الطفل المسيحي الشهيد آدم قال كلمته للتأريخ / علي القطبي الموسوي

عذراً عمو آدم .. يا حبيبي.
ليس لي إلا الكلمات، ولو كان عندي غيرها ما تأخرت لحظة في نصرتك.
قلت كلمتك للعالم أيها البطل الشامخ.
كافي… كافي… كافي.

اربعة ساعات وأنت تصيح بهم.. ساعات وتقول:
كافي… كافي… كافي.
ولكن قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة كما قال فيهم القرآن الكريم.
ابني الحبيب : انت صاحب الدار، وانت الساكن في هذه الدار منذ آلاف السنين وأكثر.
انت ابن البابليين.
أنت ابن الكلدان.
انت ابن الآشوريين.
اولئك اجدادك الذين سكنوا أرض العراق قبل آلاف السنين
أنت ابن الامبراطوريات العراقية التأريخية الكبيرة.
انت إبن الخلافة الاسلامية في دولة علي بن ابي طالب (عليه السلام).
أنت إبن عائلة الطبيب بختشيوع النصراني . تلك العائلة التي عالجت ملايين المسلمين وشافتهم بإذن الله تعالى، وكان منها أطباء الدولة الاسلامية الكبيرة.
انت ابن وهب بن عبد الله الشهيد النصراني في يوم عاشوراء دون الحسين بن رسول الله (ص).
جدتك أم وهب قدمت زوجها وابنها الشاب المسيحي في نصرة الحسين بن رسول الله وقاتلوا دون الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء في كربلاء.
وأخذت عموداً من الخيمة تقاتل به أعداء الحسين،  فدعا لها الامام الحسين لها ولزوجها بالخير والرحمة قائلاً لها :
(جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال).

حبيبي آدم..
نحن المسلمون نقدس المسيح نبي الله (عليه السلام)
نحن المسلمون نقدس العذراء مريم أم المسيح (عليهما السلام).
مراجعنا يوصون بكم خيراً.
صدقني عمو آدم . إن هذه الوحوش البشرية المسماة بالقاعدة أو إمارة الدولة الاسلامية وحوش بشرية لا يفرقون بين أحد، ولا يفرقون بين دين ودين.
 إنهم يقتلون كل من يصادفونه.هم شلة من مصاصي الدماء يتسترون بالدين، وإن لم يجدوا أحداً يقتلونه يقتلون أنفسهم.
أيها المضحي ويا أيها المجاهد دون وطنه لك ولأبيك ..عدي زهير.. مني تحية وسلاما.
أقرأ في صورتك ما في قلبك إنك تريد القول للعالم كله كفى.
أنت ابن العراق ومن يحاربوك هم من الحثالات الذين لا أصل لهم.
 أنت ابن العراق، وانت شهيد العراق.

أيها الشهيد آدم.
لم يقتلك العراقيون، ولكن قتلك الغرباء.. قتلك اللقطاء..قتلك التكفيريون.
سامحنا يا آدم.
لم نستطع أن نحميك.. وأنت معتقل في كنيسة سيدة النجاة.
صدقني ليس لنا من حيلة. نحن مستضعفون مثلكم.
نحن أبناء الوطن مثلك، ولكنا خارج الوطن هاربون بأنفسنا.
نطلب الأمان والراحة والهدوء والرخاء.
وانت بقيت مع باقي اطفالنا وأمهاتنا وبناتنا تدافعون عن أرض الأجداد.
أي قلب قاسي هذ الذي  قتلك.
 أي وحش بشري صوب فوهة الرشاش على جسدك الطري الصغير.
ولكن هنيئاً لك حبيبي أنت مت شجاعاً باسلاًعلى أرضك وأرض آبائك واجدادك، ونحن سنموت خارج الوطن!!!
لماذا؟
لأنك أشجع منا..لأنك التصقت بأرضك. حتى سقيتها بدمائك.
أنت بقيت تنتظرهم وصرخت في وجوههم.
أربعة ساعات وأنت تقول لهم كفى
ابني الحبيب.
ابني العراقي.
هذه صورتك أضعها مع صورة ابني مصطفى في مكان واحد.
صدقني عمو آدم ليس مصطفى ابني بأعز منك على قلبي.
 
آدم .. قد قلتها مختصرة وواضحة كلمتك ستبقى منارة للتأريخ.
كلمتك ستكون قصائداً تقتفيها الشعراء.
كلمتك ستكون اناشيداً تنشدها القراء.
كلمتك القصيرة مثل عمرك القصير ستحللها الادباء والمحللون والكتاب والمفكرون.
قلت كلمة تعادل ملايين الكلمات والجمل والمقالات.لانك قلتها باخلاص وشجاعة وضمير حي متألم غيور.
سمعت اناشيداً قيلت في حقك فبكيت معها. وهزتني من الأعماق.
لم تقل للارهابيين وحدهم كفى ، بل قلت للعالم كله:
      كافي… كافي… كافي..

قلت إلى من يدعم هؤلاء الوحوش البشرية حتى يسرقوا براءة الأطفال.
من يقتل فرحة الأولاد والبنات الصغار.
ومن بعثهم حتى يجرحوا قلوب الكبار من الآباء والأمهات.
كافي… كافي… كافي.

قلت لهم : يكفي القتل، ويكفي الدمار ويكفي الحقد بلا سبب.
كلنا بشر وهبنا الله الحياة. باي حق تنتزعون حياةً وهبها الله تعالى شأنه للإنسان!!!!!
كافي… كافي… كافي.

قلتها يا آدم أيها المقصّرون في الدفاع عنّك وعن وطنك: ما بقائكم في مناصبكم؟
كافي… كافي… كافي.
بـأي حق تستلمون رواتبكم المجزية من خزينة الشعب وأنتم لا تستطيعون حمايتنا؟
كافي… كافي… كافي.
قلتها ايها الضباط والوزراء.. أيها النواب فشلتم سبعة سنين في ان تحافظوا على حياتي وأنا طفل مسالم كنت أعيش في وطني كما يعيش الأطفال في بلادهم. لم أؤذي احداً.
قتلوني وانا لم أكمل غير أربعة سنين من عمري.
أيها المصطافون في بلاد الدنيا وشعبكم يحترق بنار الصيف اللاهبة. كافي أيها المقصرون.
كافي… كافي… كافي.

ايها النواب الحجاج للمرة الخمسين.
واجبكم حماية الحجاج والمصلين، وليس واجبكم أن تحجوا كل عام وتتركونا طعمة للإرهابيين.
إن لم تحموني ولم ترحموني فارحموا اطفال العراقيين من بعدي أقول لكم:
كافي… كافي… كافي.
كفى قتلاً للعراقيين وكفى قتلاً للمسيحين وكفى قتلا للمندائيين وكفى قتلاً للمسلمين الشيعه.
كافي… كافي… كافي.

أين القائد الميداني أحمد كاظم؟
أما أنا أقول مرة أخرى كما قلتها من قبل ستّ سنين:
أين حارس بغداد الفريق الركن احمد كاظم؟
متى يرجع ليقيم خيمته وسط بغداد ويقابل الإرهاب بشخصه، ويرصد بعينيه الغرباء.
 اين الفريق الركن الصديق احمد كاظم.
قد جربنا شجاعته وميدانيته وحبه لكل العراقيين.
اناشد رئيس الوزراء ان يُرجع هذا الشجاع المغيب ليساهمم بحماية الوطن فهو ابن بغداد وحاميها وهو رجل المهمات الميداني. بمئات قليلة من الشرطة حمى بغداد شهوراً عديدة.
سيادة رئيس الوزراء أقول لكم بصدق وإخلاص.. إن هاجر المسيحيون من العراق كما هاجر الصابئة المندائيون من قبلهم، فإعلم انها نكسة لن تزول آثارها على مر الأجيال.

سيشمت الأعداء والظالمون بنا ان لم نحافظ على اخوتنا المسيحين والمندائيين وكل الأقليات الدينية الأخرى. بعد ان عاشوا في بلادهم آلاف السنين.
لا نريد وليست وظيفتنا أن تقولوا لنا من يقتلهم.
 أياً كان من يقوم بقتلهم عليه اللعنة. الذي يهمنا أن تقوموا بحمايتهم وبقائهم في بلدهم.
إنهم وصية أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب

إنهم وصية أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب.
الله..الله.. في وصية أمير المؤمنين

الله..الله.. في وصية أمير المؤمنين

iraki.ali@hotmail.com

You may also like...

3 Responses

  1. رياض الاقوشي says:

    يارك الله بك ايها الكاتب الشجاع وانت تنصف المسيحين – نعم الفريق احمد كاظم هو يحمينا ويحمي كل العراق

  2. سركيس ترجون says:

    عاشت ايدك سيد علي الموسوي بس شنو الفايدة البلد صار بلد اجرامي ملينة بعد ميهتمون بالشعب كلمن يحود النار الكرصتة

  3. سامي شاكر says:

    والله لو ترك العراق مسيحية لصارت نكسه وصارت نكسة اكبر لو ما اصبح الفريق احمد كاظم في موقعه الحقيقي ليعيد العراق الى العز والكرامة
    كافي محاصصه واتركو السيد ابو اسراء يختار رجل كفوء ليحمى هذا البلد الذي كثر اعداءه في الداخل قبل الخارج
    ان ابعاد شخص ماهر اثبت كفائته مثل الفريق انما يتم بيد اعداء العراق والمحاصصه هي اكبر عدو لنا
    ا
    سلمت يداك ايها السيد على الموسوي وسلمت الاقلام التي لازالت تنبض بحب العراق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *