الديمقراطيون وسعيهم لامتلاك الفضائية

شهدت تكنولوجيا الاعلام تطوراَ كبيراَ, في ظل ثورة المعلومات والاتصالات التي ميزت كوكبنا في القرن الواحد والعشرين , وبدأت القوى الدولية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية , برصد الاموال لغرض البحث العلمي وتطوير تكنولوجيا الاعلام , ارتباطاَ باهدافها واستراتيجيتها واجنداتها في السياسة الدولية وفي التأثير على الدول والشعوب  , واصبح الاعلام في ظل هذا التطورعنصر من عناصر القوة والتاثير وفرض الهيمنة  (كالقوة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية ) . فالاعلام اصبح عنصر قوة ليس فقط على صعيد العلاقات الدولية , وانما على الصعيد الداخلي بالنسبة للاحزاب والقوى المحلية , البعض اشخاص واحزاب حصل على الاموال بدعم خارجي كاحزاب الاسلام السياسي وحتى بعض القوى القومية , وتمكنت من امتلاك بعض عناصر القوة الاعلام الجماهيري القناة التلفزيونية, وذلك لضخ ولانتاج أفكار وآيدلوجيا الهيمنة والتأثير على افراد المجتمع وعلى المحيط الاقليمي. وتخلفت قوى اليسار والديمقراطية والتقدم عن امتلاك هذا الاعلام الجماهيري , واصبحت عاجزة حتى في الدفاع عن نفسها , ومحاصرة من القوى النيوليبرالية الجديدة على الصعيد العالمي ومن قوى الاسلام السياسي على الصعيد الاقليمي و المحلي .

 

مبادرة الحوار المتمدن في اطلاق فضائية تعد نقلة نوعية في التفكير :

في هذا الظرف بالذات الذي فرض فيه حصاراَ اعلامياَ على قوى اليسار والديمقراطية , سواء على الصعيد العالمي او على الصعيد الاقليمي و المحلي . حيث رصدت اموالاَ خيالية لصناعة اعلام  جماهيري احادي التوجه ,  فانشأت هذه القوى  محطات تلفزيونية , لغرض فرض هيمنة اعلامية , لانتاج وبث فكرها لجمهور عريض واسع لتؤثر فيه واخضاعه لارادتها , من خلال بث ثقافة التطرف الديني والقومي والغاء الآخر والاسائة للفكر العلماني الديمقراطي , وترسيخ الجهل وبث الاشاعات لخلق الاحباط واليأس وتبسيط وعي المواطن اضافة لاثارة التوتر والعدوانية وحتى الاضطراب النفسي والقلق والشكوك لدى المشاهد ولاغلاق المنافذ الجماهيرية امام الفكر الديمقراطي , وساهمت في انتزاع الامل والتفاؤل من جمهور واسع من خلال برامج معدة لهذا الغرض بهدف الاستحواذ على عقول الناس ومشاعرها لتهيئة الاجواء لسيادة فكرها المؤدلج المعادي للديمقراطية .

من هذا جاءت مبادرة الحوار المتمدن لتعطي دفعاَ للتيار اليساري الديمقراطي قوى وشخصيات  ديمقراطية ومثقفة , لتعيد النظر في  تفكيرها ومواقفها من الفضائية ولتقف وقفه جادة في دراسة هذا المشروع الاعلامي الجماهيري الذي هو حاجة لا غنى عنها . رغم ان هناك بعض الاحزاب الشيوعية تعمل جاهدة منذ سنوات لتاسيس فضائية , لكنه يواجهها ضغط العامل المالي وضخامته لهذا المشروع الهام , ان مبادرة الحوار المتمدن هي موجهة لجميع القوى والشخصيات لاعادة التفكير بمشروع الفضائية ووضعه على اولويات الدراسة ثانية لانه سيكون مشروعاَ جماعياَ . لهذا ان كل قوى اليسار والديمقراطية  ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان وجمهرة كبيرة من المثقفين والشخصيات الديمقراطية في البلدان العربية معنية بدراسة هذه المبادرة والعمل على تهيئة بيئة ومناخ يؤهلها من التأسيس والنشأة والنمو والتطور والعطاء والتأثير الثقافي والمعرفي والفني والتربوي ونشر الفكر الديمقراطي .

لا بد هنا من الاجابة على اسئلة الحوار المتمدن الخاصة باطلاق الفضائية .

1- اسباب عدم وجود فضائية الى الآن ؟

أرى ان الجواب على هذا السؤال هو يرتبط ببعد تأريخي هذا أولاَ , حيث ان بلدان الشرق الاوسط منذ تأسيسها الى الآن تقريباَ في غالبها حكمتها أنظمة دكتاتورية استبدادية قمعية مدعومة من الولايات المتحدة وحلف الناتو . ليس فقط إنها حاربت الديمقراطية واليسار والديمقراطيون , ولكنها صادرت حقوق المواطنيين وحرياتهم السياسية والمدنية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والحريات الشخصية إلى هذا التأريخ , وثانياَ تأريخياَ  الاحزاب الشيوعية واليسارية  كانت تعمل بشكل سري لعقود من السنين فقياداتها وكوادرها تعرضت للسجون والتصفيات واستشهد الكثير من هذه القيادات وبعضها تمكن من اختيار المنفى القسري وعاش ظروف اقتصادية صعبة كما ان الثقافة و المثقفون كانوا محاربون في بلدانهم . وثالثاَ في هذه الاجواء التي كانت سائدة لايوجد آنذاك شبر واحد في الوطن العربي يسمح باقامة مثل هذه المحطة لانه كانت الاجواء السياسية تتركزفي محاربة ومحاصرة قوى اليسار والديمقراطية وقمع نشاطاتهم ومنعهم من ممارسة حرية الاعلام . ورابعاَ أضافة لهذه العوامل الموضوعية , هناك اسباب وعوامل ذاتية , منها ضعف الامكانيات المالية لهذه القوى , وعدم وجود تمويل خارجي لها اي انعدام مصادر التمويل الخارجية منذ ذلك التأريخ الى هذه اللحظة , وهذا بخلاف قوى الاسلام السياسي وبعض القوى القومية , حيث ان مصادر التمويل الخارجي مفتوحة لها منذ تأسيسها الى هذه اللحظة . وخامساَ الحملات البوليسية القمعية التي تعرضت لها قوى اليسار والديمقراطية جعلتها جميعاَ أن تضع في أولى مهامها هو ( مهمة اعادة التنظيم ) وتكتفي في مجال الاعلام بالجريدة السرية والبيانات , حتى التظاهرات والتجمعات كوسائل للاتصال الجماهيري كانت ممنوعة , وتميز الحزب الشيوعي العراقي بفضل التضامن الاممي آنذاك بتأسيس ( راديوا باسم صوت الشعب العراقي في الستينات من القرن الماضي واعتقد حزب تودة ايضاَ ) وعاد ثانية راديوا صوت الشعب العراقي البث من كوردستان العراق في ثمانينات القرن الماضي, وسادساَ أعتقد هناك حالة من التردد لدى قيادات قوى اليسار والديمقراطية من الاقدام على هذه الخطوة في الظرف الراهن ارتباطاَ بحسابات عدة منها هيمنة قوى الاسلام السياسي , وحالة التردد ان كانت مشروعة في تفكير البعض ولكن طول فترة التردد تفقد زمام المبادرة , ان تضامن حاملي الفكر اليساري الديمقراطي احزاب وشخصيات واتفاقهم على رؤية لهذا المشروع سيعطي لهم امكانيات كبيرة في تهيئة بيئة التاسيس والنمو والتطور ,ان مصالح الشعوب والاوطان ومستقبل قوى اليسار والديمقراطية ونشر وتجذرالفكر و الثقافة الديمقراطية والمعرفة يتطلب الآن التفكير الجاد للمساهمة الجماعية بولادة هذا المشروع , التنويري الحداثي الديمقراطي الذي لابديل عنه , وبنفس الوقت ان امتلاك الاعلام الجماهيري يمثل عنصر قوة وردع سلمي لا بد منها في الظرف الراهن .

 

2- مدى أهمية وضرورة الفضائية المقترحة :

1- ان الفضائية  في المرحلة الحالية تعد من اهم وسائل الاعلام الجماهيرية تأثيراَ في المجتمع وجمهورها كبير وكبير جداَ يعيش في الارياف والمدن , الفضائية تدخل في كل بيت وفي الشارع مع الجمهور من خلال تواجدة في ( المقاهي والكَازينوهات والمطاعم والفنادق وحتى وسائط النقل) الفضائية هي الوسيلة الفعالة والمهمة في مخاطبة الناس من هنا تأتي اهميتها .

2- لذلك تعتبرالفضائية اهم وسيلة اعلامية تسهم في الوصول الى الهدف وهو تغيير المجتمع , لان الافكار والتوجهات تكون مؤثرة وفعالة ارتباطاَ بطريقة نقلها وعرضها هذا أولاَ وثانياَ بسرعة حركتها اي سرعة انتشارها . وهذه هي معادلة أكدها العلم والمعرفة وتجارب الحياة . وهناك ربط ديالكتيكي بينهما كلما كان نقل الافكار والمعلومات اسرع واوسع كلما كان التأثير والانتشار أكثر , وبديهياَ نقل رسالة من خلال البريد العادي اوالراديو وحتى الكومبيوتر ليس بنفس السرعة والسعة والتاثير التي تنتقل به نفس الرسالة من خلال القناة التلفزيونية , ليس ذلك فقط وانما ستكون الرسالة بالصوت والصورة الملونة وبهذا يكون التأثير على المشاهدين وسعتهم أكثر .

3- من هذا أن الفضائية هي من أهم الوسائل التي تعمل بشكل مؤثر في  محاربة التخلف والجهل , انهاتخلق الوعي من خلال نشر الثقافة والمعرفة والتعليم وحتى التربية وتنمي قيم اخلاقية واجتماعية وانسانية من خلال المصداقية في صنع وضخ النتاج الفكري والمعرفي والثقافي والتربوي للجماهير .

4- فهي بهذا تدفع المواطن المتفرج والمتردد والحيادي والمحبط والمتشائم , للتفكير بما يدور حولة في المجتمع , لانها تجلب إلى انتباهة قضاياه وحاجاته ومتطلباته ( السياسية والاقتصادية وحقوقة المدنية والاجتماعيةوالثقافية والتعليمية وحرياته الشخصية ) التي اقرتها المواثيق والاتفاقات الدولية ومبادئ حقوق الانسان , ومن خلال الفضائية الديمقراطية يدرك المواطن سبب تخلف مجتمعه وسبب الازمات التي يمر بها البلد و بهذا تتكون له رؤية واضحة للمشاركة في التغيير  , وتخلق لدى المواطن شعور الامل والثقة والتفائل الذي سرقه منه الخطاب الاسلامي المتطرف وتعيد له عناصر القوة والارادة بالنزول الى الملعب والمشاركة في الصراع من اجل تحقيق حقوقة وحرياته  .

5- بلا شك كلما تكون البرامج تلبي حاجات ومتطلبات المشاهدين , كلما زاد التصاق الناس بها,  وتصبح القناة بحق تعبر عن اهداف وتطلعات المجتمع نحو الحداثة والتغيير وتتناما القيم الثقافية والحضارية والانسانية في المجتمع وتسود ثقافة حقوق الانسان والديمقراطية .

6- واهمية الفضائية تكمن ايضاَ في نقد الفكر المتطرف ومحاربة الارهاب , وبهذا فهي ما يميزها عن كل القنواة التلفزيونية الحالية التي تنقل احداث الخبر فقط كالعمليات الارهابية مثلاَ , بينما قناة الديمقراطيين , تعطي ثقافة للجمهور لتحليل عوامل الارهاب وجذوره الفكرية واسبابه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبهذا تخلق ثقافة جماهيرية لمحاربة الارهاب وتجفيف منابعه وتعطي رؤية للمواطن ومقدرة على تحليل الاحداث والوصول الى استنتاجات , وكما ان برامجها ستسهم في خلق اللحمة الاجتماعية والحفاظ على الوحدة الوطنية وادامة السلم الاهلي والمساعدة في فرض الامن والامان في البلد .

7- فهي ستكون من اهم الوسائل الفعالة في التفاعل مع الثقافات الانسانية الاخرى للشعوب وتجاربها , وتسهم في محاربة الاستبداد والدكتاتورية و الشوفينية والعنصرية , وستكون منبر اعلامي لكل الشعوب العربية المتطلعة للغيش الكريم وضمان الحقوق والحريات والديمقراطية والسلام والتقدم .

8- كما انها ستكون ضرورية في جوانب اخرى هي الادب والرياضة والمعرفة وتثقيفية وترفيهية ايضاَ في مجال الفن  من خلال عرض الافلام والمسلسلات الهادفة , وفي مجال الغناء والموسيقى  فهي ستكون مسلية وسيكون لها دور في تنشأة الجيل الجديد من خلال اعداد برامج للاطفال, و سيكون لها تأثير حتى نفسي على عقول واعصاب ونفوس الناس وستسهم في تخفيف التوتر والقلق والاضطراب والعدوانية والعزلة الاجتماعية والانغلاق , التي سببها و خلقها لهم اعلام الاسلام السياسي .

 

3- توجهات الفضائية المقترحة هل تكون بخط سياسي واحد أم متعدد الاتجاهات وهل يصلح الخط السياسي العلماني المنفتح للحوار المتمدن ؟ من وجهة نظري ارى ان الاجابة على السؤال الثاني اعلاه هي نفسها تنطبق على توجهات الفضائية المقترحة . و ارى ان تكون توجهاتها ديمقراطية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية وفي مجال الاعلام , واشاعة ثقافة حقوق الانسان , وهي بلا شك تعبر عن الخط السياسي العلماني المنفتح , مع تجنب طرح افكار يسارية ذات توجهات استراتيجية بعيدة , والابتعاد عن الخطاب السياسي اليساري المتطرف , والتاكيد على المهام الديمقراطية وبهذا فانها ستخلق لها جمهوراَ ليس فقط ثابتاَ وانما متنامياَ في السعة والحضور .

 

4- فيما يخص سياستها تجاه الانظمة العربية وقوى التعصب والتطرف . أرى ان تكون القناة بعيدة عن التدخل في شؤون الانظمة وبهذا فان مهمتها هي نشر الثقافة والفكر الديمقراطي والانساني , وتحارب رواسب التخلف في المجتمعات , وتقدم للمشاهد معطيات عن اضرار الاستبداد والدكتاتورية و التطرف الديني والقومي والطائفي والاضطهاد الجنسي , وتؤكد على الحقوق والحريات , وتنتقد الفكر الظلامي المتطرف ولا تتدخل بشكل مباشر في شؤون الدول والحكومات لتجنب الهجوم عليها وبنفس الوقت لتجنب اقامة جبهه ضدها قد تتكون هذه الجبهة من الحكومات ومن قوى التطرف الديني والقومي.

 

5– كيفية إدامتها بأمكانيات محدودة ؟

6– التمويل من ؟ كيف ؟ والاهم كيفية أدامة ذلك .

بلا شك ان اهم عامل لانجاح وديمومة تواصل الفضائية هي الجانب المالي ومصادر التمويل النزيهه , واني اقدم مقترح هنا هو : ان يكون من ضمن مصادر التمويل الثابته للفضائية هو طرح  المشاركة (بأسهم استثمارية) ويحدد سعر السهم أي مبلغ السهم بالدولار وأن لايكون سعر السهم مرتفع وذلك لتشجيع  المشاركة وتنامي سعة المساهمين . ويتكون لهامجلس ادارة عضويته من احزاب وشخصيات من أكبر الاسهم ويكونوا مختصين في الجانب الفني والاعلامي ووضع البرامج والادارة وكفوئيين , وتنظم عقود لتضمن لصاحب السهم مبالغة . وقد يكون مصدر آخر للتمويل هو بمساعد ة الاتحاد الاوربي في تقديم مساعدة مالية  لبرامج تنمية الديمقراطية , والفضائية المقترحة تسهم في تنمية الثقافة الديمقراطية لكن في حالة الموافقة للتوجه للاتحاد الاوربي , يكون هنا بشرط ان لا تكون هذه المساعدة بشروط او قيود تفقد القناة استقلاليتها الاعلامية وتوجهاتها .

 

7- من أين تبث في ضوء قوانين الاعلام وسطوة الانظمة العربية في تقييدها محلياَ وعالمياَ ؟ وهذا عائق موضوعي آخر لا يقل شأنأ عن المصادر المالية وهو عامل معرقل ومؤجل لفكرة الفضائية . ولكن اقترح هنا مفاتحة حكومة اقليم كوردستان العراق , رغم انه توجد عراقيل ولكن بنفس الوقت توجد امكانيات في الحوار مع حكومة الاقليم والتوصل معهم لاتفاق , لا سيما يوجد تفهم و انفتاح نسبي لدى حكومة الاقليم , كماان الفكر الديمقراطي واليساري هو الآن في تنامي في كوردستان العراق , وتوجد تجربة في هذا المجال عندما غلقت الامارات قناة الفيحاء توصلت ادارة القناة للاتفاق مع حكومة الاقليم , وباشرت  بثها  من ارض كوردستان العراق .

 

8-هل يمكن البدأ بها على ضوء امكانيات محددة وبالعمل التطوعي وكيف ؟

9- من يدعمها ؟ وهل يمكن ان تكون داعماَ لها بأي شكل من الاشكال ؟

10- هل ان التلفزيون يبث عبر الانترنيت يمكن ان يكون مرحلة لذاتها أولية للفضائية المقترحة؟

بلا شك في البدأ ستكون الامكانيات محدودة ولا خيار عن العمل التطوعي ولكن لفترة قد تكون سنة او اكثر ارتباطاَ بنجاحها وتنامي شعبيتها , ستدخل بعد ذلك الدعاية والاعلانات وتصبح كمورد مالي لها , الذي يدعمها في الاساس هو الجمهرة الواسعة من الاحزاب والشخصيات والمنظمات التي ستساهم فيها كيف ؟ من خلال المساهمة في المال هذا اولاَ وثانياَ مدها بالفنيين والاعلاميين وحتى المراسليين ,وبلا شك سأشارك في دعمها . ممكن في البدأ أن يكون التلفزيون عبر الانترنيت كمرحلة أولية , ولكن مايلاحظ على البث التلفزيوني عبر الانترنيت هو غير واسع الانتشار لايغطي الارياف ولا المدن مع قلة عدد المشاهدين فيه فتأثيرة سيكون محدود ومقتصر على من يمتلك الانترنيت فقط .

 

مبادرة الحوار المتمدن كأنها تقول اعطني اعلاماَ جماهيرياأعطيك شعباَ مثقفاَ :

هذا هو محتوى وجوهرمبادرة الحوار المتمدن , اذاَ كيف نصنع هذا الاعلام الجماهيري كيف تتحول المبادرة الى واقع , لكي نحقق الهدف في تغيير توازن القوى في المجتمعات باتجاه تنامي الفكر الديمقراطي  . ارى ان الديمقراطيون اليوم اكثر من اي وقت مضى بحاجة ماسة للوسط الناقل للفكر الديمقراطي الا وهي الفضائية لدورها في نشروبناء الثقافة والمعرفة  والفن والتربية, والفكر والسياسة والتوجهات بدون وسائل نقل سريعة وجماهيرية سيبقى تأثيرها محدود وغير مؤثر , والخشية من ان يلجأ الديمقراطيون للدفاع , والاخطر هو الخوف من التراجع بسبب عوامل عدة . لهذا تعتبر مبادرة الحوار المتمدن نداء ودعوة لكل قوى اليسار والديمقراطية ولكل ناشطي ومؤيدي الثقافة والفكر الديمقراطي وحقوق الانسان , ليتفقوا على خطوات عملية تتضمن مشتركات وقواسم تلتقي على ضوئها هذه القوى للبدأ بمشروع الفضائية , وكلما كانت ذات وجهة ديمقراطية كلما جمعت حولها اوسع القوى والشخصيات للمساهمة في تمويل المشروع وفي مده بالفنيين والاعلاميين والخبرات وديمومته لانه حاجة لاغنى عنها , وبذلك حقاَ ستكون أداة تغيير فعالة تستقطب جمهرة واسعة ومتنامية من المشاهدين .

18-12-2010

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *