العبادي بين نارين

يمر العراق الاتحادي اليوم في منعطف خطير ربما يوازي دخول داعش واحتلاله ثلث البلد في 2014 ، بسبب الهيجان الشعبي في جنوبه المستقر ، وانتهاء ولاية العبادي وتحول حكومته الى حكومة تصريف اعمال ، وعدم الامكانية لتشكيل الكتلة الاكبر من اجل تشكيل حكومة جديدة ، والصراعات العميقة بين الكتل المتنفذة ، مع وجود عشرات المدن والقرى والنواحي والاقضية تحتاج الى اعادة اعمار وبنى تحتية كانت الحرب على داعش الارهابي المجرم قد دمرتها كليا ومنها جزئيا،  بالاضافة الى ضعف الخدمات الاساسية في المدن العراقية الاخرى التي لم تشهد حربا ، مع وجود الاف المسلحين غير القانونيين على شكل ميلشيات تابعة لاحزاب ومنظمات منها داخلية واخرى اقليمية منتشرة في غالبية المدن ، فكل ما اشرت اليه يعتبر تحدي داخلي من الممكن ان يحل مع مرور الزمن عند تشكيل حكومة جديدة تعالج جميع الامور تدريجيا، ولكن يبقى القول أن العبادي الذي هو اليوم رئيسا للوزراء وينتمي الى حزب الدعوة (ايراني المنشأ) (بايادي عراقية) دخل بين نارين مستعرتين بشدة نار امريكا ونار ايران ، وهنا لايستطيع العبادي ان يمسك بالعصى من النصف كما يفعل دائما بالازمات ، وعليه ان يقف موقفا واضحا وصريحا فاما ان يغلق الحدود العراقية الايرانية ويؤيد امريكا بعقوباتها ويعادي ايران التي فتحت له الابواب وساندته في القضاء على داعش واستمراره في رئاسة الوزراء ……. او يفتح الحدود ويتحمل العقوبات الامريكية التي ربما تصل الى ادخال العبادي وحزبه في قائمة الارهاب  ويخسر منصبه كرئيسا لوزراء العراق للولاية الثانية ومعه حزبه .

ليس من باب الشماتة فان ربك يمهل ولايهمل فالجيوش المجيشة من الحشود التي ارسلتها بالامس وطوقت شعب كوردستان الذي طالب باستفتاء رسمي دستوري من اجل  تقرير المصير ، والحصار الاقتصادي الذي فرضته على شعب كوردستان والذي مازال مستمرا ودفع مؤيديك في البرلمان الاتحادي لاتخاذ قرارات سريعة وخاطئة وظالمة ضد الاقليم وشعبه واندفاعك بكل ماتملك من قوة لاحتلال كوردستان ومؤتمراتك الصحفية وتصريحاتك التي كان يغلبها طابع العصبية المصطنع واتفاقك مع ايران وتركيا ضد شعب كوردستان وتاجيج الراي العالمي ضد القضية الكوردية والكوردستانية وضد البيشمركة الابطال الذين كسروا شوكة داعش الارهابي المجرم وحاربوا الدكتاتورية واوصلوك انت ومن معك الى ما انت عليه اليوم كون كوردستان كانت ملاذكم الامن كما هي اليوم ملاذ جميع المهجرين والنازحين والهاربين من ظلم داعش واذياله .

في الختام لقد جاء يوم الاختبار وعليك ان تختار ابرد النارين لكن نصيحتي لك ولحزبك ان تعتذروا لشعب كوردستان وتعوضوه عن الظلم الذي الحقتم به وتكسبوا تاييده ، كما عليكم ان تكسبوا تأييد الفريق الثالث الذي ظلمتموه ودمرت جيوشكم وحشودكم مدنه،  كي يكون اختياركم مسنودا من الداخل ليخف سعير النار التي تعادونها ان كانت امريكا او ايران .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *