الضغوطات  وحكومة الاقليم  / بقلم عصمت رجب

لاشك أن إحتلال الموصل من قبل تنظيم داعش الإجرامي أدى إلى نزوح اعداد كبيرة من العوائل من الموصل يمختلف انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية  ،ولم يجد الكثير من هؤلاء النازحين مأوى سوى النزوح نحو كوردستان، سيما وأن حكومة كوردستان وفي مقدمتها الرئيس مسعود البارزاني أعلن عن أستعداد الإقليم لأحتضان العراقيين الفارين من جحيم داعش.

حيث وجه السيد الرئيس بضرورة أحتضان العائلات النازحة، وإنشاء المخيمات وتوفير الخدمات بهدف التخفيف عن هؤلاء النازحين.

إلا أن الأعداد الكبيرة من النازحين بواقع اكثر من ثلث سكان الاقليم الاصليين الذين لجئوا الى الإقليم ، ما تسبب في إحداث ضغوطات على الأقليم في مجالات الحياة كافة، سيما مع المشاكل التي يعاني منها الإقليم بسبب الأزمة المالية.

فتوافد النازحين على محافظات الأقليم دفعت بالأجهزة الأمنية لتكثيف جهدها من خلال متابعة الأشخاص الداخلين إلى الأقليم والمتواجدين في الداخل،سيما مع وجود أعداء وحاقدين يتربصون بالأقليم ويحاولون الأساءة لشعب كوردستان، وكذلك إعاقة عملية البناء والتقدم والتطور، وبالفعل حاولت عصابات داعش إختراق محافظات الأقليم ضمن صفوف النازحين والمهجرين،إلا ان قوات”الأسايش” الأمن والبيشمركة كانت لهم بالمرصاد وتمكنت من متابعة الكثير منهم وأعتقال الكثيرين.

ولا نأتي بجديد إذا قلنا ان الحكومة الإتحادية تتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق، فسياستها الخاطئة هي من جلبت عصابات داعش لتحتل المدن العراقية  ومن ثم تمارس القتل والسلب والنهب والدمار والخراب وسبي النساء.

فهي لم تعالج الإحتقان الطائفي والخلل الموجود في البنية الأمنية والعسكرية والأقتصادية وحتى العلاقات الأقليمية والدولية للعراق.

بل لم تراعي التمثيل العادل في تعيين أبناء العراق من جميع المكونات في المناصب الأدارية والعسكرية والأمنية، مما أحدث حالة من الرفض الشعبي لسياسة الحكومة الإتحادية.

كما ان الأزمة المالية أثرت سلبا على الحياة في الأقليم، سيما وأن الحكومة الإتحادية غير متعاونة وغير جادة لمعالجة المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، من خلال التلكؤ في صرف مستحقات الأقليم ومن بينها رواتب البيشمركة ، بالاضافة الى انخفاض اسعار النفط والازمة الاقتصادية العالمية .

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *