الرد الثالث لسيادة الأسقف مار عوديشو أوراهام الجزيل الإحترام

أسقف كنيسة المشرق الآشورية – أبرشية أوروبا .

نزار ملاخا / عضو المجلس الكلداني العالمي

سيادة الأسقف الجليل

تحية كلدانية وتقدير

تأخرتُ في الرَّدِ على نيافتِكُم وذلك لسببين وهما : –

1.  لم اشأ أن أعكر جو نيافتكم وأنتم تقومون بزيارة الأراضي المقدسة، مولد سيدنا يسوع المسيح الكلداني له المجد، أبن أبونا إبراهيم الكلداني، المولود في أور الكلدانيين، حسب ما يذكر الكتاب المقدس. وأتمنى أنه لو ذكرتمونا هناك بأدعيتكم وصلواتكم لنا جميعاً لكي ما يهدينا الرب إلى جادة الصواب ونتوحد قبل أن نُفنى جميعاً.

2.  إنشغالي بأعمال مؤتمر النهضة الكلدانية المُقام في السويد، للفترة من 15 / 10 ولغاية 19/ 10 / 2011، ومن ثم مباشرةً إنشغلنا في إستقبال وفد مسيحيي محافظة نينوى القادم من البلد الأم العراق، والذي تكوّن من السيد معن باسم عجاج رئيس مهندسين مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين ، والأستاذ فائز عبد ميخا مدير ناحية القوش ممثل قضاء تلكيف والدكتور يوسف فرنسيس ممثل جامعة الموصل والسيد يوحنا يوسف ممثل قضاء الحمدانية .والذي غادر السويد يوم أمس الأربعاء .

أريد مناقشة جزء من الرد الذي كتبه نيافتكم والمنشور في موقع عشتار تي في ،

رابط مقال الأسقف مار عوديشو أوراهام
http://ishtartv.com/viewarticle,38303.html

وأنتم في منصب أسقف كنيسة المشرق الآشورية – أبرشية أوروبا حيث تقول : ــــ

1.   وفق المجمع السنهادوسي المقدس والمنعقد في بغداد عام 1978 ، تحت رئاسة أبينا البطريرك قداسة مار دنخا الرابع والجالس على كرسي ساليق وقطيسفون، قرر المجمع بالاجماع أضافة كلمة (الآشورية ) إلى اسم كنيسة المشرق نظرا لكون غالبية اتباعها من الآشوريين الكنيسة الارمنية الارثذوكسية ، وغيرها من الكنائس التي تحمل الطابع أو القومي  كأسم للكنيسة ).  لا أدري إن كان هناك في كنيستكم أتباع من غير الآشوريين !!!!!!

وإن كانت كذلك، فلماذا لا تَحْذَونَ حَذْوَ الكلدان الكاثوليك عندما سمّوا كنيستهم في أمريكا بالأسم المشترك أي ( للكلدان والآثوريين ) .سؤال بحاجة إلى إجابة .

نعود لنقول ، هل يمكن لمجلس مجموعة صغيرة جداً أن يغير أسم كنيسة قديمة ؟ وهل هي رغبات وأهواء أم إستناد إلى منطق وتأريخ ؟

سيدي الفاضل

دخلتم في نقاش أنتم في غِنى عنه، وأتّهَمْتُم الكلدان وموقع كلدايا بالتزوير والتحريف وغيرها، وتناسيتم أنكم نكرتم قوميتكم الأصلية التي هي الكلدانية بشهادة وإعتراف أغلب التاريخيين والمؤرخين، لابل يكاد الجميع أن يجمعوا بأنه ليست لكم أية علاقة بالآشوريين القدماء، فلماذا تأخذون إسماً غير إسمكم ؟ ولماذا تلبسون ثوبَ غيركم ؟ لن أقول ذلك جِزافاً فأنا أستند إلى مصادر تاريخية وسوف أذكر لنيافتكم جزءاً منها لأنني كتبتُ ذلك في الكثير من المرّات والمقالات ، لكن لا بأس ففي الإعادة إفادة كما يقول المثل العراقي .

1.في كتاب ” الآشوريون المعاصرون وهويتهم المزوّرة/الجزء الأول / شهادات المؤرخين يقول : ـــ هل تعلم بأن الآشوريون المعاصرون، ليست لهم اية علاقة عرقية بآشوريي نينوى المنقرضين، بل هم من الكلدان النساطرة الذين لم يتحولوا إلى الكاثوليكية في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، والبقية الباقية هم نساطرة إيران وخوراستان ” .

سيدي الأسقف الجليل، أليست هذه هي الحقيقة؟ فلماذا تحرفونها وتبحثون عن أسمٍ آخر تنضوون تحت لوائه ؟

2.كلمة ” آثوريون ” لا تعني آشوريون، وهذا ما يحاول الاشوريون المزيفون تلفيقه، والكلمة كانت تيارايا- طورايا- وتعني بالآرامية جبلييّن، أي سكان الجبال، وبالتحديد سكان جبال طوروس، وكلمة ” طور ” بالآرامية تعني ” جبل ” . عبد المجيد القيسي/هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث/ ص 96

ونحن لم نختلف مع هذا التةضيح ، حيث إننا نطلق على إخوتنا ” كلدان الجبال ” ونرفض أن نسميّهم أية تسمية أخرى، فهذه هي الصحيحة بدون تحريف وبدون تزوير، أليس من المنطق العودة إلى الصحيح خالٍ من التحريف والتزوير ؟ وكما تريد نيافتكم ، فلماذا البقاء على الخطأ ؟ والإستمرار فيه .

أورد لنيافتكم جزءاً مما ذكره الشماس الدكتور گورگيس مردو في مقالٍ له عام 2009 يقول : ــ

” شهادات المؤرخين عن حـقـيقـة مُنتحلي التسمية الآشورية

يقول  جون جوزيف في كتابه ( النساطرة ومُجاوروهم الإسلام / ط . 1961م ) <  إن الإرسالية التبشيرية الانكليزية التي استفـردت بالنساطرة الكلدان في منتصف القرن التاسع عشر ، كانت تُـلَقَّـب بِـبِعـثةِ رئيس أساقفة كانتيربيري الى المسيحيين النساطرة ، وهي أول مَن أطلقَ عليهم تسمية ( آثوريين )  >  .   وفي كتابه  ( خُلاصة تاريخ الكُرد وكُردستان ) يقول الباحث أمين زكي بك  <  إن الآثوريين هم أحفاد كلدانيي بلاد ما بين النهرين ، الذين هَجَروا بلادَهم الأصلية بسبب اضطهاد الغزاة والفاتحين ، ولجأوا الى جبال منطقة هيكاري منذ عهدٍ قديم جداً >  ويقول المؤرخ أحمد سوسة <  إن الانكليز هم الذين ابتـدعوا قضية العـلاقة بين مَن أطـلقـوا عليهم ( الآثوريين ) وبين ( الآشوريين ) .

يُؤَكِّـدُ السيد كيوركيس بنيامين بيث أشيثا في كتابه ( الرئاسة / طبعة شيكاغو 1987م ) والذي عاش هذه المأساة  فتكونُ شهادتُه أدمغ وأصدق حيث يقول :  <  إن كُلَّ هؤلاء الكُـتّاب الأجانب الذين كانوا يأتون لزيارة ديارنا لم يستخدموا أبداً اسم ( الآثوريين ) الذي نتداوله نحن اليوم ، بل كانوا يقولون عنا , أو  يدعوننا بالكلدان ولو كُنا نختلف بالمذهب ، وإن إسم ( الآثوريين ) أبتـدأَ بـتـداولِه الانكليزُ منذ نهاية القرن التاسع عشر ، عندما وصل المبشرون الانكليز مِن انكلترة الى ديارنا سنة 1884م >”

إذن الأسم الآشوري الذي أضفتموه إلى تسمية كنيستكم الموقرة هو بدعة، وكل بدعةهي ضلالة، فلماذا السير وراء البدعات وأنتم في موثع مقدس وبدرجة كهنوتية عالية؟

أخيراً وليس آخراً يقول ميشيل شﭬالييه في كتابه / المسيحيّون في حكاري وكردستان الشمالية / في الملحق الثالث / تسمية ( آشوريون) المستعملة للتعريف بالنساطرة / ص 179 الاسطر 8 وما يليه : ـــ

” إن تسمية النساطرة ابناء الجبال ب ” الآشوريين ” أسطورة لا علاقة لها البتة باصل النساطرة الحقيقي، علاقتها ترتبط بالتبشير القادم إلى المنطقة فجر القرن التاسع عشر، وبالتطور السياسي لحالة هذه الجماهير ، “

ثم يقول المصدر في نفس الصفحة : ــ

” إجمالاً، يظهر أنه قد حصل لدى المؤلفين الأنگلوسكسون خلال القرن الأخير، إزدواجية في إستعمال التسمية التي كانت أصلاً تسمية جغرافية فقط، لأن التسمية ” المسيحيون الآشوريون ” كانت تعني مسيحيي آشور، ثم ظهرت كتسمية للبعثة التبشيرية الأمريكية الكلفانية، التي سُمّيت هي الأُخرى ب ” البعثة الآشورية لغرض جغرافي فقط. هذا ما كتبه R.Anderson  عام 1872، التسمية نفسها أُطلقت عام 1870على البعثة التابعة لرئاسة أسقفية كنتربري . “

إذن نستنتج من هذا القول لهذا المؤرخ الفرنسي بأن التسمية ” اشور” لم تكن تسمية قومية مطلقاً، بل كانت تسمية مناطقية جغرافية، أي بصريح العبارة ، لم تكن هناك قبيلة بأسم آشور، بل كانت هناك منطقة بإسم آشور تسكنها شعوب من قوميات مختلفة بضمنها الكلدان والمسيحيون وغيرهم، اليس هذا دليلاً أو سبباً يدعوكم للعودة إلى جذوركم الكلدانية الأصيلة ؟ فلماذا التريث ؟ وماذا تنتظرون ؟

وفي ص 180 من نفس المصدر يقول في الأسطر 4 – 6 يقول : ــ

إن التعديلات المطوّلة المؤسسة على علم الدلالة التي أفتتح بها (  p.8)J.Joseph   كتابه وأختتمه بخلاصة متطابقة  تقول : ــ بسبب الموقع الجغرافي لإقامة بطريركهم سمى السريان الشرقيون أو النساطرة أنفسهم كلداناً . ……….. ثم يقول في السطر 9 ص 15 من كتابه يقول

” إن الآشوريين لم يدّعوا لأنفسهم تسمية الآشوريين إلا عند نهاية القرن 19 “

وفي السطر 15 يقول المصدر : ــ ” مع ذلك إن فكرة إدّعاء النساطرة بالإنتساب إلى آشوريين قدماء أمر لم يحصل تاريخياً إلا عند القرن التاسع عشر.

ونختم مقالنا هذا ما قاله هذا المؤرخ الفرنسي في ص 181 من نفس الكتاب : ــ

” إن الماساة الحقيقية المتعلقة بموضوعنا هذا، هي أن هذه التسمية التي خلقت هذا الإنتساب الأسطوري الخرافي ، شجّع ومنذ عام 1918 على إفتراض / إختلاق قومية آشورية أو كلدوآشورية، كانت سبباً مع الأسف الشديد لشرور كبيرة وتشرذم حل بجماهير المسيحيين عامة والنساطرة والكلدان خاصةً، كانت خاتمتها مذبحة سمّيل عام 1933. ختاماً نذكر بمقولة الأب حنا  ﭬييه النموذجية : ــ ” إن تضارب الاراء وكثرة الإدعاءات الحاصلة خلال القرن العشرين لدى جماهير النساطرة ، إضافةً إلى التسميات التقليدية المعتمدة في الكتاب المقدس، لعبت أدواراً قاتلة في مجرى تطور حضارة هذه الأجيال، لأنها جعلتها تعيش الخيال باسماء رنّانة أتّخذوها أـسماءً لأحفادهم ( الأجيال المتأخرة ) مثل : سرگون، سنحاريب وأسرحدون وشميرام وآشور … الخ والتي صبغت تاريخ الآشوريين القدماء بطابع العَظَمة والإفتخار . “

نعم أقولها مع هذا التأريخي، إن تسمية الآثورية هي إنتساب أسطوري خرافي، فهل أنتم مجبرون على السير وراء هذه الأسطورة الخرافية ؟ ولا سيما وأنتم في موقع ديني وبدرجة اسقف ومسؤول أبرشية أوروبا وترفض التحريف والتزوير، لو كنتُ مكانك سيدي الأسقف لأعلنتُ منذ اليوم العودة إلى جذوري الكلدانية الأصيلة وأعلنها كما أعلن نذوري المؤبدة بأنه لا عودة إلى الأساطير الخرافية بعد اليوم. أما القومية الآشورية أو الكلدوآشورية فإنها مختلقة ولا تقوم على أسس صحيحة وهي مفترضة وليست واقع حال، كما أنها كما ذكر الأستاذ ميشيل كانت السبب في تشرذم ابناء شعبنا الكلداني من أبناء الجبال، وهم سبب المذبحة التي عصفت بأبنائنا وشعبنا في سميّل .

سيدي الأسقف الجليل

متى نتعلم الحقيقة من التأريخ والمؤرخين، ونستغل الفرصة ونعود إلى إصولنا الحقيقية، ونلملم شمل أمتنا الكلدانية تاركين هذه التسميات التي لا تحمل طابعاً قومياً، لا بل فارغة بكل ما يمت للأمة بمعنى، إنها تسمية جغرافية مناطقية لا أكثر ولا أقل، اسماء رنانة فارغة كما قال عنها المؤرخ الفرنسي ميشيل.

هذه شهادات أوردناها من التأريخ وليس ما قاله لي جدّي أو على ما أذكر أو ماذكره مؤرخ لا يستند على اي منطق أو دليل علمي .

نيافة الأسقف الجليل

أنا العبد الخاطئ  أنقد نقداً بناءاً وكلنا نخطأ

يقول الكتاب ” وإن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ” .

ونحن بإنتظار العَودة المقدسة إلى أحضان الكنيسة الأم، الكنيسة الكاثوليكية، وإلى أحضان القومية الأم، القومية الكلدانية، وإلى ذلك الحين نقول نستودعكم الله وإلى الملتقى .

إبنكم في الإيمان / نزار ملاخا

27/10/2011

You may also like...