الرجل الذي تطمح وتتمناه كل فتاة /سهى بطرس هرمز

لا وجود لإنسان كامل ومثالي في الوجود، فالله وحده هو الكامل، ولكن الإنسان بطبعه دائما يحاول أن يخلق لنفسهِ حالة من الكمال، أو بالأحرى الاقتراب منه، وهذا أقرب إلى الخيال والمستحيل! فلابد أن يكون هنالك تناقض أو نقص ما موجود في أحد الجنسين سواء الرجل أو المرأة، وهذا النقص يكملانه مع بعضهما عند ارتباطهما بالتفاهم والتراضي والكلمة والعشرة الطيبة.
ولكن غالباً ما نرى أشخاصاً تتضارب الرؤية لديهم ويفقدون توازنهم في نقطة معينة قد تبدو صعبة بالنسبة إليهم، وربما أحيانا نتيجة هذا الضعف أو الصعوبة  يتخذون قرارات مصيرية تخص حياتهم مرتبطة بهذه اللحظة أو النقطة، مثل الارتباط والزواج، لكنها في زاوية ما تكون بعيدة تمامًا عن الرؤية الواقعية للأمور ومُسايرة الحياة. كما سنتطرق في حديثنا الآن عن أحد هذه الأمور، والذي هو عن الرجل المناسب (فارس الأحلام) والذي يصلح أن يكون شريكاً وزوجًا مستقبليًا لكل فتاة، ويُقدر قيمتها وجوهرها..
من الطبيعي أن كل فتاة أمنيتها الوحيدة أن تجد زوجاً مثالياً، يُقدرها ويُشعرها بقيمتها وأهميتها. فهناك نسبة متضاربة بين النساء في إختيارهنْ لشريك حياتهنْ، قسم منهنْ يفضله وسيم وحسن المظهر والجسم وقوي العضلات، والقسم الآخر يفضله قوياً وخشناً وصوته مدوي في البيت، وقسم آخر يفضلهُ أن يكون ضعيفا (نقصْد بها ضعيف الشخصية) كي يكون مثل العجينة في يدها تشكله كيفما تشاء ويلبي رغباتها بدون نقاش أو حوار، وقسم آخر يفضل أن يكون ثرياً وهادئاً ويعيشها في مستوى رفيع، وقسم آخر يفضله أن يكون مثقفاً وثرياً ويذكر أعياد الميلاد وحضور المناسبات بإستمرار وذكرى الزواج…. الخ.
وتكثر الآراء وكل واحدة تريد شريكها أن يكون حسب مزاجها ومتطلباتها وشروطها! متناسية أن الشرط الأساسي المفروض أن يتصف به أي رجل كان، هو أن يكون رجلا بكل ما للكلمة من معنى، حنوناً عليها، ويقدر جوهرها وشخصها وإنسانيتها، وتكون بينهما لغة الحوار والتفاهم بدون أكاذيب، ويشعرها بأهميتها ووجودها في حياتهِ، وأنها مسؤولة منه، وهذه الأشياء الأخرى من مال وثراء وحضور الحفلات هي ثانوية ومع الوقت تأتي من نفسها، باختلاطهم في المجتمع وبتعاونهم مع بعضهم ومساعدة كل واحد للآخر.
تقول أحدى الصديقات عندما سألنها عن مواصفات شريك حياتها:
 كيف تتمنين أن يكون شريك حياتك؟ فأجابتْ بابتسامة: شريك حياتي الذي في مخيلتي أودهُ أن يكون أنساناً قبل أن يكون رجلاً، وتكون لديه شخصية ورأي، أن ينظر إلى شريكة حياتهِ ويرى فيها نفسهِ، كونها مرآتهُ التي تعكس نفسهُ وتصرفاتهُ، أن يُحبني لذاتي ولشخصي، وأن يذكر الرب، ويحافظ على وعوده والتزاماته، وعلى درجة عالية من الرومانسية والشاعرية ويطرب مسامعي بكلام جميل وحنون. 
وتضيف أودهُ أن يكون رجلاً يستوعب همومي ومشاكلي، وان لا يظلمني أو يجرح شعوري في يوم من الأيام، قليل الشكوى ومتعاون ويساعدني، كريماً وليس بخيلاً، ويفكر بي وبذاتي ويحترم قراراتي وأختياراتي وأهلي في نفس الوقت. ويكون ذكياً ومثقفاً ونزيهًا وشهمًا وخفيف الدم وغير عصبي، ويوفر لي السعادة التي أتمناها ويُشعرني بالأمان وبحنانهِ، ويلبْي طلباتي، ويكون سنداً لي وليس اتكالي ومُعتمد علي، وكذلك أريدهُ أن يكون مُخلصًا ومُتسامحًا. وتتابع صديقتنا الكلام وهي تحلم وترتسم ابتسامة خفيفة على شفتيها من سعادتها وهي تتكلم عن مواصفات شريك حياتها (فارس أحلامها).. فقلت لهْا هل انتهيت أم ماذا؟ أم توجد أمور أخرى لمْ تأتي في مُخيلتك؟ فقالت: أود وأود وأحلم به أن يكون مثالياً في كل شيء! 
صديقتي طموحة وتحلم بنموذج مثالي لزوج المستقبل وأن تتوفر فيهِ كل هذه الصفات مُجتمعة، ولو كنت تركتها لتتكلم لقالت أكثر، ولكن قلت لها جملة وهي:” أن صادفتْ أو قابلتي رجلاً بكل هذه الصفات، فأعرفي أنهُ ممثل عظيم وبارع”!! ومثلما أكدنا وقلنا في بداية حديثنا بأنهُ لا يوجد إنسان كامل ومثالي، ولكن من الطبيعي في أن تحلم كل فتاة وتتمنى أن تحظى برجل يوفر لها كل ما تتمناه من سعادة وراحة. 
ولكن نقول يبقى مُجرد حلم ووهْم وسراب، لأنه كل إنسان (ذكر أو أنثى) يمتلك صفات موجودٌ فيهِ، الأخر يفتقر إليها وهكذا، ومعًا يكملانها! إي بمعنى كل الصفات الجميلة والحسنة التي ذكرناها من المستحيل أن تتواجد في رجلٌ واحدٍ أو تتواجد في إمرأة واحدة! لأن البشر جميعا يعيشون على الأرض مع بعضهم ومن الطبيعي أن يكون لكل واحد طبع خاص  يتطبع به،  أو يكتسب صفات مختلفة عن الآخر. وإذا وجْد هذا الرجل المثالي الذي تتمناه كل فتاة وتحلم به، لمْا بقيتْ أمرأة على وجه الأرض تعاني وتشكو من زوجها أو حبيبها، ولمْا كان هذا الكم الهائل من المُطلقين! ولمْا بقيت لحد الآن في بعض الدول بدون حقوق، ومُهانة من قبل الرجل!
دعوتنا لكل الفتيات: 
 قيل في المرأة: لا تطلب المرأة من الدنيا إلا زوجاً، فإذا جاء طلبتْ منهُ كل شيء! 
لذا ندعو كل الفتيات أن لا ينظرنْ إلى الرجل من خلال ما يملك أو مقدار مستوى معيشتهِ، أو إلى الشكليات من حفلات وسهرات ونوادي، فمقدار الرجل وقيمتهِ لا تقاس بهذا، بلْ بمعدنهِ وأصلهِ الطيب ومقدار عطائه لها ومدّى مُحافظتهِ عليها. والأمور الأخرى مع العشرة وبالتعاون مع بعضهم ومساعدتهم لبعض البعض تأتي تدريجياً وتباعاً، فجميعها شكليات! 
وفي رأينا الرجل الذي تتمناه كل فتاة هو الواثق من نفسه، ويقول كلمة الحق بأسلوب مهذب وحضاري بحيث لا يخدش كبرياء أو مشاعر أحد. ويتسم بقوة الإرادة وقوة الشخصية وان يكون عند قولهُ عندما يعّد بشيء، كذلك لينًا في تصرفاتهِ وتعاملهِ.  يهب الأمان والحنان، ويشارك هموم نصفهُ الآخر، مُتسامحًا لهفوات شريكهِ، ويُشاركها أسراره، وإذا تحدث تنبهر من أسلوبهِ وحسن حديثهِ وطريقة أداءه لكلامهِ، أن يكون مقدراً لأحاسيسها ومشاعرها ويحْن عليها وقت حزنها وألمها، وان يستمع إليها ويقدر رأيها ويطلب مشاركتها في قراراتهِ ويحترم رأيها، ويطرب مسامعها بكلمات دافئة مليئة بالحب، يشُعرها بأنهُ بحاجة إليها في كل لحظة، ويفتخر بها ويراها في عينيهِ غالية وجوهرة ثمينة ويحسسُها بهذا، ويكون محافظاً على بيته وأولاده.
وأخيراً نقول:
بين الرجل والمرأة لغة لا يفهمها سواهما، لغة التفاهم والصدق والمحبة والتراضي. وهم عظماء حين  يؤدون دورهم ورسالتهم  في الحياة وللأجيال القادمة  بكل أحترم أحدهما للآخر، وكما نعلم بأنه لكل من المرأة والرجل، تربية وتعليم ونفسية مختلفة، وبيئة وطريقة تفكير خاص بكل منهما، وأيضا يمتلكان طباع تختلف عن الآخر، فلا جمال المرأة ولا وسامة الرجل هي الصفة الأساسية وشرط ضروري لشريك أو شريكة الحياة، بل مقدار وعطاء وحب كل واحد منهما للآخر، وبذلهما  لبعضهما، ومحافظة كل واحد منهما على صورتهِ وأهميته أمام الأهل والمجتمع والأبناء أيضاً. فالجمال الحقيقي هو الجمال الداخلي (جمال الروح والنفس). وبالمعاملة الطيبة والكلمة الحنونة تستطيع (يستطيع) أن تُشكل شريك الحياة مثلما تريد. مثلما الإنسان هو الذي يصنع الحياة وأستمراريتها، كذلك بيده يستطيع أن يُكون شريك حياتهِ ورفيق دربهِ كيفما يريد..   

 

You may also like...