين عن املهم بان تعود الحياة الى الكنيسة ليس باعتبارها مكانا دينيا مقدسا فقط، بل معلما تاريخيا وحضاريا ايضا.
واوضح جبار انه من خلال الفيلم، الذي قامت بإنتاجه دائرة الفنون السريانية التابعة لوزارة الثقافة باقليم كردستان العراق، أراد ان يثبت من خلاله ان الوجود المسيحي في العراق له جذور عميقة في الأرض العراقية.
فيما بين ان الفيلم اسهم ايضا في لفت الانتباه إلى الإهمال الذي كان يلف المقابر المسيحية هناك، حيث بدأ العمل بالاهتمام بها.
وحمل فيلم “الجذور” رسالة مفادها ان الوجود المسيحي جزء من البنية العراقية لكنه اختفى من تلك المدينة تحت وطأة ظروف قاهرة.
ولفت جبار الذي كتب سيناريو الفيلم أيضا، إلى إن كادر الفيلم كله كان من المسلمين كالتفاتة حب وتقدير الى مواطنيهم المسيحيين، موضحاً ان الفيلم يحمل رؤية فلسفية واشارات ودلالات ورموز، ومنها الشموع الحمر التي تشير الى الموت، والمطر الذي يشير الى الخطر الذي تعرض له العراق بكل مكوناته… فيما اشار في النهاية الى وجود الامل بعودة العراقيين المسيحيين الى مدنهم الأصلية.
وبشأن المصاعب التي واجهت تصوير الفيلم، قال جبار ان الفيلم تم تصويره في ظروف صعبة حيث تزامن مع حادث الاعتداء على كنيسة “سيدة النجاة” في بغداد.
وقام بتصوير الفيلم، خالد باجمان، فيما قام بقراءة التعليق يوسف المندلاوي.
وبعد نهاية عرض الفيلم قدم الحاضرون تعليقاتهم بشأن موضوع الفيلم وطريقة اخراجه وتصويره، حيث اشاد الجميع بطريقة صناعة الفيلم وجرأته في طرح قضية مهمة.

You may also like...

1 Response

  1. عراقية وافتخر says:

    هجرة وتهجير اخواننا المسحيين من قبل مليشات مدعومة من قبل الحكومة ومدروسة بعناية والغرض منه تفريغ العراق من المسيحيين يعني عراق خالي من المسيحيين وكل من يقول غير ذلك فهو كذاب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *