الطفل الشهيد آدم قال كلمته للتأريخ / بقلم : الشيخ علي القطبي الموسوي

  
علي القطبي الموسوي
iraki.ali@hotmail.com

عذراً عمو آدم .. حبيبي.
  ليس لي إلا الكلمات، ولو كان عندي غيرها ما تأخرت لحظة في نصرتك
.
قلت كلمتك للعالم أيها البطل الشامخ.
كافي… كافي… كافي.

اربعة ساعات وأنت تصيح بهم ساعات وتقول: 
كافي… كافي… كافي.
ولكن قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة كما قال فيهم القرآن الكريم. 
إبني الحبيب: انت صاحب الدار، وانت الساكن في هذه الدار منذ آلاف السنين وأكثر.
أنت ابن البابليين. 
أنت ابن الكلدان. 
أنت ابن الآشوريين.
أُولئك اجدادك الذين سكنوا أرض العراق قبل آلاف السنين
أنت إبن الامبراطوريات العراقية التأريخية الكبيرة.
أنت إبن الخلافة الاسلامية في دولة علي بن ابي طالب (عليه السلام).
أنت إبن عائلة الطبيب بختشيوع النصراني. تلك العائلة التي عالجت ملايين المسلمين وشافتهم بإذن الله تعالى، وكان منها أطباء الدولة الاسلامية الكبيرة.
أنت ابن وهب بن عبد الله الشهيد النصراني في يوم عاشوراء دون الحسين بن رسول الله (ص).
جدتك أم وهب قدمت زوجها وابنها الشاب المسيحي في نصرة الحسين بن رسول الله وقاتلوا دون الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء في كربلاء.
وأخذت عموداً من الخيمة تقاتل به أعداء الحسين،  فدعا لها الامام الحسين لها ولزوجها بالخير والرحمة قائلاً لها :
(جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال).حبيبي آدم

أيها الشهيد آدم.
لم يقتلك العراقيون، ولكن قتلك الغرباء.. قتلك اللقطاء..قتلك التكفيريون.
سامحنا يا آدم.
لم نستطع أن نحميك.. وأنت معتقل في كنيسة سيدة النجاة.
صدقني ليس لنا من حيلة. نحن مستضعفون مثلكم.
نحن أبناء الوطن مثلك، ولكنا خارج الوطن هاربون بأنفسنا.
نطلب الأمان والراحة والهدوء والرخاء.
وانت بقيت مع باقي اطفالنا وأمهاتنا وبناتنا تدافعون عن أرض الأجداد.
أي قلب قاسي هذ الذي  قتلك.
 أي وحش بشري صوب فوهة الرشاش على جسدك الطري الصغير.
ولكن هنيئاً لك حبيبي مت شجاعاً باسلاًعلى أرضك وأرض آبائك واجدادك، ونحن سنموت خارج الوطن!!!
لماذا؟
لأنك أشجع منا..لأنك التصقت بأرضك. حتى سقيتها بدمائك.
أنت بقيت تنتظرهم وصرخت في وجوههم.
أربعة ساعات وأنت تقول لهم كفى
ابني الحبيب.
ابني العراقي.
هذه صورتك أضعها مع صورة ابني مصطفى في مكان واحد.
صدقني عمو آدم ليس مصطفى ابني بأعز منك على قلبي.
 
آدم .. قد قلتها مختصرة وواضحة كلمتك ستبقى منارة للتأريخ.
كلمتك ستكون قصائداً تقفيها الشعراء.
كلمتك ستكون اناشيداً تنشدها القراء.
كلمتك القصيرة مثل عمرك القصير ستحللها الادباء والمحللون والكتاب والمفكرون.
قلت كلمة تعادل ملايين الكلمات والجمل والمقالات.لانك قلتها باخلاص وشجاعة وضمير حي متألم غيور.
سمعت اناشيداً قيلت في حقك فبكيت معها. وهزتني من الأعماق.
لم تقل للارهابيين وحدهم كفى ، بل قلت للعالم كله:
      كافي… كافي… كافي..

قلت إلى من يدعم هؤلاء الوحوش البشرية حتى يسرقوا براءة الأطفال.
من يقتل فرحة الأولاد والبنات الصغار. 
ومن بعثهم حتى يجرحوا قلوب الكبار من الآباء والأمهات.
كافي… كافي… كافي.

قلت لهم : يكفي القتل، ويكفي الدمار ويكفي الحقد بلا سبب.
كلنا بشر وهبنا الله الحياة. باي حقت تنتزعون حياةً وهبها الله تعالى شأنه للإنسان!!!!! 
كافي… كافي… كافي.

قلتها يا آدم أيها المقصّرون في الدفاع عنّك وعن وطنك: ما بقائكم في مناصبكم؟
كافي… كافي… كافي.
بـأي حق تستلمون رواتبكم المجزية من خزية الشعب وأنتم لا تستطيعون حمايتنا؟
كافي… كافي… كافي.
قلتها ايها الضباط والوزراء.. أيها النواب فشلتم سبعة سنين في ان تحافظوا على حياتي وأنا طفل مسالم كنت أعيش في وطني كما يعيش الأطفال في بلادهم. لم أؤذي احداً.
قتلوني وانا لم أكمل غير أربعة سنين من عمري.
أيها المصطافون في بلاد الدنيا وشعبكم يحترق بنار الصيف اللاهبة. كافي أيها المقصرون.
كافي… كافي… كافي.

ايها النواب الحجاج للمرة الخمسين.
واجبكم حماية الحجاج والمصلين، وليس واجبكم أن تحجوا كل عام وتتركونا طعمة للإرهابيين.
إن لم تحموني ولم ترحموني فارحموا اطفال العراقيين من بعدي أقول لكم: 
كافي… كافي… كافي.
كفى قتلاً للعراقيين وكفى قتلاً للمسيحين وكفى قتلا للمندائيين وكفى قتلاً للمسلمين.
كافي… كافي… كافي.

أين القائد الميداني أحمد كاظم؟
أما أنا أقول مرة أخرى كما قلتها من قبل ستّ سنين:
أين حارس بغداد الفريق الركن احمد كاظم؟
متى يرجع ليقيم خيمته وسط بغداد ويقابل الإرهاب بشخصه، ويرصد بعينيه الغرباء.
 اين الفريق الركن الصديق احمد كاظم.
قد جربنا شجاعته وميدانيته وحبه لكل العراقيين.
اناشد السيد رئيس الوزراء ان يُرجع هذا الشجاع المغيب ليساهمم بحماية الوطن فهو ابن بغداد وحاميها وهو رجل المهمات الميداني. بمئات قليلة من الشرطة حمى بغداد شهوراً عديدة.
سيادة دولة رئيس الوزراء أقول لكم بصدق وإخلاص.. إن هاجر المسيحيون من العراق كما هاجر الصابئة المندائيون من قبلهم، فإعلم انها نكسة لن تزول آثارها على مر الأجيال.

سيشمت الأعداء والظالمون بنا ان لم نحافظ على اخوتنا المسيحين والمندائيين وكل الأقليات الدينية الأخرى. بعهد ان عاشوا في بلادهم آلاف السنين.
لا نريد وليست وظيفتنا أن تقولوا لنا من يقتلهم.
 أياً كان من يقوم بقتلهم عليه اللعنة. الذي يهمنا أن تقوموا بحمايتهم وبقائهم في بلدهم.
إنهم وصية أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب.
الله..الله.. في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام).

You may also like...

1 Response

  1. لؤي الحافظ says:

    إلى جنات الخلد أنت و كل شهداء الكنائس إن شاء الله.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *