الذكرى الثالثة عشر لتأسيس الحزب الديمقراطي الكلداني


                 “خاهه عَمّا كَلْذايا “

تحل علينا وعلى الأمة الكلدانية جمعاء هذه الأيام الذكرى الثالثة عشر لتأسيس أول حزب سياسي قومي كلداني هو الحزب الديمقراطي الكلداني، وتحديداً يوم 15/10/2012.

الحزب الديمقراطي الكلداني هو أول حزب سياسي قومي كلداني أنبثق من رحم هذه الأمة بعد أن عاش المؤسسون معاناة ابناء شعبهم، ورأوا أن الظروف الذاتية والموضوعية قد تهيأت لتأسيس حزب سياسي يحقق طموحات الأمة ويحمل همومها، في مرحلة ما قبل السقوط لم يكن الكلدان بحاجة لتأسيس حزب سياسي لهم، وذلك يعود لعدة اسباب أهمها أن للكلدان حضور فاعل ومشاركة حقيقية في كافة مرافق الدولة سواء السياسية منها أو في ما يتعلق بالمناصب، فكان من الكلدان وزراء ومدراء عامين وضباط كبار في الجيش والشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة، كيف لا وهم العراقيون الأصلاء، وقسم كبير منهم قد شغل وظائف عالية، وعلى الصعيد السياسي لم يكن الكلدان بعيدين عن العملية السياسية فقد أنخرطوا في الكثير من الأحزاب التي كانوا يرون فيها تحقيق أهدافهم ومصالح أمتهم الكلدانية، وخير مثال على ذلك مؤسس الحزب الشيوعي العراقي ( فهد ) يوسف سلمان يوسف، والمناضل توما توماس وغيرهم كُثُر، ولذلك نرى تأسيس الأحزاب سابقاً كان يتم على أسس وطنية سياسية وليست قومية ضيقة كما هو اليوم، لذلك برزت الحاجة اليوم إلى تأسيس حزب كلداني يطالب بحقوق هذه الأمة، بعدما عانت من التهميش والتعتيم والإقصاء، وعجزت الحكومات المتعاقبة عن تحقيق أهداف وطموحات هذه الأمة العريقة، لا بل تناستها إلى الأبد، لذلك كان ولابد من تأسيس حزب يزيل عنها غبار الزمن، ويرفع من شأنها أمام هذه الهجمة الشرسة التي يقودها الأصدقاء قبل الأعداء.

إن الكلدان حقيقةً هم القومية الثالثة في العراق بعد العرب والأكراد، ولم تقتصر هذه التسمية على المسيحيين فقط لأن القومية الكلدانية ابعد من أن تكون قومية مسيحية فقط، فلنا أبناء عمومة في وسط وجنوب العراق، ابناء أور المقدسة والعمارة وذي قار والبصرة ، فهم كلدان وإن أختلف المعتقد الديني، لذلك نعود لنقول، بما أن التهميش بدأ علناً من قبل قادة في الحكومات، إذن برزت الحاجة لتأسيس حزب يحمل هموم هذه الأمة وعلى عاتقه تقع مسؤوليات جسام، في خضم هذه المتناقضات وهذا الصراع برزت الحاجة لوجود حزب قومي كلداني، فأنبرى الرجل الشهم الشجاع الأستاذ أبلحد افرام وبدعم ومساندة من إخوته أعضاء المكتب السياسي للحزب، بتأسيس أول حزب قومي سياسي كلداني، ليفند اقاويل وأكاذيب البعض من إنتهاء الدور القومي والسياسي والوطني للكلدان في العراق، وإسباغ عليهم تسمية عفا عليها الزمن، ولا تليق بهم ككلدان.

اليوم تمر علينا الذكرى الثالثة عشر لتأسيس أول حزب كلداني سياسي، هذا الحزب الذي ولد من رَحَم هذه الأمة، نتساءل ماذا قدَّمَتْ هذه الأمة لوليدها ؟ هل رَعَتْهُ ؟ هل أحتضنته؟ هل حَمَتهُ وحَنَّتْ عليه كما تحنو الأم على وليدها ؟ تلتف حوله، ترعاه، تقدم له الدعم والإسناد ، ألا ترى فيه رَجُل المستقبل، المُنْقِذ، حامل همومها، محقق طموحها، !!! ماذا قدّمَتْ الأمة الكلدانية لوليدها الجديد ؟ هل فطمته قبل أن يحين موعد الفطام ؟ هل تخلّت عنه في ايام الشدائد العِظام ؟ هل هجرته كما تهجر الأعشاش الحَمام ؟ هل غّنَت له أغنية ( بالله يا طير الحمام ودّي للغايب سلام ) ؟ وهل فعلاً الحزب الكلداني غائب بجسمه حاضر بإسمِهِ ؟ ماذا قدمنا لهذا الحزب ؟أين هي جماهير الحزب من الكلدان ؟ لماذا لم ينخرط جميع الكلدانيين في هذا الحزب العظيم ؟ ولماذا لم يتم فتح فروع للحزب في محافظات الجنوب ؟ وهل هناك حركات سياسية كلدانية مؤشرة على الساحة العراقية غير الحزب الديمقراطي الكلداني ؟ ماهي الأسباب الذاتية والموضوعية التي تمنعنا من الإنتماء إلى هذا الحزب العظيم ؟ كيف نبرر إنتماءاتنا السابقة والحالية لأحزاب سياسية ونمنع أنفسنا من الإنتماء إلى حزبنا العظيم الذي ولدته أمّنا الحقيقية ؟ لماذا نبرر إنتماؤنا للشيوعي العراقي والكردستاني والآشوري وغيرها ونمنع أنفسنا من الإنتماء لحزبنا الحقيقي، مهما كانت السباب والدوافع ؟ هل هي اسباب شخصية فردية مصالحية إستفادية ؟أليست هذه هي الأنانية المطلقة بكل ما تحمله كلمة الأنانية من معنى ؟

البعض من الكلدان يجيز لنفسه بأن ينتمي إلى الأحزاب الآشورية تحديداً بحجة أنه آشوري، إنها كذبة وخداع ، مسألة الشعب الآشوري أنتهت وأنتهى مفعولها بتأسيس الدولة العراقية وقبلها بعدة قرون اي بعد سنة 612 ق . م، وقد حلّت محلها تسميات عديدة ومختلفة، آخرها هي تسمية ” الشعب العراقي ” فكما أن الآشوريون كانوا مجموعة من القبائل والقوميات حملت أسم البقعة الجغرافية التي كانت تسكنها وهي بلاد آشور، اليوم تلك القبائل والأقوام تنتسب أو تحمل التسمية العراقية، نسبة إلى بقعة الأرض التي تحمل أسم العراق وينتمي أهلها إلى اقوام وعشائر كلها ضمن أسم العراق والعراقيين وإن أختلفت معتقداتهم الدينية وتنوعت مذاهبهم، ولكن يجمع شملهم جميعاً بكل هذا الإختلاف  التسمية العراقية التي يحملونها، فأنا والتركماني والكردي نحمل أسماً واحدا ولنا وطنُ واحدٌ هو العراق، وأنا المسيحي والمسلم والإيزيدي والصابئي نحمل تسمية واحدة ولو أختلفت معتقداتنا الدينية فكلنا عراقيون،عندما سافرنا إلى بلدان المهجر نجتمع جميعاً بالرغم من كل الإختلافات في القومية والدين والمذهب والمعتقد والإنتماء السياسي، نجتمع تحت راية واحدة هي راية العراق، ونحن جميعنا من وطن واحد أسمه العراق، وتحت علم واحد هو العَلَم العراقي، ونحن الكلدان  نفتخر أن نكون العراقيين الأصلاء وجزء مهم من العراق العظيم.

هل نلقي باللائمة على قادة الحزب الكلداني ؟

مَنْ نَلوم في هذه الإخفاقات وهذا النشاط غير المتكافئ ؟ الحزب أم الشعب ؟ إلى متى نبقى نحن الكلدان هكذا !!! مهمشين، منزوين في ركن مظلم، لا نبالي بمصير شعبنا، لانشعر بمعاناة الآخرين، لا نحمل همومهم ، !!! لا نلتف حول الحزب الذي تأسس من أجل تحقيق كل هذه الطموحات ؟ هناك مَثَل موصلّي قديم ( قَسْ البيت ما تنباس إيدو ) أي أن العائلة التي أحد أبناؤها رجل دين لا يقبّلون يده، يعني وكما يقول العراقيون ( مَيانه زايده ) فهل أن الحزب الديمقراطي الكلداني ينطبق عليه هذا المَثَل ؟

نعم، لا يستطيع الحزب الديمقراطي الكلداني من ان يعين أحداً من ابناء ألقوش قائم مقام تلكيف، أو يغير مدير مدرسة إبتدائية، أو تكون له كلمته في تغيير مدير عام الوقف المسيحي أو أن يشغل وظيفة وزير ابن أخت الأستاذ أبلحد افرام، أو أن يكون أبن خالته مدير عام، وابن عمتّه مستشار، أو سفير أو قنصل أو قائم بأعمال سفارة أو موظف كبير في ديوان وزارة، فهذه المناصب محسومة سَلَفاَ، وعلى اسس باتت معروفة للجميع، اهمها أن التهميش والإقصاء للكلدان جاءا مع المحتل الأمريكي، فأول تهميش وإبعاد للكلدان عن العملية السياسية العراقية بعد عام 2003 قادها ونفذها بريمر عندما أبعد غبطة البطريرك الكلداني من تمثيل الكلدان وتعيين السيد يونادم كنا ممثلاً للمسيحيين في مجلس الحكم،  ( إن كان رب البيت بالدف ناقراً فشيمة أهل الدار كلهم الرقص ) وعلى هذا المنوال نرى بأن جميع الأوتار تعيد نفس النغمة، وآخرها أن ننعت بالجالية ونحن في وطننا، نقول إن كان القادة الجدد قد أهملوا دور الكلدان، إذن والحالة هذه كان يجب على الكلدان ان يلعبوا دوراً أقوى وأبرز وأشجع، وهو أن يلتفوا حول حزبهم الحقيقي لأن فيه طموحات الأمة كلها، ولن نرى بصيص النور وشعاع الأمل إلا من خلاله،إذن السبب الكبير هو نحن الكلدان .

أين هم كلدان الخارج ؟

أين هم كلدان المهجر من العملية السياسية في العراق ؟ نعم وأنا واحد منهم، نكتب المقالات، نشخص نقاط الضعف، ننتقد، نصرخ، نستغيث، نستصرخ أهل الضمائر الحيّة، صوتنا عالياً وا معتصماه، وا ابلحداه ( الأستاذ أبلحد افرام ) ولكن هل قدّمنا شيئاً فعلياً يساهم في نهضة الحزب والأمة الكلدانية؟هل شاركنا في إنشاء صندوق نصرة الحزب ؟ هل تبرعنا شهرياً وبإنتظام ولو بمبلغ ضيئل جداً لدعم هذا الحزب ؟ لنقارن سعر شكولاته واحدة أسبوعياً ونضعه في صندوق نصرة الحزب وهذا على كل عائلة كلدانية في جميع دول المهجر ونرى في نهاية الشهر أو حتى نهاية السنة لنرى المبلغ وقد اصبح الوفاً مؤلفة يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً في دعم الحزب وقضايا أمتنا، ألم يكن حال الحزب أفضل بكثير مما هي عليه الآن ؟لماذا نلقي باللائمة على قادة الحزب، نبرئ ساحتنا وأنفسنا من تحمل جزء من المسؤولية وجزء من هذا التهميش والإخفاق ؟ لماذا نبرئ أنفسنا من تحمل المسؤولية القومية التي يجب أن ننهض بها جميعاً ؟ لماذا وإلى متى نبقى إتّكاليين ونعيد كلمة ( يا معوَّد !!!!  عوفنا الخاطر ألله !!!! والله مديون !!! محتاج !!! آني أريد واحد يساعدني !!! هو أشسوّا الحزب الكلداني !!!! أشو دايضربون بها الفلوس وما يشبعون !!!! العراق مليان فلوس !!! وإلى غيرها من التعابير المقززة التي تبعد وتنأى عن المسؤولية، وهذه هي الشخصية الإنهزامية.هل المسؤولية تقع على عاتق كلدان الداخل فقط ؟ لماذا نتباكى على حالهم ونحن بعيدين عن تقديم المساعدة مهما كان نوعها ومقدارها لهم ؟ لماذا لا ننسى توفير أبسط أحتياجات أصغر أطفالنا ونهمل الهمَّ الكبير الذي يجب أن نحمله ؟ فالكلدان هَمٌ كبير يجب أن نحمله، ولا تحمل هذا الهم إلا مناكب الرجال العِظام، وكانت مناكب أبطال  الحزب الديمقراطي الكلداني أهلاً لذلك . هل نبقى مكتوفي الأيدي ؟ نتفرج ؟ نذرف الدموع ؟نلوم ؟ نوّجه أصابع الإتّهام لغيرنا ؟ننتقد ؟ نتباكى ؟أم بالقلم والورقة نسند، ندعم ، ونردد سيروا إلى الأمام ونحن من ورائكم ؟

ما هو دور المرأة وموقفها من الحزب الديمقراطي الكلداني ؟

أين أنتن يا نساء الكلدان ؟ لقد كانت المرأة الكلدانية هي السباقة في ذلك، فأول كلدانية كانت هي من أصدرت صحيفة ، وأول إمرأة في السليمانية حملت أول إجازة سَوق كانت كلدانية، واول إمرأة افتتحت صيدلية في السليمانية كانت كلدانية ، وقد خاضت المرأة الكلدانية غِمار السياسة من خلال مساندة زوجها وأخيها ووالدها وأبنها، أين أنتن اليوم من الإنخراط في صفوف الحزب الديمقراطي الكلداني ؟ لماذا لا تسيرون الفود للإستاذ أبلحد افرام وتطالبونه بمقعد في المكتب السياسي للمرأة الكلدانية ؟ اين أنتن يا نساء ألقوش وتللسقف وبرطلله وكرمليس وباقوفا واراذن وووووو … بقية القرى والقصبات الكلدانية ؟ ولماذا هذا الجفاء مع الحزب الديمقراطي الكلداني ؟ أين هي نشاطات المرأة الكلدانية السياسية ؟ نريد أن نرى ونسمع حضوراً فعلياً للمرأة الكلداني وهي تشارك أخيها الرَجُل في العملية السياسية ؟ ألا تقع مسؤولية نجاح وإنجاح الحزب على عاتقن أنتن ؟ بالأمس كانت أمهاتكن يساندن الأبطال الذين حاموا بلداتنا من فوق قمم الجبال الشماء، واليوم يجب أن تحملن الراية أنتن ايتها الماجدات الكلدانيات . أين هو الكادر النسوي من الحزب ؟ ولماذا لا نسمع عن أن تكون فلانة الفلاني مسؤولة فرع الحزب في المنطقة الفلانية، أو مسؤولة التنظيم النسوي، أو قائدة من قادة هذا الحزب ؟ أين هم الشباب من الحزب ؟ ولماذا لا توجد فرق رياضية وكشفية وإعلامية منخرطة في صفوف الحزب ؟

ولكن النتيجة ؟ ما هو الفعل من وراء كل ذلك ؟

لا نريد الإطالة في الكتابة ونحن في مجال الذكرى الثالثة عشر لتأسيس الحزب الديمقراطي الكلداني ، ولكن نخلص لنقول إن مسؤولية نجاح الحزب تقع على عاتق جميع أبنائه من الكلدان الأصلاء، المسلم فيهم قبل المسيحي ، وكلدان الخارج قبل كلدان الداخل نتيجة لمساحة الحرية التي يتمتعون بها بعيدين عن كل أذى يمكن أن يطالهم،  او اي تهيج إرهابي أو نعرة دينية طائفية ضيقة،

أين هم ممثلوا الحزب في الخارج ، في بلدان المهجر في أمريكا وأوروبا ؟ ماذا فعلوا بذكرى التأسيس ؟ اين هي برقياتهم لتهنئة الأمين العام ؟ أين هي كلماتهم المؤثرة ودعمهم وإسنادهم في هذه الذكرى الخالدة ؟ماذا فعلوا بذكرى التأسيس ؟ أية إحتفالية اقاموا ؟ أية كلمات ألقوا ؟ أين هي تجمعاتهم ؟ ولماذا السكوت في أعظم يوم وأحلى ذكرى ؟وهل هناك في الحزب ذكرى أعظم من ذكرى التأسيس ؟ أقول أعظم، لأن في ذكرى التأسيس وقفاتٌ ووقفات، مراجعة عامة وشاملة لمسيرة الحزب النضالية ، تشذيبٌ وتنظيف، دراسة الإخفاقات واسبابها وكيفية معالجتها، وهذه كلها تقع على عاتق الكلدان جميعاً بدون إستثناء ،

أملنا في ذكرى التأسيس أن تنهض الأمة الكلدانية من جديد، وأن تعي دورها القومي النضالي ، هدفنا هو الجموع الشابة، فالشباب هم بُناة المستقبل وعلى عاتقهم تقع المسؤولية الكبرى، نداؤنا إلى ابنائنا الشباب بالإنخراط في صفوف الحزب الديمقراطي الكلداني ، كما أوجه ندائي إلى النساء الكلدانيات الأبيات أن يسرعن في عملية الإنتماء للحزب خدمة لمصالح أمتنا الكلدانية وتحقيقاً لأهدافها وتطلعاتها في بناء المجتمع الكلداني الذي هو جزء لا يتجزأ من المجتمع العراقي العظيم .

يا أبناءنا الكلدان ، ندعوكم للإنخراط في صفوف الحزب الديمقراطي الكلداني، الحزب الوحيد للأمة الكلدانية ، الذي بواسطته عرفنا أن للكلدان راية تخفق، ونشيدٌ وطنيٌ تصدح به الحناجر، وصوتٌ قوي قوميٌ عنيدٌ مُدافعٌ له في المحافل الرسمية العراقية والدولية.

تحية إجلالٍ وإكبار للحزب الديمقراطي الكلداني بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لتأسيسه

عاش الحزب الديمقراطي الكلداني

عاشت الأمة الكلدانية

عاش العراق العظيم

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعاً .

السابع عشر من تشرين الأول /2012  

 نزار ملاخا

You may also like...